بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هو للحمد أهل, والصلاة والسلام على نبينا محمد ذى الكارم والفضل

أما بعد

* حــــــــوار مع النفس .......

* قالت النفس: أنت دائماً تتهمني وتحرمني ما أريد, فلماذا لاتتهاون معي قليلاً
وأعدك أنني لن آمرك بشيء يضرك 0

* قلت: هذه مخادعة ولو تهاونت معك فإنك لن تكُفي عن الأمر بالسوء وتزيين المعاصي فى عينيّ وحثّي على إرتكابها هذه عادتك
قال تعالى : (إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربى)
فأنت جبلت على ذلك, ولاتستطيعين التخلص منه بمفردك ولكني أستطيع ذلك بمعونة ربي عن طريق مجا هدتك ومحا سبتك والتشد يد عليك

* قالت النفس:أخبر ني كيف تستطيع تغييري عما جبلت عليه؟

* قلت: إن أعظم صفاتك هما الجهل والظلم , ومنهما يصدر كل ّ فعلٍ وقولٍ قبيح
وبمعونة الله تعالى أستطيع أن أخرجك عن هذين الو صفين , بالعلم النافع والعمل الصالح
فبا لعلم النافع أستطيع إخراجك عن صفة الجهل
وبالعمل الصالح أستطيع إخرجك عن صفة الجهل

قالت النفس: الله تعالى وصف النفس بثلاثة أو صاف : النفس الأمارة بالسوء , والنفس اللوامة , والنفس المطمئنة , فلماذا تعاملني باعتبار الأمارة بالسوء فقط؟

* قلت النفس واحدة باعتبار ذاتها ثلاثة بإعتبار صفاتها فإذا كانت تأمر بالسوء وتزين المعاصي والمخالفات فهي
الأمارة بالسوء واذا كانت لاتأمر إلا بالخير ولاتحث الا على الطاعات والأعمال الصالحات فهى المطمئنة أما اللوامة فهي التي تأمر بالشيء ثم تلوم عليه فإن كانت تلوم على فعل الشر مُدحت وإن كانت تلوم على فعل الخير ذُمت
وأنت يا نفسي لاتكُفى عن أمري بالسوء وحثي على المعصية وتزيينها فى عينيّ
فكيف أعمالك معاملة النفس المطمئنة مع أن هذا شأنك وتلك عادتك معي؟!

*أما أصحاب النفوس المطمئنه فأولئك الذين جاهدوا أنفسهم الأمارة بالسوء وأماتوها في الله عز وجل وشددوا عليها فى المحا سبة وخالفوها فيما تريد وخطموها وزموها عن إحتقاب المآثم حتى انقادت لهم وأصبحت لاتأمرهم إلا بالخير ولا تحثهم إلا على الرشاد فأين نحن من هؤلاء؟


كتبه / خالد أبو صالح

بوركت أخية....

وحياك الله مجددا....