الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، أما بعد:
فقد قال الله تعالى: " وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا" [الفرقان/68-71]
وروي عن أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ"، رواه أحمد، والترمذي، وغيرهما ، وحسّنه الألباني.
وقال الحسن البصري: "لا يجعل الله عبداً أسرع إليه، كعبد أبطأ عنه".
لأجل هذا وغيره فهذه مجموعة من الأفكار، أذكر فيها نفسي وإخواني وأخواتي بالطرق المناسبة للإقلاع عن المعصية،
أفكار للتخلص من ذنوب الخلوات:
* استحضار عظمة الله، واستحضار عظم من عصيت.
* تذكر قدرة الله عليك، واستشعر أنه سبحانه على كل شيء قدير.
* التعرف على معنى اسم الله الرقيب، والعمل بمقتضاه، فإن الشعور بعظم مراقبة الله للعبد يجعلك حريصاً على ألا تعصيه.
* استحضار أن الذي يراك هو الذي سيحاسبك، فلا تجعله أهون الناظرين إليك.
* لا يغرنك الأمهال، فإن الله سبحانه وتعالى يمهل، ولا يهمل.
* الجأ إلى الله، وأكثر من الإلحاح في الدعاء، فإن من أدمن طرق الباب يوشك أن يُفتح له.
* أكثر من قراءة القرآن، ليلاً ونهاراً.
* لا يزال لسانك رطباً بذكر الله، فتنتقل من الإستغفار للتسبيح للحمدلة، والحوقلة، والتوحيد.
* استكثر من حضور مجالس العلم، وحلق الذكر، فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك هي بالباطل.
* لا تترك سنة تعرفها إلا وتعمل بها، فإن هذا الاتباع يورثك فكراً دائماً في الخير وبعداً عن الشر، كما أن هناك من سنن الأذكار ما هو سبب في ابتعاد الشيطان عنك، فيكون ذلك أدعى لضبط النفس، وتحصيل التقوى.
* تذكر ذل المعصية، والندم عليها، وأن الوقاية خير من العلاج.
* ابتعد عن تسويف التوبة، فإن الموت يأتي بغتة.
* أكثر من ذكر هادم اللذات، فإنه خير معين على حياة القلوب.
* نم مبكراً، حتى تستطيع أن تقوم في الأسحار، أو على الأقل - وليس بقليل - تحافظ على صلاة الفجر في جماعة.
* ابتعد عن كل ما يذكرك بمعصية الله، اهجر أماكن المعاصي.
* أكثر من القراءة في تراجم السلف الذين اشتهروا بشدة العبادة.
* أكثر من الاختلاط بالعلماء، وطلاب العلم، فإن خلطتهم تعود على نفسك بالخير.
* استحِ من نفسك، فكيف تعصي الله وهي معك وبين حنبيك، قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : لِيَكُنْ اسْتِحْيَاؤُك مِنْ نَفْسِك أَكْثَرَ مِنْ اسْتِحْيَائِك مِنْ غَيْرِك، وَقَالَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ : مَنْ عَمِلَ فِي السِّرِّ عَمَلًا يَسْتَحِي مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ فَلَيْسَ لِنَفْسِهِ عِنْدَهُ قَدْرٌ .أيها الأخوة والاخوات:
كلنا ذاك الرجل، وكما قيل:
من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء فخراً أن تعد معايبه
ولنتذكر دائماً"أَنَّ خَاتِمَةَ السُّوءِ تَكُونُ بِسَبَبِ دَسِيسَةٍ بَاطِنَةٍ لِلْعَبْدِ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا النَّاسُ، فَتِلْكَ الخَصْلَةُ الخَفِيَّةُ تُوجِبُ سُوءَ الخَاتِمَةِ عِنْدَ المَوْتِ" كما ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم.
ولعل من أفضل ما كتب في هذا الباب: كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي للعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى.
هذا ما كتبته على عجل مني، فإن كان من صواب فمن الله وحده ، وإن كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، وإني أستغفر الله وأتوب إليه.
الروابط المفضلة