[عبيد وأحرارا]
***
أحبتي في الله:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إن العالم الآن يغلي ويفور،تيارات وأفكار شتى،ومذاهب ونظريات مختلفة،والناس فيه ينقسمون إلى قسمين لا ثالث،لهما حسب ما أرى:-
عبيد وأحرار
*عبيد استعبدتهم شهواتهم وأهوائهم واستبد بهم الطغيان فتكبروا وأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها.
*أحرار،نأوا بأنفسهم عن مفاسد الدنيا واستعلوا على شهواتهم وأهوائهم وتحرروا من العبودية لغير الله تعالى ،فسمت نفوسهم وتطهرت من أدناس الشرك والشيطان.
وعندما نرى سيدا من هؤلاء الأحرار يقوم بتحرير العبيد والأرقاء ويرفع عنهم ذل العبودية والإمتهان فسوف ينال من الكل الإعجاب والتقدير والإحترام.
ولكن ماذا نفعل إذا رأينا العكس...
إذا رأينا عبداً ذليلاً من أولئك العبيد يدعي أنه سوف يحرر هذا الإنسان الحر الكريم ،فماذا نقول عنه؟؟؟
هذا ما يدعيه العبيد الأقزام ،الذين يرفعون شعار بتحرير المرأة المسلمة ،فمتى كانت المرأة المسلمة مستعبدة حتى يحررها هؤلاء؟؟؟
ومن منا طلبت منهم ذلك؟
ومن أي شيء نتحرر؟
أحبتي:
هذه دعوة قديمة جديدة،تتكرر من حين لآخر بصور متجددة وبأسماء مختلفة ولكنها كلها تصب في هدف واحد وهو:
الحرب على الإسلام والعداء لدين الله الخالد.
ولقد وجدوا أن أسهل وأقصر طريق لتحقيق هدفهم ؛إفساد المرأة المسلمة التي بفسادها يفسد المجتمع كله .
*كان الأولى بهؤلاء العبيد أن يحرروا أنفسهم أولاً من ذل العبودية لغير الله تعالى.
*كان الأولى بهم أن يحرروا نسائهم من الظلم الواقع بهم.
- يحرروا هذه المرأة المسنه التي تحمل حقائب المسافرين في المطار وتقول أنه لا يوجد من يعولها.
- يحرروا هذه المرأة التي تعمل ماسحة للأحذية تمر على المقاهي لتمسح أحذية الرجال نظير مبلغ بسيط تعيش منه.
- يحرروا هذه المرأة التي تدفن حية مع زوجها عندما يموت بغير ذنب ولا جريمة.
- يحرروا هؤلاء الخادمات الآتي يسافرن من بلد إلى بلد ويلاقوا من ألوان المهانة والعذاب ما يلاقون في نظير لقمة العيش.
- يحرروا هؤلاء النساء الآتي يخدعن ويغرر بهن لسفر إلى الخارج للعمل ثم يجدن أنفسهن في قبضة تجار الفساد والدعارة والبغاء.
طابور طويل من النساء المظلومات في العالم ،لماذا لا يسعى هؤلاء الأدعياء لتحريرهن والوقوف معهن في إنقاذهن من الظلم والعذاب.
أحبتي:
يجب أن لا ننخدع ببريق حضارتهم وتقدمهم المادي حتى لا ننساق خلفهم ونظنهم يريدون السعادة لأهل الأرض،إنهم دعاة خراب ودمار وفساد ،ويكفي ما حدث للمجتمعات الإسلامية الآن من جراء أفكارهم ...ويكفي ما تعاني منه المرأة اليوم من خروجها من بيتها ومشاركتها للرجال في أعمالهم وما تكابده من مشاق وأعباء فوق أعبائها التي لم يحملها عنها أحد،فلقد خرجت لتتحمل العمل في الخارج ثم تعود لتكمل عملها في البيت من طبخ وتنظيف وغسيل ورعاية أبناء صغار ومذاكرة لأولاد كبار،ثم تنام في ساعة متأخرة من الليل لتقوم في الصباح الباكر لتكرر هذه المطحنة التي تدور فيها.
ولا أنسى هذه المرأة المسكينة التي تخرج من بيتها في ساعة مبكرة وهي تحمل طفلها لتشرف على مجموعة من عمال رصف الطريق وتقف معهم في عز الحر على الطريق العمومي وهم يرصفون الطرق ،فهي مهندسة وهذه طبيعة عملها،وكأني بهؤلاء الأدعياء يصيحون ويهتفون بها:
[ها قد انتصرت الآن على التخلف والرجعية وحصلت على حريتك وحقوقك الكاملة]
- على الرصيف مع طفلها المسكين -
أحبتي:
اعتزوا بدينكم وتمسكوا بشرع ربكم واصبروا وتجلدوا في وجه هذه الهجمة الشرسة.
قال تعالى: [إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ملا يرجون]النساء104
حفظكم الله من كل مكروة وشر.
________________________________________