ضوابط الحوار


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.وبعد،،،
فهذه كلمات وجيزة، وعبارات سريعة، اقتبستها من القرآن الشافي...والنبع الصافي،لأبين فيها ضوابط الحوار ،فأسأل الله تعالى أن تجد في قلبك متسعاً ،وأن تجد فيها الخير والنفع وتغيير الحال للأفضل.
ضوابط الحوار مع غير المسلمين:
قال تعالى في كتابه العزيز: [ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم]،لقد وضح الله تعالى في هذه الآية كيفية الحوار مع الآخرين ،فبين سبحانه أن الحوار يكون مع أهل الكتاب بالحسنى والرفق والخلق الحسن...واستثنى المسيئين منهم ،ولكنه تعالى لم يوضح في هذه الآية كيفه الحوار معهم إنما استثنى فقط المعاملة بالحسنى،ولكن كيف نتعامل مع من أساء وظلم؟؟؟ هل تكون المعاملة بالسب والشتم والتخلي عن الأخلاق الإسلامية...أم كيف تكون؟؟
لقد أمر الله تعالى المسلمين جميعاً بحفظ ألسنتهم عن كل ما هو فاحش وبذيء،قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيّ)) صحيح الجامع،فالسب والشتم في ذاته محرم بغض النظر على من يقع عليه ذلك السب والشتم ،والله سبحانه أمرنا أيضاً بعدم سب المشركين ،قال تعالى: [ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم]،سبحان الله العظيم هذا فعلاً ما يحدث حينما نسب أو نستهزئ بدينهم ...فهم يسبون الله تعالى والقرآن...ونحن بلا شك الذين نجلب هذا لأنفسنا بمخلفتنا لأمر الله تعالى،ولكن هل معنى ذلك أن نتركهم يسبون ويستهزؤن بنا!!لالالا بل هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو خير هدي فقد كان يتعامل معهم كما قال الله تعالى في كتابه:
[محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم]،وقال تعالى:
[يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم] إذاً تكون المعاملة معهم بالشدة والغلظة لا برفق واللين ،فالغلظة والشدة هي ضابط الحوار معهم وليس السب والشتم وسوء الخلق.
فالرسول صلى الله عليه وسلم كم كان يؤذى ويطرد ويسب في عرضه ودينه ...فهل سب أو استهزأ الحبيب صلى الله عليه وسلم!!!!بل ضرب لنا أروع الأمثلة في معاملة الآخرين.
فالمسلم لابد أن يكون معروفاً بحسن الخلق ،فبخلقة الحسن يستطيع أن يدعوا جميع الناس لدينه.
ضوابط الحوار مع المسلمين:
قال تعالى:[ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن]،فالعلماء هم ورثة الأنبياء يسلكون طريق الدعوة ،بالحكمة والرحمة والرفق واللين ...والمجادلة بالحسنى مهما خالفهم الطرف الآخر فصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يختلفون...ولكن كانت قلوبهم أبيض من الثلج ،لصفائها وحسن ظنها بإخوانها المسلمين،فلابد أن نكون كذلك ...فليس معنى أن من خالفنا في رأينا يكون عاصياً أو مذنبا...فلكل مسلم وجهة نظر يرى بها الأحكام والأدلة ،قال تعالى:
[قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا]،إذاً فمن المستحيل أن نجمع جميع المسلمين على رأي واحد.
ولكن الذي أريد أن أشير إليه هنا هو أن نحرص دائماً على روابط الأخوة بيننا مهما خالفونا،فنحن جميعا ننتمي إل أب واحد هو الإسلام،فيجب أن نخرج من هذه الحوارات والمناقشات بقلوب بيضاء نقية ليس فيها بغض ولا حقد على أحد من المسلمين.
ويجب أيضاً على كل داع إلى الله تعالى أن يلتزم الصبر والحلم والرفق وحسن الخلق...مهما كانت الحوارات والأسئلة الموجهة إليه ،فإن الدعوة إلى الله فن من الفنون يجب أن نتعلمها من مصدرها الصحيح لتؤتي ثمارها يانعة ينتفع بها الآخرين.
قال تعالى: [فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفضوا من حولك فاعف عنهم ةاستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين].

_________________________________________________