بِسْـمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيـمِ
أسباب الأخذ بالرخص
كتبه/ الشيخ : طارق العلي الكعبي
إن الرخص شرعها الله سبحانه للتيسير على العباد ولان الشريعة جاءت بالتيسير ودفع المشقه عن العباد وهذا مسطر بيانه بالكتاب والسنه
وموضوعنا هنا عن أسباب الرخص والرخص الشرعية ترجع إلى سبعة أسباب :
1- المرض / وهو سبب لترك الصيام على خلاف القدره وعدمها وسبب للإتيان بالأوامر على الإستطاعة مثل الصلاة قائما فإن لم يستطع فقاعدا وإلا فيضطجع وهكذا وكذلك سبب لترك الجماعة للرجال والجهاد والحج وغير ذلك .
2- السفر / وهو سبب لترك الجمعه والجماعة وسبب لترك الصيام في رمضان وسبب لإطالة مدة المسح على الخفين أكثر من مدتها للمقيم وسبب لقصر الصلاة وهكذا .
3- النسيان / سبب لإسقاط الإثم والمؤاخذة في الآخرة مثل لو أنه جامع في نهار رمضان لا يأثم ولا يؤاخذ بالآخرة إذا كان ناسيا وكذا لو نسي وأكل وشرب في نهار رمضان وكذا لو فعل محظورا من محظورات الإحرام وهو محرم .
4- الإكراه / لو اكره العبد على الكفر بالله أو قتل أو شرب أو أكل المحرم فلا يؤاخذ على فعله ولا يأثم فهو سبب للوقوع بالمحظور دفعا للأذى الذي يحتمل .
5- الجهل / إذا لم يقع منه تقصير في التعلم فان الجاهل لا يؤاخذ على فعله مثل لو فعل محظورا يجهل تحريمه مثل الذي يقع على أهله في نهار رمضان جاهلا بالحكم فإنه لا يؤاخذ ولا تلزمه الكفاره .
6- ضعف الخلق / وهو من أسباب الرخص والتسهيل مثل الصبي والمجنون واسقاط التكليف عنهما وكذا النساء تخفيف التكليف عنهم مثل أنهن لا يقضين ما فاتهن من صلاة بعد الحيض وكذا ليس عليهن جمعه ولا جماعة ولا جهاد .
7- عموم البلوى / وهو في الامر الذي يشق على الإنسان الإنفكاك عنه مثل النجاسه اليسيره التي يشق الإحتراز عنها وكالذي أبتلي بسلس البول فانه إن دخل في الصلاة وقطر فصلاته صحيحة ولا نلزمه بالإعادة ومثله من به ريح لا يفارقه عافانا الله وإياكم فإذا خرج منه الريح في أثناء الصلاة وقد توضأ قبلها فلا يؤاخذ وصلاته صحيحة .
*** هذا بالنسبة للأسباب
أما بالنسبة لدرجات الأخذ بالرخص
1- التخيير بين الأخذ بالرخصة وعدم الأخذ بها / مثل المسافر له الفطر وله الصوم إذا استوى عنده الأمران لقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين لحمزة الأسلمي لما سأله عن الصوم في السفر قال ( إن شئت فصم وإن شئت فأفطر ) .
2- تفضيل الأخذ بالرخص / مثل قصر الصلاة في السفر ولم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أتم في السفر ومداومته على ذلك دليل على الأفضلية .
3- تفضيل الترك للرخصة وليس وجوبا بل الأفضل / مثل أن يكره على الكفر بالله أو سب الله ورسوله إن أراد أن يأخذ بالرخصة له ذلك وإن صبر وإن قتل فهو أفضل له وقد كان هذا حال رسل الله عليهم السلام مع أقوامهم .
4- وجوب الأخذ بالرخصة / مثل شرب الخمر لمن ليس لديه ماء وقد غص بالطعام وكذا أكل لحم الميتة والخنزير للمضطر دفعا للهلكة عن نفسه وهذه الأمور لما كانت سببا للحياة أبيحت بل وجب فعلها فيدفع الضرر الأكبر وهو الهلاك بارتكاب الضرر الأخف وهو أكل الميتة .
** هذه بعض الفوائد التي كتبتها عن طريق كتب أهل العلم وفقهم الله وسدد خطاهم
سائلا المولى الكريم أن ينفعني بها وإخواني وأن يجعلها لنا ذخرا عنده يوم أن نلقاه
آمين
منقول من مجموعة التوحيد البريدية
الروابط المفضلة