انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 8 من 8

الموضوع: إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الموقع
    حيث قدر الله لي ان اكون -والحمدلله-
    الردود
    1,657
    الجنس
    امرأة

    إنــذار.. قبل ألا ينفع الإنذار





    عشت مرحلتي الدراسية الأولى مع والديّ في بيئة صالحة أسمع دعاءهما وأنا عائد من سهري آخر الليل.
    أسمع صوت أبي في صلاته الطويلة.. طالما كنت أقف متعجبًا من طولها.. خاصة عندما يحلو النوم أيام الشتاء البارد..
    أتعجب في نفسي وأقول.. ما أصبره.. كل يوم هكذا.. شيء عجيب.
    لم أكن أعرف أن هذه هي راحة المؤمن وأن هذه هي صلاة الأخيار.. يهبون من فرشهم لمناجاة الله..
    بعد المرحلة التي قطعتها في دراستي العسكرية.. ها قد كبرت وكبر معي بعدي عن الله.. على الرغم من النوائح التي أسمعها وتطرق مسامعي بين الحين والآخر..
    عينت بعد تخرجي في مدينة غير مدينتي وتبعد عنها مسافة بعيدة.. ولكن معرفتي الأولى بزملائي في العمل خففت ألم الغربة على نفسي.
    انقطع عن مسامعي صوت القرآن.. انقطع صوت أمي التي توقظني للصلاة وتحثني عليها.. أصبحت أعيش وحيدًا.. بعيدًا عن الجو الأسري الذي عشته من قبل..
    تم توجيهي للعمل في مراقبة الطرق السريعة.. وأطراف المدينة للمحافظة على الأمن ومراقبة الطرق ومساعدة المحتاجين.. كان عملي متجددًا وعشت مرتاحًا.. أؤدي عملي بجد وإخلاص.. ولكني عشت مرحلة متلاطمة الأمواج..
    تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه.. لكثرة فراغي.. وقلة معارفي.
    وبدأت أشعر بالملل.. لم أجد من يعينني على ديني.. بل العكس هو الصحيح.
    من المشاهد المتكررة في حياتي العملية الحوادث والمصابون..
    ولكن كان يومًا مميزًا..
    في أثناء عملنا توقفت أنا وزميلي على جانب الطريق.. نتجاذب أطراف الحديث.
    فجأة سمعنا صوت ارتطام قوي..
    أدرنا أبصارنا.. فإذا بها سيارة مرتطمة بسيارة أخرى كانت قادمة من الاتجاه المقابل.. هببنا مسرعين لمكان الحادث لإنقاذ المصابين..
    حادث لا يكاد يوصف.. شخصان في السيارة في حالة خطيرة.. أخرجناهما من السيارة.. ووضعناهما ممدين.
    أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية.. الذي وجدناه فارق الحياة.. عدنا للآخرين فإذا هما في حال الاحتضار..
    هب زميلي يلقنهما الشهادة..
    قولوا لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله..
    لكن ألسنتهما ارتفعت بالغناء.. أرهبني الموقف.. وكان زميلي على عكسي يعرف أحوال الموت.. أخذ يعيد عليهما الشهادة.. وقفت منصتًا.. لم أحرك ساكنًا شاخص العينين أنظر.. لم أر في حياتي موقفًا كهذا.. بل قل لم أر الموت من قبل وبهذه الصورة.. أخذ زميلي يردد عليهما كلمة الشهادة.. وهما مستمران في الغناء..
    لا فائدة..
    بدأ صوت الغناء يخفت.. شيئًا فشيئًا.. سكت الأول وتبعه الآخر.. لا حراك.
    فارقا الدنيا..
    حملناهما إلى السيارة.. وزميلي مطرق لا ينبس ببنت شفة.. سرنا مسافة قطعها الصمت المطبق..
    قطع هذا الصمت صوت زميلي فذكر لي حال الموت وسوء الخاتمة.. وأن الإنسان يختم له إما بخير أو شر.. وهذا الختام دلالة لما كان يعمله الإنسان في الدنيا غالبًا.. وذكر لي القصص الكثيرة التي رويت في الكتب الإسلامية.. وكيف يختم للمرء على ما كان عليه بحسب ظاهره وباطنه.
    قطعنا الطريق إلى المستشفى في الحديث عن الموت والأموات.. وتكتمل الصورة عندما أتذكر أننا نحمل أمواتًا بجوارنا..
    خفت من الموت واتعظت من الحادثة.. وصليت ذلك اليوم صلاة خاشعة..
    لكن نسيت هذا الموقف بالتدريج..
    بدأت أعود إلى ما كنت عليه.. وكأني لم أشاهد الرجلين وما كان منهما.. ولكن للحقيقة أصبحت لا أحب الأغاني.. ولا أتلهف عليها كسابق عهدي.. ولعل ذلك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتضارهما..
    من عجائب الأيام
    بعد مدة تزيد على ستة أشهر.. حصل حادث عجيب.. شخص يسير بسيارته سيرًا عاديًا.. وتعطلت سيارته.. في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة..
    ترجل من سيارته.. لإصلاح العطل في إحدى العجلات.. وقف خلف سيارته.. لكي ينزل العجلة السليمة..
    جاءت سيارة مسرعة.. وارتطمت به من الخلف.. سقط مصابًا إصابات بالغة..
    حضرت أنا وزميل آخر غير الأول.. وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله..
    شاب في مقتبل العمر.. متدين يبدو ذلك من مظهره..
    عندما حملناه سمعناه يهمهم.. ولعجلتنا في سرعة حمله لم نميز ما يقول.
    ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا..
    سمعنا صوتًا مميزًا..
    إنه يقرأ القرآن.. وبصوت ندى.. سبحان الله لا تقول هذا مصاب..
    الدم قد غطى ثيابه.. وتكسرت عظامه.. بل هو على ما يبدو على مشارف الموت..
    استمر يقرأ بصور جميل.. يرتل القرآن..
    لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة.. كنت أحدث نفسي وأقول سألقنه الشهادة مثلما فعل زميلي الأول.. خاصة وأن لي سابق خبرة كما ادعى..
    أنصت أنا وزميلي لسماع ذلك الصوت الرخيم..
    أحسست أن رعشة سرت في جسدي.. وبين أضلعي..
    فجأة.. سكت ذلك الصوت.. التفت إلى الخلف.. فإذا به رافع أصبع السبابة يتشهد..
    ثم انحنى رأسه..
    قفزت على الخلف..
    لمست يده..
    قلبه..
    أنفاسه..
    لا شيء..
    فارق الحياة..
    نظرت إليه طويلاً.. سقطت دمعة من عيني.. أخفيتها عن زميلي.. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات.. انطلق زميلي في البكاء.. أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف.. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرًا.
    وصلنا المستشفى..
    أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل.. الكثير تأثروا من حادثة موته وذرفت دموعهم.. أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه..
    أصر الجميع على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.
    اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى.. كان المتحدث أخاه.. قال عنه: إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة في القرية.. كان يتفقد الأرامل والأيتام.. والمساكين..
    كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين.. وحتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها.. وكان يرد على من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق: إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته.. وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية.. وإنني أحتسب إلى الله كل خطوة أخطوها..
    من الغد.. غص المسجد بالمصلين.. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة.. وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة.. أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة.
    وجهوا وجهه للقبلة..
    بسم الله وعلى ملة رسول الله..
    بدأنا نهيل عليه التراب.
    اسألوا لأخيكم التثبيت فإنه يسأل..
    استقبل أول أيام الآخرة.. استقبلت أول أيام الدنيا.. تبت مما عملت عسى الله أن يعفو عما سلف وأن يثبتني على طاعته وأن يختم لي بخير.. وأن يجعل قبري وقبر كل مسلم روضة من رياض الجنة.
    ** نقلا عن كتاب: الزمن القادم، عبد الملك القاسم



    نقلت لكم هذه القصة الواقعية
    التي قراتها في موقع آخر
    قصة ارجو ان تعيد كل غافل
    الى الفلاح وقرب الله قبل فوات الاوان
    اسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الموقع
    حيث قدر الله لي ان اكون -والحمدلله-
    الردود
    1,657
    الجنس
    امرأة
    اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

    حبيت ارفع الموضوع حتى يطلع عليه اكبر عدد من الاعضاء والزوار

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الموقع
    فلسطين الجريحة
    الردود
    1,437
    الجنس
    أنثى
    والله قصة فيها كل العظة والعبرة

    بارك الله فيكِ وجزاكِ الله كل خير

    الله يرحمنا برحمته

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الموقع
    حيث قدر الله لي ان اكون -والحمدلله-
    الردود
    1,657
    الجنس
    امرأة
    جزانا واياك اختي

    شكرا على المرور

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    ارض الله الواسعه
    الردود
    5,564
    الجنس
    أنثى
    باارك الله فيييكى...

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الردود
    30
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله كل خير

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الموقع
    العراق
    الردود
    4,267
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله خيرا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الموقع
    حيث قدر الله لي ان اكون -والحمدلله-
    الردود
    1,657
    الجنس
    امرأة


    جزاكم الله خيرا وشكرا لمروركم

مواضيع مشابهه

  1. الإنذار الأخير... للمسوفين ..
    بواسطة سمرا حليوة في فيض القلم
    الردود: 6
    اخر موضوع: 11-06-2006, 07:30 PM
  2. الإنذار الأخير...رسالة إلى مسوف
    بواسطة KHKLK في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 06-11-2005, 10:11 AM
  3. الردود: 2
    اخر موضوع: 23-10-2005, 05:06 PM
  4. عندما سمعت صافرة الإنذار كدت أبكي فما السبب
    بواسطة كلمات في الملتقى الحواري
    الردود: 5
    اخر موضوع: 22-12-2002, 04:17 AM
  5. الإنذار الأخيــــــــــر للـ.............
    بواسطة قطرة ندى 2002 في روضة السعداء
    الردود: 9
    اخر موضوع: 06-09-2002, 08:15 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ