المصدر/المؤلف: عيد العنزي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:


أخي الحبيب تذكر أنك تعيش في دار هي ليست بدار قرار وإنما هي دار أكدار وأخطار، وحسبك منها أنها سجن للمؤمنين وجنة للكفار.


أخي اسأل نفسك كم بقي من عمرك، وكم تأمل أن تعيش؟ عشرين سنة أم أربعين سنة، وكيف تأمل ذلك وأنت ترى الفجائع تنزل بالناس أناء الليل وأطراف النهار.


أخي تأمل هذا الحديث، وكأن المعني به أنت { عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه } فهل عرفت عظم المصيبة وفداحة الخطب؟


أخي هب أن ملك الموت أتاك الآن في هذه اللحظة أتاك ليقبض روحك، أكان يسرك حالك وما أنت عليه؟


أخي هل تذكرت أول ليلة في القبر وأنت فيه وحيد وقد أحكم عليك إغلاقه وتحكم فيك هوامه وديدانه وأصبح التراب فراشك وقد ذهب حسنك وجمالك، وقد ذهبت اللذات وبقيت الحسرات والتبعات.


أخي هل تريد الجنة وما فيها من النعيم وأنت على المعاصي مقيم؟ أو هل تريد السعادة في الدنيا والآخرة وأنت من أعوان الشيطان وحزبه؟

أخي قد غرّ بعض الناس حلم الله وسعة رحمته ولكنهم نسوا أن الله شديد العقاب وأنه عزيز ذو انتقام وأن هؤلاء لم يتعرضوا لرحمته، بل عملوا أعمالاً توجب غضبه وأليم عقوبته...


أخي هب أنك حصلت على الدنيا وملذاتها ومسراتها وكل ما يرضيك منها... وكانت النتيجة هي النار فهل تذكر ما مضى من النعيم وأنت في النار مقيم.


أخي تذكر يوم تشهد عليك الشهود وتفضحك الجوارح والجلود... فأين يكون مهربك؟ والشهود منك والشهادة عليك... فتأمل يا مسكين تعصي الله بها ومن أجلها ثم تأتي يوم القيامة تشهد عليك.


أخي احمد الله أن مدّ في عمرك ولم يقبض نفسك وأنت في غيّك وإعراضك وغفلتك.


أخي بادر بالتوبة وانفض عن نفسك غبار الغفلة واعلم أن باب التوبة مفتوح وأن عطاء ربك ممنوح وأن فضله يغدو ويروح، واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأن الله يبدل سيئاتك حسنات وأن الله يفرح بتوبتك، وأخيراً هنيئاً للتائبين محبة الله لهم.


قال تعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222].


هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.