وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكِ الله أختي الكريمة..
قرأت بعض الردود الجميلة على مثل حالتك..أنقلها لكِ سائلة الله أن ينفعك بها:
هكذا قصدك ..!
المؤمن أختي الفاضلة عليه أن يوازن بين مشاعره بحيث لا يتعدى شيء على شيء .. وهذا هو التفكير الصحيح الذي أمرنا به صلى الله عليه وسلم .. فإن اختل هذا النظام فهذا يعني أن هناك مشكلة ما طرأت في التفكير أو الجسد .. عقليا وجسديا
عقليا .. أقصد به ربما قرأت معلومة خطأ أو أحاديث أو قصص .. مثل بعض الكتب والقصص التي تشمل الكثير من الأمور الخاطئة والتي يتعدى الخوف فيها على الرجاء يجعل القارئ يخاف من الآخرة ويكره الدنيا ..
وجسديا .. قد يكون مس من الشيطان وهذا المس لا يصيب إلا الأتقياء (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا)
فالشيطان عندما يجد أن هذا الإنسان في داخله ثمرة طيبة من الخير .. فإنه يفعل كل ما في و سعه ليخوفه..
أنصحك أختي بقراءة الرقى الشرعية على نفسك .. كل يوم
ولا تتركي للشيطان فرجة ليصيبك بأذى
فالمس يستطيع الشيطان من خلاله أن ينفخ في روعك الخوف من الآخرة وكره الدنيا .. حتى أنه يجعلك تتخلين عن أحب الأشياء إليك ..
يقول تعالي (( ولمن خاف مقام ربه جنتان ))الرحمن 46
الخوف مطلوب ولكن بحدود ....
اذا خفتي من عذاب الله تذكري رحمة الله التي وسعت كل شي ....
اذا خفتي من يوم القيامه ....
فتذكري قوله تعالي(( {يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ}ابراهيم 27
اذا خفتي من ايات الحساب....
فاقرأي ايات الرحمه (({قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ}الزمر 53
عليكِ أختي الكريمة أن تستثمري هذا الخوف ليكون دافعا لكِ لطاعة الله وعمل ما يرضيه عنكِ حتى يقيكِ أهوال يوم القيامة..
فذكر الموت مطلوب مرغوب في هذه الشريعة الكاملة، ولكن أيضًا بتفصيل لابد من ذكره، فذكر الموت إن كان سببًا في أن يتذكر المؤمن قُربه من ربه ولقاءه إياه، وأنه لا بد لهذه الحياة من أن تنتهي لينتقل المؤمن إلى حياة أخرى هي الحياة الحقيقية، وينال جزاءه عند رب العالمين، فهذا هو الذكر المطلوب، فماذا ينتج من ذلك؟ ينتج أن يكون حريصًا على القرب من ربه، حريصًا على فعل الواجبات، بعيدًا عن ارتكاب المحرمات، ومع هذا فهو يأخذ حظه ونصيبه من هذه الحياة الدنيا فيبتهج بالمسرات ويفرح ويضحك ويتبسم، وقد كان - صلوات الله وسلامه عليه – أتقى الناس بل هو سيد الأنبياء وأتقاهم - صلوات الله وسلامه عليه – ومع هذا كان يمزح المزاح اللطيف في موضعه اللائق به مع زوجاته ومع أصحابه في بعض الأحيان - عليه الصلاة والسلام – وكان بسَّامًا مشرق الوجه يتبسم كأن وجهه كقطعة قمر – بأبي وأمي هو صلوات الله وسلامه عليه- وكذلك كان يداعب زوجته ويسابقها ويُضاحكها، وكان - صلوات الله وسلامه عليه – مع هذا أتقى الناس لله وكان في بعض الأوقات إذا صلَّى يُسمَع لصدره صوتٌ كأزيز المرجل من البكاء – أي كصوت غليان القدر – من شدة مخافة ربه جل وعلا، وكذلك صحبه الكرام – رضوان الله عليهم أجمعين – صاروا على نهجه، فكانوا أتقى الناس لله عز وجل بعد الأنبياء - عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه – ومع هذا فكانوا يأخذون حظوظهم من الدنيا فيفرحون ويضحكون ويمرحون ويلاعبون الأزواج والأولاد ولهم في ذلك المزاح اللطيف في موضعه المناسب.
فهذا هو الوضع السليم لذكر الموت وهو أنه يُذكِّر بالآخرة ويحصل بعد ذلك للإنسان اتعاظ وهمة وتشمير لطاعة الله وتجافٍ عن المحرمات، وأما ذكر الموت الذي يحمل على الإحباط وعلى الشعور باليأس من هذه الحياة وألا طائل من ورائها فيؤدي ذلك إلى قعود الإنسان عن طلب مصالحه في دينه ودنياه أو الشعور بعدم السعادة والفرح والنغص على نفسه، فهذا ليس هو المطلوب، وهذا المعنى يا أختي يُضرب لك فيه مثال حسن لطيف لو أنك تأملت فيه:
فتخيلي أن رجلاً في يده غرسًا يريد أن يغرس – نخلة صغيرة – فقامت الساعة وهو يريد أن يضع هذا الغرس في الأرض، فما هو صانع؟ إن الإيمان يقطع تمامًا أنه لا حياة دنيا كائنة بعد يوم القيامة، فقد أذن الله بزوال العالم فما فائدة الغرس حينئذ؟ ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم – قد بيَّن هذا المعنى بيانًا عظيمًا وهو من باب ضرب المثال ليستقر في نفس أمته الأمل والانبعاث له فقال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة – أي نخلة صغيرة يريد أن يغرسها – فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل) خرجه الإمام أحمد في المسند وهو حديث صحيح ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فهذا ليبين - صلوات الله وسلامه عليه – عظيم الأمل وعظيم السعي في تحصيل مصالح الدين والدنيا وبذل الخير للناس، فبهذا يا أختي يظهر لك وجه الصواب في معنى تذكر الموت ..
وهنا رد على استشارة مشابهة:
http://www.lahaonline.com/index-counsels.php?option=content&task=view§ionid=2& id=13971
أختي الطيبة: أرجو ألا تأخذي أي دواء لم يصفه لك طبيب متخصص في الأمراض النفسية، والحقيقة أنك تعاني من الخوف الشديد الذي قد تكوني أما قرأت أو حضرت دروس للوعظ أو استمعت إلى أحد القنوات أو الراديو أو الأشرطة السمعية التي تتحدث عن القبر وأهوال يوم القيامة. المهم أرجو أن تتوقفي عن السماع إلى هذه الدروس أو حضورها أو الجلوس مع من يتحدث عنها، فأنا أرى أن بك من رقة القلب والخوف من الله ما فيه الكفاية، ولا تحتاجي للتذكير، فقط اقرئي واسمعي عن رحمة الله بعباده الصالحين الأتقياء وأمنهم يوم القيامة من كل فزع وخوف، وظلهم تحت ظل العرش وكيف أنهم في أمن وأمان من تلك الأهوال والكرب بسبب ما كانوا يتقون في دنياهم ويعملون الصالحات من الأعمال ويكثرون ذكر الله ويخشونه سبحانه وتعالى، فجزاهم بذلك الخوف في الدنيا أمنا يوم الفزع الأكبر، وأكثري من قراءة القرآن الكريم وقفي كثيراً ورددي آيات الرحمة والفوز بالجنة، وحثي نفسك بالتشجيع والأمل وليس بالتخويف والعقاب، فكما قلت لك إنّ نفسك رقيقة وبعض الناس من يقتله ذكر النار وقد حضر الرسول عليه الصلاة والسلام عند نزع أحد الصحابة فلما سأل ما به قيل له إنه سمع آية من القرآن فما زال يذكرها حتى مرض ثم توفاه الله.
الروابط المفضلة