انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: عام الحزن والإسراء والمعراج

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الردود
    12
    الجنس
    رجل

    عام الحزن والإسراء والمعراج

    فرضت "قريش" حصارًا شديدًا على "بني هاشم" و"بني المطلب" ممن يقفون مع النبي – صلى الله عليه وسلم- سواء من أسلم منهم أو لم يسلم ، وقررت ألا تتعامل مع عشيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – بالبيع أو الشراء أو الزواج، وكل صور التعاون التي لا تسير الحياة إلا بها .

    واستمر هذا الحصار الرهيب ثلاث سنوات ، عانى منه النبي – صلى الله عليه وسلم – ومن معه أشد المعاناة حتى أكل الصحابة ورق الشجر، ثم قضى الله- تعالى- أن ينفك هذا الحصار غير الإنساني بفضل بعض رجال قريش من ذوي النخوة والمروءة .
    استأنف النبي – صلى الله عليه وسلم – دعوته بعد انتهاء المقاطعة ، وبدأ في تبليغ الإسلام إلى كل من يأمل فيه خيرًا ، وفى أثناء تلك الفترة فقد النبي – صلى الله عليه وسلم - عمه "أبا طالب" ، الذي كان له نعم العون والنصير، حيث وقف إلى جواره عشر سنوات يدافع عنه ويحميه ، ويرد عنه أذى المشركين ، كل ذلك وهو على دينه لم يدخل في الإسلام ، فشعر النبي – صلى الله عليه وسلم- بالحزن الشديد ، وما كاد النبي يتخلص من الحزن والألم
    ويتعزى بالصبر، حتى ماتت زوجته أم المؤمنين "خديجة بنت خويلد" التي آمنت به ونصرته ، وأيدته بكل ما تملك .. وكان المصاب شديدًا على النبي ـ صلى الله وعليه وسلم ـ ، حيث فقد في عام واحد - العام العاشر من البعثة - اثنين من أشد المعاونين له والمناصرين لدعوته .



    وظل النبي – صلى الله عليه وسلم – على إيمانه وثباته رغم وفاة عمه وزوجته، وواصل نشاطه في تبليغ رسالته واثقًا بنصر الله ، فرغب في نشر الدعوة خارج "مكة " لعله يجد نصيرًا له ومؤيدًا ، خاصة بعد ما لاقى من المشركين في "مكة" من العذاب والإيذاء ، فقرر الذهاب إلى "الطائف" لعرض الإسلام على "ثقيف" لعلها تؤمن بدعوته ، أو يؤمن بعض أهلها بما يدعو إليه .
    لكن النبي – صلى الله عليه وسلم- لم يجد ما كان يأمله هناك ، فقد وجدهم أكثر عنادًا من "قريش" ، فرفضوا دعوته التي عرضها عليهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولم يتوقفوا عند ذلك ، بل سبوه وأهانوه ، وسلطوا عليه السفهاء والصبيان ، فضربوه بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان ، وكان وقع ذلك شديدًا على النبي – صلى الله عليه وسلم- وما كاد يلتقط أنفاسه ، ويبتعد عن الطائف حتى لجأ إلى الله بالدعاء في حرارة قائلاً :
    "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمنى، أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يك بك علىَّ غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل على سخطك ، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".



    وبعد أن انتهى الرسول – صلى الله عليه وسلم- من دعائه نزل إليه "جبريل" – عليه السلام- ومعه ملك الجبال الذي قال له : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (وهما جبلان في مكة) – فعلت
    .

    لكن النبي – صلى الله عليه وسلم- رفض ذلك ، وقال: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا" . ودعا لهم قائلاً: " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون " .
    وعاد النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى "مكة" حزينًا لما لاقاه من أهل "الطائف"، وكان يرجو لهم الخير، ويود لو أنهم أسلموا ، حتى ينقذوا أنفسهم من الشرك ومن العذاب في الآخرة، لكنهم أصروا على كفرهم ، وعدم سماع كلمة الحق .
    وفى هذا الجو الذي بدا قاتمًا حزينًا بعد موت " أبى طالب" وأم المؤمنين"خديجة بنت خويلد" ، وما لقيه النبي- صلى الله عليه وسلم- من أهل الطائف ، أراد الله- تعالى- أن يخفف عنه عناء ما لاقى ، وأن يسري عنه وأن يطمئنه ، فأسرى به إلى المسجد الأقصى ، وعرج به إلى السماء ، قال تعالى :
    "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1)" (الإسراء)



    كان النبي – صلى الله عليه وسلم- في بيت "أم هانئ بنت أبي طالب" فجاءه "جبريل" - عليه السلام- ومعه "البراق"- دابة أصغر من البغل وأكبر من الحمار- فأخذه إلى بيت المقدس ، حيث وجد الأنبياء جميعًا في استقباله، وفيهم "إبراهيم" و"موسى"و "عيسى" – عليهم السلام- فصلى بهم إمامًا ركعتين في المسجد الأقصى، وفى هذا إشارة إلى أن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة إلى خلقه ، وأنه خاتم الديانات السماوية .
    ثم عرج الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلى السماء في رحلة معجزة ، هيأها الله لنبيه ، حيث التقى في كل سماء بعدد من الأنبياء وكلمهم وتحدث إليهم وحيوه وهنئوه ، فقابل في السماء الأولى "آدم"- عليه السلام- أبا البشر ، وفى السماء الثانية "يحيى وعيسى" - عليهما السلام- وفى السماء الثالثة "يوسف" – عليه السلام- وفي السماء الرابعة "إدريس" – عليه السلام- وفى السماء الخامسة "هارون" – عليه السلام- وفى السماء السادسة "موسى" – عليه السلام- وفى السماء السابعة "إبراهيم" أبا الأنبياء- عليه السلام .
    ثم ارتقى فوق السماوات العلا لمناجاة ربه ، وهذه مكانة لم يبلغها نبي ولا رسول ولا ملك من الملائكة ، وفى هذا اللقاء فرضت الصلوات الخمس وأراه الله من آياته الكبرى ، فرأى الجنة ، وما أعده الله للمتقين ، ورأى النار وما أعده الله للكفار والعاصين من العذاب .
    ثم عاد الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى "مكة" في الليلة نفسها بعد أن رأى من آيات ربه الكبرى , ليواصل دعوته ونشر الإسلام بين القبائل .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    فلسـ داريـ ودرب انتصاريـ ـطين
    الردود
    13,195
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيكم..

    "عيوننا ستبقى دومًا صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دومًا إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلاً أو آجلاً"
    الشهيد أحمد الجعبري-رحمه الله






مواضيع مشابهه

  1. ~حلقة حفظ سورة طه والإسراء~
    بواسطة ~منة الله في دار لكِ لـ تحفيظ القرآن
    الردود: 258
    اخر موضوع: 08-02-2012, 01:14 AM
  2. هل نحن نعشق الحزن ام الحزن يعشقنا ؟
    بواسطة فيصل الدوسري55 في الملتقى الحواري
    الردود: 6
    اخر موضوع: 07-10-2010, 12:26 AM
  3. الاسراء والمعراج
    بواسطة amani1 في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 20-07-2009, 02:07 AM
  4. الردود: 2
    اخر موضوع: 14-08-2008, 03:51 PM
  5. الإسراء والمعراج
    بواسطة الزهراء محسن في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 19-08-2006, 03:12 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ