انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: روح العبادة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الردود
    595
    الجنس
    أنثى

    روح العبادة



    لكل عبادة في الإسلام تُؤدّى على وجهها المشروع، أو بمعناها الحقيقي آثار في النفوس تختلف باختلاف العابدين في صدق التوجه، واستجماع الخواطر، واستحضار العلاقة بالمعبود.
    والعبادات إذا لم تعطِ آثارها في أعمال الإنسان الظاهرة، فهي عبادة مدخولة أو جسم بلا روح.
    ومما يُلحظ على كثير منا، وفي كثير من أحوالنا أننا لا نحفل كثيراً بروح العبادة.
    والحديث -ههنا- ليس في شأن من يُفَرِّط في الواجبات المفروضة؛ فَيُدْعى إلى فعلها، ويُعاتَب على تركها، بل هو حديث إلى من يبادر إلى النوافل بعد الفرائض، ويسارع إلى الخيرات؛ إذ تجد فئاماً من هؤلاء لا ينظر في روح العبادة، فتراه يقوم الليل، ويتصدق بجانب من ماله، ويصوم النفل، ويختلف كثيراً إلى البيت الحرام حجاً وعمرة.
    ولكنه لا ينظر في أثر ذلك على قلبه، وزيادة إيمانه، وعلاقته بربه، واحتساب الأجر عنده.
    وترى من هؤلاء -على سبيل المثال- من إذا حج أو اعتمر كان همه الأكبر أن ينهي نسكه دون أن يستشعر عظم ما يقوم به، وأثر ذلك على قلبه؛ فينتهي من النسك وحاله هي هي.
    واللائق بمن يريد سعادة العاجل والآجل أن يقبل على ربه بحضور قلب، واستحضار لشهود الله واطلاعه عليه، وحرصٍ على إيقاع العمل على أتم وجوهه، وأكمل صوره.
    وهذا مقام عظيم يُضاعف لأجله الثواب أضعافاً كثيرة، سواء كان ذلك في صلاة الإنسان، أو صدقته، أو صيامه، أو حجّه، أو ذكره لله، أو قراءته للقرآن.
    ومن أعظم ما يُعين على ذلك أن يستشعر المسلم عظمة العبادة، وفضائلها؛ فالعبادة في الإسلام هي الغاية المحبوبة لله، المرضية له التي خلق لأجلها الخلق وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، ومدح القائمين بها، وذم المستكبرين عنها.
    والعبادة في الإسلام لم تُشرع للتضييق على الناس، ولا لإيقاعهم في الحرج، وإنما شُرعت لحِكَمٍ عظيمة، ومصالح كثيرة، لا يُحاط بعدّها وحصرها.
    فمن فضائل العبادة: أنها تزكي النفوس، وتطهرها، وتسمو بها إلى أعلى درجات الكمال الإنساني.
    ومن فضائلها: أن الإنسان محتاج إليها أعظم الحاجة، بل هو مضطر لها أشد الضرورة؛ فالإنسان بطبعه ضعيف، فقير إلى الله، وكما أن جسده بحاجة إلى الطعام والشراب - فكذلك قلبه وروحه بحاجة إلى العبادة والتوجه إلى الله، بل إن حاجة قلبه وروحه إلى العبادة أعظم بكثير من حاجة جسده إلى الطعام والشراب؛ فإن حقيقة العبد قلبه وروحه -كما يقول ابن تيمية- ولا صلاح لهما إلاّ بالتوجه إلى الله بالعبادة؛ فلا تطمئن النفوس في الدنيا إلاّ بذكر الله وعبادته، ولو حصل للعبد لذَّات أو سرور بغير الله فلا يدوم، وقد يكون ذلك الذي يتلذذ به لا لذة فيه ولا سرور أصلاً.
    أما السرور بالله والأُنس به -عز وجل- فهو سرور لا ينقطع ولا يزول؛ فهو الكمال، والجمال، والسرور الحقيقي؛ فمن أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية لله وحده؛ ولهذا فإن أهل العبادة الحقة هم أسعد الناس، وأشرحهم صدراً.
    ولا يوجد ما يسكن إليه العبد ويطمئن به، ويتنعم بالتوجه إليه حقاً إلاّ الله.
    ومن فضائل العبادة: أنها تسهّل على العبد فعل الخيرات، وترك المنكرات، وتسلّيه عند المصائب، وتخفّف عليه المكاره، وتهوّن الآلام، فيتلقاها بصدر منشرح، ونفسٍ مطمئنة.
    ومن فضائلها: أن العبد يتحرّر بعبوديته لربه من رقِّ المخلوقين، والتعلق بهم، وخوفهم، ورجائهم؛ وبهذا يكون عزيز الجانب، مرفوع الرأس، عالي القدر.
    وأعظم فضائلها: أنها هي السبب الأعظم لنيل رضا الله، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.
    فإذا استحضر العبد هذه المعاني كان ذلك دافعاً له إلى استشعار روح العبادة، وإيقاعها على أحسن ما يكون.


    بقلم الدكتور محمد الحمد

    اسلام اليوم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الموقع
    أنا و زوجي إثنان و في برج الحب مجتمعين....يا رب دوم و آآآآآآآآآمين
    الردود
    129
    الجنس
    جزاك الله خيرا
    و اسعدك المولى

مواضيع مشابهه

  1. فضل العبادة
    بواسطة shosho ayman في روضة السعداء
    الردود: 10
    اخر موضوع: 06-05-2009, 03:41 PM
  2. العبادة
    بواسطة nehal ebrahim في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 13-06-2008, 03:13 AM
  3. أفضل العبادة
    بواسطة عاشق الحوراء في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 19-10-2006, 03:26 PM
  4. ( أركان العبادة ) ..
    بواسطة الـحجاز في روضة السعداء
    الردود: 4
    اخر موضوع: 13-09-2006, 08:11 PM
  5. تنبيهات قبل شهر العبادة..
    بواسطة مليكة الطهر في الملتقى الحواري
    الردود: 4
    اخر موضوع: 17-11-2000, 06:02 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ