السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد ..
قرأت في جريدة الوطن عدد الجمعة 26 صفر 1425هـ كلاناً نسبته لبعض المشايخ تهون فيه من
ستر المرأة لوجهها عن الرجال ويأمر بخروجها في الفضائيات لأجل الدعواة بزعم القائل .
ويقول : إن 90% من لنساء يرين أن الحجاب بدون تغطية للوجه .
ويقول : الخلاف بين ابن العباس وابن مسعود يعني في تغطية المرأة لوجهها .
ويقول : أن من يقول أن صوت الرأة لا أصل له في الشريعة الإسلامية .
ولما قرأت هذا الكلام توقفت عنده متعجباً ، كيف يصدر عن رل ينتسب إلى العلم ، فأرت أن أبدي عليه الملاحظات التالية :
أولاً : أستحسانه لخروج المرأة في الفضائيات داعية وهي كاشفة لوجاا نقول له : هل النبي صلى الله
عليه وسلم لى امرأة خطبة لعيد أو غيره من الاجتماعات مع أن الجميع الذي يحضرها من الرجال
والنساء قليل بالنسبة للذين يشاهدون الفضائيات ولماذا لم يولها الرسول صلى الله عليه وسلم
الخطبة في هذا الجمع إلا لأنها عورة وفتنة ، ةقد خطب الرسول صلى الله عليه وسلم في الرجال ثم
ذهب إلى النساء وخطب فيهن ولم يكل الخطبة إلى المرأة حتى أمام النساء .
ثانياً : هذه الإحصائية لتي ذكرها القائل أن 90% من النساء لا يرين حجاب الوجه من أي مصدر
أخذها حتى لو فرضنا أن هذه الإحصائية صحيحة ، فالعبرة باتباع الدليل لا بالكثرة وهو يعلم ذلك ،
قال تعالى :" وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم
الإ يخرصون " (الأنعاء 116) ، ثم أن الحجاب موكول إلى رأي المرأة أو أنه حكم الشرع .
ثالثاً : قوله : أن الخلاف في غطاء الوجه بين ابن العباس وابن مسعود نقول له : ابن عباس هو
الذي فسر إدناء الجلباب المذكور في قوله تعالى :" يا أيها الذين النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء
المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن " (الأحزاب59) بأنه تغطية المرأة لوجهها كما ذكر ابن كثير
وغيره من المفسرين ، وكلنت النساء يغطين وجوههن وهن محرمات مع البي صلى الله عليه وسلم
كما روته عائشة رضي الله عنها مما يدل على أنه معلوم عندهن .
رابعاً : إطلاق أن صوت المرأة ليس بعورة إطلاق غير صحيح لأن الله قال لنساء نبيه :" فلا تخضعن
في القول فيطمع الذي بقلبه مرض وقلن قولاً معروفا "(الأحزاب32) فصوت المرأة إذا كان فيه فتنة
تؤمر بتجنبه ، وإذا كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم مأمورات بعدم الخضوع فيه خشية الفتنة
مع صلاحهن فغيرهن من باب أولى وخصوصاً أنهن لا يسمعهن إلا قليل ، فكيف بالتي يسمعها الملا
يين ممن في قلوبهم مرض ممن يشاهمدون الفضائيات .
خامساً : القائل ـ هداه الله ـ حينما حث المرأة على الخروج في الفضائيات كاشفة لوجهها قصده
من ذلك مشاركتها في الدعوة إلى الله ونقول له : الدعوة غلى الله لا تبيح ارتكاب المحظور ، والمرأة
إذا خرجت في الفضائيات كاشفة وجهها ارتكبت محظورين ، الأول كشف الوجه ، الثاني الفتنه
بصوتها الذي يطمع من في قلبه مرض ، ومعلوم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وسد
الذرئع معلوم .
وأخيراً نقول للقائل : إذا أختلف العلماء في أمر من الأمور فإن كا الدليل مع أحدهم وجب الأخذ به بما
قام عليه الدليل ، والدليل هنا مع من يقول بوجوب تغطية المرة لوجهها عن الرجال ، ون لم يتبين
الدليل مع أحد من المختلفين وجب الأخذ با عليه العمل في البلد ، وأهل هذا البلد يرون وجوب غطاء
الوجه فمن خالف ذلك يكون شاذاً والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" وعليكم بالجماعة فإن يد الله
مع الجماعة ومن شذ شذ في النار " ونسأل الله لنا ولهذا القائل وللمسلمين التوفيق للعلم النافع ،
والعمل الصالح .
الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار لعلماء .
مجلة الدعوة .
الروابط المفضلة