حديث من القلب إلى القلب (( خطر الإستهانة بالذنوب والمعاصي ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه وعلى من أقتفى أثرهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين .. ثم اما بعد
آعلمن رحمني الله وإياكن أن الله عز وجل أمر العباد بالإخلاص والتوبة وجوباً
فقال سبحانه [ ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً ] التحريم : 8
ومنحنا الله سبحانه مهلة للتوبة قبل أن يقوم الكرام الكاتبون بالتدوين .. فقال صلى الله عليه وسلم ( إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ فإن ندم وآستغفر الله منها ألقاها وإلا كتبت واحدة ) رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني
ومصيبة كثير من الناس اليوم أنهم لايرجون لله وقاراً..
فيعصونه بأنواع الذنوب ليلاً ونهاراً .. ومنهم طائفة ابتلوا باستصغار الذنوب فترى أحدهم يحتقر في نفسه بعض الصغائر .. عن أنس رضي الله عنه قال ( إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات )
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا ـ اي بيده ـ فذبّه عنه )
وياليت العصاة والمذنبين ـ وكلنا كذلك ـ نتأمل ما قاله صلى الله عليه وسلم { إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادي فجاء ذا بعود .. وجاء ذا بعود ..حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه }
وقد ذكر اهل العلم أن : أن الصغيرة قد يقترن بها قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف من الله .. ولأجل ذلك لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار
وأقول لمن هي كذلك : لا تنظرين إلى صغر المعصية ولكن أنظري إلى من عصيتي .....
وهذه الكلمات سينتفع بها إن شاء الله الصادقات اللاتي أحسسن بالذنب والتقصير ..
إنها لمن تؤمن بقوله تعالى {{ نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم }} الحجر : 49 ـ 50
أسال العظيم جلت قدرته أن ينفع بهذه الكلمات لتلامس شغاف القلوب الطيبة الطاهرة
فاللهم أغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..
اللهم أكتب الهداية والرشاد لجميع المسلمين والمسلمات .. وبيض اللهم وجوههم ويسّر اللهم حسابهم .. وأصلح لهم ذرياتهم .. وآختم لهم بخير ..
وأسكنا وإياهم الفردوس الأعلى من الجنة برفقة سيد المرسلين عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم .. وارزقنا توبة نصوحا .. واقبضنا إليك غير مفتونين ..
اللهم آآآآآمين
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة