قراءة في عقيدة
الشيعة الإمامية
إعداد
فؤاد بن عبد العزيز الشلهوب
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في عقيدة الشيعة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسئيات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين.
وبعد: فأضع بين يدي القارئ الكريم بعضاً من المسائل التي تتعلق بالمعتقد الشيعي (الرافضي)، حاولت فيها أن أُجلي الصورة عن خفايا هذا المعتقد، أو أصحح بعض الأفكار تجاه هذا المعتقد الذي جرّ على الأمة ويلات ومحن ! .
ولقد دعاني إلى كتابة تلك المسائل هو جهل كثير من أهل السنة بحقيقة المعتقد، بل وحتى كثير من عوام الشيعة يجهلون حقيقة مذهبهم ! . ويتردد على ألسنة كثير من الناس أن أولئك القوم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويصلون معنا، ويصومون .. إلخ .. من تلكم العبارات . ولكن كثير من أهل السنة لا يعلمون بحقيقة عقيدة التقية التي يحتمي بها أولئك القوم ويتقربون بها إلى مولاهم ، ولا يعلمون بالعقائد التي يخفونها ويتدينون بها .
وسوف نأتي في هذه الرسالة على بعض عقائد الشيعة الإمامية الذي هو غالب ما يعتقده الشيعة اليوم في معظم أجزاء المعمورة .
بقي أن أشير إلى أن مادة هذه الرسالة مستقاة من كتاب السنة النبوية لشيخ الإسلام بن تيمية-رحمه الله- وكتاب أصول مذهب الشيعة الاثنا عشرية للشيخ ناصر القفاري –حفظه الله- وهذا من باب رد الحق إلى أهله فجزاهما الله خيرا .
فأسأل مولانا الجليل أن يعيننا على إكمال مابدأناه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، فبه المستعان وعليه التكلان، وبالله التوفيق .
1- مؤسس المذهب، وإنقسام الشيعة إلى ثلاثة طوائف في مرحلة النشأة .
تظافرت الروايات التي لا تدع مجالاً للشك، بأن واضع بذرة التشيع الأولى هو عبد الله بن سبأ اليهودي الديانة . قدم من اليمن بغرض إفساد دين المسلمين، كما أفسد اليهود دين النصارى عندما دخل (بولص) في النصرانية وتسنم المناصب العالية التي مكنته من إدخال الضلالات إلى دين النصارى . وعبد الله بن سبأ (ابن السوداء) هاله ما رأى من علو الإسلام والمسلمين، فأعلن إسلامه وأظهر الديانة، ولكنه استبطن النفاق والكفر وأضمر الشر والكيد للإسلام .
فجاء إلى المدينة زمن عثمان بن عفان –رضي الله عنه- وكان هو محرك الناس على إمامهم إذ ذاك عثمان بن عفان –رضي الله عنه- والذي على إثرها قُتل شهيداً –رضي الله عنه – وجمعنا بنبينا صلى الله عليه وسلم وبصحابته الكرام .
ولما تولى علي-رضي الله عنه- إمامة المسلمين، وجد ابن السوداء أن هناك جماعة من الناس تتشيع لعلي-رضي الله عنه – وأهل بيته، وكانت تلك تُعظم علياً وتحبه لقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تكن تفضله على الشيخين أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما-، إلا من ألحد وغلى (انظر منهاج السنة لابن تيمية 7/391). فاستفاد ابن السوداء من هذه المحبة، فعمل على تأجيجها في النفوس، ووضعت الأحايث في فضائل علي –رضي الله عنه- ، التي أوجدت نوعاً من التعظيم غير اللائق بمقام البشرية والصحبة، وكانت تلك مهيئة للنفوس لما بعدها . ثم لما تمكن التعظيم الغالي من قلوب فريق من الشيعة، أظهر ابن السوداء عبدالله ابن سباً القول بإلهية علي –رضي الله عنه-، الأمر الذي أفقد أمير المؤمنين –علي رضي الله عنه- صوابه ! كيف يعبد من دون الله ؟ ! . فأمر بالإخاديد وخدت، وبالنار فأضرمت وأنشد :
لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوت قنبراً
فكان كل من لا يرجع عن مقولته النكراء تلك يرمي في النار . وقيل إنه كان يقتلهم ثم يرميهم في النار . ولكن الثابت أن ابن عباس أنكر عليه طريقة قتله لا أصل القتل، فهم مرتدون يجب قتلهم . قال ابن عباس : لو كنت أنا لقتلتهم لقول صلى الله عليه وسلم : ( من بدل دينه فاقتلوه ) . والعجب يأخذك إذا علمت أنه وبعد أن أمر علي رضي الله عنه بإضرام النار -وعقوبة كل من لم يرجع عن مقالته تلك – قال أولئك المفتونون : لا يعذب بالنار إلا رب النار !!، فتلاعب بهم الشيطان وأرداهم .
وفائدة القول :
أن طوائف الشيعة في زمن علي رضي الله عنه ثلاث طوائف :
الطائفة الأولى : هم الذين زعموا أن علياً إلههم . وهؤلاء لما علم بهم أحرق من لم يرجع عن قوله ويتوب .
الطائفة الثانية : هم الذين كانوا يسبون أبا بكر وعمر (رضي الله عنهما) وهذا يتمثل في ابن السوداء، وهذا لما طلبه علي بن أبي طالب هرب وترك المدينة .
الطائفة الثالثة : هم الذين يفضلونه على أبي بكر وعمر : وهؤلاء رد عليهم مراراً، وقال على منبر الكوفة : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر . وكان يقول: لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري . (انظر فتاوى ابن تيمية 13/32-34)
2- تفريق السلف في التعامل بين الشيعة والخوارج .
كان ظهور فرقتا الشيعة والخوارج متزامنا بعض الشيء، إلا أن السلف فرقوا في التعامل بين الفرقتين، والناظر في كتب التاريخ والحديث يرى أن وطأة السلف على الخوارج أشد، وذلك لأن السلف قاتلوا الخوارج ولم يقاتلوا الشيعة، ثم إنك تجد أن المحدثين يجوزون النقل عن الخوارج ولا يجوزونه عن الروافض ! . وقد يذهب العقل كل مذهب ويحتار في موقف السلف من الفرقتين .ولكن يزول عجبك وحيرتك إذا علمت أن السلف فرقوا في علاج كلتا الفرقتين لاعتبارات وفروق بينهما :
الفرق الأول: أن الخوارج أهل زهد وعبادة مريدون للحق، لكن أخطأوا وضلوا السبيل، ولم يكن لهم قدوة في العلم والإيمان يأخذون عنهم دينهم، فأولوا القرآن وضلوا في ذلك ضلالاً مبيناً، فكان ذلك وبالاً عليهم ، فكان من سوء تأويلهم أنهم حكموا بالكفر على كثير من المسلمين بموجب تأويلهم الفاسد، فكانوا يقتلون أولاد المسلمين لما حكموا بكفر آبائهم ويرددون قول الله تعالى: { وقال نوحٌ رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً . إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفار } [نوح:26-27] ، وقتلوا خبيب بن عدي رضي الله عنه وبقروا بطن جاريته ولم يروا بذلك بأساً، وكانوا يتحرجون الأكل من مزارع أهل الكتاب ! .
وأما الرافضة: فأصل دينهم زندقة وخروج عن ملة الإسلام، وواضع دينهم يبتغي الكيد للإسلام والنيل منه، ولذا تجد في عقائدهم كثير من الخرافات المستمدة من الفرس والمجوس والنصارى واليهود ، فهي عقائد مركبة –وسوف يأتي الكلام على ذلك إن شاء الله -. ولذلك حكم كثير من علماء أهل الإسلام بإسلام الخوارج، كقول علي رضي الله عنه فيهم لما سألوه : أكفار هم ؟ . فقال رضي الله عنه : من الكفر فروا . وأما الروافض، فالغلاة منهم لا شك في كفرهم ، وأما من دونهم فمن جاء بناقض من نواقض الإسلام حُكم بكفره ، ومن لم يأتي بناقض فهو على البراءة وهذا عزيزٌ الآن فيهم .
الفرق الثاني : أن الكذب في الرافضة كثير وهو مشهور عنهم ولذلك يقال: أكذب من رافضي . وأما الخوارج فغالبهم أهل زهد وعبادة ويتحرجون من الكذب لأنه كبيرة من كبائر الذنوب ، ومرتكب الكبيرة على أصل الخوارج مخلد في النار ! . ولذلك هم يتقون الكذب ويتحرزون من الوقوع فيه، ولذلك تجد بعض المحدثين يجوز النقل عن الخوارج، كما أخرج البخاري لعمر بن عبيد وهو من رؤوس الخوارج . ولم يخرج المحدثون من كان غالياً في التشيع، ولكنهم كانوا يروون عمن فيه تشيع خفيف، وكانوا يدققون النظر في الروايات التي تقوي مذهبهم أو تدعو إليه-وأنظر هذا مبسوطاً في كتب الجرح والتعديل - .
الفرق الثالث: أن من أصول الخوارج، الخروج على الأئمة بالسيف، وهم يرون هذا تديناً يدينون الله به، وأما الروافض فهم أجبن من ذلك، ويعللون ذلك بأنهم لا يخرجون إلا بعد عودة إمامهم فيصرونه ويقتلون (العامة) أي أهل السنة والجماعة وينكلون بهم .
ولذلك قاتل السلف الخوارج وقتلوهم، وذلك لأنهم حملوا السيف على المسلمين، وعليٌ رضي الله عنهم لما اعتزلوه، لم يمنعهم من الصلاة ومخالطة إخوانهم المسلمين، حتى استباحوا الدم المعصوم وقتلوا خبيباً ، ولما طالبهم بمن قتله، أبوا وقالوا: كلنا قتله ! . فعندئذ قاتلهم علي رضي الله عنه . وله في هذا أصل وسلف :
أما الأصل : فهو إخبار المعصوم صلى الله عليه وسلم عنهم وبخروجهم ، وتوعدهم صلى الله عليه وسلم بالقتل، وذكر أجر قاتهلم .
وأما السلف : فإن عمر رضي الله عنه لما قُتل في اليمن رجل، وكان القاتلة عدد من الرجال ، قتلهم عمر وقال : لو تمالأ عليه أهل صنعاء أو اليمن -[الشك مني ]- لقتلتهم به . أضف إلى ذلك أن علياً رضي الله عنه، خليفة راشد وله سنة متبعة .
تلكم بعض الفروق بين الخوارج والرافضة ، والتي تبين كيف تعامل السلف مع كلا الفرقتين .
3- أكثر عقائد وعبادات الشيعة ملفقة من عقائد الأمم الكافرة.
أصل دين الشيعة وواضع بذورها هو عبد الله بن سبأ اليهودي الأصل، تظاهر بالإسلام لإفساده، كما أفسد بولص دين النصرانية . قال الشيخ ناصر القفاري-حفظه الله- ولهذا أشار القمي، والنوبختي، والكشي، وهم من شيوخ الشيعة القدامى .. وذلك حين استعرضوا آراء ابن سبأ والتي أصبحت فيما بعد من أصول الشيعة قالوا: (فمن هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الروافض كان مأخوذا من اليهودية ) [(انظر: أصول مذهب الإمامية (1/82) وفي الحاشية ذكر المصادر: القمي: المقالات والفرق ص20 ، والبوبختي : فرق الشيعة ص22، رجال الكشي ص108 )] .
وعلى هذا فلا تعجب أخي إن رأيت كثيراً مما عليه الرافضة في معتقداتهم وعباداتهم، قد جلبوه من أمم كافرة حرفت كتبها، وأشركت بربها، وضلت عن الصراط المستقيم، أو من فرق خالفت نهج محمد صلى الله عليه وسلم وابتدعت في دين الله ما لم يأذن به . وسوف نتعرض لمشابهة الشيعة للأمم السابقة لترى كيف ركبوا دينهم من أديان مختلفة . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في المنهاج (7/210) : فالرافضة فيهم شبه من اليهود من وجه، وشبه من النصارى من وجه. ففيهم شرك وغلو وتصديق بالباطل كالنصارى، وفيهم جبن وكِبر وحسد وتكذيب بالحق كاليهود .
- فالنصارى أدعوا بأن عيسى إلها فعبدوه من دون الله ، وكذا الشيعة ادعوا في علي بن أبي طالب رضي الله عنه الإلهية . وهم الآن وإن كانوا لا يصرحون بذلك، إلا أنهم خلعوا عليه من الصفات والأفعال، ما لايقدر عليها إلا الله، كجلب النفع، ودفع الضر، وإغاثة المستغيث، وإجابة الداعي ... إلخ .
- وقالت اليهود : إن إلياس عليه السلام، وفنحاس بن عازار بن هارون عليه السلام، أحياء إلى اليوم . (انظر : أصول مذهب الشيعة للقفاري (1/83) والفصل لابن حزم : 5/37) ، والمجوسية تدعي أن لهم منتظراً حياً باقياً مهدياً من ولد بشتاف ابن بهراسف يقال له : أبشاوثن، وأنه في حصن عظيم من خراسان والصين (أصول مذهب الإمامية:2/833). وكذلك الشيعة؛ فإن عبد الله بن سبأ لما جاءه خبر موت علي بن أبي طالب كذبه وقال : لو أتيتمونا بدماغه في سبعين صرة ما صدقنا موته، ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً . وكذا قولهم في محمد بن الحسن العسكري بأنه حي لم يمت، وسوف يخرج آخر الزمان من سرداب سامراء ، يملأ الأرض عدلاًً كما ملئت جوراً.. ! . (وللفائدة انظر: أصول مذهب الشيعة الإمامية: (2/824)].
الروابط المفضلة