انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: ميلاد الرضــا في النفوس

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الردود
    595
    الجنس
    أنثى

    ميلاد الرضــا في النفوس


    مسألة الرضا من المسائل الصعبة والبسيطة في الوقت ذاته.
    وقبل الدخول في التفاصيل عليَّ أن أوضح أن الرضا ليس معناه قبول التقصير أو نتائج التقصير.
    هذه مسألة مهمة وأساسية، كثيرا ما يخطئ المرء في حق الله تعالى ثم لما يصيبه شيء يقول هذا ابتلاء وعليَّ الرضا بما جاءني، المسألة ليست هكذا، ما أصاب المرء نتيجة تقصيره ما هو إلا نتاج تقصيره وعقابه على ذلك، الرضا هنا يحمل معنى تعلم الدرس وعدم الخطأ في حق الله تعالى، وليس معناه اعتبار العقوبة نوعا من أنواع قضاء الله تعالى فنرضى بها.
    هذه قضية مهمة وأساسية، وأرى ضرورة مراجعة الاستشارة التالية إذ فيها تفريق بين ابتلاء المعصية وابتلاء التمحيص:
    متى نصر الله ؟
    أما الرضا الذي نتحدث عنه فهو أن يكون الإنسان طائعًا لربه سبحانه ثم يجد شيئا لا يرضيه أو يعود عليه بغير ما تمنى دون تقصير منه أو خطأ. هذا الرضا هو الصعب السهل. صعب لأنه يحتاج نفسًا قادرة في كل أحوالها على أن تتذكر الله تعالى، وأن تدرك عقيدة أن ما أصابها لم يكن ليخطئها، وأن تدبير الله تعالى خير. عليها أن تدرك ذلك جيدا ويقينا. وهذا أمر صعب جدا على النفس. وسهل لأن النفس حين تعي هذا جيدا ترتاح كثيرا من كل هموم الدنيا، وتعلم أن كل شيء بقدر، لذلك لا يعد شيء في الدنيا يعنيها إلا حالها مع ربها سبحانه.
    كيف نتعلم أن نصل إلى هذه النفس؟
    بتذكير النفس بثلاثة مفاهيم:
    المفهوم الأول: أن الله تعالى ليس بظالم، ولا يهوى سبحانه تعذيب الناس، قال تعالى في سورة النساء: (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما)، وأكد هذا حين وصف نفسه سبحانه بالرحمن، وأن رحمته وسعت كل شيء: (قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء) الأعراف.. فالعذاب ليس عاما بينما الرحمة عامة، والرحمة أصل والعذاب استثناء.
    فما دام المرء طائعا لله تعالى فلن يظلمه الله تعالى، بل هو سبحانه أرحم من المرء على نفسه.
    لو غُرس فينا هذا المفهوم لصحت نفوسنا.
    المفهوم الثاني: علم المؤمن أن تدبير الله تعالى خير من تدبيره، وأن أمره كله خير؛ في السراء وفي الضراء:
    قال صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء صبر. فكان خيرا له) رواه مسلم.
    المفهوم الثالث: أن يوقن أن الدنيا لا تساوي شيئا، وأن الهم الأكبر هو رضا الله تعالى:
    كما قال الشاعر:
    فليتك تحلو والحياة مريرة *** وليتك تصفوا والأنام غضابُ
    وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خرابُ
    أن يجعل المرء الدنيا في يده لا في قلبه، تأتي وتذهب، إن أتت فخير يحمد الله تعالى عليه، وإن ذهبت فخير يحمد الله تعالى عليه، دون أن يكون في نفسه منها شيء طالما أن المرء مطيع لله تعالى.
    هذه المفاهيم الثلاثة رغم وضوحها وسهولتها عقليا إلا أنها صعبة عمليا، وهو ما على النفس أن تتدرب عليه.
    وخطوة خطوة يتحقق المراد بعون الله تعالى، مع اليقين بأن الله تعالى سيعين ويساعد ويقوي، قال تعالى في سورة العنكبوت: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).
    فالمجاهدة في هذا تستوجب عون الله تعالى
    نقلت بتصرف من استشارة لموقع اسلام اونلاين
    للمستشار الدكتور كمال المصري

  2. #2
    بداية داعية's صورة
    بداية داعية غير متواجد كبار الشخصيات"نبض وعطاء " "نجمة الدعوة " مبدعة صيف 1429هـ
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الردود
    4,131
    الجنس
    امرأة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
    كثيرا ما يخطئ المرء في حق الله تعالى ثم لما يصيبه شيء يقول هذا ابتلاء وعليَّ الرضا بما جاءني، المسألة ليست هكذا، ما أصاب المرء نتيجة تقصيره ما هو إلا نتاج تقصيره وعقابه على ذلك، الرضا هنا يحمل معنى تعلم الدرس وعدم الخطأ في حق الله تعالى،
    يقول الله تعالى : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم "
    جزاكِ الله ُ خيرا ً على النقل الطيب ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الردود
    5,981
    الجنس
    أنثى
    ما شاء الله كلام رائع

    جزاك الله الفردوس الاعلي

مواضيع مشابهه

  1. امراض النفوس
    بواسطة الفراشه المؤمنة في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 01-03-2011, 01:44 PM
  2. شرح النفوس
    بواسطة admira في همسات بنات
    الردود: 7
    اخر موضوع: 04-08-2010, 12:56 AM
  3. غنى النفوس
    بواسطة *باسمه* في فيض القلم
    الردود: 7
    اخر موضوع: 08-06-2006, 09:29 AM
  4. متى تهداْ النفوس؟؟
    بواسطة اسمى في نافذة إجتماعية
    الردود: 11
    اخر موضوع: 24-08-2005, 10:22 AM
  5. النفوس ثلاثة!!
    بواسطة أبو الحسن في الملتقى الحواري
    الردود: 3
    اخر موضوع: 07-07-2001, 10:18 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ