عدت اليكن أخواتى و حبيباتى فى الله

و مع حديث جديد و هذه الوقفة الرائعة للتأمل

و خير ما نستهل به كلامنا هو الصلاة و السلام على خير الأنام


مـحـمــــد صلى الله عليه و سلم



قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا
وبمحمد رسولاً )

رواه مسلم .




أخواتى فى الله

حياة ربانية تلك التي يحياها القريبون من ربهم , يستعينون به في شتى شئون حياتهم , ويسلمون لقضائه , ويرضون بما يحصل لهم في دنياهم , ويقنعون بما آتاهم .. غير ناظرين لما في يد غيرهم , ويستغنون بالله عما في الدنيا من متاع , فتراهم سعداء قريري العين مطمئنين مهما أصابهم , غير متصارعين على ما يتصارع عليه الناس , همهم رضوان الله , ويقينهم هو الرضا به سبحانه , فيفيض عليهم بركاته التي لايعلمها إلا هو , ويحيطهم برعايته وعونه ويؤنسهم بمعيته وفضله .


والمؤمن لا ينال الرضا ولا يحصل له إلا إذا سبقه التوكل الكامل في قلبه, ودرجة الرضا درجة عزيزة غالية ولذلك لم يوجبها الله على عباده, لكن نبههم إليها واستحبها منهم وأثنى على أهلها, بل أخبر سبحانه أن ثواب الرضا أن يرضى الله عنهم, وهو أعظم وأكبر وأجل من الجنان وما فيها


فإن العبد المؤمن الصالح إذا حصل له الرضا ارتفع جزعه في أي حكم كان أو قضاء, بل استقبل كل قضاء الله تعالى بالفرح والسرور.


وهناك طريقة للتدريب على الرضا والتخلق به وصفها الصالحون: وهي الطمأنينة, فمن درب نفسه على الطمأنينة حصل له الرضا, قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً َرْضِيَّةً} والمؤمن الصالح الذي رضي بالله سبحانه ربًا ورضي بالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً, واستقر الرضا في قلبه, سكنت الطمأنينة في جوارحه وجنانه وبرد قلبه واطمأن, وفر منه السخط والضيق والضجر, بل إن الرضا يُنزل السكينة على أهل الإيمان, ومن نزلت عليه السكينة استقام عمله وصلح باله.
والرضا بالله سبحانه نبع الحكمة, فمن رضي بالله نبعت الحكمة من تحت لسانه وتفجرت.


والرضا يستلزم الشكر الدائم له سبحانه على ماأعطى ومنح من نعم لا تحصى , وشكر الله: هو الثناء على الله بما أنعم عليك من النعم.
ولـه ثلاث أركان:
* الاعتراف بالنعمة بالقلب,
* والتحدث بها باللسان,
* والاستعانة بها على طاعة الله.


وللشكر قواعد وأركانا
فأولها
* خضوع المرء إلى ربه الذي يشكره وثانيها
* حبه لمن يشكر
* وثالثها
اعترافه بنعمته وآلائه عليه الظاهرة والخفية ثم ثناؤه على ربه بما هو أهله ثم التحدث بنعمته في كل موطن كان سواء في سراء أو في ضراء وألا يستعمل ما أنعم به عليه فيما يغضبه , فإن فعل ذلك واتصف به فهو أهل لأن يكون عبدا شكورا وأن يدرب نفسه على الرضا الكامل غير المنقوص .


والمؤمن الصالح يشكر ربه في كل حين على نعمة الخلق وعلى نعمة الإسلام وعلى نعمة الإيمان, وعلى نعمة التوحيد, وعلى نعمة الجوارح, وعلى كل نعمة ظاهرة أو خفية, ويشعر بعجزه أن يشكر ربه حق شكره, ويدعوه ليل نهار .