الحمد لله رب العالمين،، ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها،، وما يمسك فلا مرسل له من بعده،، وهو العزيز الحكيم،، شرع لنا دينا قويما،، وهدانا صراطا مستقيما،، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله،، خير من صلى وصام،، وقام ودعا ربه بين الأنام..
،`
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }الأحزاب21
فهو الأسوة وهو القدوة عليه الصلاة والسلام،، كان خلقه القرآن،، وقد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر،، ومع ذلك كان يقوم من الليل،، حتى تتفطر قدماه..
،`
ونحن نتدارس سيرة هذا النبي العظيم،، ونتصفح ورقة من يوميات خير الصائمين،، لابد أن يكون حاضرا في أذهاننا أن قدوتنا عليه الصلاة والسلام قد بات في ليلة من ليالي رمضان - وهو ديدنه في رمضان وغيره،، وإن كان في رمضان أشد عبادة من غيره – بات لله مصليا،، قارئا لكتاب الله: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً * إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً }المزمل2-8،، لابد أن يكون حاضرا في أذهاننا أنه عليه الصلاة والسلام صلى بالمسلمين جماعة،، إماما ليس متأخرا بركعة،، ولا بعد شروق الشمس،، وهو الذي غفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر،، نسأل الله أن نكون من المحبين له عليه الصلاة والسلام،، المقتدين بفعله،، المطيعين لقوله..
،`
كان من هديه صلى الله عليه وسلم،، وهو خير الصائمين،، أن يؤخر السحور،، فحري بالمؤمنين أن يمتثلوا أمره ويقتفوا أصره،، لا سيما وأن ذلك من سننه القولية والفعلية صلى الله عليه وسلم،، فكما أمرهم بتأخير السحور،، طبق ذلك فعليا صلوات الله وسلامه عليهم،، فعن عمرو بن العاص رشي الله عنه،، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)،، وكان يتناوله قبل أذان الفجر الثاني بقليل،، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم،، ثم قام إلى الصلاة،، قيل له: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية..
،`
بعض الحكم من تأخير السحور:
1- يعين الصائم على تحمل الجوع تفسيا،، فيقول لنفسه: لقد أكلت قبل الفجر بقليل
2- كما أن تأخير السحور يعين على صلاة الفجر،، وأفضل صحيا،، كونه يأكل ثم يسعى للصلاة ويعود منها،، أفضل من الأكل والنوم
،`
وكان من هدي خير الصائمين صلى الله عليه وسلم حض أصحابه على السحور،، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسحروا ولو بجرعة ماء)،، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة)..
،`
كان صلى الله عليه وسلم مقتصدا في سحوره،،
يتسحر بالموجود،، فلا يتكلف المعدوم،، ولا يعيب طعاما قط،، لا في رمضان ولا في غيره،، إن أعجبه أكل،، وإلم يعجبه تركه،، فتسحر بتمر،، وتسحر بتمر وماء،، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نعم سحور المؤمن التمر)
،`
وما نراه من بعض المسلمين اليوم،، من تكلف في السحور،، هو أبعد ما يكون عن هديه صلى الله عليه وسلم،، ذلك أنه يوسع حظ النفس بما يلهي من الملذات،، فتثقل عن الطاعة،، وتفتر عن العبادة،، في هذا السوق العامر،، وفي هذا الموسم المبارك..
،`
طوبى لأقوام كانت هممهم عالية،، وعيونهم من خشية الله باكية،، فزهدوا في الدار الفانية،، وشمروا إلى جنات عالية،، قطوفها دانية،، ويقال لهم فيها: كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية،، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون،، وبالأسحار هم يستغفرون،، وبالنهار لربهم صائمون،، وبالبكاء من خشيته يضجون،، فرضي الله عن الصحابة الكرام،، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،، وتقبل الله من الصائمين والصائمات صيامهم،، وغفر للمؤمنين والمؤمنات،، الذين ما فتئوا يتبعون سنة خير الصائمين صلى الله عليه وسلم..
مجموعة حياتي تلألئي الدعوية
الروابط المفضلة