رمضان علاج كثير من الأمراض


إعداد: د. عبد العزيز بن محمد العثمان



كل عام وانتم بخير، يطل علينا شهر الخير والغفران، وأحس أننا بحاجة له أكثرمن أي وقت مضى.. لماذا؟ لا أدري.. دعونا نخطط سوياً لكي نستفيد منه أكبرفائدة ممكنة. أعتقد انه من المهم أن نستغل الفرص التي تسنح لنا ونعد لها قبل حدوثها إن أمكننا ذلك. لا بد أنكم ستفعلون ذلك، ليس من الجانب الصحي فقط بل من الجوانب المهمة الأخرى والتي على رأسها الاستفادة الروحانية والهدوءوالسكينة، ولكن من جانبي أحب أن أقدم لكم التهنئة ممزوجة ببعض المعلومات التغذوية والصحية المهمة في هذا الشهر الكريم.
من سيستفيد أكثر من الناحية الصحية؟ اختر الإجابة الصحيحة فيما يلي: السمان.. النحاف.. المصابين بالسكري.. المصابين بارتفاع الضغط... الصداع النصفي «الشقيقة»، أمراض الغدد الصماء.. الالتهابات.. الربو القصبي. من لديهم تراكم في السموم بسبب عدم انتظام الأكل.. أكيد عرفتم الجواب.. نعم.. انه لكل ما سبق.. ولكن لا نتوقع أن مجرد الصوم سيكون كافياً للشفاء من تلك الأمراض، ولكن لا بد من فعل الأسباب المؤدية للشفاء.
العلاج بالصوم
هناك بشرى. أن الأبحاث الطبية الحديثة أثبتت جدوى العلاج بالصوم لتلك الأمراض بالذات ولأمراض أخرى، ولا تتصوروا أن المسلمين فقط هم من عالج به، بل أن كثيرا من المختصين في الدول الشرقية والغربية من غير المسلمين يعالجون مرضاهم بالصوم، وبين يدي مجموعة من تلك الأبحاث التي أثبتت وبدون أدنى شك فائدة الصوم في علاج تلك الأمراض. وأعتقد أن هناك أمراضاً عضوية ونفسيةنعلمها أو لا نعلمها يعالجها الصوم. إن كان بعض هؤلاء العلماء يعالجون بالصوم فإنهم يعالجون بالتجويع لفترة معينة دون الصوم عن الماء أحياناً، وهم بذلك يخسرون جانباً مهماً في العلاج النفسي والروحي الذي يلبيه صومنا عبادة وصحة. لا أعتقد أننا سنختلف على أهمية الدور النفسي أثناء العلاج بشرح المشكلة وطريقة علاجها للمريض، تخيلوا أننا عالجنا مريضا من مرض ما ولكننا لم نهتم بحالته النفسية فمثلا لم نشعره أن هذا الدواء سبب للشفاء وأنه أثبت فعاليته، وأعطيناه الدواء دون كلمة أو بسمة، هل تعتقدون أن هذا المريض سيثق في هذا العلاج وإن أحدث تغييراً إيجابياً في صحته إلا انه سيشعر بأنه لم يتحسن كثيراً.
الدافعية الذاتية
ففي هذا الشهر تتحقق الدافعية الذاتية للعلاج والرغبة الأكيدة والانشراح لقبوله. لهذا أعتقد أننا سنحقق فوائد كثيرة قد لا نتوقع أننا يمكن أن نحققها. المهم أن نستشعر بكل قوانا الداخلية أننا نعمل شيئاً غير عادي. إنه عبادة، تقرب، محبة، خشوع، عطف وحنان على الآخرين، وقفة مع النفس لا تتكرر إلا مرة في السنة، إعادة تقييم لحياتنا وتعاملنا. وأشياء جميلة لا يتسع المجال لذكرها.
أتدرون أن الحيوانات التي تدخل في البيات الشتوي تخرج منه فاقدة كل الجراثيم التي كانت موجودة في أمعائها الغليظة. حيث تمكث هذه الحيوانات فصل الشتاء في جحورها أو مدفونة تحت الرمال وكأنها ميتة دون أكل أو شرب ولكن عندما تخرج تكون بصحة جيدة.
قد تحسبون ما سأذكره هنا نوعا من المبالغة. لأنه غريب ويمكن أن يكون غير معقول. لكنني أؤكد لكم أن ما سأذكره صحيح وأستطيع دعمه بالأدلة العلمية لمن أراد. فلضيق المساحة لا أريد أن تدخلون في متاهات الأبحاث العلمية وتفصيلاتها.
ساعد جسمك للتخلص من السموم
سأختصر النقاط المهمة التي يجب أن نخطط للاستفادة منها في هذا الشهر وقد أتحدث عن بعض الأمراض ذات العلاقة في أعداد قادمة بمشيئة الله.من أهم فوائد الصوم هو التخلص من السموم المتراكمة طوال السنة، ولعلكم تعلمون أن هناك من يوصي برجيم العنب أو التفاح أو الماء. وليس المجال للحديث عن هذا. ولكن لا شك أن صوم العبادة هو أفضل وسيلة للتخلص من السموم. تخيلوا وكأن أجسامكم تنظف نفسها في الداخل وكل يوم ترمي بكميات من السموم والفضلات المتراكمة في الأنسجة والخلايا. من أهم ما انصح به. أشربوا السوائل وأكثروامن الماء. ولا تنسوا ان الجو سيكون معتدلا بمشيئة الله مما يجعل الكثيرين لايقبلون على شرب الماء. بل أن البعض يتعمد عدم شرب الماء بحجة انه لا يوجد ولله الحمد عطش. لا يا إخواني أنتم في عبادة ومن أولوياتها عدم الإضرار بالنفس، فهي ستكون أكمل حسب ما شرعه الإسلام من تأخير السحور وتبكير الفطور.
الصوم يجدد شبابك
ثبت علميا أن الصوم لمدة 30 40 يوماً تزيد نسبة الاستقلاب وهذا يعني أن درجة استفادة الجسم من الغذاء ترتفع فيزيد امتصاص الفيتامينات والمعادن بشكل أفضل قبل الصوم، مما يجدد الخلايا فتعود الوظائف بعد فترة الراحة أنشط ويصبح الدم أصفى وأغنى بكريات الدم وتصير البشرة أنقى وتختفي بعض البقع والتجاعيد أما العيون فإنها تغدو أكثر صفاءً وبريقاً.
وقد ثبت هذا علمياً من باحثين أمريكيين وبريطانيين، بل أن بعضهم ذكر أن الصوم يعيد الحيوية لأنسجة الشخص في الأربعين لتكون مشابهة لأنسجة الشاب في العشرين. سبحان الله لعل صيام رمضان وست من شوال كحد أدنى يحقق ذلك.
السمنة
حسب ما أرى في العيادة، أن أكثر مشكلة تواجه الراغبين في إنقاص أوزانهم انهم لا يستطيعون كبح شهوتهم للأكل، لهذا يكون رمضان فرصة رائعة ليس لها مثيل. المهم أن نخطط لبرنامج مناسب وتمارين مناسبة في أوقات مناسبة. وسترون بإذن الله النتائج الباهرة والتي يعجز الكثيرون ان يحققوها في غير رمضان. لأننا تحدثنا أكثر من مرة عن موضوع السمنة فالمرجو الرجوع لمقالات سابقة حول هذا الموضوع.
ولكني أنصحكم باختصار ألا تكونوا كمن يصوم طوال اليوم ثم يفسد ماعمل بالإفطار الدسم على المقليات والحلويات فيخسر الفائدة الصحية والنفسية من هذا الشهر الفضيل.
إذن المطلوب.الاعتدال. الاعتدال. وفي الأعداد القادمة نكمل الحديث عن باقي الأمراض ذات العلاقة.


======================


تحيّة لكل من يستقبل رمضان هذا العام

احبكم في الله
منقووووووووووول