انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: رسالة نصح مكشوفة للشيخ ابن جبرين مرصوفة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الموقع
    الغربة
    الردود
    551
    الجنس
    أنثى

    رسالة نصح مكشوفة للشيخ ابن جبرين مرصوفة

    رسالة نصح مكشوفة
    للشيخ
    عبدالله بن جبرين مرصوفة
    بقلم
    د. عبدالرحمن بن عبدالله البراهيم
    جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
    موقع الإسلام العتيق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،، وبعد:

    فقد رأيت للشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين – وفقه الله – عضو الإفتاء بالسعودية سابقاً كلاماً مستغرباً هو ما بين مسموع أو مقروء ومواقف غير شرعية لا يسع المسلم السكوت عنها لا سيما وقد تضرر بها كثير من شباب السنة، وللأسف قد تمسك بفتواه بعض التكفيريين واستعملوها في التلبيس على شبابنا كمثل مدحه لأسامة بن لادن وطعنه في السلفيين الذين نجحوا وأبدعوا في كشف شبهات التكفيريين فأنقذ الله بسعيهم المشكور أمماً من الشباب الطيب ولله الحمد والمنة.
    وبحق أنا أحد من أنقذني الله بهم فلولا الله ذو الفضل ثم هؤلاء السلفيون لكنت حطب فتنة أشعلها الحزبيون، فقد تلاعبوا بي برهة من الزمن، وكنت دمية بأيديهم كما هو حال كثير من الشباب لكن برحمة الله نجاني منهم ونجى كثيراً من الشباب الطيب حتى صرنا نعيش هذه الأيام إفاقة شبابية من سبات الحزبية إلى صحوة سلفية، وأخذ الشباب يتحررون من قيود الحزبية المقيتة إلى رحابة السنة السلفية الوسيعة زرافات ووحداناً.
    بل وحتى هيئة التدريس في أورقة الجامعات بدأ ينتشر بينها النهج السلفي النبوي، وهذا كله بفضل الله ثم بفضل صبر أهل السنة على بيان الحق، ومن أولئك الصابرين و المجاهدين الشيخ الفاضل عبدالله الظفيري لما ألف كتابه " ملحوظات وتنبيهات على فتوى فضيلة الشيخ عبدالله الجبرين في دفاعه عن البنا وقطب وعبدالرحمن عبدالخالق ونقده لما كتبه حولهم فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي"، وهو على هذا الرابط http://www.sahab.org/books/book.php?id=262، والذي جمع فيه بين الحجة واللطف والأدب، بل إنه قد أرسل رده إلى الشيخ عبدالله بن جبرين – هداه الله – فكافأه على ذلك بأن أعرض عنه ولم يجبه، وما كان هذا متوقعاً من الشيخ ابن جبرين – هداه الله -، وإني – إخوتي القراء- لأقف حائراً متعجباً من بعض تناقضات الشيخ عبدالله بن جبرين، ومن ذلك فتواه الشديدة على الرافضة - وهو مشكور عليها – لكن في المقابل تميعه الشديد مع حسن البنا والإخوان المسلمين مع أنهم دعاة تقريب للرافضة كما ستأتي-إن شاء الله- إبانته !!
    ولعل بعض هذه التناقضات وبعض مواقفه المستغربة وفتاويه المستنكرة أنزلت من القبول له عند كثيرين، فقد كنا قبل خمس عشرة سنة نتحدث أن الرجل الأول في العلم هو سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله -، وكنا في الرجل الثاني مختلفين أهو شيخنا العلامة ابن عثيمين – رحمه الله – أم شيخنا ابن جبرين – هداه الله – وكان كلامه عند العامة وطلاب العلم مسموعاً، أما الآن فتقهقرت مرتبته واهتزت مكانته حتى عند العامة فضلاً عن طلاب العلم، ورفع الله أقواماً ما حسبنا لهم حساباً وفي مقدم هؤلاء الشيخ العلامة المجاهد صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله ورعاه -.
    وذلك لأنه ممن دافع عن السنة وأهلها وقمع البدعة وأهلها ولم تأخذه في الله لومة لائم، وكان للأهواء مجانباً وللحق ناصراً لم يترك السنة ويضعف في القيام بها لأجل حزب بدعي ولا لرأس حركي – نحسبه كذلك والله حسيبه – فلله دره كم نصر الله به من حق وقمع به من باطل، فيالله ما أشجعه لم يهيبه جمهور ولم يطمع في كثرة حضور، فلما ظهر صدقه توافد الناس على دروسه وكتبه حتى بلغ حضور دروسه الأسبوعية المئات.
    وإني لأهيب بالأخوة أن يوصلوا هذا الرد إلى العلماء في الإفتاء وغيرهم ليقوموا بواجب النصح للشيخ عبدالله بن جبرين لعل الله أن يفتح لها قلبه ويشرح لها صدره فهو الهادي سبحانه.
    وقد احتوت هذه النصيحة على عدة مؤاخذات من أشنعها قوله : من جوز القوانين الوضعية مجتهد لم يكفر " وقوله " لو استحل أحد الزنى وشرب الخمر لم يكفر " وهكذا، وقد خالف في ذلك إجماع العلماء كلهم أولهم وآخرهم.
    وقد أسميت هذا الرد ( رسالة نصح مكشوفة للشيخ عبدالله بن جبرين مرصوفة )
    وكأني ببعض القراء القلة يصدون أنفسهم وغيرهم عن هذه النصيحة تعصباً وجموداً، وما كان ينبغي منهم هذا لأمور كثيرة منها: أننا أهل السنة لا ندعي العصمة لأحد بعد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وكل يخطئ ويصيب والحق يؤخذ من كل أحد والخطأ يرد على كل أحد، وليس معنى الرد تكفير المردود عليه كما يحاول توهم ذلك بعض السذج ليجعله عذراً له في الإعراض عن مطالعة النصيحة والرد، وإني لأرجو أن يذهب الناصحون - زيادة على الناصحين السابقين الكثيرين - ويعرضوا على الشيخ عبدالله بن جبرين ما في هذا الرد ويسألوه عن رأيه المدلل والمبرهن، ولماذا هو مصر على هذه الفتاوى المستغربة.
    وأنبه القارئ أني قد استفدت في هذا الرد من عدة بحوث وكتب لجمع من المعاصرين – جزاهم الله عنا كل خير –
    أسأل الله أن يهدينا أجمعين لما فيه رضا رب العالمين، ويثبتنا على الدين في الدنيا وعلى الصراط في الآخرة.

    د. عبدالرحمن بن عبدالله البراهيم
    شهر رجب لعام 1428هـ
    - صورة لسماحة المفتي
    - صورة لأعضاء لجنة الإفتاء
    - صورة لأعضاء هيئة كبار العلماء
    - صورة لوزير الداخلية.
    - صورة لنائب وزير الداخلية.
    - صورة لوزير الشؤون الإسلامية
    - صورة لوزير التربية والتعليم
    - صورة لرئيس مجلس الشورى


    ستكون هذه النصيحة على صورة مؤاخذات أذكر المؤاخذة موثقة ثم أرد عليها نصحاً للأمة :
    المؤاخذة الأولى / دفاعه المشين عن أسامة بن لادن:
    ولمعرفة خطورة دفاع الشيخ ابن جبرين – هداه الله – عن أسامة بن لادن فلابد من معرفة لبعض مفاسد وأضرار ابن لادن على دين المسلمين ودنياهم، وإليك كلمات مختصرات
    أقربها للقراء ليعلموا حقيقة أسامة بن لادن ودعوته وكلام العلماء فيه، وليسهل تصورها أجعلها في نقاط وأعقبها ببعض التعقيبات :

    الأولى/ تكفيره لعلمائنا وعامتنا ممن لم يوافق على تفجير 11 سبتمبر فقال: إن هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه ا.هـ ( بتاريخ ( 8 / 10 / 2001 ) عبر قناة الجزيرة )
    وهذا تكفير صريح لكل من لم يوافقه من العلماء – وهم كل علمائنا فيما أعلم – وكذا من لم يوافقه من العامة.

    الثانية/ أنه أيد التفجيرات التي حصلت في بلاد السعودية، وبالتحديد التفجير الأول في العليا، ورجا أن المفجرين من الشهداء، واعترف بأنه من المحرضين لهم فقال: حرضنا الأمة لإخراج هذا العدو المحتل الغاصب لأرض الحرمين فاستجاب من استجاب من الشباب، فكان منهم هؤلاء الشباب خالد السعيد وعبدالعزيز المعثم ورياض الهاجري ومصلح الشمراني نرجو الله سبحانه أن يتقبلهم شهداء وقد رفعوا رأس الأمة عالياً، وأماطوا جزءاً عظيماً من العار الذي لبسنا بسبب خذلان وتواطؤ الحكومة السعودية مع الحكومة الأمريكية لإباحة بلاد الله وإباحة بلاد الحرمين لهم، فنحن ننظر إلى هؤلاء الشباب كأبطال عظام ومجاهدين اقتدوا برسولنا عليه الصلاة والسلام، فنحن حرضنا وهم استجابوا فنرجوا الله أن يتقبلهم، وأن يلهم أهلهم الصبر، وأن يجعلهم من الشفعاء الذين يشفعون في أهلهم ويشفعون فينا، وأن يتقبلهم ويرحمهم ا.هـ وفي كلمته التي ألقاها في شهر ذي الحجة عام 1423هـ أشار إلى إقرارها وتأييدها ا.هـ فما نعيشه من تفجيرات هي بتحريض منه وتأييد. قاتل الله الحماسة غير المنضبطة. والتكفير بغير حق فما ذنب النساء اللاتي رملهنّ والأطفال الذين يتمهم والأنفس التي أزهقها والدماء التي اراقها.

    الثالثة / أنه قدح في أهل العلم من دولة التوحيد ( السعودية) منذ قيام مؤسسها الملك عبدالعزيز – رحمه الله – إلى يومنا هذا. حيث عد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – كرزاي العرب والرياض، وعاب على العلماء الذين يدعون الناس لوضع أيديهم بأيدي حكامهم، ومن هؤلاء الحكام الملك عبدالعزيز – رحمه الله -.
    وإن من هؤلاء العلماء العلماء سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ سعد العتيق والشيخ سليمان بن سحمان والشيخ ابن حميد والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين – رحمهم الله رحمة واسعة -، ثم جعل فتوى علمائنا من هيئة كبار العلماء في جواز الاستعانة بالقوات الأمريكية لرد العدو الباغي صدام فتوى مداهنة، ومن أشهر هؤلاء المفتين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمهما الله – فقال: وأما علماء السوء ووزراء البلاط وأصحاب الأقلام المأجورة وأشباههم فكما قيل: لكل زمن دولة ورجال. فهؤلاء رجال الدولة الذين يحرفون الحق ويشهدون بالزور حتى في البلد الحرام في البيت الحرام ولا حول ولا قوة إلا بالله. ويزعمون أن الحكام الخائنين ولاة أمر لنا ولا حول ولا قوة إلا بالله. يقولون ذلك من أجل تثبيت أركان الدولة، فهؤلاء قد ضلوا سواء السبيل فيجب هجرهم والتحذير منهم – ثم قال – كما حصل يوم أن أباح الملك بلاد الحرمين للأمريكيين، فأمر علماءه فأصدروا تلك الفتوى الطامة التي خالفت الدين واستخفت بعقول المسلمين والمؤيد لفعله الخائن في تلك المصيبة العظيمة، والأمة اليوم إنما تعاني ما تعانيه من مصائب وخوف وتهديد من جراء ذلك القرار المدمر وتلك الفتوى المداهنة ا.هـ
    علماً أن فتوى علمائنا بجواز الاستعانة بالقوات الأمريكية فتوى صائبة أثبت الأيام صحتها، وذلك أنه لما هجم علينا العدو الذي لا قبل لنا بمواجهته لما لديه من قوة وناصرته دول مجاورة فكشرت عن أنيابها، وأظهرت عداوتها رأى حكامنا وعلماؤنا – جزاهم الله خيراً – أن يستعينوا بكافر على من هو أشد إفساداً منه مقابل شيء من حطام الدنيا لإبقاء ما هو أكثر من الدنيا، وإبقاء ما هو أهم وهو الدين والتوحيد والأمن في الأعراض والأوطان، وحقاً رد الله الباغي وبقينا على إقامة توحيد الله ودينه، وحفظنا الله في أوطاننا وأعراضنا وأنفسنا. فلله الحمد رب العالمين، ولولا فضل الله ورحمته ثم استعانتنا بهذا الكافر مقابل شيء من حطام الدنيا الزائل لرد هذا العدو الباغي، لكنا على حالة لا تحمد لا من جهة الدين – الذي هو الأهم -، ولا من جهة الأعراض والأنفس. فبالله عليكم لو تمكن منا حزب البعث الكافر الذي يقول شاعرهم ملخصاً عقيدتهم:
    آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ما له ثانِ
    لو تمكن هذا الحزب هل تظنون راية التوحيد ترفع، أو أن السنة تنشر، أم أن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تحكم ؟
    قاتل الله الحماسة المفرطة كم أفسدت، وكم كانت ستفسد ثم لو قدر أن علماءنا أخطأوا في فتوى الاستعانة – وهذا تنزلاً وإلا والله فقد أصابوا فيها الحق كله – فإنها مسألة اجتهادية لا يصح التشنيع من أجلها، فلماذا يشنع ابن لادن الجاني فيها على العلماء أولياء الله ؟!

    الرابعة / أنه كتب رسالة إلى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – فأظهر فيها شيئاً من تطاوله المصحوب بجهل في حق هذا الإمام العلامة – عليه رحمة الله – وإليك طرفاً من الرسالة :
    قال ابن لادن – عليه من الله ما يستحق – في البيان رقم (11) الذي أصدرته هيئة النصيحة والإصلاح التابعة لابن لادن: وكأنكم لم تكتفوا بإباحة بلاد الحرمين الشريفين لقوات الاحتلال اليهودية والصليبية، حتى أدخلتم ثالث
    الحرمين في المصيبة بإضفائكم الصبغة الشرعية على صكوك الاستسلام التي يوقعها الخونة والجبناء من طواغيت العرب مع اليهود إن هذا الكلام خطير كبير، وطامة عامة لما فيه من التدليس على الناس والتلبيس على الأمة.... إن الفتاوى السابقة لو صدرت عن غيركم لقيل بتعمد صاحبها ما تضمنته من الباطل، ويترتب عليها من آثار وأخطار، ولكنها لما صدرت منكم تعين أن يكون سبب الخلل فيها غير ذلك من الأسباب التي لا ترجع إلى نقص علمكم الشرعي، ولكن لعدم إدراك حقيقة الواقع، وما يترتب على مثل هذه الفتاوى من آثار مما يجعل الفتوى حينئذ غير مستوفاة الشروط ومن ثم لا يصح إطلاقها مما يتحتم على المفتي عندئذ أن يتوقف عن الفتوى أو يحيلها إلى المختصين الجامعين بين العلم بالحكم الشرعي والعلم بحقيقة الواقع ا.هـ
    وقال في البيان رقم (12): فقد سبق لنا في هيئة النصيحة والإصلاح أن وجهنا لكم رسالة مفتوحة في بياننا رقم (11) وذكرناكم فيها بالله، وبواجبكم الشرعي تجاه الملة والأمة، ونبهناكم فيها على مجموعة من الفتاوى والمواقف الصادرة منكم، والتي ألحقت بالأمة والعاملين للإسلام من العلماء والدعاة أضراراً جسيمة عظيمة..... ولذا فإننا ننبه الأمة على خطورة مثل هذه الفتاوى الباطلة وغير مستوفية الشروط، وندعوها إلى الرجوع في الفتوى إلى أولئك الذين جمعوا بين العلم الشرعي والاطلاع على الواقع.... كما نكرر دعوتنا لكم أيها الشيخ للخروج من خندق هؤلاء الحكام الذين سخروكم لخدمة أهوائهم وتترسوا بكم ضد كل داعية، وروموا بكم في وجه كل مصلح.... كما نعظكم بحال أولئك الذين قال الله فيهم إنهم ) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (. أيها الشيخ في ختام هذه الرسالة نقول لكم: إذا أنتم لم تستطيعوا أن تتحملوا تبعات الجهر بالحق والصدع به، ومناصرة أهله ضد هؤلاء الحكام، فلا أقل من أن تتنحوا عن المناصب الرسمية التي لوثكم بها هذا النظام ا.هـ

    ومع وجود هذه الطوام المهلكة عند ابن لادن إلا أنه لا يزال هناك من هو مغتر به ويهتف وينادي باسمه، لكن – ولله الحمد – ليس العبرة في تمييز المحق من المخطئ مهاتفات ونداءات الدهماء، وإنما العبرة ما يقرره العلماء.
    لذا إليك طرفاً من كلامهم ليطمئن أهل الإيمان ويتيقن من لا يزال شاكاً متردداً إن أراد الله به خيراً:

    قال الإمام بن باز – رحمه الله- : (( أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم، وهم دعاة شر عظيم، وفساد كبير، والواجب الحذر من نشراتهم، والقضاءعليها، وإتلافها، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن ؛ لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر، ونشر الكذب، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك.
    هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها، ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق، وتحذيرهم من هذا الباطل، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر، ويجب أن ينصحوا، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه.
    ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريقالوخيم، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم، والإحسان إليهم، كما قال سبحانه : ) قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (وقال سبحانه : ) وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (والآيات في هذا المعنى كثيرة )) أهـ ( مجلة البحوث الإسلامية العدد 50 ص 7- 17فتاوى ومقالات الإمام ابن باز (9/99-100 )

    تنبيه/ تواتر عن الشيخ عبد الله بن جبرين –كما سيأتي إثباته- تكذيب نسبة هذا الكلام للإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – وهذا غريب للغاية والرد عليها من أوجه :
    1/ أنه موثق من مصدرين موثوقين : الأول: مجلة البحوث. والثاني: فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز. وقد طبعا في حياته وراجعه وأقره.
    2/ أن أصل هذه الكلمة محاضرة ألقاها سماحته وهي موجودة بصوته أو متيسر إحضارها لدى تسجيلات منهاج السنة والبينة بالرياض، والأصالة والآجري بجدة، ومعاذ بن جبل بمكة، وسبيل المؤمنين بالدمام، والوصل بحائل.
    3/ أن الشيخ العلامة صالحاً الفوزان أقر بصحتها ونسبتها لسماحة الشيخ ابن باز وكذّب من كذّب نسبته للشيخ ابن باز.المرجع
    http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...px?PageID=7071

    وفي لقاء مع علامة اليمن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله- في جريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 19/12/1998 العدد : 11503 قال الشيخ مقبل -رحمه الله- : (( أبرأ إلى الله من بن لادن فهو شؤم وبلاء على الأمة وأعمــاله شر )).
    و في نفس اللقاء :
    السائل : الملاحظ أن المسلمين يتعرضون للمضايقات في الدول الغربية بمجرد حدوث انفجار في أي مكان في العالم ؟
    أجابالشيخ مقبل : أعلم ذلك، وقد اتصل بي بعض الأخوة من بريطانيا يشكون التضييق عليهم، ويسألون عما إذا كان يجوز لهم إعلان البراءة من أسامة بن لادن، فقلنا لهم تبرأنا منه ومن أعماله منذ زمن بعيد، والواقع يشهد أن المسلمين في دول الغرب مضيق عليهمبسبب الحركات التي تغذيها حركة الإخوان المفلسين أو غيرهم، والله المستعان.


    وفي ختام الكلام على ابن لادن أنبه إلى ثلاثة أمور :
    الأول/ أن بعض المتعاطفين مع أسامة ابن لادن يشككون في نسبة هذا الكلام إليه، ولم يفزعوا إلى التشكيك إلا لما ضيق عليهم الخناق بأن ظهر لهم سوء عاقبة نداءاته التي أضرت بالأمة الإسلامية، وإلا كانوا من قبل يهتفون به ويقرون بنسبة هذا الكلام إليه.
    وعلى كلٍ فمحاولة التشكيك محاولة فاشلة لأن لأسامة ابن لادن أتباعاً وأنصاراً يكتبون في الشبكات العنكبوتية وغيرها، فلو كذب عليه لكانوا أسبق الناس بياناً لما كذب عليه، ولأن هذه الأقوال مسجلة بصوته.
    الثاني/ يردد بعضهم أن بعض العلماء أثنى على ابن لادن. وهذا صحيح لكنه قديم، ويدل لذلك أمران:
    1/ أن هذا الثناء كان عقب محاضرة ألقاها ابن لادن في القصيم، يعني قبل أن يظهر منهجه الإفسادي والعدائي لدولة التوحيد ولعلمائهم، بدليل أن المحاضرة كانت في السعودية إذ هو بعد عدائه لم يدخل بلاد التوحيد ( السعودية ) – حرسها الله -.
    2/ أن طريقة ابن لادن مصادمة لطريقة علماء السنة، بل هم ينكرونها كمثل إرسال الفاكسات الثورية التكفيرية لولاة السعودية وهكذا. لذا لم يصبر ابن لادن ورجع بالطعن على العلماء أنفسهم لمخالفتهم له كما تقدم.
    الثالث/ يحاول بعض المتعاطفين مع أسامة ابن لادن أن ينفروا الناس من التحذير والقدح في أسامة ابن لادن بزعم أنه مسلم.
    وإن مما ينبغي أن يعرف أننا لا نكفره، لكن ليس معنى كونه مسلماً ألا يحذر منه، بل التحذير واجب نصحاً للأمة وشبابها ؛ حتى لا يتبعوه على باطله وأفكاره التكفيرية الإجرامية. فكم هلك بسبب فكره من دول وشباب.
    بل كم تسلط الأعداء على المسلمين بسبب عجلته.
    وهل امتلأت السجون من شباب الصحوة – كما يقال – إلا بسبب أفكاره ؟
    وقى الله المسلمين شره.


    وبعد هذا إليك كلام الشيخ عبدالله بن جبرين – هداه الله – في الدفاع عن أسامة بن لادن وهما نقلان :

    النقل الأول

    يقول السائل : هل أسامة بن لادن من المفسدين في الأرض كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله في فتواه؟!
    الشيخابن باز لم يقل ذلك وإنما قيلت عليه، والشيخ ابن باز لايقول هذهالمقالةولايقولها مسلم، فأسامة رجل جاهد في سبيل الله قديماً وكان له جهود فيبلادالأفغان وفقه الله ونصره ونصر به ولايزال قائما بالجهاد، وكونه يكفّر فهذا مناجتهاده،حيث انه يكفر بعض الدول التي يلاحظ عليها بعض الأشياء، فلا يقال انهبهذايصير من المفسدين في الأرض أو نحو ذلك.

    في كلامه هذا عدة مؤاخذات وغرائب :
    الأمر الأول من غرائب هذا الكلام / تكذيب النقل عن الإمام ابن باز وقد تقدم أنه ثابت عنه في كتابين وهو موجود بصوته، ومما يزيد الأمر غرابة أن عدد مجلة البحوث الموجود فيه كلام ابن باز قد راجعه الشيخ عبدالله بن جبرين قبل سنين وأقره.
    الأمر الثاني/ قوله: ( ولا يزال مجاهداً ) هذا مع ما تقدم من تصريحاته في تكفير العلماء وإقراره التفجيرات في مدينة الرياض ومع توريطه للمسلمين فيما لا تحمد عقباه، والله هذا من الشيخ ابن جبرين من العجائب.
    الأمر الثالث/ جعل تكفير ابن لادن للدولة السعودية وغيرها من المسائل المجتهد فيها فأقل أحوال هذه الفتيا أن يكون مخطئاً فيكون له أجر واحد.

    والله إني لأعجب من كلامه هذا غاية العجب،بل وإني لا أكاد أصدقه، فهل يقال لمن كفر دولة التوحيد السعودية إنه مجتهد، ثم هل أسامة ابن لادن من أهل الاجتهاد، كل هذه التساؤلات تورث تعجباً واستغراباً إذ كيف يخرج هذا الكلام من رجل منسوب لأهل العلم كالشيخ ابن جبرين، وعلى كل فهذا الكلام لا يقبل من الشيخ عبدالله بن جبرين ألبته، وإليك كلام العلماء حقاً والراسخين في العلم صدقاً في الدولة السعودية عدلاً، وهم ما بين شيوخ الشيخ عبدالله أو ممن هم باعتراف الكل أكثر قياماً منه بالسنة.
    وهم الشيخ العلامة حمود التويجري والشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز والشيخ العلامة الألباني والشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري والشيخ العلامة ابن عثيمين والشيخ العلامة صالح الفوزان والشيخ العلامة مقبل الوادعي

    قال الشيخ العلامة المجاهد حمود بن عبدالله التويجري – رحمه الله -: إن الكاتب قد اقتصر على ذكر اليسير من مآثر الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – وهو السعي في توحيد الجزيرة العربية وإزالة ما كان بين أهلها من النزاع والقتال والنهب والسلب والأحقاد والثارات حتى يسر الله ذلك له وأتمه على يديه، ولاشك أن هذه أعمال جليلة ينبغي أن يشكر الساعي فيها، وقد أعرض الكاتب عن ذكر المآثر التي لها علاقة بالدين فلم يذكر منها شيئاً. وهي مآثر هامة جداً، فمنها هدم القباب والأبنية التي كانت على بعض القبور في الحرمين الشريفين وفي غير ذلك من بلاد الحجاز وما يليه من اليمن. وقطع الأشجار التي قد افتتن بها بعض الجهال وإزالة ما كان يفعل عندها وعند بعض القبور والأحجار من الشرك ووسائل الشرك، ومنها إزالة البدع التي كانت تفعل في الحرمين الشريفين وفي غيرهما من البلاد المجاورة لهما.
    ومن أعظمها شراً بدع الصوفية وما يكون منهم من التلاعب بذكر الله تعالى واتخاذه هزواً وسخرية، ومنها بدعة الاحتفال بالمولد النبوي واتخاذه عيداً، ومنها بدعة الاحتفال بالمآتم وإقامة الولائم فيها، ومنها تفرق المصلين في صلاة الجماعة على أربعة أئمة، كل أهل مذهب لهم إمام منهم إلى غير ذلك من البدع التي قد يسر الله إزالتها على يد الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى.
    ومما يسر الله تعالى على يديه أيضاً إزالة المنكرات الظاهرة والحث على المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة وإبطال الضرائب التي كانت تؤخذ من الحجاج وإقامة الحدود على الوجه المشروع إلى غير ذلك مما يسره الله تعالى وأتمه على يديه، وله ولأبنائه من الأعمال الجليلة في الحرمين الشريفين خاصة وفي غيرهما من بلاد المملكة العربية عامة ما يشق إحصاؤه ولا يتسع المقام لذكره. فرحم الله الأموات منهم وسدد الأحياء ووفقهم للعمل بما يحبه ويرضاه، وجنبهم كل ما يسخط ويدعو إلى غضبه وأليم عقابه، وحماهم من الفتن وحفظهم من كيد الأعداء من المشركين وأهل النفاق والشقاق ونصر بهم دينه وأعلى كلمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه. – ثم قال –
    وأما إساءته الأدب مع ولي الأمر – حفظه الله -، فهو ظاهر من جراءته على نشر أباطيله في جريدة الندوة وغيرها، وعدم مبالاته بما يسوء ولي الأمر وجميع أهل السنة والجماعة من إظهار البدع والمجاهرة بنصرها والدفاع عنها بالشبه والأباطيل، أما علم الكاتب أن ولي الأمر – وفقه الله تعالى- كان يحذو حذو والده الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – في المنع من إظهار البدع وقمع أهلها ومن يريد إظهارها في مملكته.
    أما علم الكاتب أن الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى- قد منع من الاحتفال بالمولد النبوي وولائم المآتم وغيرها من المحدثات في الإسلام من حين استولى على بلاد الحجاز، وإنما فعل ذلك امتثالاً لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من التحذير من البدع على وجه العموم والأمر بردها. ولم يبلغني عن أحد من علماء مكة ولا من كتابها أنه اعترض على أمر الملك عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – بمنع الاحتفال بالمولد النبوي والمآتم، بل كانوا يحترمون أمره غاية الاحترام، ويحترمون العلماء والخطباء في زمانه غاية الاحترام، ويعاملونهم بما يليق بهم من التوقير والإكرام.
    وهذا بخلاف ما كان عليه الكاتب وأشباه له من أهل بلده من عدم احترامهم لولي الأمر، وعدم احترامهم لأكبر العلماء في المملكة العربية ولخطباء المسجد الحرام، وفي عدم احترامهم لهؤلاء دليل على عدم احترامهم لولي الأمر الذي قد وثق بعلمهم وجعلهم في المناصب الدينية الهامة ا.هـ[1]
    قارن كلام الشيخ حمود التويجري بكلام الدعي أسامة بن لادن.

    [1] كتاب " الرد على الكاتب المفتون " ص195.



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الموقع
    الغربة
    الردود
    551
    الجنس
    أنثى
    قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز – رحمه الله - : وهذه الدولة السعودية دولة إسلامية والحمد لله تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتأمر بتحكيم الشرع وتحكمه بين المسلمين ا.هـ[1]
    وقال : آل سعود كذلك جزاهم الله خيراً نصروا هذه الدعوة كالإمام محمد – رحمه الله – وابنه عبدالعزيز وحفيده سعود ثم حفيده عبدالله بن سعود ثم تركي بن عبدالرحمن – رحمة الله عليهم – ثم فيصل بن تركي ثم عبدالله وسعود ثم من بعدهم عبدالعزيز حفيدهم – رحمهم الله – ثم أبناؤه لهم اليد الطولى في نصرة هذا الحق جزاهم الله خيراً ساعدوا ونصروا،
    فالواجب محبتهم في الله والدعاء لهم بالتوفيق ومحبتهم في الله محبة الشيخ محمد وأنصاره من آل سعود وغيرهم والدعاء لهم بالهداية والتوفيق ومناصحتهم والدعاء لأسلافهم بالخير والهدى والمغفرة والرحمة وهكذا. وكذا الحاضرون يدعى لهم بالتوفيق والإعانة مع التوجيه، الناس بحاجة إلى الدعوة بحاجة إلى المساعدة والمناصرة، في حاجة إلى النصيحة، من فعل الخير يجب الدعاء له، ويجب الاعتراف بفضله، ويجب أن يساعد في طريق الخير وطريق الحق سواء كانوا من آل سعود أو غيرهم.. – ثم قال –
    وأن يحذر الناس نشر المعايب ونشر الشر الذي يسبب الفرقة والاختلاف، من ذا الذي يسلم، وأي دولة تسلم من النقص، كل فيه نقص، وبسبب تتبع النقائص تتبع العيوب ونشرها وقعت الفتن في عهد عثمان وعهد علي.. - ثم قال – فالعداء لهذه الدولة عداء للحق عداء للتوحيد أي دولة تقوم بالتوحيد الآن، أي دولة من حولنا من جيراننا مصر الشام العراق والشام، من الذي يدعو للتوحيد الآن ويحكم شرع الله، ويهدم القبور التي تعبد من دون الله ؟ من وأين هم؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة غير هذه الدولة.
    نسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير، ونسأل الله أن يوفقها لإزالة كل شر وكل نقص. علينا أن ندعو لها بالتوفيق والإعانة والتسديد وأن ننصح لها في كل حال.. ا.هـ[2]
    وقال: مما جعل بعض المؤرخين لهذه الدعوة يقول إن التاريخ الإسلامي بعد عهد الرسالة والراشدين لم يشهد إلتزاماً تاماً بأحكام الإسلام كما شهدته الجزيرة العربية في ظل الدولة السعودية التي أيدت هذه الدعوة ودفعت بها. ولا تزال هذه البلاد والحمد لله تنعم بثمرات هذه الدعوة أمناً واستقراراً ورغداً في العيش، وبعداً عن البدع والخرافات التي أضرت بكثير من البلاد الإسلامية حيث انتشرت فيها. والمملكة العربية السعودية حكاماً وعلماء يهمهم أمر المسلمين في العالم كله، ويحرصون على نشر الإسلام في ربوع الدنيا لتنعم بما تنعم به هذه البلاد ا.هـ[3]

    قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : وأخيراً فإني أسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ دولة التوحيد برعاية خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز، وأن يطيل في عمره في طاعة وسداد أمر وتوفيق موصول.
    وإني لأشكر لمؤسسة الملك فيصل الخيرية على ما تبذله من خير وجهد وتكريم للعلم وللعلماء، وهي بذلك إنما تؤدي شيئاً من حق الملك فيصل – رحمه الله – عليها، وهو شيء من معنى قوله سبحانه )وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ( والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ا.هـ [4]
    وقال في كلام له عن هذه الدولة: يا جماعة اتقوا الله، هذه فرية يبطلها واقع هؤلاء الجماعة بحيث لا يمكن أن يقال هؤلاء في بلادهم يداهنون الساكنين خارج بلادهم، إنما هذا نابع من قلوبهم، الإيمان بلا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والسير على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون زيادة ولا أقول دون نقص، لأن هذا النقص طبيعة الإنسان لا يستطيع الإنسان أن ينهض، لكن من حيث العقيدة دون زيادة ودون نقصان، من حيث العبادة دون زيادة، قد يكون هناك نقصان، مثلاً بعضهم قد لا يقوم الليل والناس نيام، وهذا نقص، لكن هذا نقص لا يخدش في عقيدته، لا يخدش في إسلامه، فهذه الكلمة حتى اليوم فيها اتهام للجماعة بما هم بريئون منه كما يقال( براءة الذئب من دم ابن يعقوب ) ا.هـ[5]

    قال الشيخ العلامة المحدث حماد محمد الأنصاري – رحمه الله - : من أواخر الدولة العباسية إلى زمن قريب والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة، ولهذا نعتقد أن هذه الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح بعد مدة من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلة من الناس ا.هـ [6]
    وقال: كل الدول اليوم أعداء للدعوة السلفية في هذه الدولة السعودية ا.هـ[7]
    وقال في كتاب " حياة الشيخ محمد بن عبدالله المدني " : وأما ما سواها من الدول آنذاك فأكثرها خرافات عاتية وبدع كثيرة فاشية، فمن ثم آثرنا إليها الانضمام لنكون تحت راية الإسلام، فوصلنا إليها في حياة مؤسسها الثاني الذي يهنئ المهاجرين بأحسن التهاني ألا وهو جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود – أيد الله دولته رغماً عن أنف أي عدو وحسود -، ثم توالت زمن المهاجرين من الصحراء الكبرى أفواجاً، فوصلت إلى البلاد المقدسة الجماعة الثانية برئاسة الأمير محمد علي بن الطاهر الأنصاري. ثم الفوج الثالث مع الأخ إسماعيل الأنصاري وغيره، ثم جماعة الشيخ ناجي بن إبراهيم الهاشمي. – ثم قال –
    ثم ما زالت أفواج المهاجرين يردون من الصحراء الكبرى إلى الحكومة السعودية من شتى القبائل المختلفة منهاجاً من سنة 1379هـ إلى كتابة هذه العجالة، وذلك كله بسبب ما أخبرهم به الشيخ محمد عبدالله المدني المؤسس الثاني للهجرة من الصحراء بعد أبيه المحمود مع نشره للعقيدة السلفية الصرفة القحة في تلك الصحراء لما أخبرهم به من أنه لم يبق على البسيطة حكومة إسلامية إلا الحكومة السعودية، فقد صادفوا ما أخبرهم به كما أخبرهم لم ينقص ولم يزد. ونرجو من الله أن تكون الحكومة هي المعنية بالحديث المعروف:" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى يوم القيامة " ا.هـ[8]

    قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -: أما فيما يتعلق بهذه الحكومة - ولله الحمد - فالبلاد كما تعلمون بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية، والقضاة لا يحكمون إلا بالشريعة الإسلامية، والصيام قائم، والحج قائم، والدروس في المساجد قائمة إلا من حصل منه مخالفة، أو خشي منه فتنة، فهنا لابد أن يمنع الشر أو ما هو من أسباب الشر[9]،
    ثم إذا نظرنا والحمد لله إلى بلادنا وإذا هي ليس هناك بناء على القبور ولا طواف في القبور، ولا بدع صوفية أو غيرها ظاهرة، قد يكون عند الناس بدع صوفية أو ما أشبه ذلك خفية.. كل مجتمع لابد أن يكون فيه شيء من الفساد، إذا نظرنا إلى هذا وقارنا والحمد لله هذه المملكة والبلاد الأخرى القريبة منا وجدنا الفرق العظيم، يوجد في بعض البلاد القريبة منا جرار الخمر علناً في بعض الأسواق تباع، والمطاعم تفتح نهار رمضان يأكل الإنسان ويشرب على ما يريد، بل يوجد البغاياً علناً حتى حدثني بعض الناس الذين يأتون إلى بعض البلاد للسياحة من حين ما ينزل من المطار يجد عنده فتيات وفتيان - والعياذ بالله – يقول: ماذا تختار أفتى أم فتاة ؟
    سبحان الله الإنسان يجب أن ينظر إلى واقع حكومته وواقع بلاده ولا يذهب ينشر المساوي التي قد يكون الحاكم فيها معذوراً لسبب أو غيره، ثم يعمى عن المصالح والمنافع عماية تامة ولا كأن الحكومة عندها شيء من الخير إطلاقاً، هذا ليس من العدل يقول الله عز وجل ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى( ا.هـ[10]

    قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -: ندعو جميع شباب المسلمين وخصوصاً في هذه البلاد أن يرجعوا عن الخطأ، وأن ينضموا إلى جماعة أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية المتمثلة في زماننا هذا - ولله الحمد – فيما كان عليه أهل هذه البلاد من علمائها وقادتها وعامتها، كلهم نشأوا على التوحيد، وساروا على الجادة الصحيحة، فنحن على بينة من أمرنا ننصح شبابنا أن يسيروا على هذه الدعوة وعلى هذه الجماعة وعلى هذه الأمة التي تسير على المنهج الصحيح، ولا تلتفت إلى الفرق وإلى الجماعات وإلى الحزبيات وإلى المخالفات ؛ لأن هذا يسلب هذه النعمة عن بلادنا، ويشتت جماعتنا، ويفرق بين قلوبنا، كما هو حاصل الآن التعادي بين الشباب الآن وبين كثير من المنتسبين إلى الدعوة في هذه البلاد الآن، هذا إنما نشأ من النظر إلى هذه الجماعات والاغترار بها وترويج أفكارها، هذا هو الذي سبب هذا التعادي بين شبابنا وبين بعض طلبة العلم منا.
    أما لو أنهم شكروا نعمة الله عليهم وتمسكوا بما أعطاهم الله من البصيرة والدعوة إلى الله عز وجل التي قادها وأقامها في هذه البلاد المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبالوهاب – رحمه الله – على بينة وعلى بصيرة، ونجحت، الآن كم لها ؟ الآن لها أكثر من مائتي سنة وهي ناجحة لم يختلف فيها أحد وتسير على الطريق الصحيح، دولة قائمة على الكتاب والسنة، دعوة ناجحة لاشك في ذلك حتى اعترف الأعداء في ذلك، الأعداء الآن يعترفون بأن هذه البلاد تعيش – ولله الحمد – أرقى أنواع الأمن في العالم والاستقرار والسلامة من الأفكار، كل يعرف هذا. فلماذا نتبدل هذه النعمة ونتطلع إلى أفكار الآخرين التي ما نفعت في بلادها.. ا.هـ [11]

    قال محدث اليمن العلامة مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله - : الحمد لله رب العالمين... أما بعد، قد كنت متردداً من زمان في الكلام في هذا الموضوع الذي سأتكلم فيه، ثم بعد ذلك قوي العزم، وإن كنت مريضاً فإنني أخشى أن أموت ولم أبرئ ذمتي في هذا – ثم قال –
    بعد هذا – حفظكم الله تعالى – أعجبت عند أن نقلت إلى مكة، كنت باليمن عند الباب نحو أربعة حراس، ومع هذا فلسنا آمنين في بيتنا لا ليلاً ولا نهاراً، وأنا في فندق دار الأزهر بمكة بعض الليالي لا يأتيني نوم، وأخرج إلى الحرم نصف الليل وحدي أشعر بنعمة وراحة ولذة ليس لها نظير! ليس لها نظير! أخرج وحدي والحمد لله، وأذهب وأطوف وأصلي وأبقى ما استطعت، ثم رجعت إلى البيت، فهذا الأمن الذي ما شاهدته في بلد إن سببه هو الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المسؤولين، ومن كثير من أهل البلد، وصدق ربنا عز وجل إذ يقول في كتابه الكريم في شأن أهل الكتاب ) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ( ويقول سبحانه وتعالى ) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ( ويقول سبحانه وتعالى ) وَقَالُوا ( أي في شأن قريش ) إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا( فقال الله سبحانه وتعالى ) أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا( وقال سبحانه وتعالى )أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ( ورب العزة يقول في كتابه الكريم أيضاً ) وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً( وصدق ربنا عز وجل الذي يقول في كتابه ) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا( ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ) لِإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْف، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِري أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ(
    فالأمن نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، نعمة عظيمة من الله، سببه الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالأمر أن الاستقامة.. لما استقامت هذه البلاد – وبحمد الله – مكن الله لهم مع أننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقهم البطانة الصالحة، وأن يعيذهم من جلساء السوء الذين يزينون الباطل، وأن يحرصوا على مجالسة أهل الخير والفضل، وحتى لو أتوا من الكلام ما يخشن عليهم فإنه كما يقال: صديقك من صَدَقكَ، لا من صدّقك، وعدوك من صدَّقك.
    فينبغي أن نحمد الله سبحانه وتعالى كما أنه يجب على أهل هذا البلد أن يحمدوا الله سبحانه وتعالى فإن فيها أناساً ربما يكونون شهوانيين يطالبون بأشياء من الإباحية وغيرها، ولكن جزى الله المسؤولين خيراً فقد رأيت في جريدةٍ الأمير نايفاً – حفظه الله تعالى – طلب منه ترشيح المرأة فقال ( أتريدون أن يبقى الرجل هو في بيته وهي تخرج؟ لا! هذا أمر لا تحاولوا فيه ) وطلب منه الانتخابات فقال ( رأيناها ليست ناجحة في البلدان المجاورة، فإن الذي ينجح فيها هم أهل النفوذ وأهل الأموال ). وصدق ثم بعد ذلك أيضاً هي واردة من قبل أعداء الإسلام. جمعية حقوق الإنسان استقبلها كثير من الناس على ما فيها من الأباطيل لماذا؟ لأنه معناه: الحدود وحشية، ومعناه يعني تعطيل الكتاب والسنة وإدخال الأنظمة من قبل أعداء الإسلام.
    الحكومة السعودية – وفقها الله لكل خير – استقبلتها بشرط أن تكون خاضعة للإسلام وللكتاب والسنة هكذا أيضاً إقامة الحدود وإقامة الحدود كما يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم )وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ( نعم ! القتل قليل في هذه البلاد، وكذلك السرقة تضع سيارتك عند المسجد أو عند باب بيتك ولا يأتيها السارق ولا شيء، ثم بعد ذلك في بلدان أخرى تضعها وتخرج ولا تراها، بل ربما ينهبونها على الشخص وهو في سيارته، فهذا هو بسبب إقامة الحدود، فجزاهم الله خيراً، وكما سمعتم قبل قول الله عز وجل )وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ( فهكذا السارق إذا علم أنها ستقطع يده يكف عن سرقته، والزاني إذا علم أنه سيجلد إذا كان بكراً أو يرمى إذا كان محصناً خف ذلك، لا أقول: إنه لا يوجد، لكنه يخف ذلك.
    من ذلك أيضاً تمكين هيئة الأمر بالمعروف والنهي والمنكر، فقد رأينا في جريدة أن الملك فهداً – حفظه الله تعالى – أعطى للهيئة نحو (300) سيارة، وقال لهم: أنتم هيئة أمر بالمعروف، ونحن هيئة ضبط، وأنتم المسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى، فجزاهم الله خيراً، نعم! أحسنوا في هذا إلى بلدهم وإلى أم وإلى دولتهم، إنه يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة ولو بالكلمة الطيبة، فإن أعداءها كثير من الداخل ومن الخارج. ونعم! هناك شهوانيون إباحيون من الداخل، ولكن الله كبتهم بتمكين هذه الدولة المباركة والحمد لله، فيجب على كل مسلم أن يتعاون مع هذه الحكومة.
    القصاص أو غير ذلك من الحدود نعمة من الله سبحانه وتعالى على المجتمع، يعيبون علينا إذا أقمنا حداً من حدود الله وهم يسحقون الشعوب سحقاً! وهذه الحدود مصلحتها للفرد والمجتمع، فهي للفرد كفارة، كما في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – وهي للمجتمع محافظة على أموالهم ودمائهم وأعراضهم. نعم! تخرج إلى الشاطئ أو إلى غيره أو إلى أي مكان ترى الرجل وامرأته لا يخشى على نفسه من أحد.
    هذه الحدود مصلحة لما عطلت في كثير من البلاد الإسلامية عجز أهلها عن مكافحة السرقة، وعجز أهلها عن مكافحة الجريمة، وعجز أهلها عن مكافحة المسكرات والمخدرات، والسبب في هذا هو عدم إقامة الحدود، والله المستعان. وبعد هذا أيضاً : البناء، بناء المساجد في البلاد الإسلامية وفي غيرها إلا أننا ننصحهم أنهم إذا بنوا مسجداً أن يسلموه لأهل السنة، فهم إذا سلموه لصوفي سيسبهم ويخطب الجمعة في سبهم، وهم إذا سلموه لحزبي أيضاً سيستغله للحزبية، فننصحهم أن يسلموا هذه المساجد لأهل السنة المحبين لهذه الحكومة وللقائمين عليها. – ثم قال –
    أنا أقول هذا لم يدفعني إليه أحد، ولم يلزمني أحد بأن أقوله، بل من نفسي أرى أنه يلزمني براءة لذمتي.
    – ثم قال – أيضاً اهتمامهم بأمر الحجيج وتوسعة الحرمين والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" من بنى لله مسجداً بنى الله له مثله في الجنة " اهتمامهم بأمر الحجيج والمحافظة على أمنهم التفتيش في أبواب الحرم، وكذلك أيضاً لما كثر الحريق أتوا بخيام لا تؤثر فيها النار، فجزاهم الله خيراً، في غاية الاهتمام : الطائرة – ونحن في منى – تمشي على منى من أجل المحافظة على الحجيج، فجزاهم الله خيراً على هذا الاهتمام. وأنا أقول: إنك إذا قرأت في كتب المتقدمين وتواريخ مكة ترى ناب طاهر القرمطي قد قتل في الحرم نحو.. وفي مكة وضواحيها في الكل نحو ثلاثين ألفاً، وإنك تجد في بعض الأعوام منع الحجيج المصري، وفي بعض الأحوال منع الحجيج العراقي، وفي بعض الأحوال منع الحجيج اليمني. ولكن عند أن تمكنت الحكومة السعودية بحمد الله، محافظون على العدو والصديق، ويعتبرونهم ضيوف الرحمن، ثم ضيوفهم، فجزاهم الله خيراً.
    وإنهم ليشكرون على ذلك، وما يستطيع أحد من الحكومات كلها أن يعني يرجع ما يستطيع أحدنا أن يقوم بهذا، لكن هم – فجزاهم الله خيراً – قائمون، العساكر مبثوثون، المسؤولون أيضاً مبثوثون فجزاهم الله خيراً، والحمد لله منهم من هو لابس لباساً رسمياً، ومنهم من هو لابس لباساً غير رسمي من أجل ملاحظة أحوال الناس والحمد لله، هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى على هؤلاء الحكام. وقد نقلت شيئاً في كتابي ( الإلحاد الخميني في أرض الحرمين ) نقلت شيئاً من هذا أعني في قلقلة أمور الحجيج فيما تقدم، فقد أرسل الحاكم بأمر الله العبيدي الباطني أرسل عبداً له، وطعن الحجر بالدبوس، ثم بعد ذلك قام حول الحجر يقتل من عارضه ومن يريد أن يقبض عليه، وهو يقول: لا محمد ولا علي!! حتى قتله رجلان من أهل اليمن.
    فكما تقدم قبل أنه يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة، فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم ) وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ( ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " متفق عليه من حديث أبي موسى، ويقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "
    ومن ذلك أيضاً تكريمهم للعلماء، وقد أوصاهم والدهم عبدالعزيز – رحمه الله – بذلك، فهم يجلون العلماء ويقدرونهم غاية التقدير، ولكن هناك علماء السوء يتكلمون في الحكومة السعودية، وربما يكفرونها، فينبغي التمييز بين أهل العلم من كان على عقيدتهم أي على عقيدة التوحيد، فينبغي أن يكرم، ومن كان على العقائد البدعية أو الحزبية، هؤلاء الحزبيون – يا إخوان – شر، هم يهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة متى ما تمكنوا، فينبغي ألا يمكنوا من شيء، وألا يساعدوهم على باطلهم، اللهم إذا كان من باب التأليف إذا علم أنهم سيرجعون. إن إكرامهم لأهل العلم يعتبر منقبة لهم وإحساناً إلى دولتهم وإلى والدهم تنفيذاً لوصيته رحمه الله تعالى، فجزاهم الله خيراً، لقد استقبلونا غاية الاستقبال، وأكرمونا غاية الإكرام، وقاموا بإذن الله تعالى بكل مهمة تهمنا في علاجنا، وفيما نحتاج إليه، فجزاهم الله عنا خيراً،
    وأسأل الله أن يبارك لهم ويحفظ دولتهم وأن يمكن لهم وأن يصلحهم أيضاً، ويرزقهم البطانة الصالحة، نسأل الله أن يرزقهم البطانة الصالحة، فإن الله عز وجل يقول ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ( نسأل الله أن يرزقهم البطانة الصالحة، وأن يقيهم جلساء السوء، فإن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:" مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة " ولسنا بصدد ذكر الآيات والأحاديث في ضرر جلساء السوء، وفي فضل الجلساء الصالحين، ولكن ننصحهم بالحرص على الجلساء الصالحين الذين يريدون لهم الخير وللبلاد الإسلامية، فإن هذه البلاد تعتبر معقل المسلمين وملجاً للمسلمين. وإني أحمد الله فقد فتحوا صدورهم لكثير من الآتين من بلدان شتى، فنحمد الله سبحانه وتعالى، والله المستعان.
    إننا كما قلنا: الحامل لنا على هذه الكلمة هو أنه نرى أنه واجب علينا أن نقول الحق، هذا هو الواجب، وإلا – فوالله – لم تدفعني مادة، ولم يدفعني أحد إلى ذلك , وأيضاً أنا – بحمد الله – لست ممن يغتر بالأقوال، ولكن أنا أتأثر من الأفعال، رأيت أفعالاً حميدة مجيدة، جزاهم الله خيراً، هذا الذي أتأثر به، والله المستعان. هذا ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى. وقد كثر السؤال : هل أنت قد تراجعت عن كلامك على الحكومات ؟ تراجعت عن كلامي عن الحكومة السعودية، فجزاهم الله خيراً، أما ما عداها فلا.
    وفي الشريط نفسه بعض الأسئلة طرحت على فضيلة الشيخ:
    س1: يا شيخ يوجد مقولة أنكم قدمتم لكتاب في تكفير الدولة للمقدسي، وأنكم ذكرتم هذا في المقدمة له، يا شيخ ما صحة هذا ؟
    الجواب: هذا كذب، فأنا إذ كنت بالمدينة، وبعد سجني في المدينة وفي الرياض، خرجت وأنا لا أكفر الحكومة السعودية، كيف أكفرها؟???????????? فإن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:" من قال لأخيه ( يا كافر ) فقد باء بها أحدهما " فلا يجوز لنا أن نكفرها، وهي دولة مسلمة، والله المستعان.
    س2: يا شيخ يوجد سؤال بارك الله فيكم، نريد أن نعرف رأيكم، يا شيخ في المدعو أبو محمد المقدسي نبغي رأيكم فيه، هل هو من أهل العلم ؟
    الجواب: هذا الرجل يكتب كتابات، وكتبه كثيرة الأخطاء ذات مرة أرسل لنا بكتاب لعله – والله أعلم – " إعداد الفوارس بترك المدارس " هو أو غيره، وليس بالكتاب " الكواشف الجلية " فإنه كان لا يعترف بأنه له، فأعطاني أنظره وأنا ما لدي وقت، فأعطيته للأخ الناقد البصير عبدالعزيز البرعي، وبين ما فيه من الأخطاء نصحاً لله سبحانه وتعالى، فوصلت إليه فإذا هو يريد أن يرد على عبدالعزيز البرعي، فقلت له: هذا رجل جاهل مكابر، اتركه ولا ينبغي أننا نشتغل به، لا ينبغي أننا نشتغل به، والله المستعان. ولكن الناس من رأوا عنده حماسة ظنوا أنه من أهل العلم، وما أكثر الذين يظنونهم من أهل العلم وليسوا من أهل العلم، فهذا الرجل ليس من أهل العلم. نسينا شيئاً: وهو ما جاء في بعض الجرائد أن الأمير سلمان – حفظه الله تعالى- أعلن وقال ( إنه جلد أربع من البريطانيين ) وقال ( سنطبق شرع الله، وغضب من غضب ) لله دره ??????????????????????????????????????????! وأيضاً درهم على هذا الإقدام في حين إن كثيراً من الحكومات تخاف من إذاعة لندن، ويقولون: إذاعة عالمية، وتخاف من جريدة الحياة ويقولون: جريدة عالمية وهؤلاء - جزاهم الله خيراً – يقيمون شرع الله، فأسأل الله أن يحفظهم وأن يحفظ بلادهم.
    شيء آخر أيضاً نسيناه: وهو مسألة المستشفيات، فقد رأينا ما يسرنا في المستشفيات – بحمد الله – في كل دور مسجد، وربما يكون مسجد للرجال ومسجد للنساء، فيشكرون على هذا الاهتمام وجزاهم الله خيراً، ثم بعد ذلك أيضاً: بناء المستشفيات في بلدان شتى، فقد بني في بلادنا اليمن مستشفى كبير في صعدة اسمه ( مستشفى السلام )، وبني بعده مستشفى آخر اسمه.. ما أذكر اسمه، وهو بحجة.. العلاج مجاناً والأشعات أيضاً كذلك، والعمليات فيشكرون على هذا، والله يجزيهم خيراً على هذا العمل الجليل الذي يقومون به والله المستعان، وبهذا ننتهي، والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا حصل أخطاء فالمريض قد يعذر، والله المستعان ا.هـ[12]

    فهل يقبل عاقل منصف بعد هذه النقول عن أهل العلم كلام الشيخ عبدالله بن جبرين في أن المكفر للدولة السعودية له اجتهاده فضلا ًعن ابن لادن المكفر لهذه الدولة والذي هو من المفسدين كما ذكره الإمام ابن باز إمام المتقين.

    النقل الثاني عن ابن جبرين فيما يتعلق بابن لادن :
    : يقول السائل : كثر كلام الشباب في أسامة بن لادن فنريد منكم توضيحا ما الموقف من أسامةبن لادن ؟


    الجواب : أسامة... كان من أفراد هذه البلاد , فردا منالأفراد , من أولاد محمد بن لادن , وكانوا أهل ثروة و أهل مال و أهل مقاولات , ثمإنه عزم على أن يغزو للجهاد , فتوجه إلى الأفغان , قبل عشرين سنة أو أكثر , وحصل لهفوائد هناك وشجعه الذين يعرفونه , يعرفون جهاده وجهوده , ومدحوه الخاص والعام , ولمينتقدوا عليه شيئا في القتال الأول , ثم لما حصلت وقعة فتنة الخليج , التي في سنة 11 وحصل أن دولتنا ودولة الكويت استقدموا الأمريكان , أنكر ذلك عليهم وكأنه تجرأعلى أن هذا كُفر و أنكم قد كفرتم بذلك ونحو ذلك , فأُنكر عليه هذا التكفير الذي هوتكفير الدولة ومن حولها , هذا هو الذي أنُكر عليه , وهو مجتهد.. نحن لا نكفر مسلمالا نكفره ولكن نقول : أخطأ في هذا التكفير وأن الذين آووه ونصروه يعتبرون مثله فيأنهم يكفرون المسلمين.. هذا القول الصواب فيه. ا.هـ

    كرر في هذا النقل عنه أن أسامة بن لادن مجتهد في تكفير دولة التوحيد السعودية ثم من تناقضه العجيب أنه جعل ابن لادن تكفيرياً للمسلمين لما قال : " وأن الذين آووه ونصروه يعتبرون مثله فيأنهم يكفرون المسلمين " فمن كان تكفيرياً للمسلمين فهو خارجي جلد ومبتدع هالك فكيف يجعله مجتهداً ويعذره باجتهاد هذا من التناقض البين الذي يجعل كثيرين لا يثقون في كلام الشيخ عبدالله بن جبرين، بل ويقللون من منزلته ومكانته .


    المؤاخذة الثانية / صلاته على الإرهابيين الخوارج عند قتل رجال الأمن لهم وتعزيته أهاليهم :
    إن من أخطر فعال ابن جبرين هي الصلاة على هؤلاء المفسدين وتعزية أهاليهم فيهم، وهذا يرفع من معنوياتهم ويزيدهم صلابة وثباتاً، بل إنه زار أهل خالد السبيت وعزاهم في ولدهم المقتول مع الخوارج وقال: أرجو أنه شهيد بسابقة جهاده بالشيشان. وهذا كله مثبت بالشهود بل لعله مسجل بالصوت.
    بالله عليكم بأي فقه يتكلم الشيخ عبدالله الجبرين، أليست الأعمال بالخواتيم، وفقه الشيخ عبدالله بن جبرين هذا مغاير لفقه الصحابة الكرام أخرج عبدالرزاق عن امرأة أبي السفر تقول سألت عائشة فقلت بعت زيد بن أرقم جارية إلى العطاء بثمان مئة درهم وابتعتها منه بست مئة فقالت لها عائشة بئس ما اشتريت أو بئس ما اشترى أبلغي زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله eإلا أن يتوب قالت أفرأيت إن أخذت رأس مالي قالت لا بأس ( فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ ) فلم تقل عائشة – رضي الله عنها – إنه لسابقة جهاده يرجى أن يكون شهيداً بل ذكرت أن عمله للعينة يبطل جهاده، فكيف بقتل المسلمين وترويع الآمنين الذي هو أشد عند رب العالمين.



    المؤاخذة الثالثة / تجويز الشيخ ابن جبرين الحكم بالقوانين الوضعية واستحلال الزنا :
    سئل الشيخ ابن جبرين في شرحة على لمعة الاعتقاد وهو مسجل في الشريط السادس عشر من شرح اللمعة : متى يخرج على الحاكم الذي يرى منه الكفر البواح ؟
    قال الشيخ – ونص كلامه مسجل بصوته - :" أما الأمور التي قد يدخلها الاجتهاد – قد أشرنا في الليلة الماضية إلى نوع منها – وهي ما عليه كثير من الولاة مما يسمى حكماً بالقوانين، مثل هذه الأحكام : الغالب عليها أنهم يرون فيها مصلحة، وأنهم لم يلغوا الشرع إلغاء كلياً بحيث لا يحكمون منه بشيء لأنه الله قال: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ).
    فمثل هؤلاء إذا كان لهم وجهة فلا نقول بكفرهم، ولكننا نخطئهم في هذا الاجتهاد الذي هو تغيير شيء من الشرع ولو كان عن طريق الاجتهاد، فمثلاً :
    إباحتهم للزنا إذا كان برضى الطرفين، وكذلك تركهم – أو إلغاؤهم – للحدود – حد السرقة وحد القذف وحد شرب الخمر وإباحة الخمر وإعلان بيعها وما أشبه ذلك لا شك أن هذا ذنب كبير !
    ولكن قد يكون لهم مثلاً من الأعذار ما يرون أنهم يعذرون فيه، فيعتذرون أن في بلادهم من ليسوا بمسلمين وأن التشديد عليهم فيه تنفير. وإذا كان لهم وجهة فالله حسيبهم.
    فعلى كل حال... لا شك لو حكمنا الشرع وطبقنا تعاليمه لكان فيه كفاية وفيه الخير الكثير "

    إن تجويزه للحكم بالقوانين الوضعية باسم الاجتهاد أمر كبار ثم الأكبر والأطم تمثيله للمسائل الاجتهادية بإباحة الزنا إذا كان برضا الطرفين، وإباحة الخمر وهكذا.. أليس حرمة هذه الأمور معلوماً من الدين بالضرورة وإن استحلال معلوم من الدين بالضرورة كفر وردة بالإجماع.

    تنبيه / قدم الشيخ ابن جبرين – هداه الله – لكتاب ( رفع اللائمة عن فتوى اللجنة الدائمة ) وذكر فيه أن الشيخ علي حسن الحلبي – سدده الله – يجوز الحكم بغير ما أنزل الله فقال ص6: " وإن من أخطر ما وقع منهم في هذه الأزمنة إباحتهم للعمل بالقوانين الوضعية، واعتقاد جواز العمل بها مع ما ورد فيه من الوعيد، كقول الله تعالى ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)"ا.هـ
    وهذا من الظلم والاعتداء فكلام الشيخ علي حسن في بيان حرمة الحكم بغير ما أنزل الله كثير يصعب حصره، بل إني لا أعرف أحداً منسوباً إلى العلم يجوز الحكم بغير ما أنزل الله والحكم بالقوانين الوضعية باسم الاجتهاد إلا الشيخ عبدالله بن جبرين فيما تقدم نقله عنه، فسبحان الله كيف رمى غيره بما هم منه براء بل وبما شذ بالقول به من عدم تكفير المستحل للزنا وشرب الخمر.

    المؤاخذة الرابعة / رميه الشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي والشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي بأنهم جامية وجواسيس وقدحه فيهم القدح الشاهر الظاهر.
    للشيخ كلمات سيئة فيمن يسميهم جامية وفي الشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي والشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي وإليك عنه نقلين :

    النقل الأول/ ما أجاب به عندما سئل عن الجامية - في شريط مسجل له برقم (1883) نشر تسجيلات صوت الحق الإسلامية:
    " فنحن نقول لهؤلاء - أي لطائفة الجراحين –
    فرق بينكم وبينهم أي قياس يحصل بين الاثنين بين من ينصحون المسلمين ويوجهونهم ويرشدونهم،
    وبين من لم يظهر منهم أية أثر ولا نفع بل صار ضررهم أكثر من نفعهم حيث صرفوا جماهير وأئمة وجماعات عن هؤلاء الأخيار،وأوقعوا في قلوبهم حقدا للعلماء، ووشوا بهم، ونشروا الفساد،ونشروا السوء، وأفسدوا ذات البين التي أخبر النبي أن فساد ذات البين هي الحالقة، لو يظهر لهم أثر فنحن نسائلهم ونقول لهم : أقلـوا عليـهم لا أبا لأبيكـم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا. متى عملتم مثل أعمالهم؟ متى نفعتم مثل نفعهم؟متى أثرتم مثل تأثيرهم؟ ويحكم سوءكم وشركم وضرركم على إخوانكم الذين يعتقدون مثل ما تعتقدون،ويدعون إلى الله تعالى، أنتم كالذين قال فيهم أحد العلماء: متى كنتم أهلا لكل فضيلة متى كنتم حربا لمن حاد أو كفر متى دستم رأس العدو بفيلق وقنبـلة أو مدفع يقطع الأثر تعيبون أشياخا كرما أعـزة جهابذة نور البصيرة والبصر فهم بركـات للبلاد وأهلها بهم يدفع الله البلايا عن البشر.


    والنقل الثاني /سئل الشيخ ابن جبرين عن الجامية كما في موقعه فقال :
    الجامية قوم يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم،والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة فيدخلوا عليهم، ويصدق عليهم الحسد فلأجل ذلك صاروا يتنقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعض فيما بينهم، ونسبتهم إلى أول من اظهر ذلك وهو محمد أمان الجامي وقد توفي وأمره إلى الله تعالى، هذا سبب تسميتهم. وهذا الرابط الصوتي لجواب الشيخ عبر شبكة الانترنت :
    http://207.44.196.190/voice/ALGBREEN.ram

    والجواب عن هذا بأجوبة :
    أما الإجابة الأولى:

    [1] مسجل في شريط بعنوان " أهداف الحملات الإعلامية ضد حكام وعلماء بلاد الحرمين. أصدرته تسجيلات منهاج السنة بالرياض حي السويدي.

    [2] المرجع السابق.

    [3] مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (1/384).

    [4] كلمة العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله الفائز بجائزة الملك فيصل عام 1419هـ.

    [5] شريط بعنوان " اقتران العلم بالسيف " الوجه الأول، رقم ( 1/ 291 )

    [6] المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ص495.

    [7] المرجع السابق ص485.

    [8] ضمن المجموع في ترجمته ص646.

    [9] فبهذا يعلم أن منع بعض الدعاة ليس لكونهم دعاة، بل لكونهم يسببون شراً.

    [10] مسجل في شريط بعنوان " أهداف الحملات الإعلامية ضد حكام وعلماء بلاد الحرمين.

    [11] المرجع السابق.

    [12] شريط بعنوان " مشاهداتي في المملكة العربية السعودية ".

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الموقع
    الغربة
    الردود
    551
    الجنس
    أنثى
    قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز – رحمه الله - : وهذه الدولة السعودية دولة إسلامية والحمد لله تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتأمر بتحكيم الشرع وتحكمه بين المسلمين ا.هـ[1]
    وقال : آل سعود كذلك جزاهم الله خيراً نصروا هذه الدعوة كالإمام محمد – رحمه الله – وابنه عبدالعزيز وحفيده سعود ثم حفيده عبدالله بن سعود ثم تركي بن عبدالرحمن – رحمة الله عليهم – ثم فيصل بن تركي ثم عبدالله وسعود ثم من بعدهم عبدالعزيز حفيدهم – رحمهم الله – ثم أبناؤه لهم اليد الطولى في نصرة هذا الحق جزاهم الله خيراً ساعدوا ونصروا،
    فالواجب محبتهم في الله والدعاء لهم بالتوفيق ومحبتهم في الله محبة الشيخ محمد وأنصاره من آل سعود وغيرهم والدعاء لهم بالهداية والتوفيق ومناصحتهم والدعاء لأسلافهم بالخير والهدى والمغفرة والرحمة وهكذا. وكذا الحاضرون يدعى لهم بالتوفيق والإعانة مع التوجيه، الناس بحاجة إلى الدعوة بحاجة إلى المساعدة والمناصرة، في حاجة إلى النصيحة، من فعل الخير يجب الدعاء له، ويجب الاعتراف بفضله، ويجب أن يساعد في طريق الخير وطريق الحق سواء كانوا من آل سعود أو غيرهم.. – ثم قال –
    وأن يحذر الناس نشر المعايب ونشر الشر الذي يسبب الفرقة والاختلاف، من ذا الذي يسلم، وأي دولة تسلم من النقص، كل فيه نقص، وبسبب تتبع النقائص تتبع العيوب ونشرها وقعت الفتن في عهد عثمان وعهد علي.. - ثم قال – فالعداء لهذه الدولة عداء للحق عداء للتوحيد أي دولة تقوم بالتوحيد الآن، أي دولة من حولنا من جيراننا مصر الشام العراق والشام، من الذي يدعو للتوحيد الآن ويحكم شرع الله، ويهدم القبور التي تعبد من دون الله ؟ من وأين هم؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة غير هذه الدولة.
    نسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير، ونسأل الله أن يوفقها لإزالة كل شر وكل نقص. علينا أن ندعو لها بالتوفيق والإعانة والتسديد وأن ننصح لها في كل حال.. ا.هـ[2]
    وقال: مما جعل بعض المؤرخين لهذه الدعوة يقول إن التاريخ الإسلامي بعد عهد الرسالة والراشدين لم يشهد إلتزاماً تاماً بأحكام الإسلام كما شهدته الجزيرة العربية في ظل الدولة السعودية التي أيدت هذه الدعوة ودفعت بها. ولا تزال هذه البلاد والحمد لله تنعم بثمرات هذه الدعوة أمناً واستقراراً ورغداً في العيش، وبعداً عن البدع والخرافات التي أضرت بكثير من البلاد الإسلامية حيث انتشرت فيها. والمملكة العربية السعودية حكاماً وعلماء يهمهم أمر المسلمين في العالم كله، ويحرصون على نشر الإسلام في ربوع الدنيا لتنعم بما تنعم به هذه البلاد ا.هـ[3]

    قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : وأخيراً فإني أسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ دولة التوحيد برعاية خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز، وأن يطيل في عمره في طاعة وسداد أمر وتوفيق موصول.
    وإني لأشكر لمؤسسة الملك فيصل الخيرية على ما تبذله من خير وجهد وتكريم للعلم وللعلماء، وهي بذلك إنما تؤدي شيئاً من حق الملك فيصل – رحمه الله – عليها، وهو شيء من معنى قوله سبحانه )وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ( والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ا.هـ [4]
    وقال في كلام له عن هذه الدولة: يا جماعة اتقوا الله، هذه فرية يبطلها واقع هؤلاء الجماعة بحيث لا يمكن أن يقال هؤلاء في بلادهم يداهنون الساكنين خارج بلادهم، إنما هذا نابع من قلوبهم، الإيمان بلا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والسير على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون زيادة ولا أقول دون نقص، لأن هذا النقص طبيعة الإنسان لا يستطيع الإنسان أن ينهض، لكن من حيث العقيدة دون زيادة ودون نقصان، من حيث العبادة دون زيادة، قد يكون هناك نقصان، مثلاً بعضهم قد لا يقوم الليل والناس نيام، وهذا نقص، لكن هذا نقص لا يخدش في عقيدته، لا يخدش في إسلامه، فهذه الكلمة حتى اليوم فيها اتهام للجماعة بما هم بريئون منه كما يقال( براءة الذئب من دم ابن يعقوب ) ا.هـ[5]

    قال الشيخ العلامة المحدث حماد محمد الأنصاري – رحمه الله - : من أواخر الدولة العباسية إلى زمن قريب والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة، ولهذا نعتقد أن هذه الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح بعد مدة من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلة من الناس ا.هـ [6]
    وقال: كل الدول اليوم أعداء للدعوة السلفية في هذه الدولة السعودية ا.هـ[7]
    وقال في كتاب " حياة الشيخ محمد بن عبدالله المدني " : وأما ما سواها من الدول آنذاك فأكثرها خرافات عاتية وبدع كثيرة فاشية، فمن ثم آثرنا إليها الانضمام لنكون تحت راية الإسلام، فوصلنا إليها في حياة مؤسسها الثاني الذي يهنئ المهاجرين بأحسن التهاني ألا وهو جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود – أيد الله دولته رغماً عن أنف أي عدو وحسود -، ثم توالت زمن المهاجرين من الصحراء الكبرى أفواجاً، فوصلت إلى البلاد المقدسة الجماعة الثانية برئاسة الأمير محمد علي بن الطاهر الأنصاري. ثم الفوج الثالث مع الأخ إسماعيل الأنصاري وغيره، ثم جماعة الشيخ ناجي بن إبراهيم الهاشمي. – ثم قال –
    ثم ما زالت أفواج المهاجرين يردون من الصحراء الكبرى إلى الحكومة السعودية من شتى القبائل المختلفة منهاجاً من سنة 1379هـ إلى كتابة هذه العجالة، وذلك كله بسبب ما أخبرهم به الشيخ محمد عبدالله المدني المؤسس الثاني للهجرة من الصحراء بعد أبيه المحمود مع نشره للعقيدة السلفية الصرفة القحة في تلك الصحراء لما أخبرهم به من أنه لم يبق على البسيطة حكومة إسلامية إلا الحكومة السعودية، فقد صادفوا ما أخبرهم به كما أخبرهم لم ينقص ولم يزد. ونرجو من الله أن تكون الحكومة هي المعنية بالحديث المعروف:" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى يوم القيامة " ا.هـ[8]

    قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -: أما فيما يتعلق بهذه الحكومة - ولله الحمد - فالبلاد كما تعلمون بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية، والقضاة لا يحكمون إلا بالشريعة الإسلامية، والصيام قائم، والحج قائم، والدروس في المساجد قائمة إلا من حصل منه مخالفة، أو خشي منه فتنة، فهنا لابد أن يمنع الشر أو ما هو من أسباب الشر[9]،
    ثم إذا نظرنا والحمد لله إلى بلادنا وإذا هي ليس هناك بناء على القبور ولا طواف في القبور، ولا بدع صوفية أو غيرها ظاهرة، قد يكون عند الناس بدع صوفية أو ما أشبه ذلك خفية.. كل مجتمع لابد أن يكون فيه شيء من الفساد، إذا نظرنا إلى هذا وقارنا والحمد لله هذه المملكة والبلاد الأخرى القريبة منا وجدنا الفرق العظيم، يوجد في بعض البلاد القريبة منا جرار الخمر علناً في بعض الأسواق تباع، والمطاعم تفتح نهار رمضان يأكل الإنسان ويشرب على ما يريد، بل يوجد البغاياً علناً حتى حدثني بعض الناس الذين يأتون إلى بعض البلاد للسياحة من حين ما ينزل من المطار يجد عنده فتيات وفتيان - والعياذ بالله – يقول: ماذا تختار أفتى أم فتاة ؟
    سبحان الله الإنسان يجب أن ينظر إلى واقع حكومته وواقع بلاده ولا يذهب ينشر المساوي التي قد يكون الحاكم فيها معذوراً لسبب أو غيره، ثم يعمى عن المصالح والمنافع عماية تامة ولا كأن الحكومة عندها شيء من الخير إطلاقاً، هذا ليس من العدل يقول الله عز وجل ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى( ا.هـ[10]

    قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -: ندعو جميع شباب المسلمين وخصوصاً في هذه البلاد أن يرجعوا عن الخطأ، وأن ينضموا إلى جماعة أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية المتمثلة في زماننا هذا - ولله الحمد – فيما كان عليه أهل هذه البلاد من علمائها وقادتها وعامتها، كلهم نشأوا على التوحيد، وساروا على الجادة الصحيحة، فنحن على بينة من أمرنا ننصح شبابنا أن يسيروا على هذه الدعوة وعلى هذه الجماعة وعلى هذه الأمة التي تسير على المنهج الصحيح، ولا تلتفت إلى الفرق وإلى الجماعات وإلى الحزبيات وإلى المخالفات ؛ لأن هذا يسلب هذه النعمة عن بلادنا، ويشتت جماعتنا، ويفرق بين قلوبنا، كما هو حاصل الآن التعادي بين الشباب الآن وبين كثير من المنتسبين إلى الدعوة في هذه البلاد الآن، هذا إنما نشأ من النظر إلى هذه الجماعات والاغترار بها وترويج أفكارها، هذا هو الذي سبب هذا التعادي بين شبابنا وبين بعض طلبة العلم منا.
    أما لو أنهم شكروا نعمة الله عليهم وتمسكوا بما أعطاهم الله من البصيرة والدعوة إلى الله عز وجل التي قادها وأقامها في هذه البلاد المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبالوهاب – رحمه الله – على بينة وعلى بصيرة، ونجحت، الآن كم لها ؟ الآن لها أكثر من مائتي سنة وهي ناجحة لم يختلف فيها أحد وتسير على الطريق الصحيح، دولة قائمة على الكتاب والسنة، دعوة ناجحة لاشك في ذلك حتى اعترف الأعداء في ذلك، الأعداء الآن يعترفون بأن هذه البلاد تعيش – ولله الحمد – أرقى أنواع الأمن في العالم والاستقرار والسلامة من الأفكار، كل يعرف هذا. فلماذا نتبدل هذه النعمة ونتطلع إلى أفكار الآخرين التي ما نفعت في بلادها.. ا.هـ [11]

    قال محدث اليمن العلامة مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله - : الحمد لله رب العالمين... أما بعد، قد كنت متردداً من زمان في الكلام في هذا الموضوع الذي سأتكلم فيه، ثم بعد ذلك قوي العزم، وإن كنت مريضاً فإنني أخشى أن أموت ولم أبرئ ذمتي في هذا – ثم قال –
    بعد هذا – حفظكم الله تعالى – أعجبت عند أن نقلت إلى مكة، كنت باليمن عند الباب نحو أربعة حراس، ومع هذا فلسنا آمنين في بيتنا لا ليلاً ولا نهاراً، وأنا في فندق دار الأزهر بمكة بعض الليالي لا يأتيني نوم، وأخرج إلى الحرم نصف الليل وحدي أشعر بنعمة وراحة ولذة ليس لها نظير! ليس لها نظير! أخرج وحدي والحمد لله، وأذهب وأطوف وأصلي وأبقى ما استطعت، ثم رجعت إلى البيت، فهذا الأمن الذي ما شاهدته في بلد إن سببه هو الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المسؤولين، ومن كثير من أهل البلد، وصدق ربنا عز وجل إذ يقول في كتابه الكريم في شأن أهل الكتاب ) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ( ويقول سبحانه وتعالى ) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ( ويقول سبحانه وتعالى ) وَقَالُوا ( أي في شأن قريش ) إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا( فقال الله سبحانه وتعالى ) أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا( وقال سبحانه وتعالى )أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ( ورب العزة يقول في كتابه الكريم أيضاً ) وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً( وصدق ربنا عز وجل الذي يقول في كتابه ) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا( ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ) لِإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْف، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِري أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ(
    فالأمن نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، نعمة عظيمة من الله، سببه الاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالأمر أن الاستقامة.. لما استقامت هذه البلاد – وبحمد الله – مكن الله لهم مع أننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقهم البطانة الصالحة، وأن يعيذهم من جلساء السوء الذين يزينون الباطل، وأن يحرصوا على مجالسة أهل الخير والفضل، وحتى لو أتوا من الكلام ما يخشن عليهم فإنه كما يقال: صديقك من صَدَقكَ، لا من صدّقك، وعدوك من صدَّقك.
    فينبغي أن نحمد الله سبحانه وتعالى كما أنه يجب على أهل هذا البلد أن يحمدوا الله سبحانه وتعالى فإن فيها أناساً ربما يكونون شهوانيين يطالبون بأشياء من الإباحية وغيرها، ولكن جزى الله المسؤولين خيراً فقد رأيت في جريدةٍ الأمير نايفاً – حفظه الله تعالى – طلب منه ترشيح المرأة فقال ( أتريدون أن يبقى الرجل هو في بيته وهي تخرج؟ لا! هذا أمر لا تحاولوا فيه ) وطلب منه الانتخابات فقال ( رأيناها ليست ناجحة في البلدان المجاورة، فإن الذي ينجح فيها هم أهل النفوذ وأهل الأموال ). وصدق ثم بعد ذلك أيضاً هي واردة من قبل أعداء الإسلام. جمعية حقوق الإنسان استقبلها كثير من الناس على ما فيها من الأباطيل لماذا؟ لأنه معناه: الحدود وحشية، ومعناه يعني تعطيل الكتاب والسنة وإدخال الأنظمة من قبل أعداء الإسلام.
    الحكومة السعودية – وفقها الله لكل خير – استقبلتها بشرط أن تكون خاضعة للإسلام وللكتاب والسنة هكذا أيضاً إقامة الحدود وإقامة الحدود كما يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم )وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ( نعم ! القتل قليل في هذه البلاد، وكذلك السرقة تضع سيارتك عند المسجد أو عند باب بيتك ولا يأتيها السارق ولا شيء، ثم بعد ذلك في بلدان أخرى تضعها وتخرج ولا تراها، بل ربما ينهبونها على الشخص وهو في سيارته، فهذا هو بسبب إقامة الحدود، فجزاهم الله خيراً، وكما سمعتم قبل قول الله عز وجل )وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ( فهكذا السارق إذا علم أنها ستقطع يده يكف عن سرقته، والزاني إذا علم أنه سيجلد إذا كان بكراً أو يرمى إذا كان محصناً خف ذلك، لا أقول: إنه لا يوجد، لكنه يخف ذلك.
    من ذلك أيضاً تمكين هيئة الأمر بالمعروف والنهي والمنكر، فقد رأينا في جريدة أن الملك فهداً – حفظه الله تعالى – أعطى للهيئة نحو (300) سيارة، وقال لهم: أنتم هيئة أمر بالمعروف، ونحن هيئة ضبط، وأنتم المسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى، فجزاهم الله خيراً، نعم! أحسنوا في هذا إلى بلدهم وإلى أم وإلى دولتهم، إنه يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة ولو بالكلمة الطيبة، فإن أعداءها كثير من الداخل ومن الخارج. ونعم! هناك شهوانيون إباحيون من الداخل، ولكن الله كبتهم بتمكين هذه الدولة المباركة والحمد لله، فيجب على كل مسلم أن يتعاون مع هذه الحكومة.
    القصاص أو غير ذلك من الحدود نعمة من الله سبحانه وتعالى على المجتمع، يعيبون علينا إذا أقمنا حداً من حدود الله وهم يسحقون الشعوب سحقاً! وهذه الحدود مصلحتها للفرد والمجتمع، فهي للفرد كفارة، كما في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – وهي للمجتمع محافظة على أموالهم ودمائهم وأعراضهم. نعم! تخرج إلى الشاطئ أو إلى غيره أو إلى أي مكان ترى الرجل وامرأته لا يخشى على نفسه من أحد.
    هذه الحدود مصلحة لما عطلت في كثير من البلاد الإسلامية عجز أهلها عن مكافحة السرقة، وعجز أهلها عن مكافحة الجريمة، وعجز أهلها عن مكافحة المسكرات والمخدرات، والسبب في هذا هو عدم إقامة الحدود، والله المستعان. وبعد هذا أيضاً : البناء، بناء المساجد في البلاد الإسلامية وفي غيرها إلا أننا ننصحهم أنهم إذا بنوا مسجداً أن يسلموه لأهل السنة، فهم إذا سلموه لصوفي سيسبهم ويخطب الجمعة في سبهم، وهم إذا سلموه لحزبي أيضاً سيستغله للحزبية، فننصحهم أن يسلموا هذه المساجد لأهل السنة المحبين لهذه الحكومة وللقائمين عليها. – ثم قال –
    أنا أقول هذا لم يدفعني إليه أحد، ولم يلزمني أحد بأن أقوله، بل من نفسي أرى أنه يلزمني براءة لذمتي.
    – ثم قال – أيضاً اهتمامهم بأمر الحجيج وتوسعة الحرمين والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" من بنى لله مسجداً بنى الله له مثله في الجنة " اهتمامهم بأمر الحجيج والمحافظة على أمنهم التفتيش في أبواب الحرم، وكذلك أيضاً لما كثر الحريق أتوا بخيام لا تؤثر فيها النار، فجزاهم الله خيراً، في غاية الاهتمام : الطائرة – ونحن في منى – تمشي على منى من أجل المحافظة على الحجيج، فجزاهم الله خيراً على هذا الاهتمام. وأنا أقول: إنك إذا قرأت في كتب المتقدمين وتواريخ مكة ترى ناب طاهر القرمطي قد قتل في الحرم نحو.. وفي مكة وضواحيها في الكل نحو ثلاثين ألفاً، وإنك تجد في بعض الأعوام منع الحجيج المصري، وفي بعض الأحوال منع الحجيج العراقي، وفي بعض الأحوال منع الحجيج اليمني. ولكن عند أن تمكنت الحكومة السعودية بحمد الله، محافظون على العدو والصديق، ويعتبرونهم ضيوف الرحمن، ثم ضيوفهم، فجزاهم الله خيراً.
    وإنهم ليشكرون على ذلك، وما يستطيع أحد من الحكومات كلها أن يعني يرجع ما يستطيع أحدنا أن يقوم بهذا، لكن هم – فجزاهم الله خيراً – قائمون، العساكر مبثوثون، المسؤولون أيضاً مبثوثون فجزاهم الله خيراً، والحمد لله منهم من هو لابس لباساً رسمياً، ومنهم من هو لابس لباساً غير رسمي من أجل ملاحظة أحوال الناس والحمد لله، هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى على هؤلاء الحكام. وقد نقلت شيئاً في كتابي ( الإلحاد الخميني في أرض الحرمين ) نقلت شيئاً من هذا أعني في قلقلة أمور الحجيج فيما تقدم، فقد أرسل الحاكم بأمر الله العبيدي الباطني أرسل عبداً له، وطعن الحجر بالدبوس، ثم بعد ذلك قام حول الحجر يقتل من عارضه ومن يريد أن يقبض عليه، وهو يقول: لا محمد ولا علي!! حتى قتله رجلان من أهل اليمن.
    فكما تقدم قبل أنه يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة، فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم ) وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ( ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " متفق عليه من حديث أبي موسى، ويقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "
    ومن ذلك أيضاً تكريمهم للعلماء، وقد أوصاهم والدهم عبدالعزيز – رحمه الله – بذلك، فهم يجلون العلماء ويقدرونهم غاية التقدير، ولكن هناك علماء السوء يتكلمون في الحكومة السعودية، وربما يكفرونها، فينبغي التمييز بين أهل العلم من كان على عقيدتهم أي على عقيدة التوحيد، فينبغي أن يكرم، ومن كان على العقائد البدعية أو الحزبية، هؤلاء الحزبيون – يا إخوان – شر، هم يهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة متى ما تمكنوا، فينبغي ألا يمكنوا من شيء، وألا يساعدوهم على باطلهم، اللهم إذا كان من باب التأليف إذا علم أنهم سيرجعون. إن إكرامهم لأهل العلم يعتبر منقبة لهم وإحساناً إلى دولتهم وإلى والدهم تنفيذاً لوصيته رحمه الله تعالى، فجزاهم الله خيراً، لقد استقبلونا غاية الاستقبال، وأكرمونا غاية الإكرام، وقاموا بإذن الله تعالى بكل مهمة تهمنا في علاجنا، وفيما نحتاج إليه، فجزاهم الله عنا خيراً،
    وأسأل الله أن يبارك لهم ويحفظ دولتهم وأن يمكن لهم وأن يصلحهم أيضاً، ويرزقهم البطانة الصالحة، نسأل الله أن يرزقهم البطانة الصالحة، فإن الله عز وجل يقول ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ( نسأل الله أن يرزقهم البطانة الصالحة، وأن يقيهم جلساء السوء، فإن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:" مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة " ولسنا بصدد ذكر الآيات والأحاديث في ضرر جلساء السوء، وفي فضل الجلساء الصالحين، ولكن ننصحهم بالحرص على الجلساء الصالحين الذين يريدون لهم الخير وللبلاد الإسلامية، فإن هذه البلاد تعتبر معقل المسلمين وملجاً للمسلمين. وإني أحمد الله فقد فتحوا صدورهم لكثير من الآتين من بلدان شتى، فنحمد الله سبحانه وتعالى، والله المستعان.
    إننا كما قلنا: الحامل لنا على هذه الكلمة هو أنه نرى أنه واجب علينا أن نقول الحق، هذا هو الواجب، وإلا – فوالله – لم تدفعني مادة، ولم يدفعني أحد إلى ذلك , وأيضاً أنا – بحمد الله – لست ممن يغتر بالأقوال، ولكن أنا أتأثر من الأفعال، رأيت أفعالاً حميدة مجيدة، جزاهم الله خيراً، هذا الذي أتأثر به، والله المستعان. هذا ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى. وقد كثر السؤال : هل أنت قد تراجعت عن كلامك على الحكومات ؟ تراجعت عن كلامي عن الحكومة السعودية، فجزاهم الله خيراً، أما ما عداها فلا.
    وفي الشريط نفسه بعض الأسئلة طرحت على فضيلة الشيخ:
    س1: يا شيخ يوجد مقولة أنكم قدمتم لكتاب في تكفير الدولة للمقدسي، وأنكم ذكرتم هذا في المقدمة له، يا شيخ ما صحة هذا ؟
    الجواب: هذا كذب، فأنا إذ كنت بالمدينة، وبعد سجني في المدينة وفي الرياض، خرجت وأنا لا أكفر الحكومة السعودية، كيف أكفرها؟‍‍ فإن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:" من قال لأخيه ( يا كافر ) فقد باء بها أحدهما " فلا يجوز لنا أن نكفرها، وهي دولة مسلمة، والله المستعان.
    س2: يا شيخ يوجد سؤال بارك الله فيكم، نريد أن نعرف رأيكم، يا شيخ في المدعو أبو محمد المقدسي نبغي رأيكم فيه، هل هو من أهل العلم ؟
    الجواب: هذا الرجل يكتب كتابات، وكتبه كثيرة الأخطاء ذات مرة أرسل لنا بكتاب لعله – والله أعلم – " إعداد الفوارس بترك المدارس " هو أو غيره، وليس بالكتاب " الكواشف الجلية " فإنه كان لا يعترف بأنه له، فأعطاني أنظره وأنا ما لدي وقت، فأعطيته للأخ الناقد البصير عبدالعزيز البرعي، وبين ما فيه من الأخطاء نصحاً لله سبحانه وتعالى، فوصلت إليه فإذا هو يريد أن يرد على عبدالعزيز البرعي، فقلت له: هذا رجل جاهل مكابر، اتركه ولا ينبغي أننا نشتغل به، لا ينبغي أننا نشتغل به، والله المستعان. ولكن الناس من رأوا عنده حماسة ظنوا أنه من أهل العلم، وما أكثر الذين يظنونهم من أهل العلم وليسوا من أهل العلم، فهذا الرجل ليس من أهل العلم. نسينا شيئاً: وهو ما جاء في بعض الجرائد أن الأمير سلمان – حفظه الله تعالى- أعلن وقال ( إنه جلد أربع من البريطانيين ) وقال ( سنطبق شرع الله، وغضب من غضب ) لله دره ‍‍‍‍‍‍‍! وأيضاً درهم على هذا الإقدام في حين إن كثيراً من الحكومات تخاف من إذاعة لندن، ويقولون: إذاعة عالمية، وتخاف من جريدة الحياة ويقولون: جريدة عالمية وهؤلاء - جزاهم الله خيراً – يقيمون شرع الله، فأسأل الله أن يحفظهم وأن يحفظ بلادهم.
    شيء آخر أيضاً نسيناه: وهو مسألة المستشفيات، فقد رأينا ما يسرنا في المستشفيات – بحمد الله – في كل دور مسجد، وربما يكون مسجد للرجال ومسجد للنساء، فيشكرون على هذا الاهتمام وجزاهم الله خيراً، ثم بعد ذلك أيضاً: بناء المستشفيات في بلدان شتى، فقد بني في بلادنا اليمن مستشفى كبير في صعدة اسمه ( مستشفى السلام )، وبني بعده مستشفى آخر اسمه.. ما أذكر اسمه، وهو بحجة.. العلاج مجاناً والأشعات أيضاً كذلك، والعمليات فيشكرون على هذا، والله يجزيهم خيراً على هذا العمل الجليل الذي يقومون به والله المستعان، وبهذا ننتهي، والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا حصل أخطاء فالمريض قد يعذر، والله المستعان ا.هـ[12]

    فهل يقبل عاقل منصف بعد هذه النقول عن أهل العلم كلام الشيخ عبدالله بن جبرين في أن المكفر للدولة السعودية له اجتهاده فضلا ًعن ابن لادن المكفر لهذه الدولة والذي هو من المفسدين كما ذكره الإمام ابن باز إمام المتقين.

    النقل الثاني عن ابن جبرين فيما يتعلق بابن لادن :
    : يقول السائل : كثر كلام الشباب في أسامة بن لادن فنريد منكم توضيحا ما الموقف من أسامةبن لادن ؟


    الجواب : أسامة... كان من أفراد هذه البلاد , فردا منالأفراد , من أولاد محمد بن لادن , وكانوا أهل ثروة و أهل مال و أهل مقاولات , ثمإنه عزم على أن يغزو للجهاد , فتوجه إلى الأفغان , قبل عشرين سنة أو أكثر , وحصل لهفوائد هناك وشجعه الذين يعرفونه , يعرفون جهاده وجهوده , ومدحوه الخاص والعام , ولمينتقدوا عليه شيئا في القتال الأول , ثم لما حصلت وقعة فتنة الخليج , التي في سنة 11 وحصل أن دولتنا ودولة الكويت استقدموا الأمريكان , أنكر ذلك عليهم وكأنه تجرأعلى أن هذا كُفر و أنكم قد كفرتم بذلك ونحو ذلك , فأُنكر عليه هذا التكفير الذي هوتكفير الدولة ومن حولها , هذا هو الذي أنُكر عليه , وهو مجتهد.. نحن لا نكفر مسلمالا نكفره ولكن نقول : أخطأ في هذا التكفير وأن الذين آووه ونصروه يعتبرون مثله فيأنهم يكفرون المسلمين.. هذا القول الصواب فيه. ا.هـ

    كرر في هذا النقل عنه أن أسامة بن لادن مجتهد في تكفير دولة التوحيد السعودية ثم من تناقضه العجيب أنه جعل ابن لادن تكفيرياً للمسلمين لما قال : " وأن الذين آووه ونصروه يعتبرون مثله فيأنهم يكفرون المسلمين " فمن كان تكفيرياً للمسلمين فهو خارجي جلد ومبتدع هالك فكيف يجعله مجتهداً ويعذره باجتهاد هذا من التناقض البين الذي يجعل كثيرين لا يثقون في كلام الشيخ عبدالله بن جبرين، بل ويقللون من منزلته ومكانته .


    المؤاخذة الثانية / صلاته على الإرهابيين الخوارج عند قتل رجال الأمن لهم وتعزيته أهاليهم :
    إن من أخطر فعال ابن جبرين هي الصلاة على هؤلاء المفسدين وتعزية أهاليهم فيهم، وهذا يرفع من معنوياتهم ويزيدهم صلابة وثباتاً، بل إنه زار أهل خالد السبيت وعزاهم في ولدهم المقتول مع الخوارج وقال: أرجو أنه شهيد بسابقة جهاده بالشيشان. وهذا كله مثبت بالشهود بل لعله مسجل بالصوت.
    بالله عليكم بأي فقه يتكلم الشيخ عبدالله الجبرين، أليست الأعمال بالخواتيم، وفقه الشيخ عبدالله بن جبرين هذا مغاير لفقه الصحابة الكرام أخرج عبدالرزاق عن امرأة أبي السفر تقول سألت عائشة فقلت بعت زيد بن أرقم جارية إلى العطاء بثمان مئة درهم وابتعتها منه بست مئة فقالت لها عائشة بئس ما اشتريت أو بئس ما اشترى أبلغي زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله eإلا أن يتوب قالت أفرأيت إن أخذت رأس مالي قالت لا بأس ( فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ ) فلم تقل عائشة – رضي الله عنها – إنه لسابقة جهاده يرجى أن يكون شهيداً بل ذكرت أن عمله للعينة يبطل جهاده، فكيف بقتل المسلمين وترويع الآمنين الذي هو أشد عند رب العالمين.



    المؤاخذة الثالثة / تجويز الشيخ ابن جبرين الحكم بالقوانين الوضعية واستحلال الزنا :
    سئل الشيخ ابن جبرين في شرحة على لمعة الاعتقاد وهو مسجل في الشريط السادس عشر من شرح اللمعة : متى يخرج على الحاكم الذي يرى منه الكفر البواح ؟
    قال الشيخ – ونص كلامه مسجل بصوته - :" أما الأمور التي قد يدخلها الاجتهاد – قد أشرنا في الليلة الماضية إلى نوع منها – وهي ما عليه كثير من الولاة مما يسمى حكماً بالقوانين، مثل هذه الأحكام : الغالب عليها أنهم يرون فيها مصلحة، وأنهم لم يلغوا الشرع إلغاء كلياً بحيث لا يحكمون منه بشيء لأنه الله قال: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ).
    فمثل هؤلاء إذا كان لهم وجهة فلا نقول بكفرهم، ولكننا نخطئهم في هذا الاجتهاد الذي هو تغيير شيء من الشرع ولو كان عن طريق الاجتهاد، فمثلاً :
    إباحتهم للزنا إذا كان برضى الطرفين، وكذلك تركهم – أو إلغاؤهم – للحدود – حد السرقة وحد القذف وحد شرب الخمر وإباحة الخمر وإعلان بيعها وما أشبه ذلك لا شك أن هذا ذنب كبير !
    ولكن قد يكون لهم مثلاً من الأعذار ما يرون أنهم يعذرون فيه، فيعتذرون أن في بلادهم من ليسوا بمسلمين وأن التشديد عليهم فيه تنفير. وإذا كان لهم وجهة فالله حسيبهم.
    فعلى كل حال... لا شك لو حكمنا الشرع وطبقنا تعاليمه لكان فيه كفاية وفيه الخير الكثير "

    إن تجويزه للحكم بالقوانين الوضعية باسم الاجتهاد أمر كبار ثم الأكبر والأطم تمثيله للمسائل الاجتهادية بإباحة الزنا إذا كان برضا الطرفين، وإباحة الخمر وهكذا.. أليس حرمة هذه الأمور معلوماً من الدين بالضرورة وإن استحلال معلوم من الدين بالضرورة كفر وردة بالإجماع.

    تنبيه / قدم الشيخ ابن جبرين – هداه الله – لكتاب ( رفع اللائمة عن فتوى اللجنة الدائمة ) وذكر فيه أن الشيخ علي حسن الحلبي – سدده الله – يجوز الحكم بغير ما أنزل الله فقال ص6: " وإن من أخطر ما وقع منهم في هذه الأزمنة إباحتهم للعمل بالقوانين الوضعية، واعتقاد جواز العمل بها مع ما ورد فيه من الوعيد، كقول الله تعالى ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)"ا.هـ
    وهذا من الظلم والاعتداء فكلام الشيخ علي حسن في بيان حرمة الحكم بغير ما أنزل الله كثير يصعب حصره، بل إني لا أعرف أحداً منسوباً إلى العلم يجوز الحكم بغير ما أنزل الله والحكم بالقوانين الوضعية باسم الاجتهاد إلا الشيخ عبدالله بن جبرين فيما تقدم نقله عنه، فسبحان الله كيف رمى غيره بما هم منه براء بل وبما شذ بالقول به من عدم تكفير المستحل للزنا وشرب الخمر.

    المؤاخذة الرابعة / رميه الشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي والشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي بأنهم جامية وجواسيس وقدحه فيهم القدح الشاهر الظاهر.
    للشيخ كلمات سيئة فيمن يسميهم جامية وفي الشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي والشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي وإليك عنه نقلين :

    النقل الأول/ ما أجاب به عندما سئل عن الجامية - في شريط مسجل له برقم (1883) نشر تسجيلات صوت الحق الإسلامية:
    " فنحن نقول لهؤلاء - أي لطائفة الجراحين –
    فرق بينكم وبينهم أي قياس يحصل بين الاثنين بين من ينصحون المسلمين ويوجهونهم ويرشدونهم،
    وبين من لم يظهر منهم أية أثر ولا نفع بل صار ضررهم أكثر من نفعهم حيث صرفوا جماهير وأئمة وجماعات عن هؤلاء الأخيار،وأوقعوا في قلوبهم حقدا للعلماء، ووشوا بهم، ونشروا الفساد،ونشروا السوء، وأفسدوا ذات البين التي أخبر النبي أن فساد ذات البين هي الحالقة، لو يظهر لهم أثر فنحن نسائلهم ونقول لهم : أقلـوا عليـهم لا أبا لأبيكـم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا. متى عملتم مثل أعمالهم؟ متى نفعتم مثل نفعهم؟متى أثرتم مثل تأثيرهم؟ ويحكم سوءكم وشركم وضرركم على إخوانكم الذين يعتقدون مثل ما تعتقدون،ويدعون إلى الله تعالى، أنتم كالذين قال فيهم أحد العلماء: متى كنتم أهلا لكل فضيلة متى كنتم حربا لمن حاد أو كفر متى دستم رأس العدو بفيلق وقنبـلة أو مدفع يقطع الأثر تعيبون أشياخا كرما أعـزة جهابذة نور البصيرة والبصر فهم بركـات للبلاد وأهلها بهم يدفع الله البلايا عن البشر.

    والنقل الثاني /سئل الشيخ ابن جبرين عن الجامية كما في موقعه فقال :
    الجامية قوم يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم،والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة فيدخلوا عليهم، ويصدق عليهم الحسد فلأجل ذلك صاروا يتنقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعض فيما بينهم، ونسبتهم إلى أول من اظهر ذلك وهو محمد أمان الجامي وقد توفي وأمره إلى الله تعالى، هذا سبب تسميتهم. وهذا الرابط الصوتي لجواب الشيخ عبر شبكة الانترنت :
    http://207.44.196.190/voice/ALGBREEN.ram

    والجواب عن هذا بأجوبة :
    أما الإجابة الأولى:

    [1] مسجل في شريط بعنوان " أهداف الحملات الإعلامية ضد حكام وعلماء بلاد الحرمين. أصدرته تسجيلات منهاج السنة بالرياض حي السويدي.

    [2] المرجع السابق.

    [3] مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (1/384).

    [4] كلمة العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله الفائز بجائزة الملك فيصل عام 1419هـ.

    [5] شريط بعنوان " اقتران العلم بالسيف " الوجه الأول، رقم ( 1/ 291 )

    [6] المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ص495.

    [7] المرجع السابق ص485.

    [8] ضمن المجموع في ترجمته ص646.

    [9] فبهذا يعلم أن منع بعض الدعاة ليس لكونهم دعاة، بل لكونهم يسببون شراً.

    [10] مسجل في شريط بعنوان " أهداف الحملات الإعلامية ضد حكام وعلماء بلاد الحرمين.

    [11] المرجع السابق.

    [12] شريط بعنوان " مشاهداتي في المملكة العربية السعودية ".

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الموقع
    الغربة
    الردود
    551
    الجنس
    أنثى
    فهي أن العلماء الأجلاء والذين منهم شيوخ الشيخ ابن جبرين ومنهم من هم في طبقته، قد أثنوا على العالمين الجليلين الشيخ محمد أمان بن علي الجامي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي وإليك نص كلامهم في محمد أمان ثم الشيخ ربيع المدخلي:
    أما الشيخ محمد أمان فقد زكاه علماؤنا كالإمام عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – في حياة الشيخ محمد أمان وبعد مماته فقال في كتابه رقم 64 في 9/1/1418هـ عن الشيخ محمد أمان: معروفٌ لديَّ بالعلم والفضل و حسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه والتحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب ا.هـ.
    وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ : الشيخ محمد أمان كما عرفته: إن المتعلمين و حملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون, و لكن قليلٌ منهم من يستفيد من علمه و يستفاد منه، و الشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخَّروا علمهم و جهدهم في نفع المسلمين و توجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية و تجواله في المملكة لإلقاء الدروس و المحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد و ينشر العقيدة الصحيحة ويوجِّه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح ويحذِّرهم من المبادئ الهدامة و الدعوات المضللة. و من لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة و أشرطته العديدة التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير و نفع كثير ا.هـ.
    وقال الشيخ العلامة عبدالمحسن العباد : عرفت الشيخ محمد أمان بن علي الجامي طالباً في معهد الرياض العلمي، ثم مدرساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المرحلة الثانوية، ثم في المرحلة الجامعية. عرفته حسن العقيدة سليم الاتجاه، وله عناية في بيان العقيدة على مذهب السلف، والتحذير من البدع وذلك في دروسه ومحاضراته وكتاباته، غفر الله له ورحمه وأجزل له المثوبة ا.هـ

    أما الشيخ ربيع:
    فقد سئل الإمام العلامة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- عن الشيخ ربيع بن هادي والشيخ محمد أمان فقال: ((بخصوص صاحبي الفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، كلاهما من أهل السنة، ومعروفان لدي بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة" [شريط الأسئلة السويدية].
    وقال: ((الشيخ ربيع من خيرة أهل السنّة والجماعة، ومعروف أنّه من أهل السنّة، ومعروف كتاباته ومقالاته))[شريط بعنوان ثناء العلماء على الشيخ ربيع-تسجيلات منهاج السنة].

    وقال الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-:قال في شريط (الموازنات بدعة العصر للألباني) بعد كلامٍ له في هذه البدعة العصرية :
    ((وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه، وإن كنت أقول دائماً وقلت هذا الكلام له هاتفياً أكثر من مرة أنه لو يتلطف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه، أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً، إلا ما أشرت إليه آنفاً من شئ من الشدة في الأسلوب، أما أنه لا يوازن فهذا كلام هزيل جداً لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط)).

    أما الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين –رحمه الله-.
    فقد سئل عن الشيخ ربيع كما في (شريط الأسئلة السويدية) فقال :" أما بالنسبة للشيخ ربيع فأنا لا أعلم عنه إلا خيراً والرجل صاحب سنة وصاحب حديث".
    وقال -رحمه الله تعالى- في شريط " إتحاف الكرام" وهو شريط سجّل في عنيزة بعد محاضرة الشيخ ربيع فيها بعنوان "الاعتصام بالكتاب والسنّة"،
    ((إننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر لأخينا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي أن يزور هذه المنطقة حتى يعلم من يخفى عليه بعض الأمور أن أخانا وفقنا الله وإياه على جانب السلفية طريــق السلف، ولست أعني بالسلفية أنها حزب قائم يضاد لغيره من المسلمين لكني أريد بالسلفية أنه على طريق السلف في منهجه ولاسيما في تحقيق التوحيد ومنابذة من يضاده، ونحن نعلم جميعاً أن التوحيـد هو أصل البعثة التي بعث الله بها رسله عليهم الصلاة والسلام.. زيارة أخينا الشيخ ربيـع بن هادي إلى هذه المنطقة وبالأخص إلى بلدنا عنيزة لاشك أنه سيكون له أثر ويتبين لكثير من الناس ما كان خافياً بواسطة التهويل والترويج وإطلاق العنان للسان وما أكثر الذين يندمون على ما قالوا في العلماء إذا تبين لهم أنهم على صواب)).
    ثم قال أحد الحاضرين في الشريط نفسه : هاهنا سؤال حول كتب الشيخ ربيع؟
    فأجاب -رحمه الله تعالى-: ((الظاهر أن هذا السؤال لا حاجة إليه، وكما سئل الإمام أحمد عن إسحاق بن راهويه -رحمهم الله جميعاً- فقال: مثلي يسأل عن إسحاق ! بل إسحاق يسأل عني، وأنا تكلمت في أول كلامي عن الذي أعلمه عن الشيخ ربيع -وفقه الله-، ومازال ما ذكرته في نفسي حتى الآن، ومجيئه إلى هنا وكلمته التي بلغني عنها ما بلغني لاشك أنه مما يزيد الإنسان محبة له ودعاء له)).


    قال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله- في تقديمه لكتاب "منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل":
    من هؤلاء الذين بينوا ونصحوا فضيلة الشيخ الدكتور: ربيع بن هادي المدخلي في هذا الكتاب الذي بين أيدينا وهو بعنوان: (( منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل )) فقد بين- وفقه الله وجزاه خيراً- منهج الرسل في الدعوة إلى الله كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله وعرض عليه منهج الجماعات المخالفة ليتضح الفرق بين منهج الرسل وتلك المناهج المختلفة والمخالفة لمنهج الرسل، وناقش تلك المناهج مناقشة علمية منصفة مع التعزيز بالأمثلة والشواهد، فجاء كتـابه -والحمد لله- وافياً بالمقصود، كافياً لمن يريد الحق، وحجة على من عاند وكابر، فنسأل الله أن يثيبه على عمله، وينفع به وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه)).

    وقال الشيخ الفوزان أيضاً في تقديمه لرد الشيخ ربيع على الزيدي الشيعي حسن بن فرحان المالكي: ((فوجدت رد الشيخ ربيع حفظه الله وافياً في موضوعه جيداً في أسلوبه مفحماً للخصم فجزاه الله خير الجزاء وأثابه على ما قام به من نصرة الحق وقمع الباطل وأهله)).

    أما الجواب الثاني:
    من جهة المقارنة بين الدعاة الحزبيين مثل سلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر وعائض القرني وعوض القرني الذين يدعي الشيخ عبدالله بن جبرين بأنهم ناصحون للأمة، وبين من يسميهم كذباً وزوراً بالجامية، المقارنة بين الفريقين في نصرة دعوة التوحيد دعوة علمائنا وولاتنا، دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، لنقف على حقيقة هذه الدعوى والتي بطلانها أظهر من أن يبرهن عليها وهي في ظهورها كظهور الفرق بين البعرة والبعير والثرى والثريا.
    أيها العقلاء، هل يقال لمن يطعنون في دعوة التوحيد دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب بأنهم ناصحون، ويقال لمن دافع عنها إنه لا أثر لهم ولا نفع ؟!.
    فمن ذلك قول سلمان العودة في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب فِي قناة الْمَجد فِي 24/7 /1424هـ فِي برنامج: "ساعة حوار" فيصف الدعوات السلفية ومنها دعوة الإمام مُحَمَّد بن عبد الوهاب -رحِمه الله- بأنَّها تقليدية فِي فكرها، فقال: "الدعوة الوهابية يعنِي عمرها أكثر من مائتِي سنة, التيارات السلفية مثلاً فِي الْهِند, التيارات السلفية فِي السودان, فِي مصر, فِي الشام, فِي الْجَزيرة العربية, فِي الْمَغرب العربِي, حَتَّى فِي العالَم الغربِي, كثير من هذه التيارات السلفية ربَّما كان من ثقافتها وفكرها التقليدي أنَّها كانت تنأى بنفسها حَتَّى عن كل ما يَمتُّ إِلَى السياسة بصلة, فربَّما كانت يعنِي تُفرِط فِي البعد عن معايشة واقع الناس وحالِهم".
    وقال الدكتور الزراعي محسن العواجي في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب: "الْمَرجعية – أي في التكفير - ترجع إِلَى جذورنا التاريْخية لبعض ما كان يدرس فِي مدارسنا، خصوصًا تلك الآراء الْحَادة جدًّا الَّتِي لا يزال لَها جذور فكرية إِلَى الآن فِي مُجتمعنا وإن لَم تَحمل السلاح, تلك الْجُذور الَّتِي لَها علاقة بالْحَركة الإصلاحية الوهابية، الْجَانب السلبِي لَها، الْجَانب الإيْجابِي: مُحاربة الشرك والْخُرافات وهذه كل الْمُسلمين معه، لكن الْجَانب السلبِي هو التعطش للتكفير والتعطش أيضًا لقتال من يُكفَّرون, هذا الأمر اللي يعتبر ما نعانِي منه اليوم هو امتداد له".
    وخرج سفر الحوالي بعده في نفس القاء وأقره، ولم ينكر عليه.
    وقال عائض القرني لما زار رأس التصوف في الحجاز عبدالله فدعق : "إنه لا فرق بين السنة والشيعة والوهابية والصوفية " كما في جريدة عكاظ 15/10/1427هـ
    بينما من يسميهم بالجامية كالشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي قد ألف مجلداً كاملاً في الرد على حسن بن فرحان المالكي لما تكلم على دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب.
    أرأيت الفرق الكبير بين هاتين الدعوتين.
    فلم الظلم وإخفاء الحقائق ؟ أليس الله رقيباً وبعباده بصيراً.

    الجواب الثالث:
    أن سلمان العودة وسفراً الحوالي وأمثالهما قد ربوا الشباب على فكر الثورة حتى ظهرت آثار ذلك عليهم، وهذا الفكر الثوري هو الذي سماه الشيخ عبدالله بن جبرين: نصحهم وتوجيههم وإرشادهم للمسلمين، وأما العلماء الربانيون فقد أنكروا عليهم دعوتهم الثورية، ومن ذلك ما أصدرته هيئة كبار العلماء بالإجماع برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – فيهم وهذا نصه، وصورته:


























    انظر كيف قالوا " حماية للمجتمع من أخطائهما "
    وللشيخ ابن عثيمين كلام عن سلمان وسفر إليك نصه مع السؤال :
    قال السائل: و أيضاً؛ يسمعون أشرطة سلمان بن فهد العودة، و سفر الحوالي!! هل ننصحهم بعدم سماع ذلك؟!!
    فأجاب الشيخ:بارك الله فيك؛ الخير الذي في أشرطتهم موجود فيغيرها، و أشرطتهم عليها مؤاخذات، بعض أشرطتهم؛ ما هي كلها، و لا أقدر أميّز لك -أنا- بين هذا و هذا!!"
    س: إذن تنصحنا بعدم سماع أشرطتهم؟
    الشيخ: "لا؛ أنصحك بأن تسمع أشرطة الشيخ ابن باز، أشرطة الشيخ الألباني، أشرطة العلماء المعروفين بالاعتدال، و عدم الثورة الفكرية!!!"
    س:يا شيخ! و إن كان الخلاف في هذه القضية -مثلاً- أنهم يكفّرون الحكّام و يقولون بأنهجهاد -مثلاً- في الجزائر، و يسمعون أشرطة سلمان و سفر الحوالي؛ فهل هذا الخلاف فرعي؟! أم هو خلاف في الأصول يا شيخ؟!!
    الشيخ: "لا!؛ هذا خلافعقدي، لأن من أصول أهل السنة و الجماعة أن لا نكفّر أحداً بذنب!"

    الجواب الرابع: قد تميع هؤلاء الحركيون الذين يدافع عنهم الشيخ عبدالله بن جبرينويرفع من شأنهم تميعوا مع المبتدعة، وحاولوا التقرب منهم، كما فعل سلمان العودة في زيارته لكبير الصوفية في جدة عبدالله فدعق، وكما فعل ذلك عائض القرني بل قال حين زيارته –مداهنة لهم-: إنه لا فرق بين السنة والشيعة، فلا فرق عند القرني بين مكفرة الصحابة كالرافضة ومحبي الصحابة أهل السنة، ولا فرق عنده بين أهل السنة دعاة التمسك بالسنة وترك البدعة، وبين دعاة التمسك بالبدعة وترك السنة كالشيعة والصوفية.

    الجواب الخامس: جعل الشيخ ابن جبرين الجامية متشددين على من خالفهم، وهذا لفظ مجمل فإن التشديد على المخالف يكون محموداً إذا كان من أهل البدع أو من دعاة السوء أو ممن يدعو إلى باطل والناس يتأثرون به، وقد كان صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام على هذا الهدي فما أكثر الأحاديث الشديدة في الخوارج، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " وهكذا ضرب عمر صبيغ بن عسل بالعراجين، وأمر أن يسافر إلى اليمن وأن يهجره الناس، وهكذا السلفيون الذين يسميهم الشيخ عبدالله بن جبرين بالجامية فهم متشددون على من يريد أن يجعل الشيعة والصوفية كأهل السنة وعلى من يطعن في دعوة التوحيد، أما على أهل التوحيد والسنة فهم ألين الناس بهم وأرأف.
    ولو كان الشيخ عبدالله بن جبرين منصفاً لوصف هؤلاء الحركيين بالتشدد لأنهم ثوريون متشددون على ولاة أمر المسلمين فهم مع كونهم متشددين فهم أيضاً للشرع مخالفون وهم متشددون على السلفيين حتى إنهم يلمزونهم بألقاب السوء، ويجهلونهم في الفقه المبتدع المسمى بفقه الواقع. ولأجل هذا يصدون الناس عنهم وعن أقوالهم وفتاواهم.

    الجواب السادس: جعله أهل السنة السلفيين المسمين عنده بالجامية حاسدين لهؤلاء الحركيين، وهذا مردود من جهات :
    الجهة الأولى: أنه قدح في النيات فمن الذي أطلعه على نياتهم حتى حكم عليهم بهذا الحكم الخفي ؟!.
    الجهة الثانية: أن أهل السنة السلفيين تكلموا في هؤلاء الدعاة الحزبيين وبينوا ما يثبت خطأهم وضلالهم، أما الحاسد فهو المتكلم بلا بينة ولا برهان ككلامه هذا على السلفيين وللأسف.
    الجهة الثالثة: أن رد كلام الناصحين في المخطئين بذريعة الحسد يلزم منه رد كتب أئمة السنة في الرد على المخالفين ككتاب الاستقامة ودرء تعارض النقل والعقل ومنهاج السنة وهذه كلها لابن تيمية، وككتب أئمة الدعوة النجدية في الرد على أهل الضلالة، فهل بهذا يقول ابن جبرين ؟!!


    المؤاخذة الخامسة / دفاعه المستميت عن جماعة التبليغ /
    سئل الشيخ ابن جبرين عن جماعة التبليغ كما في موقعه ورقم الفتوى 12238
    هل هي على حق أم أنها على باطل؟ ويذكر أنها انشغلت بها مجالس كثير من الناس، ونترك لسماحة الشيخ الأمر في الإجابة ؟
    الجواب :
    " كان أصل جماعة التبليغ فرقة خرجوا في الهند والباكستان وعليهم ملاحظات؛ لأنهم فعلوا ذلك ومعهم جهل، فصار عليهم ملاحظات؛ فلأجل ذلك أنكر عليهم المشايخ، وحذروا منهم، ولكن الذين يعملون في هذه البلاد في المملكة لا نسميهم باسمهم. بل نسميهم من الدعاة؛ الذين يخرجون ببعض الفسقة، ويعلمونهم الطاعة، هؤلاء يسميهم بعض المشايخ جماعة التبليغ، وليسوا على منهج التبليغيين الذين في الهند والسند بل إنهم من الدعاة إلى الله تعالى ومن الذين نفع الله تعالى بهم، ونفع بدعوتهم فهم أهل خير؛ قرأوا في المعاهد، وفي المدارس، وقرأ بعضهم في الجامعات، وتخرجوا منها، وعرفوا الحق، وعرفوا التوحيد، وعرفوا الإيمان وشروطه وأركانه. فالتزموا هذه الطريقة، وهي أنهم يأخذون بعض العصاة الذين عليهم آثار المعاصي، ويخرجون بهم خمسة أيام، أو أسبوعا، أو عشرين يوما، أو شهرا، أو أشهرا، فيرجع أولئك المفرطون وقد تأثروا، وقد تابوا، وأصلحوا أعمالهم، وصلحت أحوالهم، وتابوا إلى الله تعالى.
    خرج معهم بعض طلبة العلم؛ فرقت قلوبهم، ولم يروا منهم إلا خيرا. فما رأوهم مثل التبليغيين؛ الذين في الهند أولئك يطوفون بالقبور، وهؤلاء حاشا أن يكونوا، أولئك يدعون الأموات، وهؤلاء حاشا أن يكونوا منهم، وأن يدعوا الأموات. أولئك عقائدهم في أسماء الله وصفاته ينكرونها؛ ينكرون أن يكون الله تعالى على العرش استوى، وهؤلاء يقرون بذلك، وهؤلاء يصفون الله بصفات الكمال. ولا عيب فيهم. لا عيب فيهم، والحمد لله.
    فنقول: هؤلاء يجب علينا أن نشجعهم، وأن ننافح ونكافح عنهم. والذين قالوا: إنهم جهلة لم يختبروهم، وإذا قال بعض المشايخ: إنهم على جهل نقول: اختبروهم، سلوهم؛ سلوهم عن أركان الإسلام. يعرفون أركان الإسلام، وأركان الوضوء، وأركان الصلاة، وكذلك أيضا صفة العبادات، وصفة المحرمات. سلوهم هل هم يبيحون الزنا، أو يبيحون السرقة، أو يبيحون القتل، أو أنهم يسبون، أو يقذفون؟ اختبرناهم، ووجدناهم نزيهين، والحمد لله؛ فنسميهم أهل الدعوة، ولا نقول إلا خيرا فيهم.

    وأما أهل الهند ونحوهم؛ الذين هم أتباع محمد بن إلياس فألئك فيهم صوفية، وفيهم قبوريون، وفيهم مشركون، ونبرأ إلى الله منهم، ومن حالتهم.
    ولا ينكر على هؤلاء كونهم لا يبحثون في المسائل الخلافية؛ المسائل التي فيها خلاف يقولون: مردها إلى العلماء الذين لهم الإفتاء، فلا نخوض فيها. نعمل بفضائل الأعمال، نشتغل بفضائل الأعمال؛ التي يحبها الله تعالى فندعو إلى فضل الصلاة على وقتها، وندعو إلى فضل التقدم إلى المسجد، وندعو إلى القرآن، وندعو إلى دعاء الله وذكره، وندعو إلى النوافل؛ التي هي الصلوات قبل الفرائض أو بعدها، وصلاة الليل والتهجد، وندعو إلى التوبة. ندعو إلى التوبة من الأعمال السيئة. الأعمال السيئة؛ كالدخان، وشرب الخمور، والمسكرات، وسماع الأغاني، وسماع الملاهي، وما أشبهها، فهذه هي التي يدعون إليها. طهر الله تعالى بهم بيوتا كانت مليئة بآلات الملاهي، أصبحوا يقرءون فيها القرآن، ويقرءون فيها العلم، ويذكرون الله تعالى فيها، وكذلك ألسنة كانت منشغلة بالسباب، والشتم واللعن أصبحوا إنما يدعون الله تعالى ويذكرونه، ويدعونه بأسمائه الحسنى، ويرغبون إليه، وتابوا إلى الله تعالى من التفريط، والإهمال؛ فلا ينبغي لنا أن نسبهم، ولا أن نحذرهم، ولا أن نحذر منهم، ونحن نعرفهم أنهم أولادنا، وإخواننا، وتلاميذنا، وقد قرأوا علينا، وقد قرأوا على المشايخ، وقد عرفوا الحق -والحمد لله- فلا يقال: إنهم جهلة، ولا يقال: إنهم مبتدعة، ومن قال: ذلك؛ فإنه جاهل بهم.
    والذين تكلموا فيهم من المشايخ: إنما قصدوا أولئك الذين في الهند ونحوهم؛ فألئك هم المبتدعة، وأما هؤلاء فحاشا، وكلا أن يكونوا من المبتدعة."
    وجواباً على هذا الكلام أقول:
    إن جماعة التبليغ جماعة ضالة مبتدعة وسأذكر أموراً ثلاثة ليعرف هذا ويتيقن:
    الأمر الأول : ضلال جماعة التبليغ الهنود والعجم، وهذا لا ينازع فيه الشيخ عبدالله بن جبرين.
    الأمر الثاني : ضلال جماعة التبليغ السعوديين والعرب، وهذا ما ينازع فيه الشيخ عبدالله بن جبرين.
    الأمر الثالث: فتاوى العلماء الموثوقين في التحذير منهم.

    أما الأمر الأول / ضلال جماعة التبليغ الهنود والعجم :
    والقول بأن تبليغي العجم ضلال له أدلة منها:
    الدليل الأول / أن هذه الجماعة لا تَهتم بالدعوة إلَى توحيد الإلَهية -العبادة- وهي الدعوة الَّتِي من أجلها أُرسلت الرسل وأُنزلت الكتب وخُلق الثقلان، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاًَ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل:36]. وقال: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاََّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56]. وهي وإن ذكرت من أصولِها الكلمة الطيبة: "لا إله إلا الله ومُحمد رسول الله" إلا أنَّها من أبعد الناس عنها؛ وذلك أن التوحيد الذي يعتنون به: هو توحيد الربوبية الذي أقر به كفار قريش ولَمْ يدخلهم فِي الإسلام دون توحيد الألوهية الذي من أجله أُرسلت الرسل([1]).
    والأدلة على أن هذه الجماعة لا تعتنِي بتوحيد الإلهية -العبادة- أدلة كثيرة، أقتصر على ثلاثة منها:
    أ- أن فِي مركزهم الرئيس فِي الهند والسودان قبورًا, وكذا بِجوار مركزهم الرئيس فِي رائي وند بالباكستان؛ ذكر هذا من خبرهم وعايشهم ثَمان سنوات؛ الشيخ المعروف سعد الحصين([2]).
    ب- أن أكابر المنتسبين إليها على عقائد شركية وبدعية, ومع ذلك لم يتبرؤوا منهم؛ فهذا يدل دلالة واضحة على أن الجماعة لا تبالي بتوحيد العبادة.
    قال الأستاذ سيف الرحمن بن أحمد الدهلوي: إن أكابر أهل التبليغ يرابطون على القبور, وينتظرون الكشف والكرامات والفيوض الروحية من أهل القبور, ويقرون بِمسألة حياة النَّبِي eوحياة الأولياء حياة دنيوية لا برزخية مثلما يقر القبوريون بنفس المعنَى. اهـ.([3]).
    وقد نقل الشيخ حمود التويْجري -رحمه الله- شهادات سبعة أشخاص مع تواقيعهم أن هذه الجماعة عندها كفريات وبدع ([4]).
    ج- أنك إذا جالست أفراد هذه الجماعة رأيت تفسيرهم للكلمة الطيبة بِمَا يتعلق بتوحيد الربوبية دون الألوهية؛ فجرب تَجد -حماك الله-.
    وإن كون هذه الجماعة لا تَهتم بالتوحيد كافٍ فِي إسقاطهم عند الموحدين السائرين على طريقة النبيين والمرسلين؛ ذلك لأن دعوة الأنبياء والمرسلين هي الدعوة إلَى إفراد الله سبحانه بالعبادة دون أحد سواه، فمن خالفهم فِي الدعوة فليس من أتباعهم الناجين.
    د- أن هذه الجماعة أعدت لأتباعها من العجم كتاب: "تبليغي نصاب"، وفيه -كما سيأتِي- الدعوة الصريْحة إلَى طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا كما يقرر علماؤنا شرك أكبر مُحبط للعمل ومُخرج من الملة, فبإعدادهم لِهذا الكتاب والحث عليه, بل وتوزيعه, تكون جماعة التبليغ قد أدينت بأنَّها ليست مهملة لدعوة التوحيد فحسب, بل هي داعية شرك، نسأل الله السلامة.
    الدليل الثاني/ أن هذه الجماعة قد انغمست فِي البدع المختلفة؛ فهم يبايعون العجم ومن يثقون بِه من العرب على الطرق الصوفية المبتدعة الأربعة: الجشتية، والنقشبندية، والقادرية، والسهروردية ([5]).
    وكذلك كتابُهم المعد لأتباعهم من العجم: "تبليغي نصاب" فيه من البدع الكثيرة المهلكة منها:
    أ- الحث على السفر إلَى المدينة النبوية بقصد زيارة قبر الرسول e بعد الحج؛ بدليل: "من حج فلم يزرني فقد جفان"، وهذا الفعل بدعة، والحديث موضوع.
    ب- الحث على التوجه لقبره e بالدعاء الآتي: "يا رسول الله، أسالك الشفاعة".
    ج- صفة السلام على العمرين -أبِي بكر وعمر-: "جئناكما نتوسل بكما إلَى رسول الله e ليشفع لنا ويدعو لنا ربنا".
    د- فيه أن النَّبِي e أخرج يده من قبره ليتمكن الشيخ أحمد الرفاعي-فِي القرن السادس الهجري- من تقبيلها على مرأى من تسعين ألف مسلم. فيا سبحان الله! إلَى هذه الدرجة التلاعب بعقول الناس والأصحاب, أليس من بينهم رجل رشيد؟!
    هـ- فيه أن الكعبة تذهب إلَى بعض الصالحين فِي أماكنهم([6]), فحثٍُ الجماعة على كتاب: "تبليغي نصاب" يجعلها جماعة داعية للبدع الموبقة.
    الدليل الثالث/ لا يهتم التبليغيون بالعلم، وليس عندهم فِي مناهجهم العلم بِمعناه الحق -معرفة أحكام الشرع بأدلته- والدراسة على العلماء، فهم مفرطون فِي شرط العبادة الثاني, وهو المتابعة لرسول الله e([7]).
    فيا سبحان الله! إذا لم يكن عندهم علم فإلى أي شيءيدعون؟! وهل فاقد الشيء يعطيه؟! ودعوة الأنبياء دعوة على علم, قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي... ﴾. [يوسف:108]. فلأجل عدم اهتمامهم بالعلم؛ وقعوا فِي بدع كثيرة فِي باب العبادات -زيادة على ما سبق ذكره من البدع- ([8]).
    الدليل الرابع/ من أصول هذه الجماعة: الخروج؛ وهو السفر للدعوة إلَى الله, وهذا الأصل مَحمود مطلوب موجود عند رسول الله e؛ إذ أرسل جماعات من الصحابة للدعوة إلَى الله, فأرسل أبا موسى وعليًّا ومعاذًا وأبا هريرة وغيرهم -رضي الله عنهم أجمعين- لكن على غير طريقة التبليغيين, فإن رسول الله eلَمْ يكن يرسل إلا العلماء، فلم يرسل غيرهم للدعوة إلَى الله مع وجود المقتضي والحاجة فِي زمانه وانتفاء المانع, وما كانت هذه صورته فحكمه بدعة فِي الشريعة.
    فنخلص من هذا: أن إرسال الجهال للدعوة إلَى الله من جملة البدع، ولا يصح لأحد أن يستدل بِما رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله e قال: " بلغوا عنِّي ولو آية ". فيقول: هذا يشمل كل من عرف ولو آية واحدة فِي حالة سفر أو حضر؛ إذ يقال: خير من فهم هذا الكلام وعمل به من تلفظ به e, ومع ذلك لَمْ يفهم أنه شامل لِما ذكرت؛ إذ لو كان فاهِمًا ما ذكرت لأرسل حتَّى غير العلماء من الصحابة للدعوة, فلمَّا لَمْ يفعل مع وجود الحاجة وانتفاء المانع؛ دل على أنه غير داخل فِي مطلق الحديث([9])، ثُمَّ إن الجهال من التبليغيين وغيرهم إذا ذهبوا للدعوة لا يقتصرون على تلاوة آية أو ذكر حديث.
    تنبيه: قد اعترض بعضهم على هذا بأن ضمام بن ثعلبة وغيره من الوفود الذين أسلموا بين يدي رسول الله e ذهبوا إلَى قومهم دعاة مع كونِهم لَمْ يتلقوا من رسول الله e كثير علم, وما ذكره هذا المخالف لا يعارض ما سبق تقريره بل يؤكده؛ وذلك أن رسول الله لَمْ يرسل هؤلاء إلَى قومهم للدعوة، ولَم يكن المقصود من سفرهم الدعوة إلى دين الإسلام، بل هم راجعون إلى بلادهم وقومهم, والبحث جارٍ فيمن قصد من السفر الدعوة إلَى الله لا أن يكون قصده أمرًا آخر ثُمَّ تعرض له الدعوة تبعًا، والله الموفق.
    فائدة: من المهم -أيها القارئ- أن تُحيط علمًا ومعرفة بِمؤسس هذه الجماعة: وهو مُحمد إلياس بن مُحمد بن إسْماعيل الكاندهلوي الديوبندي الحنفي مذهبًا، الأشعري الماتريدي عقيدة، الصوفي طريقة، أخذ البيعة الصوفية على يد الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي ثُمَّ جددها بعد موت الشيخ رشيد على يد الشيخ أحمد السهارنفوري الذي أجازه فِي مبايعة غيره على النهج الصوفي المعروف.
    وقد كان مُحمد إلياس يَجلس فِي الخلوة عند قبر الشيخ نور مُحمد البدايوني، وفِي المراقبة الجشتية عند قبر قدوس الكنكوهي الذي كانت تسيطر عليه فكرة وحدة الوجود. اهـ.([10])
    وقال الشيخ سيف الرحمن عن مُحمد إلياس: "هو الحنفي مذهبًا والصوفي مشربًا، قليل البضاعة العلمية غير شهير فيها، لكن كان قوي الحماس للدعوة إلَى الدين الإسلامي -بل إلَى الدين الصوفي- وإلى المسلك التصوفي الطرقي..."اهـ.([11]).
    وفِي كلام هؤلاء الأجلة رد على أولئك التبليغيين الموجودين فِي جزيرة العرب الزاعمين أن مُحمد إلياس داعية سلفي يدعو إلَى توحيد الألوهية ونبذ الشرك بالله. فانظر إلَى أي مدى بلغ التلاعب بعقول الناس, وإلى أي حد بلغ التدليس والكذب!!
    إخوة الإيْمان: هل يوجد سلفي موحد يقر كتاب: "تبليغي نصاب" المتضمن للشركيات والبدع؟ وهل يوجد سلفي يبايع على الطرق الصوفية وهكذا أتباعه من بعده كما أقر بذلك أمير الجماعة الحالي إنعام الحسن فِي رسالة كتبها للشيخ سعد الحصين -حفظه الله-؟ ولو كان محمد إلياس داعية سلفيًّا لرأيت أتباعه في الغالب دعاة سلفيين، ثُم وايْم الله لو كان داعية سلفيًّا نابذًا للشرك لتطايرت الأخبار بذلك من ناصريه ومعاديه فأين هي؟ ولٍِِم لَمْ يذكر مترجموه ذلك عنه؟
    أيها الألبَّاء: جماعة هذا مؤسسها فما الذي يرجى منها؟!

    أما الأمر الثاني / ضلال جماعة التبليغ السعوديين والعرب :
    يتناقل طائفة كثيرة من الناس شبهة ومنهم الشيخ ابن جبرين وهي: أن ما سبق ذكره إنَّما هو فِي حق التبليغيين الموجودين فِي الهند والباكستان, أما التبليغيون الموجودون فِي جزيرة العرب والدول العربية أصحاب العقيدة السلفية فلا ينطبق عليهم هذا التحذير وهم على خير...إلخ, وهذه الشبهة تضمنت حقًّا وباطلاً.
    أما كون هؤلاء ليسوا كأولئك إذ هم على عقيدة سلفية صحيحة؛ فهذا حق فيمن كان كذلك, لكن ليس معنَى هذا أنَّهم فِي الدعوة ليسوا على طريقة بدعية, وأيضًا المستمر منهم مع هؤلاء التبليغيين موافق لَهم على عدم إنكار الشرك؛ لأن من أصولِهم عدم إنكار المنكر أيًّا كان, بل وسيوالِي التبليغيين الهنود والباكستانيين المبتدعة الواقعين فِي الشرك؛ لأنَّهم من جماعته فتراه يحضر اجتماعهم السنوي, ويخرج معهم للدعوة على هذه الطريقة الضالة, فهم بِهذا على خطر عظيم, وطريق غير مستقيم, واجب عليهم أجمعين تركها والتوبة إلَى الرب الرحيم من الانتساب إليها؛ لكونِها مُخالفة للشرع من أوجه:
    1- أن هؤلاء التبليغيين الهنود ونحوهم مبتدعة -على أقل الأحوال- فالواجب البراءة منهم, والتحذير من سلوك طريقهم لا الانتساب إليهم والدفاع عنهم, كما هو حال التبليغيين الموجودين فِي جزيرة العرب.
    قال الشيخ حمود التويجري: "وأما قول السائل: هل أنصحه بالخروج مع التبليغيين فِي داخل البلاد -أي: البلاد السعودية- أو فِي خارجها أم لا؟ فجوابه أن أقول: إني أنصح السائل وأنصح غيره من الذين يَحرصون على سلامة دينهم من أدناس الشرك والغلو والبدع والخرافات ألاَّ ينضموا إلَى التبليغيين, ولا يخرجوا معهم أبدًا, وسواء كان ذلك فِي البلاد السعودية أو فِي خارجها؛ لأن أهون ما يقال فِي التبليغيين أنَّهم أهل بدعة وضلالة وجهالة فِي عقائدهم وفِي سلوكهم, ومن كانوا بِهذه الصفة الذميمة؛ فلا شك أن السلامة فِي مجانبتهم والبعد عنهم.-ثُمَّ قال- وقد كان السلف الصالح يُحذِّرون من أهل البدع, ويبالغون فِي التحذير منهم, وينهون عن مُجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم, ويأمرون بِمجانبتهم ومعاداتِهم وبغضهم وهجرهم.
    قال الشيخ إسْماعيل بن عبد الرحمن الصابوني فِي "عقيدة أهل السنة والجماعة": ويُجانبون أهل البدع والضلالات, ويعادون أصحاب الأهواء والجهالات, ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا فِي الدين ما ليس منه, ولا يُحبونَهم ولا يصحبونَهم ولا يسمعون كلامهم, ولا يُجالسونَهم ولا يُجادلونَهم فِي الدين, ولا يناظرونَهم, ويرون صون آذانِهم عن سماع أباطيلهم الَّتِي إذا مرت بالآذان ووقرت فِي القلوب؛ ضرت وجرت إليها الوساوس والخطرات الفاسدة" اهـ.
    قال الإمام إسْماعيل الصابوني: "واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم, والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتِهم, والتقرب إلَى الله تعالى بِمجانبتهم ومهاجرتِهم" انتهى.([12]).
    2- أن هؤلاء التبليغيين المنتسبين للعقيدة السلفية متشبهون بأولئك المبتدعة فِي الدعوة إلَى الله, وقد ثبت عند الإمام أحمد وأبي داود عن ابن عمر أن رسول الله eقال: " من تشبه بقوم فهو منهم " وهذا نص عام يشمل حتَّى المبتدعة, وقد عممه طائفة من أهل العلم حتَّى على الفساق, فكيف بِمَن هم أشد وأضل؟ المبتدعة ([13]).
    3- أنَّهموإن سلموا مِما عندهم من الشركيات إلا أنَّهم لَمْيسلموا من الأمور الأخرى البدعية والدعوة بِجهل, ومن المشاهد لكل ذي بصيرة أن كثيرا منهم جهال ليس لَهم عناية بعلم, بل شأنُهم فِي الْمَجالس حكاية القصص-الَّتِي الله أعلم بصحتها- والأمثال وهذا من المشهور المعروف عنهم فهو غنِي عن البرهان والتدليل, وجهلهم هذا بالشرع سبَّب لَهم أمورًا مذمومة من الوقوع فِي البدع, وتناقل الأحاديث الضعيفة, بل ونسبة بعض الأقوال إلَى رسول الله e ظنًّا منهم أنَّها من كلامه e, ومُجالسة أصحاب المنكرات حال تلبسهم بالمنكر وعدم الإنكار عليهم([14]).
    4- أنَّهم وقعوا فيما وقع فيه تبليغيّو الهند وباكستان من الخروج بالجهال للدعوة إلَى الله, وقد سبق أن هذا من البدع, وأن فاقد الشيء لا يعطيه.
    5- أنَّهم سائرون على طريقة تؤدي إلَى تقسيم المسلمين وجعلهم أحزابًا وشيعًا, وذلك أنَّهم تسموا باسم جديد مُحدث جعلهم متميزين به عن باقي المسلمين السائرين على طريقة السلف الماضين, ومعلوم كم لِهذا من الأثر فِي تفريق المسلمين وإشعال الخصومة بينهم؛ فصاروا يسمون أصحابَهم أحبابًا ودروسهم بيانًا, ومن المتقرر فِي الشرع أن ما أدى إلَى تفريق المسلمين وجعلهم أحزابًا مُحرم, قال تعالى: ﴿وَلاََ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [الروم:31-32].وقال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاََ تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران:103].
    قال الشيخ مُحمد بن صالح العثيمين: "ليس فِي الكتاب ولا السنة ما يبيح تعدد الجماعات والأحزاب؛ بل فِي الكتاب والسنة ما يذم ذلك" اهـ. ثُمَّ بين خطأ قول القائل: لا يُمكن للدعوة أن تقوى وتنشر إلا إذا كانت تَحت حزب([15]).



    أما الأمر الثالث / فتاوى العلماء الموثوقين في التحذير منهم :
    إن لعلمائنا فتاوى سلفية في هذه الجماعة البدعية فهم جمعوا في فتواهم بين معرفة بواقعهم وتنزيل نصوص الشريعة عليهم من هؤلاء العلماء :
    1- سَماحة الشيخ مُحمد بن إبراهيم -رحمه الله-: قال عن جماعة التبليغ لما سئل عنهم: "وأعرض لسموكم أن هذه جمعية لا خير فيها, فإنَّها جمعية بدعة وضلالة. وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابِهم وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلَى عبادة القبور والشرك, الأمر الذي لا يسع السكوت عنه, ولذا فسنقوم -إن شاء الله- بالرد عليها بِما يكشف ضلالها ويدفع باطلها. ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته. والسلام عليكم ورحمة الله". اهـ.([16]).
    تنبيه: أفاد الشيخ حمود التويجري -رحمه الله- أن التبليغيين أهل تلبيس ومكر؛ إذ كانوا لبسوا على الشيخ محمد بن إبراهيم أولا حتَّى أخرج فتوى تؤيدهم لكن لَمَّا تبين لَه حالُهم وصفهم بعد بأنَّهم أهل بدعة وضلالة, وهذه حالهم مع أهل العلم ما استطاعوا إلَى ذلك سبيلاً([17]), وصدق الشيخ حمود وهو الصدوق -رحمه الله-.
    وقد بين هذا بيانًا واضحًا مُحمد شرقاوي, فذكر([18]) أن عند التبليغيين فِي برامجهم زيارة خاصة للعلماء يظهرون أنفسهم أمام العالِم بالسنة, وأنَّهم يأتمرون بأمره إذا أمر حتَّى يطمئن لَهم, ويكون ناصرًا لَهم فيما بعد, وبِهذا تدرك سر انطلاء أمرهم على بعض العلماء وطلبة العلم غير العالمين بِهم. فتنبه.
    2- سَماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- قال فِي إجابة سؤال حول جماعة التبليغ: "وجماعة التبليغ عندهم جهل وعندهم عدم بصيرة وإلا عندهم تحمس.
    ثُمَّ قال: ما عندهم بصيرة فِي العقيدة, ولا ينبغي الانضمام إليهم إلاَّ إنسان عنده علم ينضم إليهم ليوجههم؛ وليكون معهم فِي إيضاح الحق أما عامة الناس, لا.
    ثُمَّ قال: وإلا عندهم حماس وصبر, ونفع الله بِهم فِي أشياء, وأسلم على أيديهم أناس, وإلاَّ ما عندهم بصيرة فِي العقيدة, ثُمَّ أمر بتعلم العلم من كتب الموثوقين كابن كثير وابن تيمية وابن القيم وابن رجب وأئمة الدعوة والدرر السنية وفتح المجيد, ثُمَّ نَهى عن الانضمام لجماعة التبليغ والإخوان المسلمين. ثُمَّ ذكر أنه ليس عند جماعة التبليغ دعوة للعقيدة لذا كثر أتباعهم ([19]).
    وقال فِي إجابة سؤال آخر: لا يصح التعصب والتحزب لِجماعة التبليغ ولا الإخوان المسلمين. وقال: أما الانتساب إليهم, لا, ولكن زيارتُهم للصلح بينهم والدعوة إلَى الخير وتوجيههم للخير ونصيحتهم لا بأس([20]).
    وسئل -رحمه الله-: أحسن الله إليك, حديث النَّبِي eفِي افتراق الأمم: قوله: " ستفترق أمتِي على ثلاث وسبعين فرقة كلهافِي النار إلا واحدة " فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع, وجماعة الإخوان الْمسلمين على ما عندهم من تَحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة. هل هاتين الفرقتين تدخل فِي الفرق الْهالكة؟
    فأجاب- غفر الله له-: تدخل فِي الثنتين والسبعين, من خالف عقيدة أهل السنة دخل فِي الثنتين والسبعين, المراد بقوله: " أمتِي " أي: أمة الإجابة, أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له, ثلاث وسبعون فرقة، والناجية السليمة: الَّتِي اتبعته واستقامت على دينه, واثنتان وسبعون فرقة: فيهم الكافر, وفيهم العاصي, وفيهم المبتدع, أقسام.
    فقال السائل: يعنِي: هاتين الفرقتين من ضمن الثتنين والسبعين؟
    فأجاب: نعم, من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم, المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين, لكن داخلين فِي عموم الثنتين والسبعين.اهـ.([21]).
    تنبيه:كانت لسماحة الشيخ -رحمه الله- فتاوى قديمة فيها تزكية للجماعة ثُمَّ بعد ذلك لَمْ يعد يزكيهم وصار فِي فتاويه يُحذر منهم ويبين أنَّهم جهال فِي العقيدة, وينصح طلاب العلم خاصة بالخروج معهم لدعوتِهم وإصلاحهم.
    3- الفقيه الأصولي عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله-: سئل عن خروج جماعة التبليغ لتذكير الناس بعظمة الله؟
    فقال الشيخ -رحمه الله-: الواقع أنَّهم مبتدعة ومُحرِّفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم, وخروجهم ليس فِي سبيل الله لكنه فِي سبيل إلياس, هم لا يدعون إلَى الكتاب والسنة ولكن يدعون إلَى إلياس شيخهم فِي بنجلاديش, أما الخروج بقصد الدعوة إلَى الإسلام فهو جهاد فِي سبيل الله, وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ, وأنا أعرف التبليغ من زمان قديْم, وهم المبتدعة فِي أي مكان كانوا هم فِي مصر وإسرائيل, وأمريكا, والسعودية. وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس. اهـ.([22]).
    4- الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري -رحمه الله-: قد ألف -رحمه الله- كتابًا خاصًّا فيهم, وله فيهم فتوى عظيمة طبعت مع أول كتابه القول البليغ فلتراجع, وقد صدر هذه الفتوى بقوله: أما جماعة التبليغ, فإنَّهم جماعة بدعة وضلالة, وليسوا على الأمر الذي كان عليه رسول الله e وأصحابه والتابعون لَهم بإحسان, وإنَّما هم على بعض طرق الصوفية ومناهجهم المبتدعة.
    ثُمَّ قال فِي الإجابة عن قول السائل: هل أنصحه بالخروج مع التبليغيين فِي داخل البلاد -أي: البلاد السعودية- أو فِي خارجها أم لا؟ فجوابه أن أقول: وأنصح غيره من الذين يحرصون على سلامة دينهم من أدناس الشرك والغلو والبدع والخرافات ألاَّ ينضموا إلَى التبليغيين, ولا يخرجوا معهم أبدًا, سواء كان ذلك فِي البلاد السعودية أو فِي خارجها...-وقد تقدم نقلها-. اهـ.([23]).
    وكلام الشيخ حمود هذا فيه صريح الرد على من قال إن الشيخ حمودًا إنَّما قصد التبليغيين الذين هم في الخارج ولَمْ يقصد الذين هم فِي الداخل. فتنبه.
    5- الشيخ العلامة الْمُحدث الفهامة: مُحمد ناصر الدين الألبانِي -رحمه الله- قال: الذي أعتقده أن دعوة التبليغ هي صوفية عصرية لا تقوم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ثُمَّقال: إن من عجبِي أنَّهم يَخرجون للتبليغ وهم يعترفون أنَّهم ليسوا أهلاً للتبليغ, والتبليغ إنَّما يقوم به أهل العلم كما كان رسول الله e يفعل حينما كان يرسل الرسل من أصحابه من أفاضل أصحابه من علمائهم وفقهائهم ليعلموا الناس الدين والإسلام...اهـ.([24]).
    6- قال الشيخ العلامة المحدث حماد بن محمد الأنصاري -رحمه الله-: جماعة التبليغ فيها خير وشر, وهم مبتدعة ماتوريدية فِي العقيدة, أحناف متعصبون. اهـ([25]).
    وقال: إن هؤلاء الجماعة لا يريدون العلم ولا يطلبونه, فبهذه الطريقة يفسدون أكثر مِمَّا يصلحون, وجماعة التبليغ أعرفها جيدًا, هم فِي العقيدة ماتوريدية جشتية, وفِي المذهب أحناف متعصبة اهـ([26]).
    وقال: السلفية هي السنة والجماعة؛ لأن معنى السلفية التمسك بِما كان عليه السلف الصالِح فِي الماضي,
    ثُمَّ قال: كل من كان على فكر مُخالف لأهل السنة فليس منهم, فجماعة الإخوان والتبليغ ليسوا من أهل السنة, لأنَّهم على أفكار تُخالفهم. اهـ.([27]).
    7- الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء-حفظه الله-: قد قدم لكتاب "جماعة التبليغ فِي شبه القارة الهندية عقائدها تعريفها", وقدم لكتاب "حقيقة الدعوة إلَى الله تعالى وما اختصت به جزيرة العرب" للشيخ سعد الحصين, ثُمَّ قال فِي مقدمة الكتاب: فقد حاول أعداء هذه الدعوة –أي: دعوة التوحيد- أن يقضوا عليها بالقوة فلم ينجحوا, وحاولوا أن يقاوموها بالتشكيك والتضليل والشبهات ووصفها بالأوصاف المنفرة, فما زادها إلا تألقًا ووضوحًا, وقبولاً, وإقبالاً.
    ومن آخر ذلك ما نعايشه الآن من وفود أفكار غريبة مشبوهة إلَى بلادنا باسم الدعوة على أيدي جماعات تتسمى بأسماء مُختلفة مثل: جماعة الإخوان المسلمين, وجماعة التبليغ, وجماعة كذا وكذا, وهدفها واحد, وهو أن تزيح دعوة التوحيد وتحل مَحلها, وفِي الواقع أن مقصود هذه الْجَماعات لا يَختلف عن مقصود من سبقهم من أعداء هذه الدعوة المباركة, كلهم يريدون القضاء عليها -لكن الاختلاف اختلاف خطط فقط-, وإلا لو كانت هذه الْجَماعات حقًّا تريد الدعوة إلَى الله فلماذا تتعدى بلادها الَّتِي وفدت إلينا منها, وهي أحوج ما تكون إلَى الدعوة والإصلاح؟
    تتعداها وتغزو بلاد التوحيد تريد تغيير مسارها الإصلاحي الصحيح إلَى مسار معوج, وتريد التغرير بشبابِها, وإيقاع الفتنة والعداوة بينهم.
    ثُمَّ قال: وإذا كانت هذه الْجَماعات قد غررت ببعض شبابنا, فتأثروا بأفكارها, وتنكروا لِمُجتمعهم, وتشككوا فِي قاداتِهم وعلمائهم, وانطفأت الغيرة على العقيدة فيهم, فتركوا الاهتمام بِها, وصاروا يهرفون بِما لا يعرفون, وينعقون بِما يسمعون. فإن فِي هذه البلاد -ولله الْحَمد- رجالا يغارون لدينهم ويدافعون عن عقيدتِهم, ويردون كيد الأعداء فِي نُحورهم, ولا ينخدعون بالأسماء البراقة ولا يتأثرون بالحماس الكاذب. اهـ.([28]).
    8- الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الغديان عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء: لَما سئل عن مصاحبة جماعة التبليغ نَهى عن ذلك ([29]).
    9- فضيلة الشيخ صالح الأطرم عضو هيئة كبار العلماء وعضو الإفتاء: قد ذمهم وحذر منهم وبين كثيرًا من عوارهم ([30]).
    10- فضيلة الشيخ عبد الْمُحسن العباد: قد بين فِي إجابته عن سؤال حول جماعة التبليغ والإخوان المسلمين أنَّها جماعات مُحدثة وأن عندهم خطأ وصوابًا لكن الخطأ أكبر فليحذرها الإنسان...إلخ ([31]).

    المؤاخذة السادسة /دفاعه عن حسن البنا والإخوان المسلمين :
    وكلام الشيخ في هذا كثير من ذلك ما كتبه إلى الشيخ العلامة أحمد النجمي ورد عليه الشيخ النجمي في رسالة بعنوان "الجواب على من طلب مني عدم طبع الكتاب" وذكر فيها ثناء ابن جبرين على البنا بأنه موحد وأن الله نفع بدعوته وهكذا..، بل له فتوى مشهورة أثنى فيها على حسن البنا وغيره ومنها:
    يقول السائل : بعضالشباب يبدعون الشيخ سيد قطب وينهون عن قراءة كتبه ويقولون أيضا نفس القول عنحسنالبنا ويقولون عن بعض العلماء أنهم خوارج وحجتهم تبيين الأخطاء للناس، وهمطلبةحتى الآن , أرجو الإجابة حتى إزالة الريب لنا ولغيرنا حتى لا يعم هذا الشيء.
    الجواب :
    الحمدلله وحده... وبعد
    لايجوز التبديعوالتفسيقللمسلمين لقول النبي (صلي الله عليه وسلم) : (من قال لأخيه يا عدو اللهوليسكذلك حار عليه)، وفي الحديث : (أن من كفر مسلما فقد باء بها أحدهما)، وفيالحديث: (أن رجلا مر برجل وهو يعمل ذنبا فقال والله لا يغفر الله لك. فقال من ذاالذييتألي علي أني لا أغفر لفلان، إني غفرت له وأحبطت عملك).
    ثمأقول إنسيدقطب وحسن البنا من علماء المسلمين ومن أهل الدعوة وقد نصر الله بهما وهدى بدعوتهماخلقا كثيرا ولهما جهود لا تنكر ولأجل ذلك شفع الشيخ عبد العزيز بن باز فيسيدقطب عندما قرر عليه القتل وتلطف في الشفاعة فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال ـ عليهمنالله ما يستحق ـ ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما،وشهدبذلك الخاص والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار ثم تلقى العلماءكتبهما،ونفع الله بهما ولم يطعن أحد فيهما منذ أكثر من عشرين عاما وإذا وقع لهممثلذلك كالنووي والسيوطي، وابن الجوزي وابن عطية، والخطابي والقسطلاني،وأمثالهمكثير، وقد قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيتهجعلالعناوين لما ليس بحقيقة، فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ وكذلكمحاملعلى الشيخ عبد الرحمن وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير
    وعينالرضا عن كل عيب كليلة..... ولكن عين السخط تبدي المساويا

    قالهوأملاه : عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين بتاريخ 17/ 8 / 1416هـ

    وأعظم ما يرد هذه الفتوى المغالطة للحقيقة هو واقع حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وإليك التعريف به وشيئاً من عقيدته :
    فهو حسن بن أحمد بن عبد الرحمن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين التي أنشأها بمصر وبالتحديد بالإسماعيلية عام 1347 هـ واستمرت هذه الجماعة في النمو 0وقد كثر أتباع هذه الجماعة بعد وفاته حتى في عامة الدول العربية لا سيما في حياة مرشدها الثالث عمر التلمساني.وقد صار لها تأثير على كثير من الشباب المتحمس ونظموا قصائد منشودة في الثناء على حسن البنا، واشتهر عند أصحابه باسم الإمام الشهيد.راجع الإعلام للزركلي

    وبعد هذا إليك مختصراً عن مخالفات في عقيدته وسلوكه ودعوته :

    1- أنه صوفي. كان يبايع على الطرق الصوفية البدعية وكفى بهذا ذماً وقدحا فيه، قال في مذكرات الدعوة والداعية ص 24: " وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور، وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة ا.هـ وقال ص28: كانت أيام دمنهور … أيام استغراق في عاطفة التصوف …، كانت فترة استغراق في التعبد والتصوف ا.هـ

    وقد استمر على ذلك حتى آخر حياته ولم يتراجع أو يحدث توبة، يقول الشيخ / أبو الحسن الندوي في كتابه : ( التفسير السياسي للإسلام ص 138ـ139) : " الشيخ حسن البنا ونصيب التربية الروحية في تكوينه وفي تكوين حركته الكبرى : إنه كان في أول أمره - كما صرح بنفسه - في الطريقة الحصافية الشاذلية، وكان قد مارس أشغالها وأذكارها وداوم عليها مدة، وقد حدّثني كبار رجاله وخواص أصحابه أنه بقي متمسكاً بهذه الأشغال والأوراد إلى آخر عهده وفي زحمة أعماله " فإذا كان كذلك فكيف يمدح ويثنى عليه.
    2- أنه يعظم المزارات ويحتفل بالموالد ويردد فيها أبياتاً شركية. قال في مذكرة الدعوة والداعية ص30: كنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهود، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور، فكنا ـ أحياناً ـ نزور دسوقي ا.هـ وكان يحيي الموالد ويتقدم للإنشاد فيها ويردد أبياتاً بدعية وشركية ومنها:
    هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكل فيما قد مضى وجرى
    يعني بالحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هي عادة الصوفية , ذكر حضوره الموالد أخوه عبدالرحمن البنا في كتاب " حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه " لمؤلفه جابر رزق ص71-72.
    3- أنه ضعيف في القيام بعقيدة الولاء والبراء مع الكفار وذلك يتمثل في ثلاثة أمور :
    أ / جعله النصارى إخواناً له فقد قال: مما هو معلوم عند جماعة الإخوان المسلمين أنهم يدعون ويتصدرون الدعوة إلى الحكم بالقرآن الكريم، وهذا القضية ولا شك تثير بعض الخوف والشكوك عند إخواننا المسيحيين ا.هـ. راجع كتاب " حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية " لعباس السيسي ص120.
    أرأيتم كيف جعل النصارى أعداء الله إخواناً له ثم سماهم بالمسيحيين بغير ما سماهم الله به.
    ب/ ذكره أن عداوتنا مع اليهود ليست دينية، وإنما لأجل الأرض وأن الدين لا يعادي أحداً. قال حسن البنا: " إن خصومتنا لليهود ليست دينيّة، لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم "(الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ 1/409 لمؤلفه محمود عبدالحليم ).
    وكذب والله فإن القرآن لم يحث على مصادقتهم بل حث على عداوتهم وعدم حبهم قال تعالى (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) وقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)

    ج/ أنه أفتى قومه وحزبه أن يعاونوا النصارى الكفار في بناء كنائسهم الطاغوتية، يقول عبدالرحمن البنا شقيق حسن البنا في خطاب وجهه لصلاح حافظ ونشره الأخير في جريدة اليوم عدد (20/2/ 1988م ) في الصفحة الأخيرة يقول فيه : وأما حكاية المسيحيين فقد كان موقف الإمام حسن البنا منهم أنه إذا وقف خطيباً – خاصة في مدن الصعيد – بدأ بقول الله تعالى ( يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) وكان المواطنون المسيحيون يلتفون حوله ويخالونه يخطب لهم وحدهم. وأراد مسيحيو مدينة دمنهور ذات يوم أن يبنوا كنيسة فاعترضهم الإخوان المسلمون وحضر الأستاذ المستشار ميلاد تادرس من دمنهور إلى الشيخ حسن البنا في القاهرة وأخبره بالأمر فأمسك الشيخ حسن البنا بالتليفون وأمر الإخوان المسلمين في دمنهور أن يقوموا بالعمل في بناء الكنيسة مع المواطنين المسيحيين ا.هـ ( بواسطة كتاب " محمد رشيد رضا طود وإصلاح " ص360 )
    فوالله إني لأعجب كيف يصر الشيخ عبدالله بن جبرين على مدح من هو كهذا.
    4- عقيدته في الأسماء والصفات شر عقائد أهل البدع في هذا الباب وهي عقيدة التفويض.
    قال البنا في أصوله العشرين :
    الأصل العاشر :معرفة الله تبارك وتعالى، وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام، وآيات الصفات، وأحاديثها الصحيحة، وما يلحق بذلك من التشابه، نؤمن بها كما جاءت، من غير تأويل ولا تعطيل، ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء، ويسعنا ما وسع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ). [آل عمران]. نادى حسن البنا على نفسه بهذا التأصيل في أسماء الله وصفاته من كل حديث وصرح بأنه مفوض لمعانيها، وقد قرر ابن تيمية في الدرر والحموية وابن القيم كما في الصواعق أن المفوضة شر أهل البدع في الأسماء والصفات وأنهم أشد من المؤولة كالأشاعرة والمعتزلة، وعلى إثر هذا جعلها من المتشابه، والسلف مجمعون على أن أسماء الله وصفاته من المحكم لا المتشابه.
    قال ابن تيميَّة (13/294) : " وأما إدخال أسماء الله وصفاته أو بعض ذلك في المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله أو اعتقاد أن ذلك هو المتشابه الذي استأثر الله بعلم تأويله كما يقول كل واحد من القولين طوائف من أصحابنا وغيرهم فانهم وان أصابوا في كثير مما يقولونه ونجوا من بدع وقع فيها غيرهم فالكلام على هذا من وجهين
    ( الأول ( من قال إن هذا من المتشابه وأنه لا يفهم معناه فنقول أما الدليل على ( بطلان ( ذلك فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنه جعل ذلك من المتشابه
    وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم ولا قالوا إن الله ينزل كلاما لا يفهم أحد معناه وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة قالوا في أحاديث الصفات تمر كما جاءت ونهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وأبطلوها التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه
    ونصوص أحمد والأئمة قبله بينة في أنهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية ويقرون النصوص على ما دلت عليه من معناها ويفهمون منها بعض ما دلت عليه كما يفهمون ذلك في سائر نصوص الوعد والوعيد والفضائل وغير ذلك وأحمد قد قال في غير أحاديث الصفات تمر كما جاءت وفى أحاديث الوعيد مثل قوله ( من غشنا فليس منا ( وأحاديث الفضائل ومقصوده بذلك أن الحديث لا يحرف كلمه عن مواضعه كما يفعله من يحرفه ويسمي تحريفه تأويلا بالعرف المتأخر
    فتأويل هؤلاء المتأخرين عند الأئمة تحريف باطل وكذلك نص أحمد في كتاب ( الرد على الزنادقة والجهمية) أنهم تمسكوا بمتشابه القرآن وتكلم أحمد على ذلك المتشابه وبين معناه وتفسيره بما يخالف تأويل الجهمية وجرى في ذلك على سنن الأئمة قبله فهذا اتفاق من الأئمة على أنهم يعلمون معنى هذا المتشابه وأنه لا يسكت عن بيانه وتفسيره بل يبين ويفسر باتفاق الأئمة من غير تحريف له عن مواضعه أو الحاد في أسماء الله وآياته "
    وقال ابن القيِّم في الصواعق (1/212) : "وليس في آيات الصفات وأحاديثها مجمل يحتاج إلى بيان من خارج بل بيانها فيها وإن جاءت السنة بزيادة في البيان والتفصيل فلم تكن آيات الصفات مجملة (محتملة) لا يفهم المراد منها إلا بالسنة بخلاف آيات الأحكام – ثم قال – وقد تنازع الناس في المحكم والمتشابه تنازعاً كثيراً. ولم يعرف عن أحد من الصحابة قط أن المتشابهات آيات الصفات بل المنقول عنهم يدل على خلاف ذلك فكيف تكون آيات الصفات متشابهة عندهم وهم لا يتنازعون في شيء منها وآيات الأحكام هي المحكمة، وقد وقع بينهم النزاع في بعضها. وإنما هذا قول بعض المتأخرين ".


    5- لا يعرف الشرك لذا جعله من جملة الكبائر فقال في الوصايا وصية رقم (14): وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة، ولكنّ الاستعانةَ بالمقبورين أيا كانوا ونداءَهم لذلك وطلبَ قضاءِ الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشييدَ القبور وسترَها وإضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات، كبائر تجب محاربتها ولا نتأول لهذه الأعمال سداً للذريعة اهـ. علماً أن هذا النص الوحيد الذي يردده بعض أصحابه ليثبت أن حسناً البنا داعية توحيد. ومع كونه النص الوحيد من رجل يعيش في أرض كثر فيها الشرك الأكبر إلا أنه يدل على عدم معرفته بالشرك.


    6- ليس داعية توحيد. فليست له كلمات في الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك الأكبر، بل لما قام في المسجد الذي به قبر السيدة زينب – كما يقولون – لم يدعو إلى التوحيد ونبذ الشرك الذي يمارس عند قبرها ليل نهار قال عباس السيسي في كتابه (قافلة الإخوان المسلمون(1/192): كلمة الأستاذ المرشد العالم في حفل الهجرة بالسيدة زينب جاء في كلمات الأستاذ المرشد العام في هذا الحفل ما يلي: "لهذه المناسبة أيها الإخوة أنصح لكم نصيحة مخلصة أشدد عليكم في رعايتها وهي أن تطهروا قلوبكم وتصفوا سرائركم عمن نال منكم أو أساء إليكم، فوالله إني لضنين بهذه القلوب التي لا تعرف إلا معاني الحب في الله ولم تسعد إلا بمشاعر الأخوة الحقة الصادقة، أضن بهذه القلوب الطاهرة أن تلوث بحقد أو تشوه ببغضاء، وتنال من صفائها خصومة، إن الدين حب وبغض، ذلك حق من الإيمان أن نحب في الله ونبغض في الله، ولكن ما أشد أن نقهر على كره من نحب، إن الإيمان حب وبغض، فأحبوا لأنكم بالحب تسعدون، وبهذه العاطفة تجتمعون وعلى هذه المشاعر وبها ترتبطون، فلا تحرموا قلوبكم نعمة الحب في الله تعالى ولا تحرموها شعور الحب الطاهر البريء، وادخروا حجر البغض وثورة الغضب لساعة آتية قريبة نلقى فيها خصومنا، ولست أعني خصومنا في الداخل، فليس لنا في الداخل خصوم ولله الحمد، وإن كانوا فهم غثاء كغثاء السيل سيجرفهم الطوفان، فإما ساروا وإما غاروا، أما كلمة الجهاد فعاطفة ملتهبة ومعاني الجهاد مُثُلٌ حية باقية تتجه إليها قلوب أبناء هذه الأمة التي ظلمت واعتدى على حرياتها وحقوقها وأحيط بها من كل مكان". ا.هـ


    لذا ترى أصحابه من المرشدين لجماعة الإخوان قد تلطخوا بأدران الشرك الأكبر، ومنهم المرشد الثالث عمر التلمساني الذي قال في كتابه " شهيد المحراب عمر بن الخطاب ": قال البعض إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لهم إذا جاؤوه حياً فقط، ولم أتبين سبب التقييد في الآية عند الاستغفار بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس في الآية ما يدل على هذا التقييد.. ولذا أراني أميل إلى الآخذ بالرأي القائل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر حياً وميتاً لمن جاءه قاصداً رحابه الكريم.. فلا داعي إذن للتشدد في النكير على من يعتقد في كرامة الأولياء و اللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة و الدعاء فيها عند الشدائد، وكرامات الأولياء من أدلة معجزات الأنبياء ا.هـ، ومنهم مرشد الإخوان المسلمين في سوريا مصطفى السباعي الذي قال عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زاره بالمدينة:

    يا سيدي يا حبيـب الله جئـت إلـى....... أعتاب بابك أشكو البرح مـن سقمي
    يا سيدي قد تمادى السقـم في جسدي..... من شـدة السقـم لم أغفـل ولم أنم
    (مجلة ( حضارة الإسلام) عدد خاص بمناسبة وفاة مصطفى السباعي رحمه الله ص: 562-563)

    7- أنه من دعاة التقريب بين السنة وسبابة الصحابة (الرافضة)، وفي كتاب ( الملهم الموهوب – حسن البنا ) يقول الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام صـ 78: وبلغ من حرصه ( حسن البنا ) على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد وإلهنا واحد ولقد استضاف لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست بالقصيرة. كما أنه من المعروف أن الإمام البنا قد قابل المرجع الشيعي آية الله الكاشاني أثناء الحج عام 1948 م. وحدث بينهما تفاهم يشير إليه أحد شخصيات الإخوان المسلمين اليوم وأحد تلامذة الإمام الشهيد الأستاذ عبد المتعال الجبري في كتابه ( لماذا اغتيل حسن البنا ) ( طـ1 – الاعتصام –صـ32) ينقل عن روبير جاكسون قوله: ولو طال عمر هذا الرجل ( يقصد حسن البنا ) لكان يمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد خاصة لو اتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة وقد التقى الرجلان في الحجاز عام 48 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال ا.هـ.

    والغريب أن الشيخ عبدالله بن جبرين معروف بعدائه الشديد للرافضة، فمن التناقض الكبير أن يعاديهم وفي الوقت نفسه يستميت في الدفاع عن دعاة التقريب مع الرافضة كحسن البنا وأمثاله.

    8- أنه ينطلق هو وجماعته من قاعدة " نتعاون فيما اتفقنا ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " وهذه القاعدة لو نطق به سلفي لحملت على الإعذار في المسائل التي يسوغ الخلاف فيها كأكثر المسائل الفقهية، أما وأنها من مثل حسن البنا الذي طبقها مع سبابة الصحابة فإنها على عمومها ويدخل فيها ما لا يسوغ الخلاف معهم، وهذه القاعدة تهدم معتقد السلف في التعامل مع المخالف من أهل البدع، فلا بارك الله في قاعدة تهدم ما أقامه السلف وتبنوه ودعوا إليه. وعلى هذه القاعدة سارت جماعة الإخوان المسلمين في مصر وغيرها



    المؤاخذة السابعة على الشيخ ابن جبرين / دفاعه الشديد عن سيد قطب، مع علمه بزلاته العظيمة :
    تقدم في فتواه السابقة دفاعه عن سيد قطب وهذا الدفاع يجعل الحليم حيراناً لأن سيد قطب من الجامعين لأخطاء عقدية شتى من سب لموسى u والصحابة الكرام، وتكفير للمجتمعات وتأويل لكثير من الصفات على طريقة أهل البدع والضلال، وإنكاره على من ينكر سب الله قبل قيام الدولة الإسلامية، وإنكار لمسائل الإيمان والخوض فيها، وقد توارد في الرد عليه أكثر من عشرين عالِمًا ومفكرًا من أولِهم مَحمود شاكر - رحِمه الله- فِي سبه للصحابة، وجرت بينه وبين سيد ردود، ثُمَّ بعد ذلك رد عليه الشيخ الحافظ عبد الله الدويش - رحِمه الله- فِي كتابه "المورد الزلال"، وكذا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي فِي عدة كتب.
    ومن العلماء الرادين عليه سماحة شيخنا عبد العزيز بن باز، وشيخنا مُحمَّد بن صالح العثيمين، والشيخ مُحمَّد ناصر الدين الألبانِي - رحِمهم الله- وشيخنا صالح الفوزان، كما تجد ذلك بأصواتِهم فِي شريط "أقوال العلماء فِي مؤلفات سيد قطب"، وانظر كتابًا نافعًا للشيخ عصام السنانِي بعنوان: "براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة والمذمة"، وهو خاص فِي الرد على سيد قطب، وقد قرأه الشيخ مُحمَّد بن صالح العثيمين ووقَّع على كلامه، وقرأه وعلق عليه الشيخ صالح الفوزان، فلا أظن أحدًا يُعذر فِي دفاعه عن سيد قطب بعد بيان العلماء لضلالاته إلا من لَمْ يكن عالِمًا بكلامهم.
    وإليك شيئًا من كلامه السيئ لتكن موقنًا فساده وحسن صنيع الرادين عليه:
    1- قال فِي موسى u: لنأخذ موسى إنه نَموذج للزعيم المندفع العصبِي المزاج. اهـ([32]).
    2- قال فِي معاوية بن أبِي سفيان وعمرو بن العاص: وحين يركن معاوية وزميله عمرو إلَى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم، لا يَملك علي أن يتدلى إلَى هذا الدرك الأسفل. اهـ([33]).
    3- قال فِي تكفير الْمُجتمعات الإسلامية: لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلَى البشرية بلا إله إلا الله، فقد ارتدت البشرية إلَى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله.
    ثُمَّ قال: إلا أن البشرية عادت إلَى الجاهلية وارتدت عن لا إله إلا الله فأعطت لِهؤلاء العباد خصائص الألوهية، ولَمْ تعد توحد الله، وتُخلص له الولاء.. البشرية بِجملتها بِما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن فِي مشارق الأرض ومغاربِها كلمات "لا إله إلا الله" بلا مدلول ولا واقع.. وهؤلاء أثقل إثْمًا وأشد عذابًا يوم القيامة؛ لأنَّهم ارتدوا إلَى عبادة العباد من بعد ما تبين لَهم الهدى ومن بعد أن كانوا فِي دين الله! اهـ([34]).
    4- قال فِي عدم إنكار الكفر والمعاصي كشرب الخمر: وإن الإنسان ليرثى أحيانًا ويعجب لأناس طيبين، ينفقون جهدهم فِي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فِي الفروع، بينما الأصل الذي تقوم عليه حياة الْمُجتمع المسلم ويقوم عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقطوع!
    ثُمَّ قال: وما غناء أن تنهى الناس عن سب الدين فِي مُجتمع لا يعترف بسلطان الله، ولا يُعبد فيه الله، إنَّما يتخذ أربابًا من دونه، ينْزلون له شريعته وقانونه ونظامه وأوضاعه، وقيمه وموازينه، والساب والمسبوب كلاهما ليس فِي دين الله.
    ثُمَّ قال: إن الأمر أكبر وأوسع وأعمق مِمَّا ينفق فيه هؤلاء الطيبون جهدهم وطاقتهم واهتمامهم.. إنه فِي هذه المرحلة ليس أمر تتبع الفرعيات مهما تكن ضخمة، ولو كانت هي حدود الله، فحدود الله تقوم ابتداءً على الاعتراف بِحاكمية الله دون سواه، فإذا لَمْ يصبح حقيقة واقعة تتمثل فِي اعتبار شريعة الله هي المصدر الوحيد للتشريع، واعتبار ربوبية الله وقوامته هي المصدر الوحيد للسلطة.. فكل جهد فِي الفروع ضائع، وكل مُحاولة فِي الفروع عبث، والمنكر الأكبر أحق بالجهد والْمُحاولة من سائر المنكرات. اهـ([35]).

    وهذا التأصيل من سيد قطب يعود على الدعوة إلى الله بالهدم والإضلال، فهل يقال لدعاة التوحيد في مصر توقفوا عن إنكار الشرك والإنكار على من سخر بالدين حتى يأتي حاكم يحكم بما أنزل الله، ومصر من يوم ذاك إلى اليوم لم يأتها حاكم يحكم بما أنزل الله.
    إن هذا التأصيل من سيد قطب يعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخطئة فقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يدعو إلى التوحيد وإلى الصلاة في مكة ولم تكن أرضاً إسلامية وليس لها حاكم مسلم يحكم بما أنزل الله.
    فكيف يصر ابن جبرين على الدفاع عن سيد قطب مع أن هذه بعض أخطائه وشناعاته، وليته توقف عند هذا الحد بل زاد بأن طعن فيمن يردون عليه بعلم.

    الخاتمة //
    إن هناك ملاحظات أخرى تركتها للاختصار كمثل فتواه بجواز الكذب لأجل مصلحة الدعوة كما أفتى بذلك علانية وهذا المبدأ الذي يتبناه يفسر لك اختلاف موقفه في كثير من المواقف، فكم أفتى الشباب بالذهاب إلى أفغانستان والعراق سراً ويشهد على ذلك خلق كثير من الشباب ثم بعد ذلك يحرم الذهاب إلى العراق وينكر فتواه وقد أحسنت وزارة الداخلية لما جعلته من أعضاء لجنة المناصحة فقد أحرجه كثير من الشباب الذين صارحوه بفتواه لهم الفتوى الخاصة السرية بجواز الذهاب إلى العراق.
    وإني في هذه الخاتمة أوجه نصيحتين :
    النصيحة الأولى / لأهل العلم والشباب الصالح : أن تناصحوا الشيخ وأن تراجعوه وتخوفوه بالله وتبينوا له أضرار إصراره على مثل هذه المواقف والفتاوى المخالفة لمنهج أهل السنة، وأرجو إذا تفهمتم هذه الأخطاء الشنيعة أن تعذروا من تكلم فيه ورد عليه لأنهم لم يتكلموا من فراغ، بل صبروا حتى بلغ السيل الزبى وضل كثير من الشباب بسببها فالحق أحب إلى كل صادق من كل أحد.

    النصيحة الثانية: للشيخ عبدالله بن جبرين نفسه:
    أيها الشيخ أرجو الله أن يختم لك بخير فإنك قد قضيت أكثر من سبعة عقود، وقد درست في حلقات أئمة السنة في هذا الزمان، فتلقيت منهم العقيدة فلماذا الإصرار على مخالفة ما عليه أهل السنة من الدفاع عن رؤوس الضلالة كسيد قطب وحسن البنا وعن الجماعات البدعية كالإخوان المسلمين والتبليغ. لماذا الإصرار والتجلد على الباطل وقد ناصحك خلق كثير منهم مشايخ فضلاء، وأوقفوك على أخطاء هؤلاء الأفراد من كتبهم. ألا تعلم بأن الله رقيب ؟ ألا تخشى الله في علاه ؟ومن العجيب إذا سئلت عن سيد قطب نافحت عنه مع أخطائه الشنيعة الظاهرة البادية لكل أحد، ثم إذا ضيق عليك الخناق زعمت أنه تراجع، وإذا طولبت بالتراجع لم تذكر برهاناً ولا دليلاً على ذلك ولا أحلت على مرجع، أليس رد الحق بمثل هذا يسمى في الشريعة ( هوى ) وقد ذم الله الهوى كثيراً في كتابه وبين أنه سبب للضلال. ( يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )
    أسأل الله أن يهدينا ويهدي الشيخ عبدالله بن جبرين لكل خير.
    وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

    ([1]) انظر كتاب: الصفات الستة عند جماعة التبليغ(ص22، 28), القول البليغ (ص8، 205)، كتاب: جماعة التبليغ فِي شبه القارة الهندية (ص22), وكتاب: وقفات مع جماعة التبليغ (ص17).

    ([2]) كتاب: حقيقة الدعوة (ص 77-78)، وانظر: القول البليغ (ص12)، وانظر: كتاب الصفات الستة(ص81), علمًا أن الشيخ سعدًا الْحصين مِمَّن زكاه أهل العلم؛ قال فيه الشيخ صالح الفوزان: فضيلة أخينا العلامة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين حفظه الله وزاده علمًا نافعًا وعملاً صالِحًا؛ فقد كشف زيف هذه الجماعات عن علم بِها وخبرة بأهدافها ومقاصدها, وذلك فِي كتابه القيم الذي بين أيدينا بعنوان: "حقيقة الدعوة إلَى الله تعالى وما اختصت به جزيرة العرب وتقويم مناهج الدعوات الإسلامية الوافدة إليها" ا’.من مقدمة الكتاب (ص4).

    ([3]) (ص47) كتاب نظرة عابرة اعتبارية حول الجماعة التبليغية, بواسطة القول البليغ (ص12)، وانظر: القول البليغ (ص12- 14).

    ([4]) القول البليغ (ص187- 190)، وكذلك نقل أبو أسامة صاحب كتاب: جماعة التبليغ شهادات جماعة، راجعها (ص445- 452).

    ([5]) ذكر هذا الشيخ سعد الحصين فِي رسالته المتضمنة نصيحة لرئيس جماعة التبليغ حاليًا. انظرها مذيلة فِي آخر الكتاب, وانظر: القول البليغ (ص7- 9، 137، 209).

    ([6]) راجع كتاب: حقيقة الدعوة إلَى الله تعالى (ص82)، وكتاب: الصفات الستة (ص25، 40، 51- 59), وكتاب: وقفات مع جماعة التبليغ (ص65)، والقول البليغ (ص200).

    ([7]) انظر: كتاب جماعة التبليغ (ص48), وقفات مع جماعة التبليغ (ص22، 29، 199).

    ([8]) راجع كتاب الصفات الستة (ص31- 35، 60- 63).

    ([9]) أفاده الشيخ مُحمد ناصر الدين الألباني فِي بعض مسجلاته الصوتية عن هذه الجماعة كشريط: "القول البليغ فِي ذم جماعة التبليغ", إصدار تسجيلات الإبانة الصوتية.

    ([10]) كتاب: حقيقة الدعوة إلَى الله تعالى (ص75).

    ([11]) كتاب: نظرة عابرة اعتبارية حول جماعة التبليغ (ص7، 8)، وانظر كتاب: جماعة التبليغ فِي شبه القارة الهندية للأستاذ أبِي أسامة سيد طالب الرحمن (ص 21,19).

    ([12]) القول البليغ (ص30-32).

    ([13]) ومن أولئك العلماء: القرطبِي والصنعاني والنووي إذ حرم الضرب بالصفاقتين؛ لأنه تشبه بالمخنثين.راجع روضة الطالبين (8/206)وسبل السلام (4/238) وكتاب التشبه المنهي عنه (ص69).

    ([14]) القول البليغ (13- 15, 275).

    ([15]) كتاب الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات (ص 155,154), وانظر فتوى للشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله- ضمن مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (5/202-204).وراجع-فضلاً لا أمرًا- كتاب "حكم الانتماء" فإنه من خيرة ما كتب فِي هذا الباب.

    ([16]) فتاوى ورسائل سماحة الشيخ مُحمد بن إبراهيم (1/268).

    ([17]) القول البليغ (ص 288).

    ([18])فِي كتابه الصفات الستة (ص 92-93).

    ([19]) كانت الإجابة بتاريخ 27/3/1413’ راجع شريط بعنوان فتوى حول جماعة التبليغ والإخوان المسلمين, وراجع كتاب مَجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- (8/331).

    ([20]) كانت هذه الإجابة بتاريخ 6/12/1416هـ راجع شريط القول البليغ فِي ذم جماعة التبليغ.

    ([21]) ضمن دروسه فِي شرح المنتقى فِي الطائف, وهي فِي شريط مسجل, وهي قبل وفاته -رحمه الله- بسنتين أو أقل. وراجع شريط القول البليغ فِي ذم جماعة التبليغ, ومطوية" أقوال علماء السنة فِي جماعة التبليغ".

    ([22]) فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي (1/174).

    ([23]) (ص 30,7).

    ([24]) راجع شريط القول البليغ فِي ذم جماعة التبليغ.

    ([25]) الْمَجموع فِي ترجمة العلامة الْمُحدث الشيخ حماد بن مُحمد الأنصاري (2/481).

    ([26]) المرجع السابق (2/587).

    ([27]) المرجع السابق (2/762-763).

    ([28]) حقيقة الدعوة إلَى الله (ص 3-4).

    ([29]) وكانت الإجابة بتاريخ 22/6/1413هـ راجع شريط القول البليغ فِي ذم جماعة التبليغ.

    ([30]) راجع شريط القول البليغ فِي ذم جماعة التبليغ.

    ([31]) المصدر السابق.

    ([32]) التصوير الفنِّي فِي القرآن (ص152).

    ([33]) كتب وشخصيات (ص242).

    ([34]) فِي ظلال القرآن (2/1057).

    ([35]) فِي ظلال القرآن (2/950، 951).

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الموقع
    الغربة
    الردود
    551
    الجنس
    أنثى
    الله المستعان هذا الله الشيخ الى سبيل الرشاد

    ونسال الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 10
    اخر موضوع: 03-08-2009, 02:05 PM
  2. ماذا حدث للشيخ ابن جبرين
    بواسطة طالبة الرحمه في الملتقى الحواري
    الردود: 23
    اخر موضوع: 18-03-2009, 02:28 AM
  3. الردود: 15
    اخر موضوع: 30-07-2006, 03:31 AM
  4. حكم النمص والتشقير للحاجبين للشيخ الهبدان وابن جبرين
    بواسطة المؤمنة بالله في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 18-01-2002, 02:19 AM
  5. الردود: 3
    اخر موضوع: 09-11-2000, 06:40 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ