ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قــال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
".. وكذلك الغار المذكور في القرآن في قوله
تعالى( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ)التوبة40
وهـو غار بجبـل ثور يمـاني مكـة لــم يشرع
لأمته السفـر إلـيـه وزيــارته والصلاة فيــــه
والـدعاء ولا بنى رسول الله صلى الله عليــه
وســلـم بمكة مسجدا غيــر الـمسجد الحــرام
بل تلك المساجد كلـــها محدثة مسجد المولد
وغيــــره ولا شـرع لأمـتـه زيــارة مـوضــع
المــولد ولا زيارة موضع بيعة العقـبة الـذي
خلف منى وقــد بنى هـناك مسـجد ومعـــلوم
أنـه لو كان هذا مشـروعا مستحبا يثيب الله
عليـه لكان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم
النـاس بــذلك وأسرعهـم إليه ولكـان عـلــم
أصحــابه ذلك وكــان أصحـابه أعلــم بـذلك
وأرغـب فيــه ممـن بعدهم فلما لــم يكـونوا
يلتـفـتون إلــى شيء من ذلك علـم أنه مـن
الـبدع المحـدثة التـي لــم يكونوا يعــدونها
عبادة وقربة وطاعة فمـن جعلــها عبادة و
قربة وطاعة فقد اتبع غير سبيلهم وشـرع
من الدين مالم يأذن به الله وإذا كان حكــم
مقام نبينا صلى الله عليه و سلم فــي مثـل
غار حـراء الــذي ابـتـــدىء فيــه بالإنبـاء
والإرسال وأنزل عليه فيه القـــرآن مع أنه
كان قبل الإسلام يتعبد فـيه وفي مثل الغار
المذكــــور في القـرآن الذي أنزل الله فيــه
سكينته على رسوله صلى الله عليه وسلم
فمن المعلوم أن مقامات غيره من الأنبياء
أبعـــد أن يشرع قصدها والسـفـــر إليهــا
لصـلاة أو دعــاء أو نحـــو ذلك إذا كانـت
صحيـحة ثابتة فكيف إذا علم أنهـا كذب
أو لم يعلـــم صحتــــها .. "
الكتاب : اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة
أصحاب الجحيم لابن تيمية ( بتصرف )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروابط المفضلة