السـلام عليكــم ورحمة الله وبركاتــه :•
أسنـَدَت رأسها المثقل بالهموم على كرسيها الخشبي.. وأصابع قدميها تداعب
حبـّات الرمل الذهبية وتلك الأصداف الجميلة والمتناثرة بين جنبات الشاطئ..
وخيوط الشمس.... ما أروعها وهي تتسلل إليها عبر المظلة الشراعية والتي وقفت بجانبها !
فأخـَذَت تلوحُ في فكرها شطحاتٌ صفراء.. طالما لوّنـَت بها أوراق حياتها..
حظٌ متعثــِّر.. وأنياب الوحشةِ والضيق تنهش في قلبي الهزيل.. ومستقبلي ألمح بريق سواده من بين ثنايا الأيام!!
تلك هي أفكارها الباهتة والتي رسمتها في مخيــّلتها.. فأضاعت علبة ألوانها الزاهية وفرشاتها الناعمة..
ولم تكلـّف نفسها المتكاسلة بالبحث عنهما بين أغراضها المبعثرة..
فهي طفقت تبحث عن الراحة أمام أمواج البحر المتلاطمة.. وبين نسمات أجوائه العليلة..
وذلك بصدر ٍ عامرٌ بالغفلةِ عن طاعة الله.. ولسانٌ أبكم عن ذكره.. وقلبٌ منشغل بأهواء الدنيا وركامها..
وأي راحة ستنالها في أجواء الغفلةِ تلك والبعد عن الله!!
لم تكن تعلم أنّ شاطئ الراحة الحقيقي هو التمتــّع بأصوات الأذان الهادرة..
والجلوس بالقرب من بحر القرآن وتدبــّر آياته الزاخرة والمليئةِ بالحـِكـَم وأندى المعاني..
والتفيـّؤ تحت ظلال العبادات والأعمال الصالحة.. واستنشاق هواء الصالحين ومجالسهم..
فأي انشراحٌ ستنعم به النفس بعد هذا!! وأي طمأنينة سيجنيها القلب بعد ارتياد ذلك الشاطئ!!
إنهُ شاطئ الرحمن.. من تعوّد على ارتياده.. فلن يجد الراحة فيما سواه..
شغلنــا الله وإياكم بطاعته.. وشرح صدورنــا بذكره.. اللهم آمين
مـ / نـ
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة