...أيليق بالمسلم أن يأخذ من كل شيء أسوأ ما فيه؟...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
حديث الساعة اليوم بين الشباب و الفتيات هو:" الانترنت" و الغرام به، و الولع بارتياد مواقعه، و الابحار في جنباته، و الجلوس في صحبته الساعات الطوال دون ملل أو كلل ....إننا لا نتكلم عن الفئات الراشدة التي تستخدم الانترنت في مصالحها الشخصية المباحة .
أو في مصالح أمتها، أو في مجلات الخير المتعددة، كالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الدعوة إلى الإسلامو و الرد على أعدائه، و نشر العلم النافع و الأخلاق الحسنة....فهؤلاء استفادو من تلك الشبكة العنكبوتية ووظفوها فيما ينبغي من المصالح و الأمور النافعة، إننا نتكلم عن ملايين الشباب و المراهقين، الذين فتنوا بالانترنت وولعوا بها ولعا شديدا،حتى صرفتهم عن معالي الأمور،و وجهتم إلى الفساد و الشرور المتنوعة...ما الذي يستفيده هؤلاء من الانترنت؟هل يستفيدوم منه في الدعوة إلى الله؟؟!
هل يستفيدون منه في معرفة مخططات أعداء الإسلام و مؤامراتهم الدنيئة لضرب الإسلام و المسلمين؟؟
هل يستفيدون منه في معرفة العلوم الشرعية النافعة عن طريق المواقع الإسلامية؟ هل يستفيدون منه في معرفة العلوم الكونية و التكنولوجية و الأخذ بأسباب التقدم و الرقي؟؟ هل يستفيدوم منه في البحوث الجامعيةالمعتمدة على الإحصائيات و الدراسات المتخصصة؟ هل يستفيدون منه في إعادة أمجاد الأمة و نشر ماضيها التليد، و الرد على الشبهات التي تثار حول الإسلام؟..
إنهم يستخدمون الانترنت في مشاهدة الصور العارية، و المشاهد الفاضحة، و البحث عن المواقع الإباحية، التي تجعل الشاب و الفتاة أسيرين لغريزتهما البهيمية، ضعيفين أمام شهوتهما الحيوانية، فتحرمهما من أي عمل نافع مثمر،و تحصرهما في دائرة ضيقة، هي دائرة الغرائز و الشهوات، حتي يُقضى عليهما كليا...
و قد يستخدم هؤلاء الانترنت في إقامة العلاقات المشبوهة عبر مواقع المحادثة أو ما يسمى بغرف الدردشة، و هكذا تضيع الأوقات النفيسة التي كان يمكن استغلالها في طلب المعالي، بين مشاهدة صور عارية، أو إقامة علاقة قذرة بين فتاة و شاب ضائعين!!!!!!
إن للصور الخليعة مخاطر نفسية و صحية على المراهقين و الشباب، لأن تلك الصور تنطبع في ذهن المراهق و ذاكرته حتى يألفها و تصبح لديه شيئا عاديا...
و الخطورة تكمن حين يتكر هذا المراهق الصور و المشاهد التي طالعها عبر الانترنت و يريد أن يشبع رغبته الجنسية بأي صورة، فلا يجد أمامه إلا سبيل الإنحراف، فيسقط عن طريق الممارسة الخاطئة..أو ممارسة العادة السرية..التي يؤدي إدامنها إلى تدميره صحيا و نفسيا، و قد يصاب عن طريق الممارسات الخاطئة بالأمراض الجنسية الخطيرة...
إن الإحصائيات و التحليلات تؤكد أن: كثيرا من مرتادي مقاهي الانترنت لم يتزوجو بعد.-يأتون على مواقع التسلية و الاتصال بالمواقع الإباحية.-أن كثيرا منهم لا يعلم عنهم أواياء أمورهم شيئا.-أن كثيرا من هؤلاء يتبادلون عناوين المواقع الإباحية في مدارسهم، و هذا يشكل خطرا كبيرا على العملية التعليمية.-أن أإلب مدمني الانترنت من الشباب قد أثر ذلك على مستواهم الدراسي ....
-------------------------
أيليق بالمسلم أن يأخذ من كل شيء أسوأ ما فيه؟؟!
أيليق بالشاب الذي يتعين عليه خدمة نفسه و دينه و أمته أن يكتفي من هذه التقنية الرهيبة بصورة عارية و مشهد فاضح يثير به غريزته، بينما يستغل غيره من الشباب غير المسلمين تلك الشبكة في البحوث العلمية و العلوم الكونيةو الاكتشافات الحديثة للوصول إلى مركز الصدارة و الريادة لهذا الكوكب؟؟؟
ما بالك أيها الشاب؟ أيتها الفتاة؟ قد نسيت الهدف الذي أوجدك الله لأجلهفي هذه الحياة، و سرت وراء أوهام و خيالات لا حقيقة لها و لا فائدة من ورائها؟أيليق بالمسلم أن يستخدم نعم الله في معصيته و محاربته؟؟؟..
أين أنت من قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم:"و لا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع و البصر و الفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولا" - الاسراء"36"-.
: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيير بما يصنعون"-النور"30"-.
ألا تستحي من ربك و خالقك، وهو أقرب إليك من حبل الوريد؟؟؟...
فاتق الله يا أخي،أختي... و توقف عن معصية ربك، و لا يغرك شبابك و صحتك، و كن طبيب نفسك، وداو قلبك بعيادة ربك و ذكره و شكره و تلاوة كتابه، و لا تبع جنة عرضها السموات و الأرض بشوة ساعة، و عليك بالبعد عن الفتن، و الفرارمنها فرارك من الأسد، فإن السلامة لا يعادلها شيء، و السعيد من وعظ بغيره، ثم اسأل ربك التوفيق و الإعانة لأنه قريب منك...
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
تقبلوا تحيتي...وفقكم الله لكل ما يحبه و يرضاه.
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة ذكرى المحبين
الروابط المفضلة