انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: نقض مقولة " ما عبدناك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك "

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    1,336
    الجنس
    أنثى

    نقض مقولة " ما عبدناك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك "



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    الســؤال : ما حكم قول بعض الناس : عبادتي



    لك يا الله حبا في ذاتك ،وإن كنت أعبدك خوفا



    من نارك فأدخلني نارك وإن كنت أعبدك حبا



    في جنتك فأدخلني نارك ؟





    الجـــواب : عبـادة الله بالحب فقـط هـي منهج



    الصوفية الضالة ، وهو منهج مبتدع . ومحبة



    الله هي أعظم منازل العبادة ، وليست هي كـل



    العبادة . ومنهج أهــل السنـة هــو عبــادة الله



    بالحب والخوف والرجاء والخشية وغيـر ذلك



    من أنواع العبادة ، قــال تعــالى ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ



    تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً )الأعراف55 ،وقال تعالى عن



    أنبيائـه ( إِنَّهُـمْ كَـانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ



    وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُـوا لَنَا خَاشِعِيـنَ )



    الأنبياء90 ، وقال تعالى عن الملائكة ( وَهُم



    مِّنْ خَشْيَتِـهِ مُشْفِقُــونَ ) الأنبيـاء28، وقــال



    تعالى ( يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِــمْ وَيَفْعَلُــونَ



    مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل50 ، إلـى غير ذلك مـن



    الآيات . وبالله التوفيق ، وصــلى الله عـلى



    نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .




    اللجنـــة الدائمــة للبحـــوث العلمــية والإفتاء


    موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء





    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    السـؤال : أشعر أني أقوم بالعبادات والطاعات



    بدافع حبِّ الجنَّة ، والخوف من النَّار ، وليس



    بدافع محبة الله أو حب الطاعات ، فما السبب



    فـي ذلك ؟ وما العلاج ؟ . أريــد أن أقوم بأي



    عبادة حبّاً في الله ، وحبّاً فـي طــاعته ، فـي



    المقام الأول ، فما السبيل إلى ذلك ؟




    الجواب : الحمد لله



    هـذا الإشكال في سؤالك أخــي الفاضل منبعه




    تـلك المقولة الخاطئة المشتهرة " لا نعبد الله



    خوفاً من ناره ، ولا طمعاً في جنته بـل نعبده



    حبّاً له " ! وبعضهــم يذكــرها بصيغة أخرى



    مفادها : أنـه من عبد الله خوفا من ناره فهي



    عبادة العبيد ،ومن عبده طمعاً في جنته فهي



    عبادة التجار ، وزعمـوا أن العابد هــو مــن



    عبده حبّاً له تعالى !!





    وأيّاً كانت العبارة أو الصيغة التي تحمل تلك



    المعاني ، وأيا كان قائلها : فإنها خطأ وهي



    مخالفة للشرع المطهَّر ، ويدل على ذلك :




    1- أنـه ليـس بيــن الحب والخوف والرجــاء



    تعارض حتى تريد - أخي السائل - أن تعـبــد



    ربك تعـالى حبّاً لـه ؛ لأن الذي يخافه تعــالى



    ويرجـوه ليست محبة الله منزوعة منه ، بل



    لعله أكثـر تحقيقاً لها من كثيرين يزعمون



    محبته .




    2- أن العـبـادة الشــرعيـة عنــد أهــل السنَّة



    تشمــل المحبة والتعظيم ، والمحـبـة تــولِّــد



    الرجاء ، والتعظيم يولِّد الخوف .




    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين :



    والعبادة مبنية على أمرين عظيمين ، همــا :



    المحبة والتعظيم ، الناتج عنهما ( إِنَّهُمْ كَانُوا



    يُسَارِعُـونَ فِـي الْخَيْــرَاتِ وَيَــدْعُونَـنَا رَغَبــاً



    وَرَهَباً ) الأنبياء90 ،فبالمحبة تكون الرغبة



    وبالتعظيم تكون الرهبة ، والخوف .





    ولهـذا كانت العبادة أوامر ، ونواهي : أوامر



    مبنية على الرغبة وطلب الوصول إلى الآمر



    ونواهي مبنية على التعظيم ، والرهبة مــن



    هذا العظيم .





    فإذا أحببتَ الله عز وجل : رغبتَ فيما عنده ،



    ورغبت في الوصول إليـــه ، وطلبتَ الطريق



    المـوصـل إلـيـه ، وقمتَ بطاعته عـلى الوجه



    الأكمـل ، وإذا عظمتَه : خفــتَ منــه ، كلـمـا



    هممتَ بمعصية استشعـرت عظــمة الخالــق



    عــز وجل ، فنفرتَ ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا



    لَــوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّــهِ كَـــذَلِكَ لِنَصْرِفَ



    عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء ) يوسف24 .




    فهذه مِن نعمة الله عليك ،إذا هممتَ بمعصية



    وجدتَ الله أمامك ، فهبتَ وخفتَ ، وتباعدتَ



    عن المعصية ؛ لأنك تعبد الله رغبة ورهبة .



    " مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " .




    3- أن عبــادة الأنبيــاء والعلـماء والأتقـيــاء



    تشتمل على الخوف والرجاء ، ولا تخلو من



    محبة ، فمـن يـرد أن يعبــد الله تعالى بإحدى



    ذلك : فهو مبتدع وقد يصل الحال به للكفر .



    قــال الله تعالى – فـي وصف حال المدعوين



    مــن المـلائكة والأنبياء والصالحين ( أُولَئِكَ



    الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ



    أَقْـــرَبُ وَيَرْجُــونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ )



    الإسراء 57 . وقـــال الله تبـارك وتعالى في



    وصف حال الأنبياء ( إِِنَّهُـمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ



    فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُـوا



    لَنَا خَاشِعِينَ ) الأنبياء90




    قال ابن جرير الطبري – رحمه الله - :



    ويعنى بقولـه ( رَغَباً ) : أنهم كانوا يعبدونه



    رغبـة منهـم فيما يرجون منه ، من رحمته ،



    وفضله . ( وَرَهَباً ) : يعني : رهبة منهم من



    عـذابـه ، وعقابه بتركهم عبادته ، وركوبهم



    معصيتـه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل



    التأويل ." تفسيـر الطبري "( 18 / 521 )




    وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله - :



    وقوله ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ )



    أي : في عمل القُرُبات ، وفعل الطاعات .



    ( وَيَدْعُونَنَا رَغَــبًا وَرَهَبًـا ) قــال الثـــوري :



    ( رَغَبًا ) فيما عندنا ، ( وَرَهَبًا ) مما عندنا



    ( وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) قــال عــلي بــن أبي



    طلحـة عن ابن عباس : أي : مصدِّقين بـما



    أنــزل الله ، وقــال مجاهد : مؤمنيــن حقّاً ،



    وقال أبو العالية : خائفين ، وقال أبو سِنَان



    الخشـوع هو الخوف اللازم للقلب لا يفارقه



    أبـداً ، وعن مجاهد أيضاً ( خَاشِعِينَ ) أي :



    متواضعين ،وقال الحسن وقتادة والضحاك



    ( خَاشِعِينَ ) أي : متذللين لله عــز وجــل ،



    وكل هذه الأقوال متقاربة .




    " تفسير ابن كثير " ( 5 / 370 ) .




    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :



    قال بعض السلف " مَن عبد الله بالحب وحده



    فهو زنديق ،ومَن عبده بالخوف وحده : فهو



    حروري – أي : خـــارجــي - ، ومَــن عبــده



    بالرجاء وحده : فهــو مرجئ ، ومــن عبــده



    بالحب والخوف والرجاء :فهو مؤمن موحد



    " مجموع الفتاوى " ( 15 / 21 ) .




    4- اعتقادهم أن الجنة هي الأشجار والأنهار



    والحور العين ، وغفلوا عــن أعظــم ما فــي



    الجنة مما يسعى العبد لتحصيله وهو :رؤية



    الله تعالى ، والتلذذ بذلك ، والنار ليست هي



    الحميم والسموم والزقوم بل هي غضب الله



    وعذابه والحجب عن رؤيته عز وجل .




    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :



    ومِـن هنا يتبين زوال الاشتباه في قول مَن



    قـال " ما عبدتُك شوقاً إلى جنَّتك ولا خوفاً



    من نارك ،وإنما عبدتك شوقاً إلى رؤيتك "



    فإن هذا القائل ظنَّ هو ومَن تابعه أن الجنــة



    لا يدخــل فــي مسمــاها إلا الأكــل والشــرب



    واللباس والنكاح ونحو ذلك مما فيــه التمتع



    بالمخلوقات ، ولهذا قال بعض مَن غلط مِـن



    المشائخ لمــا سمــع قولـــه ( مِنْكُم مَنْ يُريدُ



    الدُّنْيَا وَمِنْكُم مَن يُرِيدُ الآخِرَةَ ) قــال : فأيــن



    من يريد الله ؟! وقال آخر في قوله تعــالى :



    ( إِنَّ الله اشْتَرَى مِــنَ المُــؤمِنيــنَ أنْفُسَهُــم



    وَأَمْوَالُهُم بِأَنَّ لَهُم الجَنَّةَ ) قــال : إذا كانــت



    النفوس والأموال بالجنَّة فأين النظر إليه؟!



    وكل هذا لظنِّهم أنَّ الجنَّة لا يدخل فيها النظر



    والتحقيق : أن الجنـة هـي الدار الجامعة لكل



    نعيم ، وأعلى ما فيها : النظر إلى وجه الله ،



    وهـو من النعيم الذي ينالونه في الجنة ، كما



    أخبرت بـه النصوص وكذلك أهل النار فإنهـم



    محجوبون عــن ربهم يدخلون النار ، مع أن



    قائل هذا القول إذا كان عارفاً بما يقول فإنما



    قصده أنك لـو لم تخلق ناراً ، أو لو لم تخلق



    جنَّة لكان يجب أن تُعبد ،ويجب التقرب إليك



    والنـظــر إليــك ، ومقـصــوده بالجنــة هنــا



    ما يتمتع فيه المخلوق .




    " مجموع الفتاوى " (10 / 62 ،63)




    وقال ابن القيم - رحمه الله - :



    والتحقيق أن يقال :الجنَّة ليست اسماً لمجرد



    الأشجار ، والفواكه ، والطعام ، والشراب ،



    والحور العين والأنهـار ، والقصور ، وأكثر



    الناس يغلطون في مسمى الجنَّة ،فإنَّ الجنَّة



    اسم لدار النعيم المطلق الكامل ، ومِن أعظم



    نعيــم الجنَّــة : التمتــع بالنظر إلى وجه الله



    الكريم ، وسماع كـلامه وقرة العين بالقـرب



    منه ، وبرضوانه ، فلا نســبة للذة ما فيهــا



    من المأكول والمشروب والملبوس والصور



    إلى هذه اللذة أبداً فأيسر يسير من رضوانه:



    أكبر من الجنان وما فيها من ذلك ، كما قال



    تعالـى ( وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَر ) التوبة72



    وأتى به مُنَكَّراًَ في سياق الإثبات ، أي : أي



    شيء كان من رضاه عن عبده : فهو أكبر



    من الجنة .




    قليل منك يقنعني ..ولكن قليلك لا يقال له قليل



    وفي الحديث الصحيح حـديث الرؤية ( فوالله



    ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهــم مـــن النظر



    إلى وجهه ) ، وفي حديث آخر ( أنه سبحانه



    إذا تجـلى لهــم ورأوا وجهــه عيانا : نســوا



    ما هم فيه من النعيم وذهلوا عنه ولم يلتفوا



    إليـه ) . ولا ريب أن الأمر هكذا ، وهو أجل



    ممـــا يخطــر بالبال أو يــدور فــي الخيال ،



    ولا سيمـا عنــد فــوز المحبين هـنـاك بمعية



    المحبــة ، فــإن ( المـرء مع مَن أحب ) ولا



    تخصيص فــي هــذا الحكـم ، بل هو ثابت ،



    شاهداً ، وغـائباً ، فأي نعيم ، وأي لذة وأي



    قـرة عين وأي فوز يداني نعيم تلك المعية ،



    ولذتها ، وقرة العيـن بها ، وهل فوق نعــيم



    قرة العيـن بمعيـة المحبوب الــذي لا شـيء



    أجـل منه ، ولا أكمـل ، ولا أجمل قرة عيـن



    ألبتـة ؟ وهـذا - والله - هو العِلم الذي شمَّر



    إلــيه المحبون واللواء الـذي أمَّه العارفون



    وهــو روح مسمَّى الجنَّة وحياتها ، وبــــه



    طابـت الجـنة ، وعليه قامت .فكيف يقـال :



    " لا يُعبـد الله طلباً لجنَّته ، ولا خـوفاً مــن



    ناره " ؟! وكــذلك النار أعاذنا الله منهــا ،



    فإن لأربابها مــن عذاب الحجاب عــن الله



    وإهانته ، وغضبــه ، وسخطــه ، والبُعــد



    عنـــه : أعـظــم مــن التهــاب النــار فــي



    أجسامهم ، وأرواحهم ، بــل التهاب هــذه



    النــار فـي قلوبهــم : هــو الــذي أوجــب



    التهابها في أبدانهم ومنها سرت إليها .




    فمطلـوب الأنبيــاء والمرسليــن والصدِّيقين



    والشهداء والصالحين :هو الجنَّة ومهربهم:



    من النار ، والله المستعان ، وعليه التكلان



    ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم



    الوكيل ." مدارج السالكين "( 2 / 80 ، 81 )




    5- مؤدى تــلك المقولـة الاستخفاف بخــلــق



    الجنة ، والنار ، والله تعـالى خلقهما ، وأعـدَّ



    كل واحدة منهما لمن يستحقهـــا ، وبالجنــة



    رغَّب العابدين لعبادته ، وبالنار خوَّف خلقه



    من معصيته والكفر به .





    6- كــان النبي صــلى الله عليه وسـلم يسأل



    الله الجنَّة ، ويستعيذ به من النار وكان يعلِّم



    ذلك لأصحابه رضوان الله عليهـــم ، وهكـذا



    تـوارثه العلماء والعبَّاد ، ولم يروا فــي ذلك



    نقضاً لمحبتهم لربهم تعالى ، ولا نقصاً فــي



    منـزلة عبادتهم .عَنْ أَنَسٍ قَــــالَ : كَانَ أَكْثَرُ



    دُعَــاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( اللَّهُــمَّ



    رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً



    وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) رواه البخاري (6026)




    وعَـنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى



    اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ(مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ ؟)



    قَـالَ : أَتَشَهَّـدُ ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ ، وَأَعُوذُ



    بِـهِ مِنْ النَّارِ ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أُحْسِـنُ دَنْدَنَتَكَ ،



    وَلَا دَنْدَنَـةَ مُعَــاذٍ – أي : ابــن جبــل - قَــالَ



    ( حَوْلَهَا نُدَنْدِن ) . رواه أبـو داود ( 792 )



    وابن ماجه ( 3847 ) ، وصححه الألباني



    في " صحيح ابن ماجه " .





    وعَنْ الْبَرَاء بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ



    قَـالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :



    (إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ



    ثُـمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَـنِ وَقُــلْ اللَّهُــمَّ



    أَسْلَمْـتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْــــرِي إِلَيْــكَ



    وَأَلْجَأْتُ ظَهْـــرِي إِلَيْــكَ رَهْبَـةً وَرَغْــبَةً إِلَيْكَ



    لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ



    الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَــإِنْ مُـتَّ



    مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ ) .



    رواه البخاري(5952) ومسلم(2710)




    قال تقي الدِّين السبكي – رحمه الله - :



    والعاملون على أصناف : صنف عبدوه لذاته



    وكونه مستحقّاً لذلك ؛فإنه مستحق لذلك ،لو



    لم يخلق جنَّة ولا ناراً ، فهذا معنى قـول مـن



    قـال " ما عبدناك خوفاً من نارك ، ولا طمعاً



    في جنَّتك " أي : بل عبدناك لاستحقاقك ذلك



    ومـع هـذا فهـذا القائــل يســأل الله الجــنَّة ،



    ويستعيذ به من النار ، ويظن بعض الجهلة



    خـلاف ذلك ، وهو جهل ، فمَن لم يسأل الله



    الجنَّة والنجاة من النار :فهو مخالف للسنَّة



    فـــإن مِـن سنَّة النَّبي صلى الله عليه وسلم



    ذلك ، ولـما قال ذلك القائل للنبي صلى الله



    عليه وسلم " إنه يسأل الله الجنة ويستعيذ



    بـه من النار " وقال " ما أُحسن دندنتك ،



    ولا دندنة معاذ " قال النبي صلى الله عليه



    وسلم ( حولها ندندن ) . فهذا سيد الأولين



    والآخرين يقول هذه المقالة ، فمن اعتقـــد



    خلاف ذلك : فهو جاهل ، ختَّال .




    ومِن آداب أهل السنَّة أربعة أشياء لا بد لهم



    منها : الاقتداء برسول الله صلى الله عليـــه



    وسلـم ، والافتقار إلى الله تعالى والاستغاثة



    بالله ، والصبر على ذلك إلى الممات . كــذا



    قال سهل بن عبد الله التستري ، وهو كلامٌ



    حقٌّ ." فتاوى السبكي " ( 2 / 560 ) .




    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :



    كــل ما أعده الله لأوليائه : فهــو مِن الجنَّة ،



    والنظر إليـه هو مـن الجنة ولهذا كان أفضل



    الخلـق يسأل الله الجنَّة ويستعيذ به من النَّار



    ولمـا سألَ بعضَ أصحابــه عمـا يقــول فــي



    صـلاتـه قال " إني أسأل الله الجنَّة ، وأعوذ



    بالله مــن النَّار ، أما إني لا أُحسن دندنتك ،



    ولا دندنة معاذ " ، فقـال ( حولها ندندن ) .



    " مجموع الفتاوى " ( 10 / 241 ) .




    7 - مـن أراد أن يعـبـد الله تـعـالــى بالمحبَّــة



    وحدها دون الخوف والرجاء: فدينه في خطر



    وهو مبتدع أشد الابتداع ،وقد يصل به الحال



    أن يخـرج مـن ملَّة الإســلام ، وبعــض كبار



    الزنادقة يقول : إننا نعبد الله محبة له ، ولو



    كان مصيرنا الخلود في الـنـار !! ، ويعتقــد



    بعضهـم أنـــه بالمحبة فـقـط ينــال رضا الله



    ورضـوانه ، وهو يشابه بذلك عقيدة اليهود



    والنصارى ، حيث قال تعالى عنهم ( وَقَالَتِ



    الْيَهُــودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ



    قُـلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّـــنْ



    خَلَـقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَــذِّبُ مَـنْ يَشَــاءُ



    وَلِلَّهِ مُـلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا



    وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) المائدة/ 18 .





    قال تقي الدين السبكي – رحمه الله - :



    وأما هذا الشخص الذي جرد وصف المحبة ،



    وعبد الله بها وحدها : فقـد ربا بجهله عــلى



    هــذا ، واعتقــد أن لـه منزلة عند الله رفَعته



    عن حضيض العبودية ، وضآلتها ، وحقارة



    نفسه الخسيسة وذلتها ، إلى أوج المحبة ،



    كـأنه آمِنٌ على نفسه ، وآخذٌ عهداً من ربِّه



    أنَّه من المقربين فضلاً عن أصحاب اليمين



    كلا بل هو في أسفل السافلين .




    فالـواجب على العبد : سلوك الأدب مع الله ،



    وتضاؤله بيــن يديــه ، واحتقاره نـفـــسـه ،



    واستصغاره إيـاها والخوف مـن عذاب الله ،



    وعـدم الأمن من مكر الله ورجاء فضل الله ،



    واستعانته بـــه ، واستعانته عــلى نفســه ،



    ويقـول بعد اجتهاده في العبادة " ما عبدناك



    حق عبادتك " ويعترف بالتقصير ،ويستغفر



    عقيـب الصلوات ، إشارة إلى ما حصل منه



    مـن التقصير في العبادة ، وفي الأسحــار ،



    إشارة إلــى ما حصل منه من التقصير وقد



    قام طول الليل ، فكيف من لم يقم؟! .




    " فتاوى السبكي " ( 2 / 560 ) .




    وقال القرطبي – رحمه الله - :



    ( وادعوه خـوفاً وطمــعاً ) أمــر بــأن يكــون



    الإنسـان في حالة ترقب ، وتخوف ، وتأميل



    لله عــز وجل ، حتى يكون الرجاء والخوف



    للإنســــان كالجناحين للطائر ، يحملانه فـي



    طـريق استقامته ، وإن انفرد أحدهما : هـلك



    الإنسان قال الله تعـالى ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا



    الْغَفُـورُ الرَّحِيـمُ . وَأَنَّ عَــذَابِــي هُــوَ الْعَذَابُ



    الْأَلِيمُ ) تفسير القرطبي"( 7 /227) .




    فأنت تـرى أخــي السائل أنـــه يجب عليك أن



    تسير في عبادتك على ما سار عليه الأنبيــاء



    والصالحون مـن قبلك ، فتؤدي ما أمــرك الله



    بـه من عبادات على الوجه الــذي يحبه الله ،



    وتقصـد بذلك التقرب إليه ، والرجاء بالثواب



    الـذي أعـدَّه للعابدين ، والخوف من سخطـــه



    وعذابه إن حصل تقصير في الطاعات أو ترك



    لها ، ومن زعم أنه يحب ربه تعالـــى فليريه



    منه طاعته لنبيه صلى الله عليه وسلم ، كما



    قال تعالى( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي



    يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُـورٌ



    رَحِيمٌ ) آل عمران/ 31 .



    والله أعلم




    موقع الإسلام سؤال وجواب




    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






  2. #2
    بداية داعية's صورة
    بداية داعية غير متواجد كبار الشخصيات"نبض وعطاء " "نجمة الدعوة " مبدعة صيف 1429هـ
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الردود
    4,131
    الجنس
    امرأة

مواضيع مشابهه

  1. أرخص وسيلة لحرق السعرات الحرارية """""""""""""""
    بواسطة rorofun في ركن التغذية والصحة والرجيم
    الردود: 40
    اخر موضوع: 02-12-2014, 11:00 PM
  2. كريم اساس مضمون و رهببببببببببببب (بشره منووووره بشكل)""""""""""""""
    بواسطة **نجمة أمـــل** في العناية بالجسم والبشرة والمكياج والعطورات
    الردود: 46
    اخر موضوع: 05-10-2013, 09:29 AM
  3. ©{« موضوع يستحق التفاعل »}©""":::""" وزنك كيف تسيطري وتحافظي عليه""":::"""
    بواسطة noor alhouda في ركن التغذية والصحة والرجيم
    الردود: 16
    اخر موضوع: 28-02-2012, 06:18 PM
  4. ╝◄ ":":":":":"برنامج يرى صورتك بعد 40 عاما":":":":":":"اسرعوا►╚
    بواسطة sangzodia في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 1221
    اخر موضوع: 25-03-2008, 01:15 PM
  5. الردود: 21
    اخر موضوع: 18-08-2007, 04:13 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ