انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: ((( الأمانة ))) للأستاذ مصطفى حسنى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الموقع
    مصر
    الردود
    253
    الجنس
    امرأة

    ((( الأمانة ))) للأستاذ مصطفى حسنى

    الأمانة
    استكمالاً لما بدأناه في سلسلة الأخلاق وتعاملاتنا مع بعضنا البعض والتي هي العنوان الكبير لحبنا لله ورسوله، نتكلم اليوم عن خلق من أحب الأخلاق وهو الأمانة.. أي التعامل بأمانة.

    وربما يكون أول ما يتبادر إلى ذهنك أنني أعني بذلك أنني أتكلم عن شيء أخذتَه ولم تعده، أو سر ائتُمِنت عليه وأفشيته فخنت صاحب هذا السر.. وأنك بذلك تكون قد ضيعت الأمانة حيث إن هذا هو المفهوم الشائع لها. ولكني أقول لكم إن هذا هو أصغر جزء من الأمانة..

    واليوم سنتكلم عن الأمانة بمفهوم أشمل وأكثر تفصيلا، وتتمثل في ثلاثة أنواع من الأمانات، كما ذكرها الله في كتابه العزيز فقال سبحانه مرشدا لنا إلى أن لا نخون أمانتنا مع الله فقال: " يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ" ثم نتحدث عن أمانتنا مع الرسول فقال: " يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ والرَّسُولَ". ثم نختم مع قوله تعالى:" وتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وأَنتُمْ تَعْلَمُونَ".

    وبداية لا بد وأن نعرف ما هي أمانة الله التي قال عنها سبحانه: " إنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ والأَرْضِ والْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وأَشْفَقْنَ مِنْهَا وحَمَلَهَا الإنسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً". هذه الكلمة -كلمة الأمانة- التي عرضت على جميع المخلوقات من سماوات وأرض وجبال فخافوا منها وأشفقوا وحملها الإنسان فظلم العصاة من البشر أنفسهم بحملها هي أمانة التخيير.

    فإنك خُلِقت ولك قلب وعقل ونفس وروح وتستطيع أن تختار وتحدد لنفسك المصير فأنت مخيّر، لك اختيار الطاعة أو المعصية قال الله: " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ".. فكل ما خلق الله مسير في عبادته له إلا الإنسان أعطاه الله الحرية في أن يفعل أو لا يفعل وهذه هي الأمانة مع كيانه الذي منحه الله الوجود فإما يذهب به إلى الجنة أو يذهب به إلى النار كما قال تعالى: " وهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ".. أي طريق الخير وطريق الشر.

    وسبحانه القائل: " تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ والْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ويَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ أَلا إنَّ اللَّهَ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ" ،،وقوله:" والنَّجْمُ والشَّجَرُ يَسْجُدَانِ". كل شيء يسبح بحمد ربه وله يسجد إلا مخلوق هو الإنسان، له أن يختار أن يعبد ربه أو لا يعبده، أن يذهب إليه أو يسير في طريق الشيطان. ولا نملك إلا أن نقول لكل عاص إلا ما قاله تعالى: " قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا" -يعني الذي اختار الله وطهر نفسه من الشهوات- فزكوا أنفسكم وراعوا أمانة الله فيها لأن النتيجة أنه: " وقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا".

    والأمانة مع رسول الله ترتبط بأمانتنا مع الله، فهو القائل سبحانه: " مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ومَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً"، فأمانتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعتنا له ولما جاء به من الحق، وألا نتقول عليه كذبا أو نخون عهدنا معه وشهادتنا بأنا رضينا به رسولا. فكيف ترضى به رسولا وتضيع سنته وتضيع ما أورثه للأمة من علم وأخلاق سيسألنا الله عنها؟ وقد قال: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً".. فلتعلم يا أخي المسلم أن الرسول يعرفك.. نعم يعرفك، فاقرأوا قوله تعالى: "اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"

    هو يعرفك وأعمالك تعرض عليه فلا تضيع أمانته، وتذكر حديثه صلى الله عليه وسلم وهو على الحوض يوم القيامة: "يؤتى بأقوام أعرفهم ويعرفونني وأريد أن أسقيهم فتأتي الملائكة وتضعهم على الشمال فتزود بهم ذات الشمال فأقول يا ربي إنهم مني فتقول الملائكة: يا "محمد" إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك". فلننصر رسول الله في أنفسنا وعلى أنفسنا الأمارة بالسوء حتى نستطيع أن ننصره على أعداء الدين. ولنعلم أنه بعد أمانتنا مع الله ورسوله، لا بد أن نتنبه لأمانة النعم التي أنعم الله بها علينا فنرد الفضل لصاحب الفضل ونتوجه بالشكر لمن منحنا الحياة ثم رزقنا من كل شيء، فلا نكون منكرين لنعمه علينا جاحدين فضله الذي لا يعد ولا يحصى.

    أما عن معاملاتنا فكل شيء فيها أمانة. إذا أعطاك أحد شيئا لتحافظ عليه فهو أمانة. جارك أمانة فلا تلتفت لأهله، ولا تتبع سره. زميلك أمانة فلا تخنه ولا تضيع حقه. العين أمانة.. والبصر أمانة.. واللسان أمانة: " إنَّ السَّمْعَ والْبَصَرَ والْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً".. البيع والشراء أمانة.. الزوجة وحسن معاملتها أمانة.. تربية الأولاد على الحق أمانة.. نصح المسلم بالخير أمانة.. فلنعمل جميعا على أن نرد الأمانات إلى أهلها ونتقي الله قدر استطاعتنا فيها.

    فاللهم اجعلنا من عبادك الأمناء..
    وقنا شر الخيانة فإنك لا تحب الخائنين..
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    مصطفى حسني

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الموقع
    مصر
    الردود
    253
    الجنس
    امرأة
    الحياء
    اليوم سنتحدث عن خلق من الأخلاق الإيمانية العالية، ذلك الخلق الذي قال عنه العلماء إنه حياة القلب، وبدونه يكون القلب ميتا لا حياة فيه ولا خير يُرجى منه، إنه خلق الحياء.
    ولقد علّمنا النبي أدق وأنبل صور الحياء، في المواقف الكبيرة وفي صغائر الأمور، وأدركنا من خلاله أن خلق الحياء من أخلاق الله التي أمرنا أن نتخلق بها ونعمل على أن نتخذها منهجا وسلوكا، فإن تعجب حين نقول إن الله هو صاحب خلق الحياء فإننا نذكرك بالحديث المشهور الذي ورد في سنن الترمذي عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله حَيِيٌّ كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صِفْرًا خائبتين."

    والحياء المقصود من حديثنا اليوم هو الحياء من الله، أستحيي من أن يراني حيث نهاني أو أن يفتقدني حيث أمرني، أستحيي منه في قولي لعلمي أنه السميع وأستحيي منه في فعلى لعلمي أنه البصير وأستحيي منه فيما خفي في صدري لعلمي أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أستحيي منه في خواطري لعلمي أنه يعلم السر وأخفى. أستحيي منه في كل حركة وسكنة لأني أعلم أنه دائما معي وأنه سبحانه أحاط بكل شيء علما، فإن لم أكن أراه فإنه يراني.

    والحياء له صور متعددة، فها هو رسولنا الكريم في مجلسه الشريف فإذ بثلاثة من المسلمين يدخلون عليه بين صحابته، أولهم أدرك زحام المسجد لكنه كان يود أن يتمتع بقربه من رسول الله فغلبه هذا فظل سائرا حتى أدرك مكانا فجلس بين اثنين من صحابة رسولنا الكريم، والآخر استحيا أن يتخطى رقاب الجالسين فالتزم بوجوده حيث انتهى به الصف، أما الثالث فوجد الزحام فرحل عن مجلسه صلى الله عليه وسلم. وعن هذا الموقف قال صلى الله عليه وسلم والحديث في صحيح البخاري: "ألا أخبركم بالثلاثة؟ قلنا: بلى.. قال: أما الأول فآوى إلى الله فآواه الله -أي رحمه الله- وأما الثاني فاستحيا فجلس فاستحيا الله منه -أي استحيا أن يعذبه- وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه"

    فما أعظم الحياء وما أعظم جزاء من يتخلقون به، وكيف لا نستحيي ممن خلقنا ورزقنا وأطعمنا وسقانا بعد أن أوجدنا من عدم إلى حياة أبدية {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا}.. إن الإنسان السوي الخلق ليستحيي من الله الذي أعطاه من كل شيء ولم يطالبه بشيء سوى أن يتحقق بإنسانيته ويتحقق بعبوديته بعد ما هيأ له كل أسباب الحياة الطيبة: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيِنِ}.. فله الحمد وله الفضل سبحانه الذي قال لنبيه الكريم: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ، كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا}.. نعصاه فيمهلنا، ولا يقطع رزقه عنا، فإذا طغينا صبر علينا ونادانا أن عودوا إليّ عبادي فإني لا أريد أن تبعدوا عن رحمتي أو يحل بكم غضبي.. أقبلوا عليّ واستحيوا من مجافاتكم لي وأنا الرزاق ذو القوة المتين.. أعطيكم فتشكرون غيري، وأحميكم من كل سوء فتحمدون غيري، أما تستحيون مني وأنا أناديكم بالليل ليتوب مسيء النهار وأناديكم بالنهار ليتوب مسيء الليل، أما تستحيون من إمهالي لكم وصبري عليكم وأنا القاهر الجبار؟ أما تستحيون مني وقد سبقت رحمتي غضبي ووسعت كل شيء.. {وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا}..

    وفي "مستدرك الحاكم" وهو أحد كتب الأحاديث، ورد عن سيدنا عمر بن الخطاب قوله: "إن الحياء والإيمان قرينان، فإذا رفع العبد أحدهما رُفع عنه الآخر."
    وفى سنن ابن ماجه عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ‏"‏الإيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ أوْ سَبْعُونَ بَابًا أدْنَاهَا إمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَأرْفَعُهَا قَوْلُ لاَ إلَهَ إلا اللَّهُ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ‏"‏‏.‏ ‏وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت".. ذلك لنعلم أن الحياء مقياس الدين والقرب من الله.

    ولنعلم أن الفطرة السليمة جُبلت على الحياء، وقد ورد عن أحد الصحابة –وهو سيدنا "عمران بن الحصين"- أنه كان جالسا مع صحابي آخر فقال: "سمعت النبي يقول: "إن الحياء لا يأتي إلا بخير"، فرد عليه الصحابي بقوله: وإنني عرفت حكمة تقول: "إن من الحياء الوقار ومن الحياء السكينة".

    وأود أن أختتم حديثي عن الحياء من الله بقصة هذا الرجل المؤمن "أبو بكر المسكي" -رضي الله عنه- وقد كان رجلا بهيّ الطلعة أخذ من الجمال الكثير. وكانت النساء يتحدثن عنه ويفتتنّ به، فأرادت امرأة أن تمكر به؛ ليواقعها من شدة فتنتها به. فكيف تستدرجه لتدخله منزلها؟ لقد أوصلتها الحيلة لأن تنتظر مروره بجوار دارها ثم تصرخ ليظن أن مكروها أصاب أصحاب الدار فيدخل لنجدتهم، وبالفعل حدث هذا فأبت عليه إلا أن يواقعها في الحرام، وهددته إن لم يفعل لتقولن للناس إنه دخل ليعتدي عليها وتفضح أمره.

    فماذا يفعل وهو الذي يستحيي أن يراه الله في هذه المعصية؟ طلب منها أن يدخل الخلاء ليتطيب، وبعد أن دخل أخذ يلطخ وجهه بفضلات البشر. ثم خرج لها برائحة كريهة فإذا بها تصرخ في وجهه وتطلب منه أن ينصرف من دارها. يقول أبو بكر: فخرجت من بيتها ورائحتي نتنة، ثم اغتسلت وما زالت الرائحة لا تخرج مني، ثم نمت وأنا أشعر بأذى في نفسي وبدني فإذا بي أرى في منامي رجلا يقول لي: "قد تأذيت من أجلنا فإن سنعطرك إلى يوم القيامة".. فاستيقظت ورائحتي المسك فسموني أبا بكر المسكي.

    فاللهم ارزقنا الحياء منك في كل حركة وسكنة ونظرة وهـم وخاطر..
    ارزقنا الحياء منك فيما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم.. إنك أنت الأعز الأكرم.
    مصطفى حسني

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 6
    اخر موضوع: 05-01-2010, 08:59 AM
  2. الحياء / مصطفى حسني
    بواسطة أنا أم عبدالله في روضة السعداء
    الردود: 4
    اخر موضوع: 08-05-2009, 07:20 PM
  3. ((((الإيثار )))) للأستاذ مصطفى حسنى
    بواسطة أنا أم عبدالله في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 04-05-2009, 02:52 PM
  4. كتب يرشحها الداعية مصطفى حسني مع روابطها
    بواسطة choose_allah في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 15-01-2009, 03:15 PM
  5. الردود: 0
    اخر موضوع: 09-07-2008, 11:19 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ