حين يعيش الإنسان في جو الإسلام و جو القرآن ..
لايملك نفسه من حب الله .. حتى و هو يخافه ويخشاه .. !! إنها عجيبة من عجائب العقيدة .. !!!
في ظل العقيدة يتطلع القلب إلى الله بحب دافق وشوق دائم للقياه ..
كيف يتم ذلك .. ؟
إنه ليس عملاً واحداً .. و لا كلمة واحدة .. و لا شعوراً وحداً .. و لا لمسة واحدة ..إنما هو مزيج من الأعمال و الأقوال و المشاعر و اللمسات .. كلها في النهاية تحدث هذا الحب المتدفق الفياض ..
الحياة الدائمة مع الله .. في صفحة الكون و باطن النفس ..التطلع الدائم إلى الله في السماوات و الأرض .. و في الظاهر و الباطن .. في السر و الجهر .. في المعلوم و المجهول ..
المراقبة الدائمة لله في كل عمل و كل فكرة و كل شعور ..
الإحساس الدائم بالله في كل لحظة ..
المصاحبة الدائمة لله في كل أمر ..
الصلاة و العبادة ..
قراءة القرآن ..
و مئات من المشاعر الخفية .. اللمسات اللطيفة .. و الخفقات .. اللمحات .. و الومضات .. وفي النهاية ..
يتدفق هذا الحب الواغل في الأعماق ..
حب أعمق من أن يصفه اللفظ .. و ألطف من أن يمسكه التعبير .. سارب في النفس .. مشع في الكون .. لا تمسكه الألفاظ .. !! و لكنه على خفائه ذلك .. قوي جاهر مبين .. !! يعلمه صاحبه .. و يحسه في أعماقه .. لايحتاج أن يعبر عنه بلفظ .. فهو ممتليء به لايحس الفراغ الذي يُحْوِجُ للتعبير .. !!
وذلك الحب .. هو قمة العبادة ..
هو الكفيل بطاعة الله طاعة منبعثة من الرضا .. لا من القهر و الخوف من العقاب ..و هو الكفيل بالتطوع النبيل فوق ما تفرضه الضرورة و ما يفرضه القانون .. التطوع الذي يرتقي بالإنسانية إلى أعلى .. و يحثها على التقدم إلى أمام ..
____________________________
محمد قطب - كتاب منهج التربية الإسلامية (ج1)
الروابط المفضلة