حذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الخوارج ، وجلاهم ووصفهم لأصحابه رضوان الله عليهم ، وبين عظيم ضررهم وجسيم خطرهم على الأمة ؛ لأنهم يستبيحون دماءها وأعراضها وأموالها ، فصلوات ربي دائماً أبداً عليه من نبي أدى الأمانة على أكمل وجه ونصح للأمة وتركها على بيضاء نقية ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك .
وقد نبتت للخوارج في زماننا هذا أشجار خبيثة ، يوشك الله تعالى برحمته وعدله أن يجتثها من فوق الأرض ( ما لها من قرار ) .
لقد صار تكفير الحكام والمحكومين دأبهم وشغلهم الشاغل ! فتراهم لا يفترون عن وصم أهل العلم والإيمان بالإرجاء !
ووالله ! ما فهموا الإرجاء إلا كما فهمه أسلافهم ؛ بل زادوا عليهم ؛
فأصبحوا بحق ( غلاة الخوارج ) كما يسميهم العلماء ؛ فقد خالفوا إجماع الصحابة وفهمهم لقوله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) وأنه كفر دون كفر ، وفسق دون فسق ، وظلم دون ظلم ، فحكموا على الصحابة والتابعين وكبار الأئمة بأنهم مرجئة بلسان حالهم وإن لم يكن بلسان قالهم !!
فهذا إمامهم سيد قطب – .........................................– يرى بأن التوحيد الذي يعث به الرسل صلوات الله عليهم وسلامه إنما هو توحيد الربوبية ! وأن توحيد الألوهية قد كانت الأمم كلها مؤمنة به !!
وبلغ الجهل ببعضهم فجعل التوحيد أربعة أقسام : الربوبية ، والألوهية ، والأسماء والصفات ، والحاكمية !!
إن المسألة خطيرة جداً ، وقد حسمها العلماء الربانيون من قديم الزمان ، بل قد استفاضت الفتاوى عن كبار الأئمة في عصرنا الحاضر عن : الشيخ ابن باز ، والمحدث الألباني ، والفقيه ابن عثيمين ، وهيئة كبار العلماء – ويسمونهم العملاء !! – وغيرهم من الأفاضل والأعلام على التفصيل الواجب فهم الآية عليه ؛ وإلا أصبح المخالف لهم جديراً بأن ينطبق عليه قوله تعالى :
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) .
وهذه المشاقة ليست مقصورة على فم الآية السابقة ؛ بل هي عامة في كل مشاقة لسبيل المؤمنين من السلف الصالح في العقيدة والمنهج ، والحديث ، والتفسير ، وجميع شؤون الشريعة .
فاللهم ياولي الإسلام وأهله ! ثبتنا به حتى نلقاك غير مفرطين ولا مضيعين ولا مبدلين ، وعلى نهج الصحبة والسلف سائرين ، واحشرنا تحت لواء نبينا وخليل ربنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين . آمين .
(((منقول )))
الروابط المفضلة