انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 9 من 9

الموضوع: قصة واقعية ....

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الموقع
    ارض زايد الخير
    الردود
    1,781
    الجنس
    أنثى

    قصة واقعية ....

    عشت مرحلتي الدراسية الأولى مع والدي...

    في بيئة صالحة أسمع دعاء أمي وأنا عائد من سهري آخر الليل.

    أسمع صوت أبى في صلاته الطويلة ...طالما كنت أقف متعجبا من طولها...خاصة عندما يحلو النوم أيام الشتاء البارد...

    أتعجب في نفسي وأقول ... ما أصبره ... كل يوم هكذا ... شيء عجيب.

    لم أكن أعرف أن هذه هي راحة المؤمن ,وأن هذه هي صلاة الأخيار ... يهبون من فرشهم لمناجاة الله....

    بعد المرحلة التي قطعتها في دراستي العسكرية ..هاقد كبرت وكبر معي بعدى عن الله.

    على الرغم من النصائح التي أسمعها وتطرق مسامعي بين الحين والآخر .... عينت بعد تخرجي في مدينة غير مدينتي وتبعد عنها مسافة بعيدة....ولكن معرفتي الأولى بزملائي في العمل خففت ألم الغربة على نفسي ....

    انقطع عن مسامعي صوت القرآن .... انقطع صوت أمي التي توقظني للصلاة وتحثني عليها .... أصبحت أعيش وحيدا ...بعيدا عن الجو الأسرى الذي عشته من قبل...

    تم توجيهي للعمل في مراقبة الطرق السريعة ..... وأطراف المدينة للمحافظة على الأمن ,ومراقبة الطرق, ومساعدة المحتاجين ... كان عملي متجددا وعشت مرتاحا.. أؤدى عملي بجد وإخلاص... ولكني عشت مرحلة متلاطمة الأمواج...

    تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه ....لكثرة فراغي ...وقلة معارفي.

    وبدأـت أشعر بالملل ....لم اجد من يعينني على ديني ... بل العكس هو الصحيح ...

    من المشاهد المتكررة في حياتي العملية الحوادث والمصابين ....

    ولكن كان يوما متميزا ... في أثناء عملنا توقفت أنا وزميلي على جانب الطرق ... نتجاذب أطراف الحديث .

    فجأة سمعنا صوت ارتطام قوى ...

    أدرنا أبصارنا ... فإذا بها سيارة مرتطمة بسيارة أخرى كانت قادمة من الاتجاه المقابل .....هبينا مسرعين لمكان الحادث لإنقاذ المصابين ....

    حادث لا يكاد يوصف ...شخصان في حالة خطيرة .... وأخرجناهما من السيارة ....ووضعناهما ممددين ....

    أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية ...الذي وجدناه فارق الحياة ....عدنا للشخصين فإذا هما في حالة الاحتضار ...

    هب زميلي يلقنهما الشهادة ... قولوا لا اله إلا الله ...لا اله إلا الله ...لكن ألسنتهما ارتفعت بالغناء ... أرهبني الموقف ... وكان زميلى على عكسي يعرف أحوال الموت ....أخذ يعيد عليهما الشهادة ...

    وقفت منصتا ....لم أحرك ساكنا شاخص العينين أنظر ....لم أر في حياتي موقفا كهذا ....بل قل لم أر الموت من قبل وبهذه الصورة .....أخذ زميلى يردد عليهما الشهادة .... وهما مستمران في الغناء ....

    لا فائدة ....

    بدأ صوت الغناء يخفت ....شيئا فشيئا ....سكت الأول وتبعه الثاني ....لا ...حراك....

    فارقا الدنيا.

    حملناهما إلى السيارة ...وزميلي مطرق لا ينبس ببنت شفه ....سرنا مسافة قطعها الصمت المطبق ...

    قطع هذا الصمت صوت زميلى فذكر لي حال الموت وسوء الخاتمة ... وأن الإنسان يختم له إما بخير أو شر .... وهذا الختام دلالة لما كان يعمله الإنسان في الدنيا غالبا . وذكر لي القصص الكثيرة التي رويت فى الكتب الإسلامية ... كيف يخت للمرء على ما كان عليه بحسب ظاهره وباطنه .

    قطعنا الطريق إلى المستشفى في الحديث عن الموت والأموات ,وتكتمل الصورة عندما أتذكر أننا نحمل أمواتا بجوارنا ... خفت من الموت واتعظت نن الحادثة ... وصليت ذلك اليوم صلاة خاشعة ....

    ولكن نسيت هذا اليوم بالتدريج ... بدأت أعود إلى كما كنت عليه ... وكأني لم أشاهد الرجلين وما كان منهما .... ولكن للحقيقة أصبحت لا أحب الأغاني ... ولا أتلهف عليها ...كسابق عهدي ....ولعل ذلك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتضارهما .....

    من عجائب الأيام ...

    بعد مدة تزيد على ستة أشهر ...حصل حادث عجيب .. شخص يسير بسيارته سيرا عاديا ... وتعطلت سيارته ... فى أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة ...

    ترجل من سيارته ...لكي ينزل العجلة السليمة ...

    جاءت سيارة مسرعة ... وارتطمت به من الخلف سقط مصابا إصابات بالغة .. حضرت أنا وزميل آخر غير الأول .. وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله ...

    شاب في مقتبل العمر .... متدين يبدو ذلك من مظهره ...

    عندما حملناه سمعناه يهمهم ....ولعجلتنا في سرعة حمله لم نميز ما يقول .

    ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا ...

    سمعنا صوتا مميزا ...

    انه يقرأ القرآن .. وبصوت ندى ... سبحان الله لا نقول هذا مصاب ...

    الدم قد غطى ثيابه ..وتكشرت عظامه ...بل هو على ما يبدو على مشارف الموت ...

    استمر يقرأ بصوت جميل تلك القراءة ...كنت أحدث نفسي وأقول سألقنه الشهادة مثل ما فعل زميلى الأول ... خاصة وأن لي سابق خبرة كما أدعى ...

    أنصت أنا وزميلي لسماع ذلك الصوت الرخيم ....

    أحسست أن رعشة سرت في جسدي ...وبين أضلعي ...

    فجأة سكت ذلك الصوت .والتفت الى الخلف ..فإذا به رافع أصبع السبابة يتشهد ...

    ثم أنحنى رأسه ..

    قفزت إلى الخلف ...

    لمست يده ...

    قلبه .

    أنفاسه .

    لاشيء...

    فارق الحياة ...

    نظرت إليه طويلا ..سقطت دمعة على عيني ... أخفيتها عن زميلى .... التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات ... انطلق زميلى في البكاء .... أما أنا فقد شهقت شهقة , وأصبحت دموعي لا تقف ... أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرا .

    وصلنا المستشفى ...

    أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل .... الكثير تأثروا من حادثة موته ,وذرفت دموعهم .. أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه .....

    الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا من يصلى ,عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه .

    اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى .... كان المتحدث أخوه .... قال عنه ...انه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة في القرية ... كان يتفقد الأرامل والأيتام ... والمساكين ... كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لها الكتب والأشرطة الدينية... وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين .... وحتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها ... وكان يرد على من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق ... اننى استفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته ... وسماع الأشرطة الدينية ...واننى أحتسب إلى الله كل خطوة أخطوها ....

    من الغد ....غص المسجد بالمصلين ...صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة ...وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه الى المقبرة ....أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة ....

    وجهوا وجهه للقبلة ...

    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    بدأنا نهيل عليه التراب ....

    اسألوا لأخيكم التثبيت فانه يسال ...

    استقبل أول أيام الآخرة ...استقبلت أول أيام الدنيا....تبت مما عملت ,عسى الله أن يعفوا عما سلف وأن يثبتني على طاعته, وأن يختتم لي بخير ...وأن يجعل قبري وقبر كل مسلم روضة من رياض الجنة ....


    منقووووول ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الموقع
    أرض المحبة والسلام
    الردود
    546
    الجنس
    مشكوره
    وبارك الله فيك
    واللهم احسن خواتيمنا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    canada
    الردود
    318
    الجنس
    amine ya rabe allah ma ije3al khatimatina khairan ou baraka alah fiki

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2001
    الموقع
    المملكه العربيه السعوديه
    الردود
    1,681
    الجنس
    بارك الله فيك
    قصة رائعه واعتقد ان الشيخ ابراهيم الدويش اسردها في شريط له

    بقدر الجد تكتسب المعـالي **ومن رام العلا سهر الليالي
    وما نيل المطالب بالتمني **ولكن تأخذ الدنيا غلابا



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    الردود
    2,660
    الجنس
    جزاك الله خير

    لنصرة الحبيب عليه الصلاة والسلام .. نفعل ونفعل
    ما شرح الله صدر عبد بالدعاء إلا أعطاه مسألته
    حتى قال بعض السلف: إني لأعرف متى يجيب الله دعائي، إذا شرح صدري لدعائه.


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الموقع
    جدة
    الردود
    898
    الجنس
    جزاك الله خيراً
    قصة مؤثرة حقاًولكني قد سمعتها في شريط من قبل

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الموقع
    ارض زايد الخير
    الردود
    1,781
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيكم أخواتي .. goodgirl , allahmohamed , جوهرة العقيدة ,
    الامل , والأميرة .. وجعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الردود
    146
    الجنس
    أنثى
    نسأل الله حسن الخاتمة
    الله يجزاك خير

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الموقع
    ارض زايد الخير
    الردود
    1,781
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيك أختي aram ..

مواضيع مشابهه

  1. قصة واقعية
    بواسطة حقائق إيمانية في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 22-07-2010, 06:16 PM
  2. رعب في رعب (قصة واقعية )
    بواسطة joojo في ركن الألعاب والترفيه
    الردود: 15
    اخر موضوع: 30-08-2007, 06:32 AM
  3. قصة واقعية
    بواسطة نعيمة2 في الملتقى الحواري
    الردود: 8
    اخر موضوع: 16-08-2007, 07:13 AM
  4. قصص واقعية
    بواسطة Serene في الملتقى الحواري
    الردود: 9
    اخر موضوع: 18-06-2002, 11:55 PM
  5. قصص واقعية
    بواسطة ام طلال في الملتقى الحواري
    الردود: 1
    اخر موضوع: 24-12-2001, 02:58 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ