أقول هذا في حضرته و أمامه !!
يقول الله تعالى : (( وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ )) [الحجرات/12]
وعَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟" قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : "ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ" قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : "إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ"
قرر أهل العلم أن الغيبة كالميتة لا تباح لكل أحد ، إنما تباح لغرض شرعي صحيح لا يمكن الوصول إليه إلا بها ، يتلخص ذلك في :
- المتظلم في تظلمه للقاضي أو السلطان .
- الاستعانة على تغيير المنكر .
- الاستفتاء .
- تحذير المسلمين من الشر و نصيحتهم ، كجرح الرواة ، و المشورة في الزواج .
- أن يكون المذكور في غيبته مجاهراً بفسقه و بدعته .
- التعريف بالألقاب كالأعمش و الأحول و الأصم ، على أنه يحرم إطلاقه على جهة النقص
ولا يجوز لأحد الافتراء و الإفك و البهتان و النميمة و الأذى و الإساءة و الهجاء ، و ما كان في معنى ذلك كله .
و لقد ابتلي بعض الفضلاء بكلمة - نسمعها في المجالس -إذا اغتاب أحداً فأُنكر عليه قال : أقول هذا أمامه و في حضرته !!
فيا أخي الفاضل : ألا تعلم أن هذا من السب و الأذية إذا كان بحضرته ؟، و لا أشك أنك تعلم أن هذا تنقصاً من قدره ، بل لعلك تعلم أخي الكريم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ "
فأنت بهذا أوقعت بنفسك في أمرين :
الأول منهما : الكذب إن تضمن وصفك له وصفاً غير حقيقي .
و الثاني : أنك آذيته و انتقصت قدره
و في التحذير من هذه البلايا النصوص الكثيرة ، فتنبهوا لألسنتكم أيها الفطناء؛ فقد قال الله تعالى : (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) [ق/18]
و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم في التحذير من خطر اللسان : " وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ "
الروابط المفضلة