غاليَتي ...
قَد تقُولين أنَا يضيْع وقتِي في رمضَان فِي الوُقُوف طيْلة وقْتِ النهَار في المَطبخ إعْداداً للإفطَار ...
لا ياغَالية ...
نحْن في إجَازة ... ولو احتسَبتي وقتكِ فِي المطبَخ لله .. لن يضيْع الأجر ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
" من فطَّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً "
[ صحيح / صحيح الجامع، 6415 ]
فاحتسبِي الأجر في إعداد الإفطار لهُم ..
لَن يضيْع أْجركِ عند الله . .. اجعلِي في الَمطبخ جَهاز تسجْيل
واستمِعي لإذاعة القُرآن/ مُحاضرة /تلاوَةِ خاشِعة ...
فَعن تجربة .. تشعُرين بِلذة عجِيبة وأُنس وزيَادة معْرفة ..
أُحِب دائماً في رمضَان وغَيره تشغيل إذاعة القُرآن في المَطبخ إن توفر المسَجل هُناك ..
في إحْدى السَنوات .. كنْت وانا اعمل فِي المطبَخ مع أمّي ..
أقُوم بتشغِيْل شريْط قرآن لقاريء يعجبْني صوته جِدّاً ... فحفظت معَه قدراً كبيْراً من السورة حينها ..
وحِفظي فيْها الآن ممتاز وأراهَا مِن أسهَل السُور بالنسبَة لي بينما البَعض تراهَا صْعبة بِالنسبَة لهَا ...
سبْحان الله ..
* فِي البُخاري عن عَبد الله بن مسْعود رضِي الله عنْه قال: قال رسُول الله صَلى الله عليْه وسلّم :
{ اقرأ عَلي }، فقُلت: أقرأ عليْك وعليْك أنزِل؟! فقَال:
{ إني أحِب أن أسْمعه من غَيرِي }
قال فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت:
[ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً ] [النساء:41] قال: { حسبُك }، فالتفَت فإذَا عيْناه تَذرفَان.
لو استغلينا لَحظاتُنا جيّداً لما ضَاعت سويعاتِنا هبَاء ...
أيْضاً بعد المغرب .. بَدلاً من الإجتماع على المُسلسَلات والبرامِج اللاّفائِدَة منها ..
اهتمي بمتَابعة برنامج يفيدكِ .. أو ليَكُن لكِ ورداً مِن الحفظ تقوميْن بحفظه تلك السَاعة أو تفسير ..
لأن بعْض الاخوات قد تُعاني من اجتماع العَائلة على إحْدى المسلسلات ...
فتكُن تِلك فرصة لها للحِفظ أو التفسير... ولكِن حاولي الإنكَار عليْهم لعلّكِ توقظِين غفلتهُم ...
أيضَاً بعْد صَلاة التراويح اكملي وردكِ من القِراءة الذي تحددينَه لنفسكِ يومياً ...
ليَكُن لكِ نصُف جزء او جِزء بَعد التَراويح.. أو احْضري مجلِس ذِكر
كمحاضرة في إحْدى المسَاجد أو الُدور ...
أو زيَارة لقريبة لكِ ولكِن تجنبي المَحظُور .. سَواءً في لباسكِ حَديثكِ ..
ولاتطِيلي احتسبيْها صِلة َرحِم تتقربين بِها إلى الله سبْحانه ...
وقت السّحر ياصَديقة ... ليكُن وقتُ خلوة لكِ مع الله سبْحانه .. تناجينه .. تسْألينه ما شئتِ ... تستَغفرينه ..
سُويعات فيها من اللذة مَالا يشْعر بها إلا مَن تذوقها ...
﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِاْلأَسْحَارِ ﴾ [ آل عمران: 17 ]
فتذوقيْ هذه اللّذة في هذا الشهر الفضيْل ولتكن بداياتكِ في الحِرص على القيَام
إن لم تكوني من أهلِه ..
*كان ابن عمر يقرأ هذه الآية:
[ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً * وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ] [الزمر:9].
قال: ذاك عثْمان بن عفان رضي الله عنه،
قال ابْن أبي حاتم: وإنما قال ابن عُمر ذلِك لكثْرة صَلاة أميْر المؤمنين عثْمان بالليل وقراءته حتَى أنه ربَما قرأ القرآن في ركْعة.
*وعَن علقمة بن قيَس قال:
( بت مَع عبْدالله بن مسْعود ليلة فقَام أول الليْل ثم قَام يصلِّي،
فكان يقْرأ قراءة الإمام في مسجِد حيه يرتل ولا يرُاجع، يسْمع من حَوله ولا يرجع صَوته،
حتى لم يبْق من الغلس إلا كمَا بين أذان المغرب إلى الانصِراف منها ثم أوتر )
ياغاليَة بعد صلاة الفجْر .. ابقَي في مصلاكِ أكثري الإستغْفار والتسبِيح وذكْر الله وقراءة القُرآن
حتّى تُشرق الشمْس ثم صلّي ركعَتين فقَد جاء في فضل ذلك
عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال:
{ مَن صلى الفجْر في جمَاعة
ثم قَعد يذكر الله حتّى تطلع الشَمس ثم صلّى ركعتَين كانَت له كأجْر حجة وعُمرة تاَمّة تامّة تامّة } [صححه الألباني]
وللمَرأة نصِيب مِن ذلك بإذن الله ... فليَكُن ذاك بِداية فِي رمضَان إن لم يكُن ديدنُكِ فِي سَالف الأيام ..
﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [ الإسراء: 78 ].
وأوصيْكِ بالقرآن ياحبيبة .. القرآن .. القرآن .. القرآن ..
ليَكُن هو رفيقُكِ في رمضان .. فاحْرصي علَى ختمِه .. وأكثِري من تِلاوته وتدبره ..
فقَد كَان للشافعي في رمَضان ستون ختْمة، يقرؤها فِي غير الصلاة،
وكّان قتادة يختِم فِي كل سبْع دائماً، وفِي رمضِان في كل ثَلاث، وفِي العَشر الأواخر فِي كل ليْلة
أيضاُ ياحَبيبه .. أكْثري مِن ذكر الله فَهو حَياة للقلْب
وأكثري من الإسْتغفار والدُعاء... للصَائم دعْوة لا تُرد فاحْرصي على الدعاء في كُل وقْت ...
ألحي فِي الدعاء فإن الله يُحب الملحيْن في الدعَاء ..
واحرصِي عَلى الصَدقة في رمضان فالرسول صَلى الله عليْه وسلّم كان أجْود مايَكون في رمضَان
وكان أجْود من الريْح المُرسلة .. احرصِي عَلى إفطَار الصائمين ..
ابعثِي بطَبق إلى جيرانكِ .. إلى المسجد حيثُ يكُون هُناك إفطار للصائمِين .. ولاتحرمِي نفسكِ الأجر ...
* قَال بعْض السَلف لأن أدعو عشْرة مِن أصحَابي فأطعِمهم طعَاماً يشتهُونه أحَب إلى مِن أن أعتق عَشرة مِن ولَد إسْماعِيل.
تحرَّي ليْلة القدر .... فهي خيْر من ألف شَهر .. من حُرم خيْرها فقد حُرم ..
كان صلى الله عليْه وسلم يتحراها في العشْر الأواخر من رمضَان
*{ من قَام ليْلة القدر إيمَاناً واحتساباً غفِر له ما تقَدم من ذنبِه } [أخرجه البخاري ومسلم
*وعَن عَائشة ؤضي الله عنْهَا قالَت: يا رسُول الله إن وافقَت ليلة القَدر ما أقُول؟ قال:
{ قولِي اللهم إنك عَفو تحب العَفو فاعفُ عنّي } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
ياغاليَة اخلصِي النية لله عزوجل وابتغِي رضَاه ..
ليَكن بينكِ وبين الله سَريرة لا يعلمُها أحَد .. فِي رمضان وفي كل الشُهور ...
عمَل تتقربين بِه إلى الله لا يعْلم به أحَد من اهْل الأرض
كان أحد التابعين يُدعى أيوب السخيتاني ربّما حدّث بالحديث فيَرق فيلتفت فيتمخط ويَقول:
ما أشَد الزكام؟ يتَظاهَر بأنّه مزكُوم ليُخفِي عَنِ الناسِ بُكاءَه .
*وكَان يقُوم الليْل كله فيخُفي ذلك
فإذا كَان عنْد الصباح رفَع صَوته كأنه قام تلْك السَاعة.
*وعَن ابن أبي عُدي قال: ( صَام داود بن أبِي هند أربعين سَنة
لا يعلَم به أهْله وكان خرازاً يحمِل معَه غذاءه من عنَدهم فيتَصدق به في الطريْق،
ويرجع عشياً فيفطِر معهم ).
فليُكًن ذاك دأبُنا ولنحذُوا حذوهُم ولنتخلّق بأخْلاقهم ..
:
:
مُحاضَرةَ رصيدُك فِي رَمَضَان _ للشيْخ د : عَبْد المِحْسِن الأَحْمَد _ حفظه الله _
:
:
:
حَبيبتِي
هل جرّبتِ العُزلَة ... تعْتزلِين كُل شَيء تشْعرين بَأنه يُشغلكِ عَن رمضَان وإن كَان مُباحاً ...
والمُثال الأكبَر أمامَك .. هو" النِت .. والمنتدى .. وُدخول المَاسنجَر" ...
إن كانَ دُخولكِ لفائِدة فلا بَأس .. ولكِن إن كَان في ذاك إفْراط وتضيْيع للوقْت فيْما لا فَائدة .. فأُوصيكِ بوقتكِ خَيراً ياَحبيبه ..
الساعَات غَالية ... ليكُن دُخولكِ لهَدف .. لفائدة .. ولا تُفرطِي بَل حَددي لكِ سَاعة تحصُلين فيْها على ماتُريدين ..
أو تقُدميْن ما فيْه فائدة ...
وتخرجيْن .. تكُونين بذلك قدّمتِ نفْعاً للآخرين وأفدتِ نفسكِ وحفظتِ وقتكِ ...
ليسَت المُدة طويلة ... بَل هُو شهر ... فُرصة عظمى لتغيير مَا لا يرضيْنا عن ذواتِنا ....
لتنقِية قلوبَنا .. لنخرُج مِن رمضَان ونحنُ الرابِحات بإذن الله ..
ختاماً
أسْأل الله العَلي العَظيم أن يبلغنَا رمضَان ويُوفقنا لصِيامه وقَيامه على الوَجه الذي يُرضيْه عنّا .. وأن يبلغنا ليلَة القَدر .. ويَجعلنا مِن العُتقاء فيه
هَذا مَا ودَدت أنْ أبعَثه لقلوبِكن .. مَع العُذر عَلى الإطَالة ...
إن أصَبت فمِن الله وإنْ أخطَأت فمِن نفسِي والشيْطان ...
من ايميلي
الروابط المفضلة