انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 12

الموضوع: سلسلة عوائق الإستقامة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الموقع
    مدينة الايمان/دولة الاسلام
    الردود
    1,070
    الجنس
    رجل

    سلسلة عوائق الإستقامة

    مقدمة
    مصادر هذا الموضوع
    عوائق الاستقامة
    اولا : التعلق بالشهوات
    ثانيا : الجليس
    ثالثا : عدم تصور خطورة الأمر
    رابعا : الفهم الخاطئ للوسطية
    خامسا : القدوة السيئة
    سادسا : عدم وجود المعين
    سابعا : ضغط البيئة
    ثامنا: ثقل التكاليف
    تاسعا : العجز عن اتخاذ القرار الحاسم
    عاشرا: الاعتذار بالقدر
    العائق الحادي عشر: التدخين
    العائق الثاني عشر : التسويف
    العائق الثالث عشر: انتظار المصائب
    أدوار مهملة



    مقدمة
    الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
    فهذا الموضوع يخاطب فئة مهمة من طبقات المجتمع ألا وهي فئة الشباب، ومرحلة الشباب هي مرحلة أساسية في العمر نظراً لأنها تحدد بشكل أو بآخر مصير الإنسان بعد ذلك، فهي أساس لما بعده.
    - الشباب هم عماد هذه الأمة، وعليهم مسؤوليات جسيمة في بناء الأمة والنهوض بها، وهم أمل الأمة بعد الله سبحانه وتعالى في المستقبل، لذا كان لزاماً أن نعنى بهذه الفئة وهذه الطبقة من المجتمع .
    - أنه يلاحظ في عصرنا هذا انتشار ألوان الانحراف والشذوذ لدى طبقات كثيرة من الشباب، تتمثل في انحراف الجوانب الأخلاقية، وانتشار الممارسات الشاذة في ذلك مما أدى إلى البعد عن طريق الاستقامة وسلوك كثير من أبواب ووسائل الانحراف .
    -أن هؤلاء الشباب الذين نعنيهم يعيشون في الواقع في عالم آخر يجهله الكثير من الناس، بل كثير من آباء هؤلاء الشباب –كما سيأتي- لا يعلمون ما يصنع هؤلاء الشباب، ويجهلون تفاصيل دقيقة ومهمة جدًّا في حياة أبنائهم قبل أن تكون في حياة غيرهم من أبناء الناس.
    لذا لابد أن نسعى إلى أن نلقي الضوء على هذا العالم، وأن نكتشف واقع هؤلاء الشباب، وأن نحاول أن ندرس واقعهم، وألا يكون الحديث حديثاً عاطفياً ، لأن هذا ليس منهجاً علمياً، فنحن نريد أن نتحدث عن واقع ومعرفة مع دراسة متأنية لهذا الواقع .
    - اتضح لنا من خلال الدراسات التي أجريت قبل إلقاء هذه المحاضرة أن الكثير من هؤلاء الشباب وإن كان عنده انحراف و فساد فهو يحمل جوانب خيَّرة، يحمل البذرة الطيبة، ولازال على الفطرة الخيرة خاصة أن أكثر هؤلاء الشباب بل عامتهم إنما ضلاله ناشئ عن الشهوات وليس عن الشبهات ولا عن الشك، وعندما يكون الأمر بهذه الصورة فإن ذلك يدعونا إلى العناية بمثل هذا الأمر، فإنه قد يسهل تدارك أحوال الكثير منهم .






    مصادر هذا الموضوع
    موضوع بهذه الصورة يعني قطاعا كبيرا من الشباب لا ينبغي علاجه آنيًّا وعاطفيًّا، ولا يكون مجرد خواطر يسجلها المتحدث ثم يلقيها أمام الناس، بل ينبغي أن يكون ناشئاً عن دراسة متأنية وواعية، لذلك حرصت على التأني في هذا الموضوع و دراسته من كافة الجوانب، لذا قمت بالاعتماد على هذه المصادر :
    - قمنا بإعداد استبانة أو استبانتين تم توزيعهما على فئتين من الشباب، الأولى وزعت على شباب غير مستقيمين والثانية وزعت على شباب هداهم الله تعالى للاستقامة بعد أن كانوا على طريق الانحراف، وقد تم فرز 92 استبانة للشباب غير المستقيم في المرحلة المتوسطة و200 استبانة لشباب المرحلة الثانوية، أما الفئة الثانية التي تمثل الفئة التي هداها الله تعالى فقد تم فرز 86 استبانة، بقيت في الواقع مجموعة لم نتمكن من فرزها وإخراج نتائجها، منها ما يختص ببعض المعاهد الفنية والمهنية، ومنها ما يختص ببعض الطلاب الجامعيين، ومنها ما يختص ببعض الموظفين .
    2- إجراء مقابلات شفوية وحوار ونقاش مع بعض الشباب، فقمنا بزيارة بعض الشباب على الأرصفة، ومن ثم طرح الموضوع وتم النقاش معهم وأخذ وجهة نظرهم في الموضوع، لأن الموضوع يعنيهم بصورة مباشرة وسنشير إلى نتائج بعض المقابلات إن شاء الله .
    3- هناك دراسة أجرتها إحدى الأخوات في بعض مدارس البنات، وتم الحصول عليها عن طريق أحد أقاربها، واستفدنا منها أيضاً، والدراسة مشابهة لهذه التي قمنا بها وإن كانت على نطاق أضيق .
    4- محاولة مراجعة بعض البحوث والدراسات التي أجريت حول الطلاب ومشاكلهم.







    عوائق الاستقامة
    كثير من الشباب يدرك أنه على طريق خاطئ، ويتمنى أن يسلك طريق الاستقامة -وسيأتي إن شاء الله ما يؤيد ذلك - لكن هناك عوائق وحواجز تحول بينهم وبين طريق الاستقامة، وعندما نتحدث عن هذه العوائق لا نعني أنها تعتبر عذراً ومانعاً لهم، فإن كل شاب مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى مهما كان عنده من العوائق والعقبات، فإن الله سبحانه وتعالى لم يكلفه إلا بما يستطيع، و لن يحاسبه إلا على أعماله، ولئن كان البعض يدعي أن الذي يمنعه ويحجزه عن سلوك طريق الالتزام والاستقامة هي هذه العوائق فهناك الكثير من الشباب عندهم من العوائق التي لا تقارن أبداً تلك العوائق التي يحتج بها هؤلاء الشباب .
    وأول عائق من هذه العوائق وأهمها من خلال الدراسة التي أجريت هو :









    اولا : التعلق بالشهوات
    لقد وجدنا أن 62% من طلاب المرحلة المتوسطة و 56 % من طلاب المرحلة الثانوية و 52 % من الفئة التي هداها الله يرون أن التعلق بالشهوات يعتبر عائقاً من عوائق الاستقامة، ومن خلال الحوارات الشفوية التي أجريناها مع الشباب على الأرصفة يكاد يتفق الكثير منهم على أن هذا العائق يعتبر من أكبر العوائق التي تعوق عن طريق الاستقامة، فالشاب يعرف الحق ويراه واضحاً لكن نفسه قد تعلقت بهذه الشهوة، وقد توجهت لها، فأصبح أسيراً لا يستطيع الانتصار على نفسه، ولا يستطيع أن يترك هذا الطريق لأنه يعلم أنه سوف يخسر هذه الشهوات واللذات العاملة التي يجدها .
    وأيضاً مما يؤيد هذه القضية انتشار وسائل الفساد والانحراف والإثارة ومنها :
    التلفاز: وجدنا أن 86% من طلاب المرحلة المتوسطة و 85% من طلاب المرحلة الثانوية و83% من شباب الفئة الثانية الملتزمة يتابعون برامج التلفاز، فهذا يعني أن الغالبية العظمى من هؤلاء الشباب يتابع متابعة شبه كاملة لبرامج التلفاز، وتعرفون ماذا يعني الشباب في هذه البرامج وماذا يشاهدون، أتظن أنهم يتابعون الأخبار العالمية أو البرامج العلمية أو الكشوفات الجديدة أو يتابعون ما يسمى بالبرامج الدينية أم أنهم يتابعون أمراً آخر؟ ولقد وجدنا أن 45% منهم يفضل المسرحيات و43 % يفضل التمثيليات، ومعروف ما وراء ذلك من صور فاتنة ومثيرة، ومما يزيد الأمر خطورةً هو وجود أجهزة الاستقبال المباشر وانتشارها الواسع حتى أنه لا يكاد يخلو بيت إلا وفيه جهاز من هذه الأجهزة، ومع ذلك نجد صمتاً مطبقاً من كثير ممن يعنيهم من عامة المسلمين، مع أنه لا يخفى على أحد أنه تنشأ عن هذه الأجهزة مخاطر لا تحصى، ومن هذه المخاطر التي تسببها :
    *مخاطر عقدية ودينية : كعرض حلقات للتنصير والتبشير والتشكيك في الدين .
    *مخاطر أخلاقية : ولست بحاجة عن الحديث عما يجري في تلك القنوات التي تستقبل من كافة أنحاء العالم .
    *مخاطر أمنية:فالشاب يرى في هذه القنوات كيف ترتكب الجرائم،وكيف يخطط لارتكابها،وكيف تتم أعمال السطو، وكيف تتم أعمال تهديد الناس، وهو بالتالي سيستعمل هذه الوسائل لتهديد أمن مجتمعه .
    *مخاطر سياسية : فبعض بلاد المسلمين لا تعرف المظاهرات ولا أعمال العنف ولا تعرف أيضاً أعمال الشغب، فما موقف شباب المجتمع عندما يرون المظاهرات التي تقام في البلدان الأخرى ؟ أو عندما يشاهدون أعمال الشغب و الانتفاضات التي يقوم بها من يسمون بالمعارضة أو غيرهم ؟ وكيف سيكون أثر تلك الأمور عليهم ؟
    ولهذا فإن واحداً من هذه المخاطر كافٍ لأن يتخذ قرار حاسم فيه، والقضية تعنيكم جميعاً، فالذي سيتضرر هم أبناؤكم وأحفادكم، وستكون النتيجة وخيمة .
    الفيديو : من الوسائل الخطيرة أفلام الفيديو، فـ81% من هؤلاء الشباب يشاهدون أفلام الفيديو، ولك أن تتصور ما يشاهده هؤلاء الشباب في هذه الأفلام !!! فأكثر هذه الأفلام التي يحرص الشباب على مشاهدتها أفلام ساقطة، وهذه الأفلام كما أفاد الكثير من هؤلاء: أفلام جنسية، والبعض الآخر يقول : أفلام ساقطة، وبعضهم يقول : أفلام ممنوعة، والبعض أخذ يعبر بعبارات تشعر بذلك فأحد الشباب يقول : إذا بليتم فاستتروا، وآخر يقول : أستحي من ذكرها، وكل يدور حول هذا القصد وهذا المضمون، أما بقية الأفلام فأحسنها حالاً الذي تعرض الصور واللقطات الفاتنة المثيرة لغريزة هؤلاء الشباب، فما موقف هؤلاء الشباب عندما يشاهدون مثل تلكم الأفلام ؟
    بل إنه مما يزعج ويبعث القلق أيضاً هو أن 53% من طلاب المرحلة المتوسطة و 49% من طلاب المرحلة الثانوية يشاهدون هذه الأفلام خارج منازلهم وهي قضية خطيرة، فقد لا يوجد جهاز فيديو داخل البيت فيستطيع مشاهدة هذه الأفلام خارج المنزل والأب المسكين قد لا يعلم ذلك ! ثم ما نوعية هذه الأفلام التي سيشاهدها مع زميله، وما الذي سيجري بعد ذلك عندما يقوم الشباب بالمشاهدة المشتركة لهذه الأفلام ؟ أترك الإجابة لكم!.
    وفي دراسة لتحصيل درجة الماجستير لعبد العزيز الشثري بعنوان (وقت الفراغ وشغله في مدينة الرياض) توصل فيها إلى نتائج منها :
    أن 67% من شباب المرحلة الثانوية يمتلكون أجهزة فيدو مع ملاحظة أن الدراسة التي أجراها هي دراسة عامة لا تختص بهذه النوعية من الشباب التي نتحدث عنها، وأيضاً أفادت الدراسة أن 45% من هؤلاء الشباب يقضي وقت الفراغ في مشاهدة الفيديو.
    المجلات : تبين من الدراسة التي قمنا بإجرائها أن 37% من طلاب المرحلة المتوسطة و38% من طلاب المرحلة الثانوية و34% من الفئة الثانية يقرؤون المجلات، فهذا يعني أن ثلث هؤلاء الشباب يقرؤونها.
    ومن خلال الاستبانة كان سؤال آخر هو : اذكر عوائق أخرى تعوقك عن الاستقامة ؟
    فيقول أحد الشباب : إن القابض على دينه في هذا الوقت كالقابض على الجمر، والآخر يقول: التلفاز، والآخر يقول : حب الصديق وعزته علىَّ.
    وكان من ضمن الأسئلة كلمة أخيرة تود أن تقولها ؟ فإليكم هذه النماذج التي كتبها مجموعة من الشباب :
    يقول أحدهم : نعم، أجزم أن كثيراً من الشباب غير الملتزمين، وكان سبب ذلك ثلاثة أشياء هي : النساء الفاتنات في السوق، وكتابة الأرقام لهن، الصور الخليعة، الهاتف والمكالمات مع النساء، فقد سمعت أن بعضهن متزوجات ويكلمن وقت الفراغ مع الشباب .
    شاب آخر من هؤلاء الشباب يقول : أتمنى من الله أن يجمعنا بكم في فسيح جناته، فحبذا لو أن وسائل الإعلام تقوم بواجبها الديني في عدم عرض الأفلام التي يخدعنا بها الغرب ويجدوننا ملهاة لهم، وأرجو من المسؤولين منع أفلام الفيديو الخليعة، لما لها من تأثير مباشر على شباب وشابات المسلمين، هذا كلام لا يقوله أحد الملتزمين أو المستقيمين بل يقوله أحد المتابعين لهذه الأفلام، وشاب آخر يوجه إلى إيجاد حل لمشكلة الحجاب والبرقع التي أساء الكثير من النساء استعمالها وأصبحن فتنة للكثير من الشباب .

    منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووول
    يتبع العائق الثاني

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الموقع
    canada
    الردود
    318
    الجنس
    baraka allah fika maoudou3e mouhime

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الموقع
    مدينة الايمان/دولة الاسلام
    الردود
    1,070
    الجنس
    رجل
    ثانيا : الجليس
    قد يفكر الشاب بالاستقامة، بل إنه قد يقدم عليها، بل قد يخطو خطوات عملية في ذلك، ولكن عندما يعود إلى جلسائه وزملائه سرعان ما يعود إلى حالته السابقة، والذين تم سؤالهم شفوياً اتفق أكثرهم على أن الجليس والصديق يعتبر من أهم العوائق التي تعوق الشاب عن الاستقامة، فنجد أن 48% من الفئة الثانية و 36%من طلاب المرحلة الثانوية و 29% من طلاب المرحلة المتوسطة يعتبرون ذلك من أهم الأسباب .
    ومن خلال سؤال وجه للشباب عن كيفية التقائك بصديقك، فأجاب 58% من الفئة الثانية و51% من طلاب المرحلة الثانوية و 48% من طلاب المرحلة المتوسطة أنهم يلتقون بأصدقائهم يومياً، وهذا يعني قوة تأثير الصديق عندما يلتقي معه يوميًّا.
    وفي بحث أجراه طالبان من طلاب قسم علم النفس في جامعة الإمام عن أسباب الجنوح أفاد 84% من أفراد العينة الجانحة أن لهم أصدقاء و56% أن أصدقاء ساهموا في انحرافهم، وهذا من وجهة نظرهم، وقد تكون النسبة الحقيقية أكثر من ذلك .
    وفي دراسة أخرى أجريت لأسباب الجنوح في قسم علم النفس بجامعة الإمام أجراها عبدالرزاق الجنيدل توصل فيها إلى أن 62% من الجانحين ساهم زملاؤهم وأصدقاؤهم في انحرافهم .
    وفي دراسة أيضاً أجراها سعد الأسمري عن دور التوجيه والإرشاد النفسي في الوقاية من الانحراف في المرحلة الثانوية المطورة بمنطقة الرياض وتقدم بها للمعهد العالي للعلوم الأمنية للحصول على درجة الماجستير، ومن النتائج التي وصل إليها أن 27% من هؤلاء الشباب يقول : لا أستطيع رفض طلبات صديقي ولو كانت ضارة -من وجهة نظره هو- لكنا نعلم أنه عندما يسلك طريق الانحراف فهناك طلبات كثيرة لا يرى أنها ضارة، وبالتالي لن يرفض هذه الطلبات، فإذا كان ثلث هؤلاء تقريباً لا يستطيع رفض طلبات صديقه لسبب أو لآخر فلك أن تتصور أثر الجليس بعد ذلك على زميله .
    ولاشك أن الشاب عندما يعرف أن هذا الأمر بهذه الخطورة فحينئذٍ أظن أنه يوافقنا على أن أول قرار يجب أن يتخذه عندما يفكر بالاستقامة هو أن يغير جلساءه، وأن يتخلى عنهم، أما إذا تصور أنه سيسلك طريق الاستقامة وطريق الالتزام مع أصدقائه ومع جلسائه السابقين الذين يوجهونه ويشاركونه ويشجعونه على الانحراف فهذا التصور بعيد وتصور محال، و المرء على دين خليله ويحشر يوم القيامة مع من أحب، والكثير من الشباب يستجيب للموعظة ويتأثر بها بل يعزم عزيمة صادقة على التوبة، بل يسلك خطوات عملية في ذلك، ولكن عندما يعود إلى جلسائه لا يستمر، لأنهم سيسخرون منه، وقد يكون يحقق لهم مصالح متنوعة، ومن جانب آخر هذا الزميل يعرف عنهم معلومات يخشون أن تتسرب منه عندما يسلك طريق الاستقامة، لذا فإنهم لن يألوا جهداً في استعمال كافة ألوان الضغط عليه حتى يحرفوه عن هذا الطريق .
    لذلك إذا كان الشاب جادًّا فعلاً، ويريد أن يسلك طريق الاستقامة فأول قرار يتخذه -بعد التوبة الصادقة لله عز وجل- هو أن يتخلى عن جميع هؤلاء الجلساء، وأن يقول لزميله أو صديقه : "هذا فراق بيني وبينك "، ويجب أن يعلم أنه عندما يفقد أولئك فإنه لن يعيش وحيداً، بل يستبدل أولئك بالجلساء الأخيار الذين يقول الله تعالى عنهم : ( الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) [ الزخرف:67] ، ويوم القيامة يود أن يفتدي الإنسان من النار بالأهل والأصحاب والأحباب بل من ضمنهم أبوه وأمه ، قال الله تعالى : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصحبته وبنيه لكل امرئٍ منهم يومئذٍ شأن يغنيه ) [عبس:34-37] ، وتنقطع هذه الأواصر التي هي أقوى من أواصر الصداقة وتبقى علاقة الأخوة والمحبة في الله، فلماذا لا تستبدل تلك الصداقة السيئة التي تقودك إلى الوبال في الدنيا والآخرة والتي سرعان ما يتخلى أصحابها عنك فتأتي يوم القيامة قائلاً : ( يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً ) [ الفرقان:28]؟ .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الموقع
    uqabi
    الردود
    451
    الجنس
    بوركتم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2001
    الموقع
    المملكه العربيه السعوديه
    الردود
    1,681
    الجنس
    بارك الله فيك
    ورزقنا الله واياكم الاستقامه

    بقدر الجد تكتسب المعـالي **ومن رام العلا سهر الليالي
    وما نيل المطالب بالتمني **ولكن تأخذ الدنيا غلابا



  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الموقع
    مدينة الايمان/دولة الاسلام
    الردود
    1,070
    الجنس
    رجل
    بارك الله فيكم وجزاكم خيرا كثيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2002
    الموقع
    نحن الحجاز
    الردود
    76
    الجنس
    ابو المنيب جزاك الله انت ومن معك عن امة سيدنا محمد صصلى الله عليه وسلم خير على ماتقدموه من جهود في سبيل الدعوة الى الله ثبتك الله وايانا واصلح لك ابنائك وذريتك

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الموقع
    مدينة الايمان/دولة الاسلام
    الردود
    1,070
    الجنس
    رجل
    بارك الله فيكم وجزاكم خيرا كثيرا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الموقع
    مدينة الايمان/دولة الاسلام
    الردود
    1,070
    الجنس
    رجل
    ثالثا : عدم تصور خطورة الأمر
    كثير من هؤلاء الشباب مع إدراكه لخطأ الطريق الذي هو عليه ورغبته في الاستقامة إلا أنه لا يتصور خطورة هذا الذي يسير عليه، فتراه يتساهل ويتهاون بالمعاصي بل بالكبائر والموبقات، ولا يمنعه أي وازع عن ارتكاب أي معصية أو أي فاحشة، بل تجده يسعى إليها بكل وسيلة، بل يساهم في نشرها بكل الوسائل، كما أن بعضهم قد يفعل بعض الأمور المخرجة من الإسلام كترك الصلاة أو السخرية و الاستهزاء بالدين وأهله ، و مع ذلك كله يشعر بأن الأمر ليس فيه خطورة . وكنت أتحدث مع مجموعة من الشباب من أصحاب هذه الممارسات، وهم أصحاب سفر للخارج، ويمارسون المضايقات للفتيات في الأسواق، ولهم مواقف ومشكلات كثيرة مع رجال الحسبة، ومع ذلك كله يقولون : نحن بخير، القضية هي قضية أخطاء وكلٌ يقع في هذا الخطأ ولازلنا نصلي ونصوم ونمارس ألوان الشعائر التعبدية.
    أمر آخر وهو أن التعلق بهذه المعاصي قد يؤدي بالإنسان إلى سوء الخاتمة، فهذا الشاب قد يصلي وقد يعمل أعمالاً لا تخرجه من الإسلام، ولكنه عندما يكون منهمكاً في هذه الشهوات غارقاً فيها فإنه قد يختم له بخاتمة سوء فيقول بكلمة الكفر قبل موته، ومعروف مصيره ونهايته، تصوروا أن أحد هؤلاء الشباب كان غارقاً في الشهوات، وكان على موعدٍ مع أحد صديقاته لكنها تأخرت عليه فقلق عليها فلما جاءته لم يملك إلا أن سجد لها، فإلى هذه الدرجة يصل بالإنسان التعلق بالشهوة ؟
    أحدهم كان صالحاً مستقيماً و تعلق بعلاقة محرمة شاذة مع أحد الشباب، وقبل موته قال كلمة عافانا الله وإياكم أدت به إلى سوء الخاتمة، حيث قال : رضاك أشهى إلي من رحمة الخالق الجليل .
    أمر آخر أيضاً وهو أن هذه المعاصي قد تتدرج بالإنسان فتقوده بعد ذلك إلى الكفر والتخلي والانسلاخ من كافة الواجبات الشرعية .
    أحد الشباب اتصل بي وكنت لا أعرفه، يشكو إلي أنه وقع في جريمة الزنا مع فتاة، وهذا الشاب لا يسعى إلى إيجاد حل لهذه القضية، بل يقول هل يجوز لي بعد ذلك أن أتزوج هذه الفتاة أو لا يجوز ؟! فقلت له : لماذا الاستخفاف بهذا الأمر ؟ وكيف تقع فيه ؟ فقال : يا أخي هذا خطأ، وكل إنسان يقع فيه، وكل ابن آدم خطاء، فعندما يتعامل الإنسان مع هذه المعاصي بهذا الاستخفاف وهذا المنطق فإنه بلا شك لن يرى حاجة وضرورة لأن يشتكي لأحد هذه المعاصي، ولن يسعى للتخلي عنها، فقلت له : فرق بين ما تقع فيه من نظرة محرمة أو شهوة محرمة وغير ذلك من المعاصي وبين من كانت له لقاءات طويلة مع فتاة حتى أوقعت به في جريمة الزنى !! ففيه فرق شاسع بين الأمرين، وهذا دليل على ضعف إيمانك وعلى استخفافك بهذه المعصية، بل إنك تسأل بعد ذلك : هل يجوز لي أن أتزوج ممن عاشرتها تلك العشرة المحرمة ؟! .
    فمع إدراك بعض الشباب لخطأ الطريق الذي هم عليه فإنهم لا يدركون خطورة الأمر الذي هم عليه، وأظن أنهم لو أدركوا ذلك لاستطاعوا أن يتجاوزوا الكثير من تلكم العقبات .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الموقع
    مدينة الايمان/دولة الاسلام
    الردود
    1,070
    الجنس
    رجل
    رابعا : الفهم الخاطئ للوسطية
    كلمة يتفق عليها الجميع لكن يبقى فهمها وتفسيرها، فالجميع يتفقون على أن المغالاة والمبالغة في التشدد والغلو أمر غير مرغوب فيه، ويتفقون على أن الانحراف والتفريط والكسل هو الآخر أمر غير مرغوب فيه، ويتفق الجميع على سلوك طريق الوسط، ومن الشباب من عندما تناقشه يقول لك : نعم أنا لست أسلك طريق الانحراف، ولا أنا من الشباب الملتزمين والمستقيمين، ولكني أسلك طريق الوسط، وهذا أمر نتفق عليه، بل إن سنة الله في الكون قائمة على الوسطية، و دين الله قائم على الوسطية في كل أمر، ولكن نقطة الخلاف هي تحديد الوسطية، فعندنا ثلاث مناطق : الأولى منها هي منطقة الغلو، والمنطقة الثانية الوسطية، والثالثة هي الانحراف، وتحديد هذه المناطق يختلف الناس فيه، فما هو ضابط الوسطية ؟ وما هو مفهوم الوسطية ؟ فهل المقصود بالشاب الوسط مثلاً الذي لا يتورع عن النظرة الحرام سواءٌ كانت في التلفاز أم في الفيديو أم في الشارع ؟ وهل المقصود بأن الوسط هو الذي لا يتورع عن بعض الممارسات التي يعتبرها سهلة وهينة – وكل معصية لله عز وجل لا شك أنها يجب أن تعظم في نفس المؤمن – هل هذا هو مفهوم الوسطية؟ وهل يعني التشدد الخلل والمبالغة ؟ و هل يعني التورع التام عن النظر المحرم بكافة قنواته ووسائله أو الحرص على العبادة ومحاسبة النفس عليهما تشدداً وتطرفاً ؟
    و للأسف فإن مفهوم الوسطية جزء من المفاهيم التي أصابها الانحراف و الغبش في مجتمعاتنا، وتبعاً له مفهوم الغلو والتساهل التي أصابها هي الأخرى الغبش في أفهام كثير من الناس، فيقيس الشاب الوسطية بنفسه، فالطريق الذي يسير عليه هو الطريق الوسط، فما كان أعلى منه فهو تشدد، وما كان أدنى منه فهو انحراف .
    إن طريق الوسطية هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فالذي نهى عن الغلو هو النبي صلى الله عليه وسلم، وأول من خُوطب بالوسطية هو النبي صلى الله عليه وسلم، وإن هذه الأمة أمة وسط، فالمعيار للوسطية ؟ هو حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحياة أصحابه وحياة السلف الصالح وما زاد عنه فهو غلو، وما كان دون ذلك فهو إهمال وانحراف وتفريط .

مواضيع مشابهه

  1. كتب للمُبتدئين في الإستقامة
    بواسطة بقايا الأندلس في روضة السعداء
    الردود: 8
    اخر موضوع: 26-11-2010, 01:15 AM
  2. كتب للمُبتدئين في الإستقامة
    بواسطة بقايا الأندلس في ساعدوني
    الردود: 1
    اخر موضوع: 24-11-2010, 02:29 AM
  3. معدن الإستقامة
    بواسطة توته على في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 29-12-2009, 02:31 AM
  4. إلى كل أخت بدأت طريق الإستقامة ...
    بواسطة أبو عمر الحمادي في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 25-07-2003, 03:29 PM
  5. عوائق الزواج
    بواسطة ام خليفه في الملتقى الحواري
    الردود: 4
    اخر موضوع: 03-04-2001, 12:05 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ