عليكم ورحمته الله وبركاته
حابه اليوم تشاركوني بموضوع الصبر لان موضوع جميع ومهم بحياتنا واساس لكل مهماتنا في الحياة فلنبدء.
بسم الله
ليس في التكليف اصعب من الصبر على القضاء ولا فيه افضل من الرضا به .
فأما الصبر فهو فرض , وأما الرضا فهو فضل .
يحتاج المؤمن الى الصبر على ما يلقي من الضر في الدنيا وعلى جدال إبليس في ذلك .
وكذلك في تسليط الكفار على المسلمين والفساق على اهل الدين .
رأيت أمرآ عجيبآ واحسست بنعمة عظيمة وكريمة من الله عز وجل وهو انهيال الابتلاء على المؤمن وعرض صورة اللذات عليه مع قدرته على نيلها وخصوصا ما كان في غير كلفة من تحصيله كمحبوب موافق في خلوة حصينة. فسبحان الله ههنا يبين أثر الايمان الواضح الصريح الملموس لا في صلاة ركعتين أقيمت لمجرد اسقاط الفرض.
وأعضم مثال على ذالك سيدنا يوسف عليه السلام الذي حارب ملذات الدنيا وصبره على ما اصابه من ابتلاء
تأملوا حاله لو كان وافق هواه من كان يكون ؟
للبلايا نهايات معلومة الوقت عند الله عز وجل فلا بد للمبتلى من الصبر الى ان ينقضي أوان البلاء
فأستعجال زوال البلاء مع تقدير مدته لا ينفع . فالواجب الصبر وإن كان الدعاء مشروعا ولا ينفع الا به , الا انه لا ينبغي للداعي أن يستعجل بل يتعبد بالصبر والدعاء والتسليم الى الحكيم العليم .
ينبغي لمن وقع في شدة ثم دعا الله عز وجل لا يختلق في قلبه أمر من تأخير الاجابة او عدمها . لآن الذي اليه ان يدعو والمدعو مالك حكيم فإن لم يجب فعل ما يشاء في ملكه وإن أخر فعل بمقتضى حكمته .
فالمعترض عليه في سره خارج عن صفة عبد .
فإذا سلم العبد تحكيما لحكمته وحكمه وأيقن أن الكل ملكه طاب قلبه قضيت حاجته أو لم تقض .
وفي حديث ما من مسلم دعا الله تعالى الا اجابه . فإما أن يعجلها وإما أن يؤخرها وإما أن يدخرها له في الاخرة )
فإذا رأى يوم القيامة أن ما اجيب فيه قد ذهب وما لم يجب فيه قد بقي ثوابه قال : ليتك لم تجب لي دعوة قط (سبحان الله على بني أدم أمره كله عجيب )
سأذكر هنا بعض صوره صبر سيد الرسل رسول الله صلى الله علية وسلم على ما ابتلاه عز وجل وصبره عليه صل الله عليه وسلم
فلقد بعث الى الخلق وحده والكفر قد ملآ الافاق ففر من مكان الى مكان واستتر في دار الخيزران فيضربونه كلما خرج ويدمونه وهو ساكت .
قال عمر( رضي الله عنه ) يوم صلح الحديبية : السنا على الحق؟ فلم نعطي الدنية في ديننا ؟ قال له الرسول صلى الله عليه وسلم (أني عبد الله ولن يضيعني ) . فقوله ( اني عبد الله )إقرار بالملك وكأنه قال: أنا مملوك يفعل ما يشاء .
وقوله ( لن يضيعني ) بيان حكمته وأنه لايفعل شيئا عبثا . وثم يبتلى بالجوع ويقتل اصحابه ويتوفى أحب الناس عليه ويرزق بأولاد ويموتون وكذلك صبر على قذفهم لسيدتنا عائشة ( رضي الله عنها )والكثير الكثير من المواقف الدالة على صبره صلى الله عليه وسلم .
وأذكر هنا صبر أدم (عليه السلام )فلقد بقي يبكي على ذنبه ثلاثمائة سنة . ومكث أيوب (عليه السلام )في بلائه ثماني عشرة سنة . وأقام يعقوب يبكي على يوسف ( عليهما السلام )ثمانين سنة .
وللبلايا أوقات ثم تنصرم ورب عقوبه امتدت الى زمان الموت وربما تنجلي بالصبر القليل والايمان الكبير الصادق المؤمن بالله عز وجل .
الله اجعلنا من الصابرين القانتين من الراضين باليلاء ومن المصدقين بك وبحكمك علينا فأرحم بنا والطف بنا يا رب العالمين
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم
وعذروني لان أطلت عليكم لان بصراحة الموضوع جميل فشدني الى الكتابة
لكم فشكرا لكم جميعا
والسلام عليكم
الروابط المفضلة