فائدة عظيمة النفع
التوحيد مَفْزَعُ أعداء الله وأولياءه، فأما أعْداؤه فيُنجيهم مِن كُرِبِ الدنيا.
قال تعالى: ( فَإِذَا رَكِبُواْ فِي الْفُلْكِ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ فَلَمّا نَجّاهُمْ إِلَى الْبَرّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) ( 1 ) ، أما أولياؤه فينجيهم به من كرب الدنيا والآخرة وشدائدها.
ولذلك فزع إليه يونس فنجّاه الله من تلك الظلمات وفزع إليه أتباع الرُسٌلِ فنجوا به مما عذّب به المشركون في الدنيا وما أعد لهم في الآخرة.
ولما فزع إليه فرعون عند معاينة الهلاك وإدراك الغرق له لم ينفعه.
لأن الإيمان عند المعاينة لا يقبل هذه سنة الله في عبادة.
ولذلك كان دعاء الكرب التوحيد ودعوة ذي النون التي دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد
فلا يُلْقِيْ في الكرب العظيم إلا المشرك.
ويُنْجِي منها إلا التوحيد.
فهو مَفْزَعُ الخليقة وملْجؤها وحِصنها وغِيَاثُها
----------------
[سورة: العنكبوت - الأية: 65] .
مقتطف من كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان الجزء الأول
الروابط المفضلة