-----------------------
( كـــتـــابُ مَـــواقـــيـــتُ الـــصَّـــلاة )
بابُ: (تـــضـــيـــيــعِ الـــصَّـــلاة عَـــنْ وَقـــْـــتِــتهـــا)
-----------------------

عَنْ الزُّهْرِيِّ ‏يَقُولُ:
(دَخَلْتُ عَلَى ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏بِدِمَشْقَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟).
‏فَقَالَ: (لَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ، وَهَذِهِ الصَّلَاةُ قَدْ ضُيِّعَتْ).

* رواهـ الـبـخـاري.
-----------------------
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري)

قَوْله: (مِمَّا أَدْرَكْت):
‏أَيْ: فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

‏قَوْله: (إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ):
وَالْمُرَاد أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ شَيْئًا مَوْجُودًا مِنْ الطَّاعَاتِ مَعْمُولًا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ غَيْر الصَّلَاةِ.

‏قَوْله: (وَهَذِهِ الصَّلَاة قَدْ ضُيِّعَتْ):
‏قَالَ الْمُهَلَّب: وَالْمُرَادُ بِتَضْيِيعِهَا تَأْخِيرهَا عَنْ وَقْتِهَا الْمُسْتَحَبِّ لَا أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهَا عَنْ الْوَقْتِ، كَذَا قَالَ وَتَبِعَهُ جَمَاعَة، وَهُوَ مَعَ عَدَمِ مُطَابَقَتِهِ لِلتَّرْجَمَةِ مُخَالِف لِلْوَاقِعِ، فَقَدْ صَحَّ أَنَّ الْحَجَّاج وَأَمِيرَهُ الْوَلِيد وَغَيْرَهُمَا كَانُوا يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، وَالْآثَارُ فِي ذَلِكَ مَشْهُورَة.