السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الله تعالى : ( ويل للمطففين الذين إذا إكتالوا على الناس يستوفون و إذا كالوهم او وزنوهم يُخسرون ) صدق الله العظيم .
فهذا وعيد شديد للذين يبخسون - ينقصون - المكيال و الميزان ، فكيف بحال من يسرقها و يختلسها و يبخس الناس اشياءهم ؟! إنه اولى بالوعيد من مطففي المكيال و الميزان . و الغش هو : ( ما يخلط من الرديء بالجيد ) . و قال ابن حجر الهيثمي : ( الغش المحرم ان يعلم ذو السلعة من نحو بائع او مشتر فيها شيئا او اطلع عليه مريد اخذها ما اخذ بذلك المقابل ) . و قد حذر نبي الله شعيب - عليه السلام - قومه من بخس الناس اشياءهم و التطفيف في المكيال و الميزان كما حكى الله - عز و جل - ذلك عنه في القرآن . و كذلك حذر النبي - صلى الله عليه و سلم - من الغش و توعد فاعله ، و ذلك ان النبي - صلى الله عليه و سلم - مر على صُبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت اصابعه بللا . فقال : ( ما هذا يا صاحب الطعام ؟ ) قال : اصابته السماء يا رسول الله . قال : ( افلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ؟ من غش فليس مني ) و في رواية : ( ليس منا من غشنا ) . فكفى باللفظ النبوي : ( ليس منا ) زاجرا عن الغش ، و رادعا من الوقوع في مستنقعه الآسن .
إننا في حاجة شديدة الى عرض هذا الوعيد على القلوب لتحيا به الضمائر ، فتراقب الله - عز و جل - في اعمالها ، دون ان يكون عليها رقيب من البشر .
منقول
الروابط المفضلة