السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوتي اخياتي على درب الحق ...

لقد ذكر ابن القيم رحمه الله باحد مؤلفاته في اسماء الله الحسنى

عن اسم له تعالى ان تاملناه لوجدنا اننا مقصرين مفرطين

الا وهو الجميل سبحانه ...

وقد ذكر في ذلك قائلا رحمه الله ...

ان من أسماء الله الحسنى : ...

الجميل

فمن أحق بالجمال ممن كل جمال في الوجود من آثار صنعه...

فله جمال الذات وجمال الأوصاف وجمال الأفعال وجمال الأسماء ...

فأسماؤه كلها حسنى وصفاته كلها كمال وافعاله كلها جميلة ...

فلا يستطيع بشر النظر الى جلاله وجماله في هذه الدار ...

مصداقا لقوله تعالى لا تدركه الأبصار ...

فإذا رأوه سبحانه في جنات عدن أنستهم رؤيته ماهم فيه من النعيم ...

فلا يلتفتون حينئذ الى شيء غيره .

ولولا حجاب النور على وجهه ...

لأحرقت سبحات وجهه سبحانه وتعالى ما انتهى إليه بصره من خلقه ...

كما في صحيح البخاري من حديث أبى موسى رضي الله عنه قال :

" قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال :

ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه

يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل

حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه "

معنى سبحات : : جمع سبحة وفسر سبحات الوجه بجلالته

واذا جاء سبحانه وتعالى يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده

تشرق لنوره الأرض كلها

قال تعالى : " و أشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب "

انتهى كلامه رحمه الله ,,,

فإلى متى اخوتي اخياتي في الله ...

الى متى نسرف على أنفسنا بالذنوب والمعاصي ...

والى متى نزهد فيما عند الله والتلذذ برؤية وجهه الكريم ...

ألا نشتاق للقائه ورؤيته التي تنسي نعيم الجنة لا نعيم الدنيا الزائلة ...

ألا نشتاق لان نكون من المحسنين الذين قال الله تعالى فيهم :

" للذين احسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذله

أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون "

فالحسنى : هي الجنة

والزيادة : هي النظر الى وجه الله عز وجل

إذا ... فلنعمل لدار يكن رضوان خازنها

والجار احمد والرحمن عاليها

و رضوان :

هو خازن الجنة الذي يناديه الله جل وعلا

لأن يرفع الحجب بينه وبين عباده الذين يقبلون لزيارته سبحانه

لذا احبتي في الله ... لا تسويف بعد اليوم

بل تشمير وتنافس وتسابق للتوبة وفرار للخالق الغفار

طائعين تائبين وله عابدين حتى نبلغ ذلك الهدف ونفوز به

فلمثل ذلك فليعمل العاملون ...

" اللهم إنا نسالك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت

ولذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة "