دخل العلماء المسلمون والفلكيون في العالم العربي والإسلامي جدلا فقهيا واسعا حول طرق تحديد الاستهلال ويحتدم الجدل خاصة مع حلول عيد الفطر المبارك، أسوة ببداية شهر الصيام. وفي هذا العام يتوقع أن يعود مجدداً السجال بشأن استخدام الحسابات الفلكية عوضاً عن الرؤية المباشرة لتحديد موعد ولادة الهلال، خاصة ان العيد من المرجح أن يتوزع على أكثر من يوم أو يومين.

وقد دعا مجلس القضاء الأعلى في السعودية كافة المسلمين في البلاد لتحري هلال شوال اليوم الاثنين، وفي حين لم تعلن أي من الدول الإسلامية حتى الآن أول أيام عيد الفطر المبارك رسميا، إلا أن عددا من الجمعيات الفلكية في الدول الإسلامية، تباينت في تحديد إمكانية الرؤية، وولادة القمر، كل حسب موقعها الجغرافي وحساباتها الفلكية، التي تتعلق بمدى حركة القمر ـ الهلال ـ في الأفق، وإمكانية رؤيته بالمنظار أو بالعين المجردة، في حين تعتمد بعض الدول الرؤية المجردة.

وقالت الجمعية الفلكية بجدة (غرب السعودية)، أنها تتوقع أن يكون الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر المبارك، وأن يوم الثلاثاء هو المكمل لشهر رمضان، مفصلة أن الهلال يتولد يوم الاثنين 29 سبتمبر، وذلك حسب تقويم أم القرى فلكياً في تمام الساعة 11:12 ظهرا ويغرب الهلال في تمام الساعة 06:05 مساء (أي قبل غروب الشمس) في حين تغرب الشمس في تمام الساعة 6:11 مساء (عقب غروب القمر)، ونتيجة لذلك فإن الأفق سوف يكون خاليا من وجود هلال مساء الاثنين وعليه يكون اليوم التالي هو المكمل لـ 30 من شهر رمضان، أما يوم الثلاثاء 30 سبتمبر 8:20 فتغرب الشمس في تمام الساعة 06:10 مساء وعند الغروب يكون الهلال مرتفعا فوق الافق بمقدار 5 درجات وزاوية 252 درجة ويكون مقدار البعد الزاوي بين الشمس والقمر «الاستطالة» 15 درجة في حين يكون مقدار إضاءة السطح 1.8% من اضاءة البدر المكتمل ويغرب الهلال في تمام الساعة 06:30 مساء والنتيجة وفقاً للمعايير الفلكية ان بالامكان رؤية الهلال بسهولة مساء الثلاثاء. واستبعدت الجمعية في بيان لها إمكانية رؤية الهلال مساء الاثنين وذلك بسبب أن القمر يغرب قبل الشمس لدول المشرق العربي، وعليه يكون يوم الثلاثاء هو المكمل لشهر رمضان، ويوم الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر المبارك.

ويوم أمس قال الباحث الفلكي الكويتى، عادل السعدون، ان هلال شهر شوال لن يرى في أي دولة في العالم مساء اليوم، مضيفا إن عيد الفطر سيكون يوم الأربعاء، وهو الاول من شهر اكتوبر. وأشار السعدون، إلى عدم إمكانية رؤية الهلال يوم الثلاثاء المقبل، كذلك في أفق الكويت، ولكنه سيرى في السعودية واليمن وسلطنة عمان.

وقال السعدون، ان البعد الزاوي ما بين الشمس والأرض يجب ان يكون تسع درجات على الاقل ويكون مكوث القمر ما بين 35 الى 50 دقيقة، حيث يقصد بالمكوث الفترة التي يمضيها القمر فوق الافق بعد مغيب الشمس، إذ يبقى الافق مضاء من اشعة الشمس الغاربة ويحتاج الى الانتظار نحو 35 دقيقة حتى يندثر نورها وتبدأ النجوم بالظهور ويرى الهلال.

وأوضح السعدون، انه في الغالبية يمكن رؤية الهلال في بلد ما ولا يرى في البلد المجاور وهو يقع على نفس خط الطول، كأن لا يرى في الكويت ولكنه قد يرى في مدينة المكلا باليمن وهما على نفس خط الطول وهذا الوضع سيحدث يوم الثلاثاء المقبل، حيث لا يرى بالكويت ولكن يرى بالسعودية واليمن وعمان والسودان وجنوب مصر والجزائر.

وتعتمد السعودية وعدد من الدول في تحديد غرة شهر شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك على الرؤية بالعين المجردة، ولو كانت الرؤية مخالفة لكافة الحسابات الفلكية في كل مراصد العالم.
كذلك أظهر عدد من التقاويم تنبؤاتها وأيضا عدد من الفلكيين حول استهلال غرة شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر المبارك، حيث تنبأ تقويم أم القرى، أن يوم الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر المبارك، لمكوث الهلال مدة 30 دقيقة بعد غروب الشمس بأفق مكة المكرمة، ولغروبه قبل غروب الشمس بـ 6 دقائق ليلة الثلاثاء واستحالة رؤيته.

وقالت جمعية الفلك في محافظة القطيف (شرق السعودية)، ان يوم الخميس 2 اكتوبر 2008 هو أول أيام عيد الفطر المبارك حسب تقويم الجمعية، وأبانت في بيان لها، أنه يستحيل رؤية الهلال بعد غروب شمس اليوم (الاثنين) حسب تقويم الجمعية، حتى عند توفر الظروف الجوية المناسبة لأن الهلال يغرب قبل غروب الشمس بتسع دقائق من أفق المنطقة فلا يمكن رؤية الهلال. وأوضحت الجمعية، أن يوم الثلاثاء ـ ليلة الأربعاء ـ يمكن اعتبار رؤية هلال شهر شوال، بأنها حرجة بالعين المجردة عند غروب يوم الأربعاء (30 سبتمبر 2008م) حتى عند توفر الظروف الجوية المناسبة ولكنها غير مستبعدة، خصوصا عند استخدام المناظير والأدوات البصرية المساعدة. ويعود السبب في ذلك إلى مقدار مكوث الهلال بعد غروب الشمس، حيث يتراوح مكث الهلال بأفق منطقة القطيف 24 دقيقة فقط. هذا بالرغم من أن عمر القمر الفلكي يبلغ أكثر من 30 ساعة عند الغروب .لذلك يمكن القول إن إمكانية رؤيته من عدمها لا يمكن تأكيدها بالعين المجردة.

وأما إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة بسهولة فإنها تكون أفضل في نصف الكرة الجنوبي لذلك هي تبدأ من مناطق شرق قارة أستراليا في هذا اليوم.
الشرق الأوسط الاثنيـن 29 رمضـان 1429 هـ 29 سبتمبر 2008 العدد 10898