انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 7 من 7

الموضوع: من أبطال الأمة .. أعجبتني قصته .. فنقلتها بعناية !!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الردود
    23
    الجنس
    أنثى

    camera من أبطال الأمة .. أعجبتني قصته .. فنقلتها بعناية !!!

    البَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيّ
    (( لا تُوَلُّوا البَرَاءَ جَيْشَاً مِنْ جُيُوشِ المُسْلِمِينَ
    مخافة أَنْ يُهْلِكَ جُنْدَهُ بِإِقْدَامِهِ ))
    [ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ ]
    كان أشْعَثَ أغْبَر(1) ضئيل الجسم مَعْرُوق العظم (2) تقتحمه ( 3) عين رائية ثم تَزْوَرّ عنه (4) ازْوِرَاراً .
    ولكنه مع ذلك ، قَتَل مائة من المشركين مبارزة وحده ، عَدَا الذين قتلهم في غِمار المعارك مع المحاربين .
    إنه الكَمِيُّ الباسل المِقدام الذي كتب الفاروق بشأنه إلى عُمَّالِه في الآفاق : ألا يُولوه على جيش من جيوش المسلمين ، خوفاً من أن يهلكهم بإقدامه.
    إنه البراء بن مالك الأنصاري ، أخو أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    ولو رُحْتُ أستقصي لك أخبار بطولات البراء بن مالك ، لطال الكلام و ضاق المقام ، لذا رأيت أن أعرض لك قصة واحدة من قصص بطولاته ، وهي تُنْبِيك (5) عما عداها .
    (1) أشعث أغبر : متلبِّد الشعر أغبر الجسم .
    (2) معروق العظم : مهزول الجسم ، قليل اللحم .
    (3) تقتحمه : تنظر إليه بصعوبة .
    (4) تزور عنه : تميل عنه وتنحرف .
    (5) تنبيك : تخبرك .
    1

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الردود
    23
    الجنس
    أنثى
    تبدأ هذه القصة منذ الساعات الأولى لوفاة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم و التحاقه بالرفيق الأعلى ، حيث طفقت قبائل العرب تخرج من دين الله أفواجا ، كما دخلت في هذا الدين أفواجا ، حتى لم يَبْقَ على الإسلام إلا أهل مكة و المدينة و الطائف ، و جماعات متفرقة هنا وهناك ممن ثبَّت الله قلوبهم على الإيمان .
    * * *
    صمد الصِّدِّيق رضوان الله عليه ، لهذه الفتنة المدمرة العمياء ، صمود الجبال الراسيات ، و جهَّز من المهاجرين و الأنصار أحد عشر جيشاً ، و عقد لقادة هذه الجيوش أحد عشر لواءً ، ودفع بهم في أرجاء جزيرة العرب ليعيدوا المرتدين إلي سبيل الهدى والحق ، و ليحملوا المنحرفين على الجادَّة (1) بحد السيف .
    و كان أقوى المرتدين بأساً ، و أكثرهم عدداّ (( بنو حنيفة )) أصحاب مسيلمة الكذّاب .
    فقد اجتمع لمسيلمة من قومه و حلفائهم أربعون ألفاً من أشداء المحاربين .
    و كان أكثر هؤلاء قد اتبعوه عصبية (2) له ، لا إيماناً به ، فقد كان بعضهم يقول :
    أشهد أن مسيلمة كذاب ، و محمداً صادق ...
    لكن كذاب ربيعة (3) أحب إلينا من كذاب مُضَر (4) .
    (1) الجادّة : الصراط المستقيم الذي هو الإسلام .
    (2) العصبية : شدة ارتباط المرء بعُصْبَته أو جماعته ، ونصرتها في الحق و الباطل .
    (3) ربيعة : قبيلة كبيرة من قبائل العرب ينتمي إليها مسيلمة .
    (4) مضر : قبيلة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
    2

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الردود
    23
    الجنس
    أنثى
    هَزَمَ مسيلمة أول جيش خرج إليه من جيوش المسلمين بقيادة عكرمة بن أبي جهل و رده على أعقابه .
    فأرسل له الصديق جيشاً ثانياً بقيادة خالد بن الوليد ، حشد فيه وجوه الصحابة من المهاجرين والأنصار ، و كان في طليعة هؤلاء و هؤلاء البراء بن مالك الأنصاري ، ونفر من كُماة الصحابة .
    * * *
    التقى الجيشان على أرض (( اليمامة )) في (( نجد )) ، فما هو إلا قليل حتى رجحت كفة مسيلمة و أصحابه ، و زُلزلت الأرض تحت أقدام المسلمين ، و طفقوا يتراجعون عن مواقفهم ، حتى اقتحم أصحاب مسيلمة فُسْطاط (1) خالد بن الوليد ، و اقتلعوه من أصوله ، و كادوا يقتلون زوجته لولا أجارها واحد منهم .
    عند ذلك شعر المسلمون بالخطر الداهم (2) ، و أدركوا أنهم إن يُهزموا أمام مسيلمة فلن تقوم للإسلام قائمة بعد اليوم ، و لن يعبد الله وحده لا شريك له في جزيرة العرب .
    و هبّ خالد إلى جيشه ، فأعاد تنظيمه ، حيث ميَّز المهاجرين عن الأنصار ، و ميَّز أبناء البوادي عن هؤلاء و هؤلاء .
    و جمع أبناء كل أبً تحت راية واحد منهم ، ليُعْرف بلاء كل فريق في المعركة ، و من أين يؤتى (3) المسلمون .
    (1) الفسطاط : الخيمة الكبيرة .
    (2) الخطر الداهم : الخطر الشديد المفاجئ .
    (3) يؤتى المسلون : يصاب المسلمون .
    3

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الردود
    23
    الجنس
    أنثى
    و دارت بين الفريقين رحى معركة ضروس (1) لم تعرف حروب المسلمين لها نظيراً من قبل ، و ثبت قوم مسيلمة في ساحات الوغى ثبات الجبال الراسيات ولم يأبهوا (2) لكثرة ما أصابهم من القتل .
    و أبدى المسلمون من خوارق البطولات ما لو جُمِع لكان ملحمة (3) من روائع الملاحم .
    فهذا ثابت بن قيس حامل لواء الأنصار يتحنط و يتكفن و يحفر لنفسه حفرة في الأرض ، فينزل فيها إلى نصف ساقيه ، و يبقى ثابتاً في موقفه ، يجالد عن راية قومه حتى خرَّ صريعاً شهيداً .
    و هذا زيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، ينادي في المسلمين :
    أيها الناس عضوا على أضراسكم ، و اضربوا في عدوكم و امضوا قُدُماً .....
    أيها الناس ، و الله لا أتكلم بعد هذه الكلمة أبداً حتى يُهزم مسيلمة أو ألقى الله ، فأُدلي إليه بحجتي ....
    ثم كرَّ على القوم فما زال يقاتل حتى قُتل .
    و هذا سالم مولى أبي حذيفة يحمل راية المهاجرين؛ فيخشى عليه قومه أن يضعف أو يتزعزع ، فقالوا له :
    إنا لنخشى أن نُؤْتى من قِبلك ....
    (1) معركة ضروس : معركة شديدة مهلكة .
    (2) لم يأبهوا : لم يهتموا ولم يلتفتوا .
    (3) الملحمة : عمل شعري كبير ينظم في وصف الحروب و جيوشها وأبطالها .
    4

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الردود
    23
    الجنس
    أنثى
    فقال :
    إن أُتيت من قِبلي فبئس حامل القرآن أكون ......
    ثم كرَّ على أعداء الله كرَّة باسلة ، حتى أُصيب .
    و لكن بطولات هؤلاء جميعاً تتضاءل أمام بطولات البراء بن مالك رضي الله عنه وعنهم أجمعين .
    ذلك أن خالدأ حين رأى وطيس (1) المعركة يحمى و يشتد ، التفت إلى البراء بن مالك و قال :
    إليهم يا فتى الأنصار ........
    فالتفت البراء إلى قومه و قال :
    يا معشر الأنصار لا يفكرنَّ أحد منكم بالرجوع إلى المدينة ؛ فلا مدينة لكم بعد اليوم ...
    ثم حمل على المشركين و حملوا معه ، و انبرى يشق الصفوف ، و يُعْمِل السيف في رقاب أعداء الله حتى زُلزلت أقدام مسيلمة و أصحابه ، فلجأوا إلى الحديقة التي عُرفت في التاريخ باسم (( حديقة الموت )) ؛ لكثرة من قُتل فيها في ذلك اليوم .
    * * *
    كانت ((حديقة الموت )) هذه رحبة الأرجاء سامقة الجدران (2) ، فأغلق مسيلمة و الآلاف المؤلفة من جنده عليهم أبوابها ، و تحصنوا بعالي جدرانها ، و جعلوا يُمطرون المسلمين بنبالهم من داخلها فتتساقط عليهم تساقط المطر .
    (1) الوطيس : التنّور ، و يُقال حمى الوطيس أي اتقدت نيران الحرب و اشتدت .
    (2) سامقة الجدران : عالية الجدران .
    5

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الردود
    23
    الجنس
    أنثى
    عند ذلك تقدم مِغوار المسلمين الباسل البراء بن مالك وقال :
    يا قوم ضعوني على تُرس ، و ارفعوا الترس على الرماح ، ثم اقذفوني إلى الحديقة قريباً من بابها ، فإما أن أستشهد ، وإما أن أفتح لكم الباب .
    * * *
    و في لمح البصر جلس البراء بن مالك على ترس ، فقد كان ضئيل الجسم نحيله ، و رفعته عشرات الرماح فألقته في (( حديقة الموت )) بين الآلاف المؤلفة من جند مسيلمة ، فنزل عليهم نزول الصاعقة ، و مازال يُجالدهم أمام باب الحديقة ، ويُعمل في رقابهم السيف حتى قتل عشرة منهم و فتح الباب ، و به بِضع (1) و ثمانون جِراحة ، من بين رمية بسهم أو ضربة بسيف .....
    فتدفق المسلمون على (( حديقة الموت )) ، من حيطانها و أبوابها ، و أعملوا السيوف في رقاب المرتدين اللائذين (2) بجدرانها ، حتى قتلوا منهم قريبا من عشرين ألفاً ووصلوا إلى مسيلمة فأردوه صريعاً .
    * * *
    حُمل البراء بن مالك على رحله ليُداوى فيه ، وأقام خالد بن الوليد شهراً يعالجه من جراحه حتى أذن الله له بالشفاء ، و كتب لجند المسلمين على يديه النصر .
    * * *
    ظلَّ البراء بن مالك يتوق إلى الشهادة التي فاتته يوم (( حديقة الموت )) .....
    (1) البِضع : من الثلاثة إلى التسعة .
    (2) اللائذين : المحتمين .
    6

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الردود
    23
    الجنس
    أنثى
    و طفق يخوض المعارك واحدة بعد أخرى شوقاً إلى تحقيق أمنيته الكبرى ، و حنينا إلى اللحاق بنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ،حتى كان يوم فتح (( تُسْتَر)) (1) من بلاد (( فارس )) ، فقد تحصن ((الفُرْس)) في إحدى القلاع المُمَرَّدة (2) ، فحاصرهم المسلمون و أحاطوا بعم إحاطة السِّوار بالمعصم ، فلما طال الحصار و اشتد البلاء على (( الفرس )) ، جعلوا يُدلون من فوق أسور القلعة سلاسل من حديد ، عُلِّقت بها كلاليب من فولاذ حُمِّيَت بالنار حتى غدت أشد توهجاً من الجمر ؛ فكانت تنشب (3) في أجساد المسلمين و تعلق بهم ، فيرفعونهم إليهم إما موتى و إما على وشك الموت .
    فعلق كُلَّاب منها بأنس بن مالك – أخي البراء بن مالك – فما أن رآه حتى وثب على جدار الحصن ، و أمسك بالسلسلة التي تحمل أخاه ، و جعل يُعالج الكلاب ليُخرجه من جسده ؛ فأخذت يده تحترق و تدخِّن ، فلم يأبَهْ لها حتى أنقذ أخاه ، و هبط إلى الأرض بعد أن غدت يده عظاماً ليس عليها لحم .
    وفي هذه المعركة دعا البراء بن مالك الأنصاري الله أن يرزقه الشهادة ؛ فأجاب الله دعاءه ، حيث خرَّ صريعاً شهيداً مغتبطاً بلقاء الله .
    * * *
    نضَّر الله وجه البراء بن مالك في الجنة ، و أقر عينه بصحبة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ، ورضي عنه و أرضاه .
    (1) تُستر : أعظم مدينة بخوزستان اليوم .
    (2) القلاع الممردة : الحصون الملساء المرتفعة .
    (3) تنشب : تغرز و تعلق .
    7
    كتاب صور من حياة الصحابة
    للدكتور: عبد الرحمن رأفت الباشا.
    دار الأدب الإسلامي

مواضيع مشابهه

  1. اللمة والشاهي واللوزاهلا بكم في اللمة رقم 232
    بواسطة الحالمه3 في ركن الألعاب والترفيه
    الردود: 291
    اخر موضوع: 19-06-2010, 01:12 AM
  2. الردود: 42
    اخر موضوع: 28-01-2009, 05:08 PM
  3. قصة حقيقية اثرت في فنقلتها لكم
    بواسطة حلوة وحليوة في نافذة إجتماعية
    الردود: 10
    اخر موضوع: 14-12-2006, 08:34 PM
  4. كلمات أعجبتنى.. فنقلتها لكم..
    بواسطة Lovely في فيض القلم
    الردود: 7
    اخر موضوع: 20-04-2006, 04:01 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ