السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله أبدأ
يقال: إن رجلاً اسمه (ناصر) لديه ثلاثة أصدقاء. فالصديق الأوَّل يحبُّه حباً خالط لحمه ودمه، فهو يذكره الليل والنهار، ولا يستطيع الاستغناء عنه طرفة عين.
أما الصديق الثاني فمحبته في قلب ناصر ليست كمحبة الأول، فهو يحبُّه لكنه ليس بكثير السؤال عنه، ولا الاحتفاء به إذا حضر، وإذا غاب يسأل عنه أحياناً وفي أحيانٍ أخر ينساه..
أما الثالث، فهو صديق مُبغَضٌ لدى ناصر، ثقيل دمٍ، وليست صحبته له إلا كالدواء المرِّ، يجامله مجاملة، وفجأة!..
عرض لناصر هذا سفرٌ بعيدٌ جداً، وهو بحاجة إلى من يصحبه في سفره هذا..
فمن تتوقعون يأخذ معه رفيقاً ومؤنساً؟!
الأول؟! نعم؟! هكذا تتصورون.. لقد ذهب إليه وعرض عليه الأمر، فرد عليه صديقه قائلاً: يا ناصر! إني أعلم أنك تحبني حباً جماً! ولا تستطيع الاستغناء عني لحظة! وتكثر من التفكير فيَّ في كل ساعة من ليل أو نهار!..وقد عرض لي سفر ، أريدك رفيقي فيه ..
قال : لكني! لن أذهب معك في سفرك هذا أبداً مهما كانت محبتك لي! اذهب فابحث عمّن يسافر معك! .
فصعق ناصر وذهل وكادت روحه تزهق! من هذا الجواب!.
فذهب إلى الثاني.. فكان ردُّه قريباً من ردِّ صاحبه.. فلم يصدق ناصر نفسه.. أهؤلاء الذين كنت أعوِّل عليهم! وأحبهم؟! أهكذا يتخلون عني في أحرج الأوقات؟!
لم يبق له إلاَّ أن يتحامل على نفسه ويعرض أمره على صديقه الثالث!
ذهب إليه على مضض وقال له: تعلم أني أحبك! وأنا على جناح سفر وليس لي إلاَّك!
قال: كذبت! إني أعلم أنك تبغضني ولا تحبني..لكني مع هذا سأسافر معك!!
هل عرفتم الآن مغزى هذه القصة؟!
إن صديق ناصر الأول.. هو المال.. الذي يحبه الإنسان حباً جماً.. لكنه إذا مات تركه خلفه!
والثاني: هم الأهل والأولاد.. قصارى جهدهم أن يضعوه في قبره ثم يبكوا قليلاً، وبعد أيام ينسونه بل لا يريدون تذكره بحجة عدم تنغيص عيشهم.
أما الثالث: فهو العمل! عمل الإنسان.. إن خيراً وإن شراً فسيذهب معه.. ويرافقه في قبره إما بصورة:- رجل صالح يؤنسه في ظلمة القبر.. إن كان ناصر صالحاً! وإما رجل كريه الوجه كريه الرائحة.. إن كان ناصر طالحاً.
منقول
الروابط المفضلة