مقدمة
مصادر هذا الموضوع
عوائق الاستقامة
اولا : التعلق بالشهوات
ثانيا : الجليس
ثالثا : عدم تصور خطورة الأمر
رابعا : الفهم الخاطئ للوسطية
خامسا : القدوة السيئة
سادسا : عدم وجود المعين
سابعا : ضغط البيئة
ثامنا: ثقل التكاليف
تاسعا : العجز عن اتخاذ القرار الحاسم
عاشرا: الاعتذار بالقدر
العائق الحادي عشر: التدخين
العائق الثاني عشر : التسويف
العائق الثالث عشر: انتظار المصائب
أدوار مهملة
مقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذا الموضوع يخاطب فئة مهمة من طبقات المجتمع ألا وهي فئة الشباب، ومرحلة الشباب هي مرحلة أساسية في العمر نظراً لأنها تحدد بشكل أو بآخر مصير الإنسان بعد ذلك، فهي أساس لما بعده.
- الشباب هم عماد هذه الأمة، وعليهم مسؤوليات جسيمة في بناء الأمة والنهوض بها، وهم أمل الأمة بعد الله سبحانه وتعالى في المستقبل، لذا كان لزاماً أن نعنى بهذه الفئة وهذه الطبقة من المجتمع .
- أنه يلاحظ في عصرنا هذا انتشار ألوان الانحراف والشذوذ لدى طبقات كثيرة من الشباب، تتمثل في انحراف الجوانب الأخلاقية، وانتشار الممارسات الشاذة في ذلك مما أدى إلى البعد عن طريق الاستقامة وسلوك كثير من أبواب ووسائل الانحراف .
-أن هؤلاء الشباب الذين نعنيهم يعيشون في الواقع في عالم آخر يجهله الكثير من الناس، بل كثير من آباء هؤلاء الشباب –كما سيأتي- لا يعلمون ما يصنع هؤلاء الشباب، ويجهلون تفاصيل دقيقة ومهمة جدًّا في حياة أبنائهم قبل أن تكون في حياة غيرهم من أبناء الناس.
لذا لابد أن نسعى إلى أن نلقي الضوء على هذا العالم، وأن نكتشف واقع هؤلاء الشباب، وأن نحاول أن ندرس واقعهم، وألا يكون الحديث حديثاً عاطفياً ، لأن هذا ليس منهجاً علمياً، فنحن نريد أن نتحدث عن واقع ومعرفة مع دراسة متأنية لهذا الواقع .
- اتضح لنا من خلال الدراسات التي أجريت قبل إلقاء هذه المحاضرة أن الكثير من هؤلاء الشباب وإن كان عنده انحراف و فساد فهو يحمل جوانب خيَّرة، يحمل البذرة الطيبة، ولازال على الفطرة الخيرة خاصة أن أكثر هؤلاء الشباب بل عامتهم إنما ضلاله ناشئ عن الشهوات وليس عن الشبهات ولا عن الشك، وعندما يكون الأمر بهذه الصورة فإن ذلك يدعونا إلى العناية بمثل هذا الأمر، فإنه قد يسهل تدارك أحوال الكثير منهم .
مصادر هذا الموضوع
موضوع بهذه الصورة يعني قطاعا كبيرا من الشباب لا ينبغي علاجه آنيًّا وعاطفيًّا، ولا يكون مجرد خواطر يسجلها المتحدث ثم يلقيها أمام الناس، بل ينبغي أن يكون ناشئاً عن دراسة متأنية وواعية، لذلك حرصت على التأني في هذا الموضوع و دراسته من كافة الجوانب، لذا قمت بالاعتماد على هذه المصادر :
- قمنا بإعداد استبانة أو استبانتين تم توزيعهما على فئتين من الشباب، الأولى وزعت على شباب غير مستقيمين والثانية وزعت على شباب هداهم الله تعالى للاستقامة بعد أن كانوا على طريق الانحراف، وقد تم فرز 92 استبانة للشباب غير المستقيم في المرحلة المتوسطة و200 استبانة لشباب المرحلة الثانوية، أما الفئة الثانية التي تمثل الفئة التي هداها الله تعالى فقد تم فرز 86 استبانة، بقيت في الواقع مجموعة لم نتمكن من فرزها وإخراج نتائجها، منها ما يختص ببعض المعاهد الفنية والمهنية، ومنها ما يختص ببعض الطلاب الجامعيين، ومنها ما يختص ببعض الموظفين .
2- إجراء مقابلات شفوية وحوار ونقاش مع بعض الشباب، فقمنا بزيارة بعض الشباب على الأرصفة، ومن ثم طرح الموضوع وتم النقاش معهم وأخذ وجهة نظرهم في الموضوع، لأن الموضوع يعنيهم بصورة مباشرة وسنشير إلى نتائج بعض المقابلات إن شاء الله .
3- هناك دراسة أجرتها إحدى الأخوات في بعض مدارس البنات، وتم الحصول عليها عن طريق أحد أقاربها، واستفدنا منها أيضاً، والدراسة مشابهة لهذه التي قمنا بها وإن كانت على نطاق أضيق .
4- محاولة مراجعة بعض البحوث والدراسات التي أجريت حول الطلاب ومشاكلهم.
عوائق الاستقامة
كثير من الشباب يدرك أنه على طريق خاطئ، ويتمنى أن يسلك طريق الاستقامة -وسيأتي إن شاء الله ما يؤيد ذلك - لكن هناك عوائق وحواجز تحول بينهم وبين طريق الاستقامة، وعندما نتحدث عن هذه العوائق لا نعني أنها تعتبر عذراً ومانعاً لهم، فإن كل شاب مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى مهما كان عنده من العوائق والعقبات، فإن الله سبحانه وتعالى لم يكلفه إلا بما يستطيع، و لن يحاسبه إلا على أعماله، ولئن كان البعض يدعي أن الذي يمنعه ويحجزه عن سلوك طريق الالتزام والاستقامة هي هذه العوائق فهناك الكثير من الشباب عندهم من العوائق التي لا تقارن أبداً تلك العوائق التي يحتج بها هؤلاء الشباب .
وأول عائق من هذه العوائق وأهمها من خلال الدراسة التي أجريت هو :
اولا : التعلق بالشهوات
لقد وجدنا أن 62% من طلاب المرحلة المتوسطة و 56 % من طلاب المرحلة الثانوية و 52 % من الفئة التي هداها الله يرون أن التعلق بالشهوات يعتبر عائقاً من عوائق الاستقامة، ومن خلال الحوارات الشفوية التي أجريناها مع الشباب على الأرصفة يكاد يتفق الكثير منهم على أن هذا العائق يعتبر من أكبر العوائق التي تعوق عن طريق الاستقامة، فالشاب يعرف الحق ويراه واضحاً لكن نفسه قد تعلقت بهذه الشهوة، وقد توجهت لها، فأصبح أسيراً لا يستطيع الانتصار على نفسه، ولا يستطيع أن يترك هذا الطريق لأنه يعلم أنه سوف يخسر هذه الشهوات واللذات العاملة التي يجدها .
وأيضاً مما يؤيد هذه القضية انتشار وسائل الفساد والانحراف والإثارة ومنها :
التلفاز: وجدنا أن 86% من طلاب المرحلة المتوسطة و 85% من طلاب المرحلة الثانوية و83% من شباب الفئة الثانية الملتزمة يتابعون برامج التلفاز، فهذا يعني أن الغالبية العظمى من هؤلاء الشباب يتابع متابعة شبه كاملة لبرامج التلفاز، وتعرفون ماذا يعني الشباب في هذه البرامج وماذا يشاهدون، أتظن أنهم يتابعون الأخبار العالمية أو البرامج العلمية أو الكشوفات الجديدة أو يتابعون ما يسمى بالبرامج الدينية أم أنهم يتابعون أمراً آخر؟ ولقد وجدنا أن 45% منهم يفضل المسرحيات و43 % يفضل التمثيليات، ومعروف ما وراء ذلك من صور فاتنة ومثيرة، ومما يزيد الأمر خطورةً هو وجود أجهزة الاستقبال المباشر وانتشارها الواسع حتى أنه لا يكاد يخلو بيت إلا وفيه جهاز من هذه الأجهزة، ومع ذلك نجد صمتاً مطبقاً من كثير ممن يعنيهم من عامة المسلمين، مع أنه لا يخفى على أحد أنه تنشأ عن هذه الأجهزة مخاطر لا تحصى، ومن هذه المخاطر التي تسببها :
*مخاطر عقدية ودينية : كعرض حلقات للتنصير والتبشير والتشكيك في الدين .
*مخاطر أخلاقية : ولست بحاجة عن الحديث عما يجري في تلك القنوات التي تستقبل من كافة أنحاء العالم .
*مخاطر أمنية:فالشاب يرى في هذه القنوات كيف ترتكب الجرائم،وكيف يخطط لارتكابها،وكيف تتم أعمال السطو، وكيف تتم أعمال تهديد الناس، وهو بالتالي سيستعمل هذه الوسائل لتهديد أمن مجتمعه .
*مخاطر سياسية : فبعض بلاد المسلمين لا تعرف المظاهرات ولا أعمال العنف ولا تعرف أيضاً أعمال الشغب، فما موقف شباب المجتمع عندما يرون المظاهرات التي تقام في البلدان الأخرى ؟ أو عندما يشاهدون أعمال الشغب و الانتفاضات التي يقوم بها من يسمون بالمعارضة أو غيرهم ؟ وكيف سيكون أثر تلك الأمور عليهم ؟
ولهذا فإن واحداً من هذه المخاطر كافٍ لأن يتخذ قرار حاسم فيه، والقضية تعنيكم جميعاً، فالذي سيتضرر هم أبناؤكم وأحفادكم، وستكون النتيجة وخيمة .
الفيديو : من الوسائل الخطيرة أفلام الفيديو، فـ81% من هؤلاء الشباب يشاهدون أفلام الفيديو، ولك أن تتصور ما يشاهده هؤلاء الشباب في هذه الأفلام !!! فأكثر هذه الأفلام التي يحرص الشباب على مشاهدتها أفلام ساقطة، وهذه الأفلام كما أفاد الكثير من هؤلاء: أفلام جنسية، والبعض الآخر يقول : أفلام ساقطة، وبعضهم يقول : أفلام ممنوعة، والبعض أخذ يعبر بعبارات تشعر بذلك فأحد الشباب يقول : إذا بليتم فاستتروا، وآخر يقول : أستحي من ذكرها، وكل يدور حول هذا القصد وهذا المضمون، أما بقية الأفلام فأحسنها حالاً الذي تعرض الصور واللقطات الفاتنة المثيرة لغريزة هؤلاء الشباب، فما موقف هؤلاء الشباب عندما يشاهدون مثل تلكم الأفلام ؟
بل إنه مما يزعج ويبعث القلق أيضاً هو أن 53% من طلاب المرحلة المتوسطة و 49% من طلاب المرحلة الثانوية يشاهدون هذه الأفلام خارج منازلهم وهي قضية خطيرة، فقد لا يوجد جهاز فيديو داخل البيت فيستطيع مشاهدة هذه الأفلام خارج المنزل والأب المسكين قد لا يعلم ذلك ! ثم ما نوعية هذه الأفلام التي سيشاهدها مع زميله، وما الذي سيجري بعد ذلك عندما يقوم الشباب بالمشاهدة المشتركة لهذه الأفلام ؟ أترك الإجابة لكم!.
وفي دراسة لتحصيل درجة الماجستير لعبد العزيز الشثري بعنوان (وقت الفراغ وشغله في مدينة الرياض) توصل فيها إلى نتائج منها :
أن 67% من شباب المرحلة الثانوية يمتلكون أجهزة فيدو مع ملاحظة أن الدراسة التي أجراها هي دراسة عامة لا تختص بهذه النوعية من الشباب التي نتحدث عنها، وأيضاً أفادت الدراسة أن 45% من هؤلاء الشباب يقضي وقت الفراغ في مشاهدة الفيديو.
المجلات : تبين من الدراسة التي قمنا بإجرائها أن 37% من طلاب المرحلة المتوسطة و38% من طلاب المرحلة الثانوية و34% من الفئة الثانية يقرؤون المجلات، فهذا يعني أن ثلث هؤلاء الشباب يقرؤونها.
ومن خلال الاستبانة كان سؤال آخر هو : اذكر عوائق أخرى تعوقك عن الاستقامة ؟
فيقول أحد الشباب : إن القابض على دينه في هذا الوقت كالقابض على الجمر، والآخر يقول: التلفاز، والآخر يقول : حب الصديق وعزته علىَّ.
وكان من ضمن الأسئلة كلمة أخيرة تود أن تقولها ؟ فإليكم هذه النماذج التي كتبها مجموعة من الشباب :
يقول أحدهم : نعم، أجزم أن كثيراً من الشباب غير الملتزمين، وكان سبب ذلك ثلاثة أشياء هي : النساء الفاتنات في السوق، وكتابة الأرقام لهن، الصور الخليعة، الهاتف والمكالمات مع النساء، فقد سمعت أن بعضهن متزوجات ويكلمن وقت الفراغ مع الشباب .
شاب آخر من هؤلاء الشباب يقول : أتمنى من الله أن يجمعنا بكم في فسيح جناته، فحبذا لو أن وسائل الإعلام تقوم بواجبها الديني في عدم عرض الأفلام التي يخدعنا بها الغرب ويجدوننا ملهاة لهم، وأرجو من المسؤولين منع أفلام الفيديو الخليعة، لما لها من تأثير مباشر على شباب وشابات المسلمين، هذا كلام لا يقوله أحد الملتزمين أو المستقيمين بل يقوله أحد المتابعين لهذه الأفلام، وشاب آخر يوجه إلى إيجاد حل لمشكلة الحجاب والبرقع التي أساء الكثير من النساء استعمالها وأصبحن فتنة للكثير من الشباب .
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووول
يتبع العائق الثاني
الروابط المفضلة