بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد اقدم لكم مختصر( كتاب المنهمل العذب النمير في سيره السراج المنير)الجزء الثاني للدكتور وليد محمد العلى ،وما كان من صواب فمن الله وماكان من خطأ فمن نفسي والشيطان واشهد الله اني قرات الكتاب بتدبر وتفكر واني اختصرتها بنفسي

الهجره النبويه:

كلما استحكمت حلقات المحن واستوثقت عرى الفتن كان نصر الله اسرع مما يلحق العين من الغمض اللمح وان تنجيه الله لرسله ومن معهم من المؤمنين صدق بلامين...
قريش لما لم ترج لله وقارا وأصرت على كفرها وستكبرت استكبارا ومكرت بنبيها مكرا كبارا ، مكر الله بها فأخرج نبيه من بينها إخراجا ، وسلك له في أرضه الواسعه سبلا فجاجا، ليقر عينه بنصر الله وفتحه ويريه دخول الناس في دين الله أفواجا .

فلما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشه حتى اذا بلغ برك الغماد: لقيه ابن الدغنه فقال:أين تريد يا ابا بكر؟
فقال أبو بكر : أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في الارض وأعبد ربي.
فقال ابن الدغنه :فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يُخرج، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقرى الضيف ، وتعين على نوائب الحق ،فأنا لك جار ، ارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع ابو بكر وارتحل معه ابن الدغنه وامرت قريش ان يعبد ابو بكر ربه في داره فليصل ويقرأ ما شاء ،وأن لا يستعلن به حيث انها تخشى أن ينفتن نساءها أبنائها ،فلبث أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن في صلاته ولا يقرأ في غير داره ، ثم بدا لابي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره ، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبنائهم وهم يعجبون منه وينظرون اليه ....فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فارسلو الى ابن الدغنه فقدم عليهم وقالو انا كنا اجرنا ابا بكرا بجوارك على ان يعبد الله في داره فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره ..،وكانت قريش تخشى على نساءها وابنائها وقالت:فان احب ان يقتصر على ان يعبد ربه في داره فعل وان أبى الا ان يعلن بذلك فسله أن يرد اليك ذمتك،فانا كرهنا أن نخفرك ولسنا بمقرين لا بي بكر الاستعلان ،،فاتى ابن الدغنه وكلم ابو بكر بذلك فقال أبو بكر فإني أرد اليك جوارك ، وأرضى بجوار الله عز وجل.

اذنه صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجره:
وقد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: اني أريت دار هجرتكم ذات نخل بيت لابتين،فهاجر من هاجر قبل المدينه ، ورجع عامه من كان هاجرا بأرض الحبشه .
وتجهز أبو بكر رضي الله عنه قبل المدينه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :على رسلك ،فاني أرجو أن يؤذن لي ،فقال ابو بكر : وهل ترجو ذلك بأبي انت،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ،فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه ، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعه اشهر ..وقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم في وقت لم يكن يأتي أبا بكر فيها، فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه للهجره ، والله ثالثهما في المعيه والنصر.
هجرته مع أبو بكر رضي الله عنه :
مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجره ، وأبو بكر يصحبه للعزرة والنصرة فلحقا بغار في جبل ثور ، فكمنا فيه ثلاث ليال، وكان عبدالله بن أبي بكر يبيت عندهما فيصبح مع قريش بمكه كبائت،فلا يسمع أمر يكاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه الا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام..وكان أهل بيت ابي بكر رضي الله عنه قد جهزوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه احث الجهازو وصنعو لهما سفره من جراب،فقطعت أسماء بنت ابي بكر قطعه من نطاقها فربطت به على فم الجراب(فبذلك سميت ذات النطاقين)،ويرعى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه عامر بن فهيره مولى أبي بكر منحه من غنم، واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني الديل هاديا خريتا وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال ،فاتهما براحلتهما صبح ثلاث وانطلق معهم عامر بن فهيره فأخذ بهما طريق السواحل..فجاء رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم ديه لمن قتله واسره ..واتى سراقه بن مالك فرسه فركبها(بعدما قال رجل من في مجلس من مجالس قومه اني قدر رأيت أسوده بالساحل اظنها محمد واصاحبه) ،ثم انطلق حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فعثرت به فرسه فخر عنها ،وسمع قراءه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وابو بكر يكثر الالتفات وقال أبو بكر يارسول الله هذا فارس يلحق بنا فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اصرعه.....فكان سراقه أول النهار جاهدا على نبي الله صلى الله عليه وسلم وكان آخر النهار مسلحه له.
وصوله المدينه:
واقبل النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينه وهو مردف أبو بكر، وسمع المسلمون بالمدينه بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكه، فكانو يغدون كل غداه الى الحرة ، فينتظرون حتى يردهم حر الظهيره وكان رجل من اليهود بصر برسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه،فلم يملك اليهودي ان قال بأعلى صوته : يامعشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون.. وتلقو الرسول صلى الله عليه وسلم بظهر الحره، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول.

اسلام عبدالله بن سلام رضي الله عنه وموقف اليهود منه :
سمع عبدالله بن سلام مجيء رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فجاء فقال :اشهد أنك رسول الله ، وانك جئت بحق ..وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل اليهود فقال عليه السلام أفرأيتم ان اسلم(عبدالله بن سلام) فقالو: ماكان ليسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن سلام اخرج عيلهم فجرج ابن سلام فقال: يامعشر اليهود ،اتقوا الله ،فوالله الذي لا اله الا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله ،وانه جاء بحق فقالو :كذبت،فاخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
بناء مسجد قباء والمسجد النبوي:
لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشر ليله وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وهو مسجد قباء وصلى فيه...وكان هناك مربد للتمر لسهيل وسهل فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا وأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبله هبه حتى ابتاعه منهما ،ثم بناه مسجدا.

الموخاه بين المهاجرين والانصار:
لما كانت المؤاخاه بين العباد هي الرواسي والاوتاد والدعائم والعماد لاستقرار البلاد ، وسلامتها من فتنه الفرقه والفساد ،آخى المصطفى المختار بين صحابته الأخيار ،من المهاجرين والانصار.
فضربت الانصار في الايثار والعطاء اروع الامثال،وكان حديث انس بن مالك رضي الله عنه خادم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يذكر بعض صور الايثار مثال رائع عن ذلك،وقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين عبدالرحمن بن عوف وسعد بن الربيع فقال سعد:قد علمت الانصارأني أكثرها مالا، سأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي امرأتان ،فانظر أعجبهما إليك فأطلقها ،حتى اذا حلت تزوجتها..وقد أتى الرسول صلى عليه وسلم رجل فقال يارسول الله اصابني الجهد فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسائه ، فلم يجد عندهن شيئا وقلن له مامعنا الا الماء ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :الا رجل يضيفه الليله ،يرحمه الله ..فضيفه رجل من الانصاروكان عندهم فقط قوت الصبيه ولكنهم آثروا على انفسم..وقد بالغ الرب تبارك وتعالى في الثناء على المهاجرين والانصار كما ذكر في القرآن الكريم ولما ذكر العزيز الغفار ، المهاجرين والانصار، نوه بالتابعين الأخيار الذين اتبعوهم باحسان الى يوم القران ، وقد استنبط إمام دار الهجره مالك بن أنس رحمه الله من سوره الحشر (آيه 10) أن الدعاء للمهاجرين والانصار بالمغفره من أماره اتباعهم باحسان ،واما من امتلا قلبه عليهم بالغل والاضغان فلم يدع بالمغفره لمن سبقونا بالايمان،فليس له نصيب من فيء الغنائمم والاثمان...لذلك وصى الرسول صلى الله عليه وسلم أمه الاسلام أن تحفظ لصحابته الكرام جهادهم بالهجره ونهى ان يتعدى على أحد صحبه وان يتطاول عليهم بالسب،وكان آخر ما وصى به امير المؤمنين عمر بن الخطاب حين استشهد في المحراب بالمهاجرين والانصار.

غزوه بدر:

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بدر يريد عير قريش ،فجمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، فلم يعاتب الله أحدا من المسلمين تخلف عن هذه الغزوه...فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بدر وجدأصحابه فيها رجلين من المشركين رجلا من قريش ومولى لعقبه بن أبي معيط،فاما القرشي فانفلت واما المولى عقبه فاخذوه حتى انتهى به الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأله كم القوم وجهد أن يخبره المولى كم هم فابي، ثم النبي ساله كم ينحرون من الجزر فقال المولى عشرا كل يوم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم القوم ألف ،كل جزور لمائه وتبعها، ونظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المشركين فإذا بهم ألف، واصحابه ثلاثمائه وتسعه عشر رجلا.... استقبل النبي القبله ودعا ربه فما زال يهتف بربه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فاتاه أبو بكر رضي الله عنه فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال حسبك ياني الله ،كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فانزل الله عز وجل(سوره الانفال آيه 9) فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول(سوره القمر آيه 45)،...فلما طلع الفجر نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد الله..... فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحابته وحرض على القتال ...وقتل عتبه وشيبه ابني ربيعه والوليد بن عتبه.. وضرب ابو جهل من قبل معاذ ومعوذ ابنا عفراء ..وقتلو يوميذ سبعين وأسرو سبعين.

غزوه أحد
لقد اصيب قريش بعد بدر بالياس وخيبه الآمال ،حتى مشى رجال ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم فكلموا أبا سفيان ومن كانت له من قريش تجاره ومال فرغبو منهم أن يعينوهم على حرب المصطفى ، ليشفو صدورهم،وامر عبدالله بن جبير رضي الله عنه على جيش من الرماه وقال لهم :لا تبرحو ،ان رايتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحو وإن رأيتموهم ظهرو علينا فلا تعينونا ..حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه الغلبه أول النهار حتى قتل من لواء المشركين سبعه..فلما غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأباحو عسكر المشركين أكب الرماه جميعا فأخذو يقولون الغنيمه الغنيمه! فقال اميرهم عبدالله بن جبير :عهدنا الينا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا تبرحو..فدخلت خيل المشركين على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقتل من المسلمين سبعون قتيلا!!وشج وجه النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وكسرت البيضه على رأسه ،واستشهد حمزه رضي الله عنه عم الرسول صلى الله عليه وسلم وانس بن النضر رضي الله عنه ومصعب بن عمير وغيرهم من المسلمين وجاءت الانصار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالو أصابنا قرح وجهد فكيف تامرنا.،فقال احفرو وأوسعو واجعلو الرجلين والثلاثه في القبر .

حادثه الافك:
لقد أوذي خاتم الانبياء والمرسلين صلى عليه رب العالمين من قبل المنافقين المارقين من الدين نظير ما اوذي به المشركين ولقد بلغ اذاهم برسول الله صلى الله عليه وسلم أن اتهمموه في عرضه المكنون فقذفو بالافك زوجه المصون ..حيث ذهبت عائشه رضي الله عنه مع الرسول في احدى غزواته .. حتى أذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينه قافلين آذن ليله بالرحيل فمشت عائشه رضي الله عنها حتى جاوزت الجيش فلما قضت شأنها اقلبت الى الرحل فلسمت صدرها فإذا بعقد لها قد انقطع فرجعت فالتمست عقدها وقد ذهب الجيش عنها .. وكان صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه من وراء الجيش ،فراى سواد انسان نائم فأتا عائشه فاناخ راحلته فوطىء يدها فركبتها فانطلق بها حتى أتو الجيش ..واتهمت في عرضها وكان الي تولى الافك عبدالله بن ابي سلول ....ثم نزل الوحي فسري عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمه تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال لعائشه : ياعائشه أما الله فقد براك،فاحمدي الله.

غزوتي الخندق وبني قريظه:
قد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الخندق ،فاذا المهاجرين والانصار يحفرونه حول المدينه في غداه بارده، إذ لم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم وكانو يعملون فيه نهارا،فإذا امسو رجعو الى اهليهم، ولقد حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق عن صلاه العصر حتى أحمرت الشمس ،فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بطحتن فتوضأ فصلى وأصحابه العصر بعدما غربت الشمس ، ثم صلى بعدها المغرب ،..ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم على الاحزاب ،فبعث الله عز وجل الريح على المشركين نصرت بالصبا واهلكت عاد بالدبور........ واني سألت ربي أن لا يهلكها بسنه عام ، وان لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم .
اما غزوه بني قريضه:
لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخدق الى المدينه وضع السلاح فاغتسل فأتاه جبريل عليه السلام وو ينفض رأسه من الغبار فقال جبريل عليه السلام : وضعت السلاح؟ والله ما وضعت الملائكه بعد السلاح ، اخرج اليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإلى أين؟ فأشار جبريل عليه السلام : الى بني قريظه ،فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ونادى أصحابه : ان لا يصلين احد العصر الا في بني قريظ ف،فقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قريظه فنزلوا عن حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم فيهم ال سعد بن معاذ .
ولا تنسونا من صالح دعائكم

اللهم صل ِ على محمد وعلى آل محمد ..
بارك الله ُ فيكِ وجزاكِ خيرا ً ...

جزاك الله خيرا

لتجديد المعلومات ولا حرمك الاجر