انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: علاج ضعف الإيمان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    حيث ذكر إســـــم الله
    الردود
    2,895
    الجنس
    أنثى

    علاج ضعف الإيمان

    العلاج :
    1- تدبر القرآن العظيم الذي أنزله الله عز وجل تبياناً لكل شيء ونوراً يهدي به سبحانه من شاء من عباده ، ولا شك أن فيه علاجاً عظيماً ودواء فعالاً قال الله عز وجل ( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ) أما طريقة العلاج فهي التفكر والتدبر.
    وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتدبر كتاب الله ويردده وهو قائم بالليل حتى إنه في إحدى الليالي قام يردد آية واحدة من كتاب الله وهو يصلي لم يجاوزها حتى أصبح وهي قوله تعالى ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) 118:سوره المائدة.
    وقد كان صحابته صلى الله عليه وسلم يقرأون ويتدبرون ويتأثرون وكان أبو بكر رضي الله عنه رجلاً أسيفا رقيق القلب إذا صلى بالناس وقرأ كلام الله لا يتمالك نفسه من البكاء ومرض عمر من أثر تلاوة قول الله تعالى ( إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع ) وسمع نشيجه من وراء الصفوف لما قرأ قول الله عن يعقوب عليه السلام ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله الله ) وقال عثمان رضي الله عنه : لو طَهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله ، وقتل شهيداً مظلوماً ودمه على مصحفه ، وعن أيوب قال سمعت سعيد ابن جبير يردد هذه الآية في الصلاة بضعاً وعشرين مرة ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) وهي آخر آية نزلت من القرآن ، وقال إبراهيم بن بشار الآية التي مات فيها على بن الفضيل ( شهيد القرآن ) هي ( ولو ترى إذ وقُفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد ) ، وحتى عند سجدات التلاوة كانت لمهم مواقف فمنها قصة ذلك الرجل رحمه الله الذي قرأ قول الله عز وجل ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً ) فسجد سجدة التلاوة ثم قال معاتباً نفسه هذا السجود فأين البكاء ؟؟؟؟؟
    2- استشعار عظمة الله عز وجل ومعرفة أسمائه وصفاته والتدبر بها وعقل معانيها واستقرار هذا الشعور في القلب وسريانه إلى الجوارح لتنطق عن طريق العمل بما وعاه القلب فهو ملكها وسيدها وهي بمثابة جنوده وأتباعه فإذا صلح صلحت وإذا فسد فسدت.
    والنصوص من الكتاب والسنة في عظمة الله كثيرة إذا تأملها المسلم وارتجف قلبه وتواضعت نفسه للعلي العظيم وخضعت أركانه للسميع العليم وازداده خشوعاً لرب الأولين والآخرين فمن ذلك ما جاء من أسمائه الكثيرة وصفاته سبحانه فهو العظيم المهيمن الجبار المتكبر القوي القهار الكبير المتعال . هو الحي الذي لا يموت والجن والأنس يموتون . وهو القاهر فوق عباده ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته . عزيز ذو انتقام . قيوم لا ينام . وسع كل شيء علماً يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وقد وصف سعة علمه بقوله ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) 59 سورة الأنعام . ومن عظمته ما أخبر عن نفسه بقوله ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ) 67سورة الزمر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقبض الله يوم القيامة ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ) ويتضعضع الفؤاد ويرتجف القلب عند التأمل في قصة موسى عليه السلام لما قال ( رب أرني أنظر إليك ) فقال الله ( لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكـا وخر موسى صعقاً ) 143سورة الأعراف ولما فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية قرأها وقال بيده ( هكذا – ووضع الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر – ثم قال عليه الصلاة والسلام : فساخ الجبل يعني ما تجلى إلا هذا القدر فساخ الجبل والله سبحانه وتعالى : ( حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ).
    3- طلب العلم الشرعي وهو العلم الذي يؤدي تحصيله إلى خشية الله وزيادة الإيمان به عز وجل كما قال الله تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) فلا يستوي في الإيمان الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، فكيف يستوي من يعلم تفاصيل الشريعة ومعنى الشهادتين ومقتضياتهما وما بعد الموت من فتنة القبر وأهوال المحشر ومواقف القيامة ونعيم الجنة وعذاب النار وحكمة الشريعة في أحكام الحلال والحرام .
    4- لزوم حلق الذكر وهو يؤدي إلى زيادة الإيمان لعدة أسباب منها ما يحصل فيها من ذكر الله ، وغشيان الرحمة ، ونزول السكينة ، وحف الملائكة للذاكرين ، وذكر الله لهم في الملأ الأعلى ، ومباهاته بهم الملائكة ، ومغفرته لذنوبهم ، كما جاء في الأحاديث الصحيحة ومنها قوله ( لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ) رواه مسلم . وعن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما اجتمع قوم على ذكر الله فتفرقوا عنه إلا قيل لهم : قوموا مغفورا لكم ) صحيح الجامع . وكان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على الجلوس للذكر ويسمونه إيماناً ، قال معاذ رضي الله عنه لرجل : ( اجلس بنا نؤمن ساعه ) .
    5- ومن الأسباب التي تقوي الإيمان الاستكثار من الأعمال الصالحة وملء وقت الوقت بها وهذا من أعظم أسباب العلاج وهو أمر عظيم وأثره في تقوية الإيمان ظاهر كبير وقد ضرب الصديق رضي الله عنه في ذلك مثلاً عظيماً لما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه ( من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر أنا ، قال فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر أنا قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟ قال أبو بكر أنا قال : فمن عاد منكم اليوم مريضاً ؟ قال أبو بكر أنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة ) .
    فهذه القصة تدل على أن الصديق رضي الله عنه كان حريصاً على اغتنام الفرص وتنويع العبادات ولو أن الرسول لم يسأل لما قال عن نفسه ذلك .
    وينبغي أن يراعي المسلم في مسأله الأعمال الصالحة أموراً منها :
    المسارعه إليها لقوله تعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض ) وقال تعالى ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ) ومدول هذه الآيات كان محركاً للمسارعه عند اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعلينا أن نقتدي بهم .
    الاستمرار عليها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي ( وما يزال عبدي يتقرب إليٌ بالنوافل حتى أحبه ) وكلمة ما يزال تعني الإستمرارية ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( تابعوا بين الحج والعمرة ) والمتابعة تعني كذلك الاستمرار وهذا المبدأ مهم في تقوية الإيمان وعدم إهمال النفس حتى لا تركن وتأسن والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال ( أدومها وإن قل ) رواه البخاري.
    الاجتهاد فيها : إن علاج قسوة القلب لا يصلح أن يكون علاجاً مؤقتا يتحسن فيه الإيمان فتره من الوقت ثم يعود إلى الضعف بل ينبغي أن يكون نهوضاً متواصلاً بالإيمان وهذا لا يمكن أن يكون إلا بالاجتهاد في العبادة وقد ذكر الله في كتابه الكريم من اجتهاد أوليائه في عبادته أحوالاً عدة فمنها ( أنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون ) وقال تعالى ( كانوا قليلاً من الليل مايهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) .
    عدم إملال النفس ليس المقصود من المداومة على العبادات أو الاجتهاد فيها إيقاع النفس في السآمة وتعريضها للملل وإنما المقصود عدم الانقطاع عن العبادة والموازنة بين الأمرين تكون بأن يكلف المسلم نفسه من العبادة ما يطيق ويسدد ويقارب وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا ..... ) رواه البخاري .
    يتبع ـــــــــــــ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    حيث ذكر إســـــم الله
    الردود
    2,895
    الجنس
    أنثى
    6- تنويع العبادات من رحمة الله وحكمته أن نوع علينا العبادات فمنها ما يكون بالبدن كالصلاة ومنها ما يكون بالمال كالزكاة ومنها ما يكون بهما معاً كالحج ومنها ماهو باللسان كالذكر والدعاء وحتى النوع الواحد ينقسم إلى فرائض وسنن مستحبه والفرائض تتنوع وكذلك السنن مثل الصلاة فيها رواتب ثنتي عشرة ركعة في اليوم ومنها ما هو أقل منزلة كالأربع قبل العصر وصلاة الضحى ومنها ما هو أعلى كصلاة الليل وكيفية مثنى مثنى أي ركعتين ركعتين ثم يوتر بركعة واحده . وجعل الله للجنة ثمانية أبواب على أنواع العبادات كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة : يا عبدالله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ) والمقصود المكثرون من أصحاب النوافل في كل عبادة أما الفرائض فلا بد من تأديتها للجميع وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( الوالد أوسط أبواب الجنة ) أي بر الوالدين ويمكن الاستفادة من هذا التنوع في علاج ضعف الإيمان ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو قسوة قلبه فقال له صلى الله عليه وسلم ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك ؟ ، أرحم اليتيم ، واسمح رأسه ، وأطعمه من طعامك ، يلن قلبك وتدرك حاجتك ) وهذا شاهد مباشر لموضوع علاج ضعف الإيمان.
    7- الخوف من سوء الخاتمة ، لانه يدفع المسلم إلى الطاعة ويجدد الإيمان في القلب ، أما سوء الخاتمة فأسبابها كثيرة منها ضعف الإيمان والانهماك في المعاصي وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، لذلك صورا مثل قوله صلى الله عليه وسلم لذلك صورا مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ ( يطعن ) بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) وقد حدثت في عهده صلى الله عليه وسلم وقائع من هذا ، فمن ذلك ما ذكره ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتاب الداء والدواء أنه قيل لبعضهم عند موته قل لا إله إلا الله فقال : لا أستطيع أن أقولها وقيل لآخر قل لا إله إلا الله فجعل يهذي بالغناء ، وقيل لتاجر ممن ألهته تجارته عن عبادة الله وذكره لما حضرته الوفاة قل لا إله إلا الله فجعل يقول هذه قطعة جيدة هذه على قدرك هذه مشتراها رخيص حتى مات . وللوقوف على قصص من زمننا هذا يوجد كثيراً من الأشرطة التي تتكلم عن حسن وسوء الخاتمة منها ( قصص لأنساها الشيخ عبدالمحسن الأحمد ) ( قلبي و الوقاية من أمراض القلوب الدكتور خالد الجبير )
    8- الإكثار من ذكر الموت يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت ) وتذكر الموت يردع عن المعاصي ويلين القلب القاسي ولا يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ولا ذكره في سعه إلا ضيقها عليه ومن عظم ما يذكر بالموت زيارة القبور ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بزيارتها فقال : ( كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجراً ) رواه الحاكم في صحيح الجامع فزيارة القبور من أعظم وسائل ترقيق القلوب وينتفع الزائر بذكر الموت وكذلك ينتفع الموتى بالدعاء لهم ومما ورد في السنة في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ) رواه مسلم ويجب على زائر المقابر أن يتأدب بآدابها ويحضر قلبه في إتيانها ويقصد بالزيارة وجه الله وإصلاح فساد قلبه ثم يعتبر بمن صار تحت التراب وانقطع عن الأهل والأحباب فليتأمل الزائر حال من مضى من إخوانه وأهله وأصحابه وجيرانه ، ومن أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ونشاط العبادة . ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء تسويف التوبة ، والانشغال بالدنيا ، والتكاسل في العبادة . . . ويذكر شاهدا على ذكر الموت أن رجلاً كل ما يصبح يصعد على جبل فينادي بأعلى صوته الرحيــل الرحيــل الرحيــل وفي يوم انقطع هذا الصوت فسأل عنه الحاكم أين فلان قيل فلان مات قال أخذ يذكرنا بالموت حتى أخذه الموت ومما يؤثر في النفس من مشاهد الموت رؤية المحتضرين فإن في النظر إلى الميت ومشاهدة سكراته ونزعاته وتأمل صورته بعد مماته ما يقطع عن النفوس لذاتها ويمنع الأجفان من النوم والأبدان من الراحة ويبعث على العمل ويزيد في الاجتهاد . دخل الحسن البصري على مريض يعوده فوجده في سكرات الموت فنظر إلى كربه وشدة ما ينزل به فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به من عندهم فقالوا له الطعام يرحمك الله فقال : يا أهلاه عليكم بطعامكم وشرابكم والله لقد رأيت مصرعا لا أزال أعمل له حتى ألقاه ) 17التذكره ومن تمام الشعور بالموت الصلاة على الجنازة وحملها على الأعناق والذهاب بها إلى المقبرة ودفن الميت ومواراة التراب عليه وهذا ما يذكر بالآخرة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة ) رواه أحمد وبالإضافة إلى ذلك فإن في اتباع الجنازة أجراً عظيماً ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( من شهد الجنازة من بيتها حتى يصلى عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان من الأجر ) قيل يا رسول الله وما القيراطان قال ( مثل الجبلين العظيمين ) وفي رواية كل قيراط مثل جبل أحد .
    9- ومن الأمور التي تجدد الإيمان في القلب تذكر منازل الآخرة يقول ابن قيم رحمه الله تعالى ( فإذا صحت فكرته أوجبت له البصيرة فهي نور في القلب يبصر به الوعد والوعيد والجنة والنار وما أعد الله في هذه لأوليائه وفي هذه لأعدائه ، فأبصر الناس وقد خرجوا من قبروهم مهطعين لدعوة الحق ، وقد نزلت ملائكة السماوات فأحاطت بهم ، وقد جاء الله وقد نصب كرسيه لفصل القضاء وقد أشرقت الأرض بنوره ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء ، وقد نصب الميزان وتطايرت الصحف واجتمعت الخصوم ، وتعلق كل غريم بغريمه ولاح الحوض وأكوابه عن كثب ، وكثر العطاش وقل الوارد ونصب الجسر للعبور ولُز الناس إليه وقسمت الأنوار دون ظلمته للعبور عليه والنار يحطم بعضها بعضاً تحته ، والمتساقطون فيها أضعاف أضعاف الناجين ، فينفتح في قلبه عين يرى بها ذلك ذلك ويقوم بقلبه شاهد من شواهد الآخرة العظيمة يريه الآخرة ودوامها والدنيا وسرعة انقضائها ) ، والقرآن العظيم فيه ذكر كثير لمشاهد اليوم الآخر في سورة مثل سورة ق والواقعة والقيامة والمرسلات والنبأ والمطففين والتكوير ، وكذلك في مصنفات الحديث مذكورة فيها تحت أبواب مثل القيامة ، الرقاق ، الجنة ، النار ومن المهم كذلك في هذا الجانب قراءة كتب أهل العلم المفردة لهذا الغرض مثل حادي الأرواح لأبن قيم ، والنهاية في الفتن والملاحم لابن كثير ، والتذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي ، والقيامة الكبرى والجنة والنار لعمر الأشقر وغيرها والمقصود أن مما يزيد الإيمان العلم بمشاهدة القيامة كالبعث والنشور والحشر والشفاعة والحساب والجزاء والقصاص والميزان والحوض والصراط ودار القرار والجنة والنار .
    10- ومن الأمور المهمة في علاج ضعف الإيمان ذكر الله تعالى وهو جلاء القلوب وشفاؤها ودواؤها عند اعتلالها وهو روح الأعمال الصالحة وقد أمر الله به فقال ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً ) ووعد بالفلاح من أكثر منه فقال ( واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ) وذكر الله أكبر من كل شيء قال الله ( ولذكر الله أكبر ) وهو وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمن كثرت عليه شرائع الإسلام فقال له ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ) وهو ذكر للرحمن مطردة للشيطان مزيل للهم والغم جالب للرزق فاتح لأبواب المعرفة وهو غراس الجنة وسبب لترك آفات اللسان وقال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) وقال ابن قيم عن العلاج بالذكر( في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى . وقال رجل للحسن البصري رحمه الله : يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي قال أذبه بالذكر وهذا لأن القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كلما يذوب الرصاص في النار فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله عز وجل ( والذكر شفاء القلب ودواؤه والغفلة مرضه وشفاؤها ودواؤها في ذكر الله تعالى قال مكحول ذكر الله تعالى شفاء ، وذكر الناس داء ) 142الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب. ومما يرجع إليه في الأذكار رسالة مفيدة لشيخ الإسلام ابن تيمية أختصرها العلامة الألباني رحمه الله بإسم صحيح الكلم الطيب.
    11- مناجاة الله والانكسار بين يديه عز وجل ، وكلما كان العبد أكثر ذلة وخضوعاً كان إلى الله أقرب ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم ، وهذا كلام جميل بلسان الذلة والانكسار للتائب بين يدي الله ( فلله ما أحلى قول القائل في هذه الحال : أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني ، أسألك بقوتك وضعفي ، وبغناك عني وفقري إليك ، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ، عبيدك سواي كثير ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، أسألك مسألة المسكين ، وأبتهل إليك ابتهال الخائف الضرير سؤال من خضعت لك رقبته ورغم لك أنفه وفاضت لك عيناه وذل لك قلبه . . . ) ابن قيم
    فعندما يأتي العبد بمثل هذه الكلمات مناجياً ربه فإن الإيمان يتضاعف في قلبه أضعافاً مضاعفة.
    12- قصر الأمل وهذا مهم جداً في تجديد الإيمان يقول ابن قيم ( ومن أعظم ما فيها هذه الآية ( أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) 205-207الشعراء ، فهذه كل الدنيا فلا يطول الإنسان الأمل يقول : سأعيش وسأعيش قال بعض السلف لرجل صلٌ بنا الظهر فقال الرجل إن صليت بكم الظهر لم أصل بكم العصر فقال : وكأنك تؤمل أن تعيش لصلاة العصر نعوذ بالله من طول الأمل.
    13- التفكر في حقارة الدنيا قال تعالى ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )
    14- تعظيم حرمات الله يقول الله تعالى ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )
    15- الولاء والبراء من الأمور التي تجدد الإيمان في القلب.
    16- محاسبة النفس يقول جلا وعلا ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولنتظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ) 18سورة الحشر .
    17- الدعاء من أقوى أسباب العلاج .
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
    للشيخ محمد المنجد .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    كـــــندا - ترونتوا
    الردود
    745
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيك وجزاك الله خيراً................

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    حيث ذكر إســـــم الله
    الردود
    2,895
    الجنس
    أنثى
    وإياكم أختي العزيزة سكون , وشكرا على مرورك .

مواضيع مشابهه

  1. يقول ويليام جيمس إن أعظم علاج للقلق هو الإيمان حقا
    بواسطة أمل الغـــــــد في تغريدات لكِ (تويتس - تويت - تويتر - twitter)
    الردود: 0
    اخر موضوع: 16-10-2011, 05:38 PM
  2. الردود: 3
    اخر موضوع: 05-10-2011, 03:21 AM
  3. الإدمان على الوجبات السريعة يعادل الإدمان على المخدرات
    بواسطة كرز وتوت في ركن التغذية والصحة والرجيم
    الردود: 15
    اخر موضوع: 01-06-2009, 02:30 PM
  4. علاج ضعف الإيمان
    بواسطة إشراق المغربية في روضة السعداء
    الردود: 14
    اخر موضوع: 13-05-2008, 05:36 PM
  5. علاج ضعف الإيمان
    بواسطة ام خليفه في روضة السعداء
    الردود: 6
    اخر موضوع: 28-03-2001, 01:11 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ