:
هذا هو شهر رمضان الذى ملأ حياتنا قربا وطاعة وايمان
هاهو شهر رمضان الذى أنزل فيه القران
هاهو شهر الرحمة والغفران وروح الحنان
وهاهو الصيام زكاة للنفس ورياضة للجسم
وداع للبر ووقاية للفرد وصيانة للمجتمع
فى جوع الجسد صفاء القلب وايقاد القريحة وانقاذ البصيرة
فداوم الشبع يورث البلادة ويعمى القلب
فأحيوا القلوب بكثرة الذكر والتفكر وقلة الشبع
وصونوا الأسماع عن كل لغو , وغضوا أبصاركم عن كل لهو
ولاتبسطوا الأيدى الى محظور ولاتخطوا بأقدامكم الى ممنوع ولا منكور
هذا الصيام حرمان مشروع وتأديب بالجوع وخشوع لأمر الله وخضوع
فريضة ظاهرها المشقة وباطنها السكينة والرحمة
اليوم جلست وتأملت كثيرا فى عظيم وقدر شهر رمضان
وتخيلت عالمنا العربى الاسلامى لو صام رمضان كما ينبغى
لو صام المسلمون شهرنا هذا صوما كاملا خالصا بحزم وعزم لاستطاعوا بما تخلقوا به من العزيمة والارادة التخلص من نوازع النفس والامارة بالسوء ومن شرور الأعمال كالربا والزنا والغدر والخيانة والكذب وقول الزور ولساقتهم هذه الارادة وتلك العزيمة الى البعد عن كل الموبقات والمحرمات التى شاعت وذاعت فى مجتمعنا
فى هذا العصر حتى اختلطت الامور وتشابهت
لو صمنا رمضان كما ينبغى لبرز بيننا الوازع الدينى رقيبا لايغفل ولا يلين يملأ القلب فلا يضل والبصر فلا يزيغ
لو صمنا رمضان كما ينبغى لكنا مجتمعا متكافلا متكاملا جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
ولما استطاع عدوا أن يحيك لنا المؤامرات والدسائس ,وأن يبذر الفتن ماظهر منها وما بطن
اذا صمنا رمضان الصوم المشروع وجاهدنا أنفسنا كما أراد الله وصلنا الى التقوى المرتجاه التى تصل بنا الى الخيرات والمسرات
فلا يكون بيننا خائن لدينه ولا لوطنه ولامفتر كذاب يتجرأ على الله بالقول فى دينه بغير علم ولا خائن للأمانه أمانة الكلمة وأمانة الخلق
اذا صمنا شهرنا احتسابا لله نمت فينا فضيلة الرقابة الذاتيه والوازع الدينى فأدينا الأعمال بالذمة والصدق دون اهمال
فهلا أقمنا الصوم بأركانه الظاهرة والباطنة حتى تظهر وتزكو به أبداننا وأرواحنا وتستقيم جوارحنا على ما شرع الله
فلنصل فى هذا الشهر بالبر والاحسان أرحامنا , ولنتعاهد بالمودة والعطية جيراننا
ولنخلص أموالنا من التبعات ولنطهرها باخراج الزكوات ولنجعله شهر المحاسبة للنفس على مافرط منها من لغو وتقصير وقصور
ثم أوبة الى الله الذى فتح لنا أبواب رحمته لنتوب ولنراجع سلوكنا فنعدل به الى الصواب
أدعوا الله أن يصلح فيه أحوالنا وأن يجمع كلمتنا وأن يرينا الحق ويرزقنا اتباعه ,والباطل ويرزقنا اجتنابه
بقلم أختك "عهد الغرام "
الروابط المفضلة