فإذا فرغت فانصب
نعمة الفراغ هل اصبحت نقمة في هذا الزمان
ولماذا نحن لا ندرك هذه النعمة هل لأننا لم نفقدها
وهل الأنسان منا لا يعرف قدر نعمة الله عليه إلا حين يفقدها

فمن الاحرى على المسلم الشكر لله على النعم التي لا تحصى
ومن بين تلك النعم نعمة الفراغ
والفراغ هو عبارة عن عدم وجود اشغال تشغل الانسان وتأخذ منه جل وقته فلا يوجد له سوى ساعات قليلة يريح فيه باله وينام فيها ليرتاح جسده

فكبار المسؤلين وكذلك التجار محرمون من نعمة الفراغ
فالاشغال عندهم تكبر مع كبر نجاحاتهم

وهذه حكمة من الله لنعتبر ونعلم أن الدنيا دار شقاء فلا نعيم دائم فيها بل هي دار البلاء ودار يختبر الله فيها عباده الصالحين ليزيد الله في نعيمهم في دار القرار
ولكن لو نظرنا وبتمعن لحال اكثر موظفي الحكومة
فالحق والحق اقول انهم حتى في اثناء اوقات العمل لديهم اوقات فراغ أن لم يكن منهم مجرد يحمل اسم الوظيفة والباقي فراغ اي لا فائدة مرجوة منه ولا ثمرات نجاح تنتج منه فوجوده كعدمه
وليس هذا موضوعي
لكن موضوعي هو اوقات الفراغ التي تتاح لنا وما الفوائد التي نستثمرها في تلك الاوقات

وللأسف أن اغلب من اعطوا هذه النعمة تسمع منهم كلمات التضجر فيقول أنا طفشان او زهقان
وغيرها من تلك الكلمات وهو لا يدري انه بذلك يجحد نعمة الله عليه
بل وللأسف أن حال كثير منا اصبح اوقات الفراغ وباء عليه
فكثير من فتياتنا شغلوا ذلك الوقت بمعاكسات الشباب بالتلفون وأن سألتهم ما حملكم على ذلك فيقولون طفشانات ونبغى نتسلى
وما علمن أن الشرف ليس للتسلي

وكذلك حال شبابنا يشغل وقت فراغة في رؤية المسلسلات والافلام الخليعة فيسقى فكره من فكر تلك المسلسلات حتى يصبح بهيميا في تصرفاته وافعاله
وكذلك بعضهم يتجه إلى القهاوي التي يتعلم فيه شرب الدخان والشيشة والخوف أن يزداد في غفلته فيسلك طريق المخدرات

اذا الحقيقة المرة أننا لا نحسن التصرف في اوقات فراغنا
بل أن الشيطان هو الذي يخطط لنا كيف نقضي وقت فراغنا

لو جمعنا ساعات الفراغ في مجتمعنا لدهشنا من كنز يسكب في نفايات الكسل والضياع الذي ستتحسر عليه امتنا
أذا اردنا أن نعود امة كما وصفها الشاعر
امتي يا امة المجد الذي شع نور في دياج الظلمتي

فعلينا أن نحترم اوقات فراغنا وأن نشغله بما يرجع لنا ولمجتمعنا بالفائدة
فعلينا العودة لمنهج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
وأن نعمر اوقات فراغنا بالعبادة

فكل عمل فيه خير فهو عبادة ويؤجر عليه المسلم
ولا تنسى أنك مسلم والمسلم محاسب على كل ثانية في حياته

وتذكر قول الله تعالى(فإذا فرغت فانصب)