بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بينما كنت أقلب صفحات الشبكة عثرت على حوار مع معلمتي على صفحات بوابة عشرينات ,,,, واستمتعت باللقاء والحوار خاصة أني عرفت جوانب جديدة في شخصية سميرة أمين
والآن أترككم مع الحــوار
"سميرة" نجمة الجنازات
وفاء العلي – جدة – عشرينات-7-5-2007
منذ ثلاث سنوات وعلاقتها بعالم الأموات وثيقة.. الكل يعرفها في جدة.. بطل أساسي في أغلب الجنازات.. إنها الداعية السعودية "سميرة أمين" من أصغر المغسلات السعوديات.
تعلمت سميرة (33 سنة) التغسيل والتكفين من خلال دورات على الإنترنت للشيخ "عباس بتاوي" أشهر مغسل بجدة.. عرفتنا من خلال حوارها مع "عشرينات" علي مهنة المغسلة ونظرة المحيطين لها وتأثير ذلك على حياتها وعلاقتها بأبنائها.
اقرأ معنا هذا الحوار...
لماذا اتجهت للعمل كمغسلة أموات؟
أنا داعية في الأصل وهذا العمل في رأيي جزء من العمل الدعوي و عندما حصلت على شهادة في دورة التغسيل تشجعت كثيرا و قررت أن أدخل هذا العالم خاصة مع قلة عدد النساء العاملات بهذا المجال.
منذ متى وأنت تقومين بهذه المهنة؟ وهل تتكسبين منها أم أنها لوجه الله؟
لي تقريبا ثلاث سنوات وهذا العمل لوجه الله عز وجل بدون أي مقابل سوى الدعاء بظهر الغيب وكذلك أقمت بفضل الله عز وجل عدد من الدورات في هذا المجال.
من شجعك على للدخول لهذا المجال؟
في البداية كنت مترددة في خوض التجربة لأنها مسؤولية وأمانة ليست بالأمر البسيط كون أن أهل الميتة يسلموني إياها يأتمنوني عليها فهذا في حد ذاته ليس بالسهل.
أما تشجيعي على هذا العمل فله قصه عجيبة وبسيطة جدا كنت في احد الأيام قد حصلت على جوال الشيخ عباس بتاوي فاتصلت به لأبلغه عن رغبتي في التغسيل فأرسل لي بعدم الاستعجال وسبحان الله لم يمض على رسالته ليلة واحدة وإذا به يتصل ليخبرني أن هناك حالة وفاة وان احضر وأشارك في التغسيل ثم بدأت طريقي في تغسيل الموتى.
من المعروف أن المرأة لها من الإحساس والعاطفة الشيء الواضح تخاف من كل شيء فكيف تجرأت على دخول هذا المجال؟
نعم اتفق معك للمرأة مشاعر مرهفة وبالفعل لقد واجهت النقد من المقربين والجميع قالوا أن هذا العمل سيؤثر على حياتي كما أنه لا يليق بأنوثة المرأة ومنهم من كان يتملكه الخوف بمجرد العلم بأني مغسلة.
ولكن هناك أمر هام أحب أن أوضحه وهو أن مفهوم عاطفة المرأة نجح أعداء الإسلام ودعاة الرذيلة في جعله محصورا في إطار الحب والغرام لتصبح المرأة أسيرة لهذا الفكر، وكان نبينا عليه السلام وهو من وصفه ربنا جل وعلا (بالمؤمنين رؤوف رحيم) يذكرنا بالموت ليرق قلبنا.
أول مرة تغسيل
كيف كانت أول مرة تغسلين فيها ؟
رغم كثرة المرات التي غسلت فيها إلا أنني في كل مرة اشعر أنها أول مرة.. عالم الأموات عالم آخر مختلف تماما رهبة الموقف يوم أن أقف وتكاد قدماي لا تحملاني ليس خوفاً من الميتة لكن لأنني أمام حقيقة ومشهد ليس من نسج خيال أو حبكة قاص أو راوي وإنما حقيقة عشنا أيامنا وأعمارنا غافلين عنها حقيقة جداً صعبة تتطلب الكثير والكثير من الشجاعة والصبر والحكمة لأن أهل الميتة قلوبهم جريحة متألمة فهذا الجسد الذي كانت تنطلق منه الأحاسيس والضحكات أصبح جثة هامدة.
أول مرة ذهبت فيها للتغسيل كنت مرتبكة جدا مثل الطالبة التي لديها اختبار في مادة صعبه ركبت السيارة فكنت أراجع خطوات التغسيل والتكفين وكانت أعصابي متوترة جدا وكنت اتصل على مشايخي الفضلاء لينصحوني.
كنت اسرح و أتسال هل سيمهلني ملك الموت حتى أصل إلي المتوفاة ؟ أم يأتيني في هذه اللحظة ؟ ولم لا؟ وهل هذا مستحيل؟ ذرفت دموعي فكنت وحيدة اقلب صفحات ذكرياتي وحياتي، شعرت بالندم نعم بالندم على كل لحظة من لحظات عمري ذهبت هباء ودعوت ربي أن يغفر لي ويثبتني ويقبضني داعية لدينه.
ما هو ألطف موقف مر على عملك في هذه المهنة؟ وما هو أسوء موقف لن تنسيه أبدا؟
من المواقف الطريفة هي أنني في أول مرة لي في ممارسة هذا العمل رجعت من التغسيل قرب الفجر وكنت اسكن بالدور الثالث وضعت المفتاح بالباب وكنت احدث نفسي منزعجة متذمرة (ما باله المفتاح لا يفتح؟) وإذا بي أجد نفسي أمام باب أحد الجيران.
أما الموقف الذي لا أنساه أبدا هو الميتة وكيف أنني في يوم سأكون مثلها واغسل وأكفن مثلها.
"كفنت ابنتي"
بالنسبة لحياتك العائلية هل تأثرت بهذه المهنة؟ وهل يخاف منك أولادك؟
نعم تأثرت حياتي العائلية لكن إلى الأحسن والأفضل حيث أنني أحاول أن أزيد في الأعمال الصالحة وأجاهد نفسي واحرص على تربية أبنائي لأنهم بعد الله هم من ينفعوني بعد موتي فلا ينقطع بهم عملي أن كانوا صالحين فالموت ليس بالأمر المرعب وإلا لما أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام بقوله (أكثروا من ذكر هادم اللذات) لان تذكر الموت يجعل الإنسان يحاسب نفسه يتوقف عن الغيبة يمسك لسانه وجوارحه عن الحرام يسارع إلى التوبة.
وما لا يصدقه أحد أن هذا العمل جعلني أكثر تفاؤل وإقبال على الحياة للتزود من الأعمال الصالحة.
إما أبنائي فلا يخافون مني فليس صحيحا أن مغسلة الأموات مرعبة وعابسة الوجه أنا مرحة العب مع أطفالي وأمازحهم وابنتي قد حضرت معي دوراتي التي القيها على النساء بل قد تعجبون لو أنني قلت لكم أني في احد الدورات لم أجد من تتبرع أن أطبق عليها التكفين فإذا بابنتي الصغرى ذات الثمان سنوات تتبرع بذلك وفعلا طبقت برغم أنني لم استطع الوقوف علي قدماي من صعوبة الموقف و أخذت أبكي أنا والحضور.
هل يشعر المحيطون بالتشاؤم منك حيث تذكريهم بالموت؟
ليس تشاؤما بقدر ما هو تعجب واستغراب لصغر سني وما يجدوه من شخصيتي المرحة وكذلك أنا كداعية فلي أسلوبي وطريقتي في التذكير التي تبعد التشاؤم أو النفور.
هل أنت معروفة في المجتمع كمغسلة أموات؟
نعم أنا معروفة كداعية ومغسلة أموات وهذا الأمر لم يبعد عني الصديقات أبدا ولا أنزعج منه.
من سيقوم بتغسيلك ؟ هل أوصت أحد بذلك؟
أنا سبق وأن أوصيت إحدى أعز صديقاتي أن تغسلني إذا مت قبلها، وإذا هي ماتت قبلي أنا أغسلها.
ولكن الآن بما أن أبنتي الكبيرة تحضر أيضا معي التغسيل والتكفين فإن شاء الله ستكون هي أحق بذلك إذا استطاعت.
كيف تتعاملين مع الحياة اليومية بعد الأحزان التي تشاهدها في المأتم؟
فور أن ارجع من المأتم أجد نفسي في غاية الحزن ليس على الميتة أو أهلها بل على نفسي أقول لنفسي يا ترى كيف لو قبضني الله جل وعلا وانأ على تفريط وغفلة ؟؟ بماذا أجيب ربي يوم أن يسألني عن عمري ووقتي وعلمي ومالي؟؟؟ ولكن سرعان ما ينشرح قلبي واشعر بفرح وطمأنينة وأنا أتذكر فضل تغسيل وتكفين الميت والستر عليه وأحمد الله ويتجدد العزم لدي أن استمر وأمارس حياتي بطبيعية.
هل أحلامك كلها أموات؟إنها أحلام وليست كوابيس فكثيرا ما أحلم بمن غسلتهن وهو ما يجعلني دائمة الدعاء لهن.
والآن هل غيرتم الصورة الذهنية عن المغسلة و من يرغب في الالتحاق بدورة في تغسيل الموتى؟.
http://www.20at.com/newArticle.php?sid=10105
,,,,,,,,,,,,,,, معلمتي الفاضلة /// بعد أن قرأت هذا الحوار إزداد حبك في قلبي جمعني الله بك على المنابر ,,,,,,,,,
الروابط المفضلة