إن أمر الإنتكاسة لايأمنه العلماء ولا العباد ولا طلاب العلم فكيف بأمر العامة ..!!
فنبدأ بسم الله بتعريف الإنتكاسة لغة : الإنقلاب .
إصطلاحا : الرجوع عن الحق إلى الباطل .
وبعد أن وضحنا المعنى فسأتطرق إلى الأسباب التي دعتني للحديث في هذا الأمر وهي :
1/ بسبب أن الهداية هي أعظم نعمة والإنتكاسة والضلالة هي أعظم أنواع الإبتلاء و لذلك ندعو دائما ( اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ).
2/ لقلة الإهتمام بهذا الأمر فقد كان حذيفة بن اليمان يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة أن يقع فيه .
3/ لكون بعض الناس على هداية من الله فلا يبالي وبالتالي يأمن هذا الأمر .
4/ الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ويكثر من دعاء (يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) فسألته عائشة رضي الله عنها فقالت : أتخاف يارسول الله ؟ قال : نعم . فمن باب الأولى نحن.
5/ ماقاله ابن مسعود رضي الله عنه : * استن بمن مات فإن الأحياء لا تأمن عليهم فتنة *
بعض قصص المنتكسين أجارنا الله وإياكم :
1/ عالم بني إسرائيل صاحب دعوة مستجابة ويعرف باسم ( بلعام باعوراء ) ويعرف اسم الله الأعظم وانتكس وقيل أن سبب انتكاسته أنه دعا على موسى لكن هناك من يقول أنه لا يوجد سبب قوي وقد نزل في حقه قول الله تعالى : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) آية 175 سورة الأعراف.
2/ رجل صالح صاحب شابين لا يحلون حلالا ولا يحرمون حراما فتأثر بهما فانتكس .
3/ فتاة كان لها من الأعمال الصالحة نصيب وتكثر من الصدقة وبسبب ما انتكست وأصبحت ترى المحرمات وكذلك شاب انتكس بعد أن أدخل أهله الدش ففي البداية كان حب استطلاع حتى أصبح الأمر عنده حلالا .
ولنرى أقسام الناس في الإنتكاسة وهم أربعة أقسام :
القسم الأول: من يرتد كليا ويخرج عن دائرة الإسلام إلى الكفر والعياذ بالله من ذلك كمن يترك الصلاة كليا .
والقسم الثاني وهو الذي يهمنا : أن يترك الإستقامة وينحاز إلى دائرة الفسق بعمل المنكرات .
القسم الثالث : لا يترك الواجبات ولايرتكب المنكرات ولكن يصبح عنده برود في طلب العلم والدعوة إلى الله .
القسم الرابع : تركه للسنة وللمستحب وهذا يأمن عودته بإذن الله .
الأسباب التي تدعو للإنتكاسة وهي :
1/ أن بعض الناس دخل الإلتزام بسبب تعلقه بأشخاص قال تعالى : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم )
2/ سلك أناس مجال الإلتزام بسبب أشياء دنيوية كالسمعة والشهرة أو لمجرد الزواج من فتاة صالحة .
3/ عدم التخلص من شوائب الماضي فمثلا كان الشخص يسمع أغاني بالماضي ثم تاب ومازالت معه الأشياء التي كانت تعينه على السماع وكذلك من كانت له رفقة سيئة فتاب ولم ينقطع منهم فسرعان ما يرجع لماضيه فلابد من إزالة العائق الذي يعود بنا إلى الشر .
4/ التقصير الملحوظ في طلب العلم والمواعظ وأن يكون لوجه الله وحده لأن العلم الذي يطلب لله وحده يكون درع حصين للإنسان ويبين له طريق الحق بإذن الله.
5/ الإنعزال عن الرفقة الصالحة وهذه الرفقة هي أعظم معين بعد الله حتى لو كان الإنسان صاحب علم فلابد له من جماعة تسدده وتسانده وتناصحه *فأحمد بن حنبل في قصة خلق القران آزره صاحبه فقال له : يا أحمد إن قلت نعم بأن القرآن مخلوق فسيتبعك أنلس كثير وإن قلت لا ليس القرآن مخلوق فسيتبعك خلق كثير ـ هذا من حب الناس له ـ ولا يضرك إن مت فستموت شهيدا وإن عشت عشت حميدا فقال الإمام أحمد : فقوي قلبي * وهذا من تأثير صاحبه رحمهما الله .
6/آفات القلوب : ونأتي بثلاثة من أخطر الآفات منها :
*داء الغرور ومن أسبابه : تربية الأسرة ــ المال والجاه ــ عدم الإعتدال بالمديح ــ أن يفتح الله على المرء العلم والفراسة فيتعلم لمماراة السفهاء ومجادلة العلماء .
آثار هذا الداء : الإكثار من المراء والجدل ــ التكبر ــ الإستبداد بالآخرين ــ عدم قبول النصح .
الداء الثاني : حب الرئاسة والتصدر وإن الله حرم الجنة على من تعلم العلم لغرض دنيوي .
الداء الثالث : وهو يكثر بين طلبة العلم ألا وهو الحسد فيكره صاحبه أن يتميز غيره .
وأسبابه : ضعف الإيمان ــ عدم الرضا بقدر وقضاء الله ــ عدم التسلح بالعلم الشرعي ــ البيئة ، وهذا الداء هو أخطر الآفات .
7/ ومن أسباب الإنتكاسة الشعور بالكمال .
وأقسام الناس في الصلاح والفساد خمسة أقسام وهم :
*صالحون في أنفسهم مصلحون لغيرهم وهي درجة الأنبياء والعلماء وهي أعلى المراتب نسأل الله أن يجعلنا منهم .
*صالحون في أنفسهم غير مصلحون لغيرهم وهم العباد .
*مصلحون لغيرهم غير صالحون لأنفسهم .
*فاسد لنفسه غير مفسد لغيره .
* فاسد لنفسه مفسد لغيره نسأل الله العافية .
8/ الأمن من الإنتكاس : يعد نفسه أنه لا يحتاج للخوف من الإنتكاس وهذا الأمر خطير لأنه لا يأمن من مكر الله إلا القوم الكافرون.
9/ التهاون في أمر الذنوب وخاصة في صغائر الذنوب وذنوب الخلوات التي هي أصل الإنتكاسات .
10/ الإنشغال بأمور الدنيا والإنغماس فيها فإن أمر الدنيا والآخرة لا يجتمعان في قلب واحد بنفس المستوى لأنه يغلب أحدهم الآخر.
11/ ينتكس بسبب التخويف والإرجاف لمآل ومصير بعض الصالحين والمصلحين الذي قد عذبهم أصحاب القوة والجاه .
12/ الذهاب لبلد الكفر .
13/ الإلتحاق بالرفقة الصالحة دون رغبة وإقتناع من الشخص نفسه .
14/ الإلتحاق بالرفقة الصالحة بسبب موت عزيز على المرء ولمجرد أن تخف الصدمة يرجع وينتكس .
15/ عدم اهتمام الشباب والفتيات لهذا الأمر وعدم تحصين أنفسهم بالعبادات كقيام الليل وقراءة القران وغيرها .
16/ عدم التحدث أمام الشباب والفتيات بهذا الأمر ليعرفوا الشر فيتوقوه ويبتعدوا عنه .
17/ التوسع في المباحات والإكثار منها كالسفر الكثير والخلطة الكثيرة بالناس وإقتناء الأشياء التي لا فائدة منها .
أما
العلاج فترقبوه في موضوع جديد
وأرجو من كل من عنده أسباب أخرى غير التي ذكرت أن يكتبها للفائدة
وجزاكم الله خيرا.
الروابط المفضلة