قال عز وجل :
" إن أنزلناه في ليلة القدر و ما أدراك ما ليلة القدر.."
ماهي إلا أيام قلائل تفصلنا على أعظم الأيام و أجلها
& العشر الأواخر & من الشهر الفضيل
خلاصة رمضان و تاجه , وقت الجد و العزم و الإجتهاد
مع الله لما تنطوي عليه من الخير و البركات و الأجر و الثواب
فهي أيام فاصلة و بها ليلة فاضلة
قال تعالى عنها & ..خير من ألف شهر..&
ألا و هي ليلة القدر
فماهي ليلة القدر و لماذا سميت كذلك ؟
ليلة القدر هي أفضل ليالي السنة , ليلة خير من ألف شهر معنى
أن العبادة عند الله أجر ألف شهر , ليلة تتنزل فيها الملائكة و لا تتنزل إلا
بالخير و البركة و الرحمة و المغفرة , ليلة خالية من الشر و الأذى
و تكثر فيها السلامة من العذاب ليلة أنزل فيها القرآن الكريم لقوله تعالى :
" إن أنزلناه في ليلة القدر "
و سميت بالقدر لعظمة قدرها و شرفها و قدر منزلتها عند المولى
و أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة , و أن للعبادة فيها قدر عظيم لقول
رسولنا الكريم " من قام ليلة القدر إيمانا و إحتسابا غفر له ماتقدم من ذنب "
و السؤال الغالب طرحه متى تكون ليلة القدر ؟
فقد أخفى المولى تعالى هذه الليلة لنجتهد في طلبها و نجدوا في العبادة
كما أخفى ساعة الإستجابة من يوم الجمعة و غيرها
و لذا ينبغي الإجتهاد في أيام و ليالي طوال هذه العشر الفاصلة طلبا لهذه
الليلة الفاضلة فكان صلوات ربي عليه عن عائشة رضي الله عنها
" إذا ذخل العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله "
متفق عليه
كان يوقظ أهله للصلاة و الذكر حرصا على إغتنام هذه الليلة الجديرة بالعبادة
و التحري لها و عدم تفويتها
و لكن إلتماسها و تحريي هذه الليلة يكون بالأوتار أرجح لقوله صلى الله
عليه و سلم " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان "
متفق عليه
و قال شيخ الإسلام إبن تيمة الوتر يكون بإعتبار الماضي فتطلب ليلة 21و ليلة
23و ليلة 25 و ليلة 27 و ليلة 29 و يكون بإعتبار ما بقى كما قال الرسول الكريم
" التاسعة تبقى السابعة تبقى الخامسة تبقى .."
رواه البخاري
وليلة القدر في السبع الأواخر أرجى، ولذلك جاء في حديث ابن عمر رضي
الله عنه أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرى رؤياكم
قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر)
رواه البخاري ومسلم
كما رجح بعض العلماء على أنها تنتقل و ليست ليلة و احدة كل عام
وهذا للإجتهاد في طلبها و السعي و الجد لها
فلنحرص على إغتنامها و عدم تفويتها و نجتهد و نقتضي بالسلف بالدعاء و
الصلاة و الذكر و التضرع و ترك النوم و التكاسل جانبا فإنها و الله تجارة
عظيمة مع المولى تبارك و تعالى
فلنتأمل معا عزيزتي و لنقتدي
فقد قال أحد السلف
اهجر فراشك جوف الليل و ارم به
ففي القبور إذا فوافيتها فرش
ما شئت إن شئتها فرشا مرقشة
أو رمضة فوقها السمومة الرقُشُ
هذا ينام قرير العين نائما
و ذا عليه سخين العين ينتهش
شتان بينهما وبين حالهما
هل يستوي الري في الأحشاء و العطش
قاموا و نمنا و كل في تقلبه
لنفسه جاهدا يسعى و يجتوش
أولئك الناس إن عد الكرام فهم
و إن ترد دبشا فنحن ذا دبش
الروابط المفضلة