انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: علاج كل المصائب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الموقع
    (المنصورة - مصر) الحبيبة
    الردود
    2,300
    الجنس
    أنثى

    علاج كل المصائب




    علاج كل المصائب أن نطرق بيد الذل باب المولى عز وجل
    من خطب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
    الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم ـ أيها المسلمون ـ ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.
    أما بعد، فيا أيها المسلمون:
    إن مصائبنا كثيرة ومشكلاتنا التي تطوف بنا وتضّيق علينا الخِنَاق كثيرة ومتنوعة فما سبيل الخلاص منها؟ وكيف السبيل إلى أن نتحرر من مصائبنا ومشكلاتنا هذه؟ إنه ليس أمامنا إلا سبيل واحد لا ثاني له ألا وهو التوبة إلى الله عز وجل وصِدْقُ الإنابةِ إلى الله. إنكم تقرؤون القرآن وتَمرّون على قول الله عز وجل: {وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 42/30] مصائبنا أياً كانت نتيجة لذنوبنا وأخطائنا، وإذا عرفنا الداء سَهُلَ علينا استعمال الدواء. إذا عرفنا أن مصائبنا التي تتكاثر من حولنا في كل أصقاع العالم الإسلامي نتيجة لمعاصينا وما كسبت أيدينا فالدواء معروف. الدواء هو التوبة. وصِدْقُ الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى. والله عز وجل يقول مخاطباً عباده المؤمنين جميعاً {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ} [النور: 24/31] ورسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم من الذنوب هو أول المستغفرين، وهو القائل: ((إنه ليُغَانُ على صدري فأستغفر الله في اليوم مئة مرة)). فكيف ينبغي أن يكون استغفارنا نحن وقد ارتكبنا كثيراً من الأوزار والمعاصي في جَنْبِ الله عز وجل؟
    هذا باختصار هو الدواء الذي لا دواء آخر لمصائبنا المتكاثرة التي يَئِنُ العالم الإسلامي كله منها. ومعاصينا كثيرة أيها الإخوة ومتنوعة؛ ولكن من أخطر المعاصي التي قد لا نَتَنَبَّهُ إليها هذا التفرق وهذا التشرذم الذي حاق بالأمة الإسلامية الواحدة. هذه من أخطر المعاصي التي ابتلي المسلمون بها والتي أفرزت هذه المصائب التي يعانون منها. تفرقكم أيها المسلمون وتخالفكم وخِصاماتُ ما بينكم من أخطر المعاصي. قد تقولون: أين هي المعصية في مسلمين متفرقين كل يعكف على شأنه؛ أين هي المعصية التي ارتكبناها بسبب اختلافنا أو عدم اتفاقنا؟ أقول لكم أيها الإخوة: إن الله يقول لنا جميعاً {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ} [آل عمران: 3/110] ويقول: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً} [المؤمنون: 23/52]، ويقول أيضاً لكم: {وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 8/46]. ويقول أيضاً: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 3/103]. هذا أمر إلهي مكرر في كتاب الله عز وجل هل نفذتموه؟ لا. إذن هذه معصية من أخطر المعاصي.
    ولكن لاحظوا ما أقول إنها معصية واحدة في الظاهر غير أنها نتيجة لمعاصٍ متعددة في الباطن. لماذا يتفرق المسلمون وهم أمة واحدة؟ لماذا لا تكون لهم جامعة واحدة في بلدة كهذه البلدة الأوروبية ودينهم واحد ومعتقدهم واحد؟ لماذا لا يكون ثّمة صوت إذا تكلم تكلم باسمهم؟ لماذا لا يكون لهم شخص إذا ظهر ظهر باسمهم جميعاً؟ لماذا؟ ذلك لأن المسلمين اليوم يجنحون إلى عصبياتهم الشخصية، ولأنهم يركنون إلى مصالحهم الدنيوية، فهذه هي المعصية الخفية الأخرى. لماذا لا أَمُدّ يدي إلى إخواني المسلمين المؤمنين؟ ولماذا لا أُسقط أسباب الخلاف مما بيني وبينهم؟ ولماذا لا يمد أولئك المسلمون أيديهم بعضهم إلى بعض؟ ولماذا لا يسقطون حواجز الفُرقة مما بينهم؟ لماذا وهم مسلمون؟ دينهم واحد، معتقدهم واحد، صراطهم إلى الله واحد. السبب أن كلاً منهم يُؤَلِّهُ عصبيته من دون الله عز وجل. السبب أن كلاً منهم يُؤثر مصلحته الدنيوية على مصلحة إرضاء الله عز وجل. السبب أن كلاً منهم يؤثر هواه ورغائبه وشهواته على أمر الله عز وجل. إذن تفرق المسلمين معصية؛ وهذه المعصية بدورها نتيجة لِمعاصٍ متعددة. فانظروا إلى هذا الواقع المؤلم الذي يستنزل غضب الله. كيف لا يكون سبباً للمصائب؟ كيف لا يكون سبباً للمشكلات الكثيرة؟ كيف لا يكون سبباً للذّل الذي حاق بالمسلمين كما لم يَحِقْ بهم في عصر من العصور من قبل؟
    يا أيها الإخوة أنا عندما أنظر إلى قادة المسلمين والعالم العربي قد أعذرهم لمعصية أخرى يرتكبونها لكنكم لستم بصدد هذه المعصية، أولئك يتفرقون تفرقاً مُخزياً تفرقاً مؤلماً يبعث على الخزي لكن عذرهم أنهم يتشبثون بكراسيهم، أنهم يؤثرون كراسيهم على الانقياد لأمر الله القائل: {وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 8/46] لكن أنتم ليست لكم كراسي تدافعون عنها لتختلفوا في سبيلها، أنتم في هذه الديار الأوروبية ما الذي يجعلكم تسيرون وراء قادتكم في البلاد العربية والإسلامية الأخرى عندما يختلفون ويتشرذمون وربما يتخاصمون؟ أولئك عذرهم أن كلاً منهم متشبث بكرسيه، وهو عذر أقبح من الذنب حقاً لكن لحسن حظكم أنكم ليست لكم كراسي هنا. أنتم لستم قادة حتى تختلفوا، ليس بينكم وبين إخوانكم الصادقين في إيمانهم والصادقين في إسلامهم ما يدفع إلى أي شقاق، ما يوحي بأي خصام. هذا إن صدقتم في إسلامكم لله وإيمانكم بالله سبحانه وتعالى. هذا الكلام الذي أقوله أيها الإخوة لا أدري لماذا لا يتأثر المسلمون به هنا؟ لماذا لا ينقاد المسلمون إلى مرضاة الله فيجمعوا كلمتهم يوحدوا صفوفهم. يجعلوا من بينهم لساناً ينطق بهم، ينطق بمشاعرهم إذا صمتوا ويعلن عن رغباتهم إذا سكتوا؟ لماذا أنظر فأجد أن المسلمين هنا تماماً كقادتهم هناك متفرقون مختلفون متخاصمون؟ لماذا؟ هذا الإله الذي نصلي ونركع ونسجد له هو الذي يقول لنا: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 3/103] هو الذي يقول لنا جميعاً: {وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 8/46] هو الذي يقول لنا: {وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 42/30].
    هذه المصائب التي نقوم ونقعد بالحديث عنها، هذا الذل الذي ضرب أطنابه على قادة المسلمين في بلادهم، هذا الدمار الذي تدور رحاه على إخوانكم الفلسطينيين في فلسطين ثمرة أخطائكم أنتم؛ ثمرة هذه المعاصي التي فرّقتنا بعضنا عن بعض. لا تلوموا اليد التي تدير رحى القتل وإنما لُوموا السبب. لُوموا أنفسكم. لو كانت للمسلمين جامعة حقيقية ولو كانت لهم كلمة واحدة، لا أقول في بلاد العرب وبين قادتهم بل أقول في أوروبا وفيما بينكم أنتم، إذن لوجدتم أن وحدتكم هذه أقوى من سائر قادة العالم العربي والإسلامي قاطبة. لكنهم اختلفوا فاختلفتم مثلهم، تخاصموا فتخاصمتم مثلهم، وإنكم لتنظرون فتجدون أثر المهانة التي أفرزها تخاصمكم وأثمرتها اختلافاتكم، تجدونها أمامكم، كل أصحاب الديانات المختلفة لهم صوت يرتفع باسمهم إلا أنتم أيها المسلمون. كل أصحاب الديانات المختلفة لهم ممثل يتكلم باسمهم إلا أنتم، لماذا؟ لأنكم ويا للأسف لستم قلباً واحداً، لستم صفاً واحداً. أي على النقيض مما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم ((المسلم أخو المسلم لا يخذله لا يُسلمه، المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً))، ((المسلمون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد)) هذا كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    بالأمس بلغني حديث الرئيس الفرنسي شيراك عن الإسلام والمسلمين في فرنسا ولقد شكرته انقياداً لأمر رسول الله القائل: ((لم يشكر الله من لم يشكر الناس)) شكرته إذ أنصف الإسلام والمسلمين في بلده في الوقت الذي نجد دولاً شتى وقادة شتى يتجاهلون عظمة الإسلام والمسلمين، لا ينصفون الإسلام والمسلمين، يلصقون بهم إلصاقاً التُّهم الكاذبة، لا لشيء إلا لأنهم يضيقون ذرعاً بدين الله في الأرض، شكرت الرئيس الفرنسي في نفسي وبلساني أيضاً على إنصافه الإسلام والمسلمين في بلده، وعلى حديثه الذي يبرِّئ دين الله عز وجل من اللغو الذي يلصقه به الحاقدون على الإسلام - ولا أقول الحاقدون على الإرهاب.
    لكن تألمت جداً أيها الإخوة وشعرت بالمهانة، هل تعلمون لماذا؟ شعرت بالمهانة لأن الرئيس الفرنسي هو الذي يتكلم باسمكم، صَمَت طويلاً، وصَمتَ طويلاً، وانتظر أن يتكلم المسلمون كلمة واحدة ينطق بها ممثل لهم، كلمة تزمجر بالحق، كلمة تعلن عن سُموِّ الإسلام وعدالته وتساميه وترفعِّه فوق كل ما يُتَّهُم به، ولكنه انتظر وانتظر وانتظر، ولا يزال ينتظر؛ فلم يجد للمسلمين في بلده كلمة جامعة. لم يجد للمسلمين في بلده صوتاً ينطق باسمهم جميعاً؛ فتكلم هو عنكم. أليس هذا شيئاً يبعث على المهانة والذل بمقدار ما يبعثنا على ضرورة الشكر لهذا الإنسان؛ إذ قال كلماته هذه في أحلك الظروف التي تدور بالمِحَنِ المختلفة على المسلمين في أي بلد كانوا، لا في أفغانستان فقط.
    أيها الإخوة:
    انفضوا عن كواهلكم ذل التفرقة، انفضوا عن أنفسكم مهانة التشرذم والاختلاف، استرضوا مولاكم وخالقكم إن كنتم صادقين في تمسككم بدينه واعتصامكم بحبله. قل لي يا أيها المسلم: لماذا تختلف عن أخيك أينما كنت، وأياً كنت، وأياً كانت المهمة التي أنت بصددها؟ لماذا؟ ألانَّ شِرعتكم ليست واحدة؟ هي واحدة. ألانَّ معتقدكم ليس واحداً؟ هو واحد. ألانَّ مبدأكم ومصيركم ليسا واحدين؟ هما متحدان. لماذا تختلفون؟ قولوا، قولوها بصراحة: إننا نختلف لأننا نؤثر عصبياتنا على مرضاة ربنا. قولوها بصراحة: إننا نختلف لأننا نؤثر مصالحنا التي نستغل الإسلام من أجلها، ونوظف الإسلام في سبيلها، نؤثر مصالحنا على مرضاة ربنا. قولوا ذلك بصراحة، وعندئذ نعلم أن انتماءنا إلى الإسلام فيه كثير من الزَّغَل وفيه كثير من الاستبطان المخالف لظاهر ديننا وتمسكنا بشرعة مولانا وخالقنا.
    أيها الإخوة! لا تنظروا إلى الواقع المخزي الذي يتيه فيه قادة العرب والمسلمين الذين يختلفون وربما يتهارجون، مصيبتهم كما قلت لكم أن لكل منهم كرسياً يحرسه وهو يُخيل إليه أنه لو اتحد واتفق لبقي هنالك كرسي واحد وذهبت الكراسي الأخرى كلها، ولهذا الموضوع علاج آخر. لكن أنتم ليست لكم هذه المشكلة، ليست لكم لا كراسيٌّ ولا كراسيّ، لكم شيء واحد انتماؤكم إلى الله، انتسابكم إلى الله، الله وَليُّكم وأنتم عبيده، توبوا إلى الله أيها الإخوة {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُون} [النور: 24/31].
    مصائبنا كثيرة ومعاصينا كثيرة، لكنني أقولها بيقين: أخطر مصيبة معاصينا التي فرقتنا، معاصينا الخفيّة التي فرّقتنا وجعلتنا متشرذمين، هذا أخطر من كل المعاصي التي تعرفون الإنسان إذا عصى الله بمنكرٍ ارتكبه بعد قليل يتوب إلى الله، يغفر الله له هذه الزّلة لكن انظروا إلى معصية التفرقة لها جذور في أعماق قلوبكم، لها جذور في أعماق نفوسكم، توبوا إلى الله، اِلجَؤوا إلى الله، وأنا أقولها لنفسي ولكم، نصيحة لمن وجد أن سلطات الشهوات مُهيمنٌ عليه، وأن سلطان الهوى والجنوح إلى عصبياته ومصالحه الدنيوية العاجلة كل ذلك مُهيمنٌ عليه، والضعف يقوده ويتحكم به، الدواء موجود يا أخي: أن تلتجئ إلى الله بانكسار، بذلٍّ، هل فعلت ذلك؟ أقول لقادة الحركات الإسلامية، لقادة المنظمات والجماعات الإسلامية الذين يشعرون بالداء الذي أقوله لهم، ثم إنهم يعودون إلى أنفسهم فيجدون أن مصالحهم وأن رغائبهم وأن أهواءهم تتحكم بهم، الباب مفتوح إلى التخلص من هذه المشكلة. هل تعلمون ما هو هذا الباب؟ باب الانكسار إلى الله، باب التضرع، باب البكاء في الأسحار، ألا تقرؤون قوله: {أَفَمِنْ هَذا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ، وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ ، وَأَنْتُمْ سامِدُونَ} [النجم: 53/59-61] ألا تقرؤون قول الله عز وجل وهو يصف عباده الذين رضي الله عنهم فأرضاهم {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [الإسراء: 17/109]؟ ألا تقرؤون قوله: {كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ ، وَبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 51/17-18].
    أيها الإخوة:
    إذا كنتم تشعرون بالداء فاعلموا أنه لا مشكلة بالنسبة للبحث عن الدواء. الدواء أمامكم لكن استعملوه. الدواء هو أن تطرقوا بيد الذل، باب المولى عز وجل. واللهِ أيها الإخوة ما طرق عبد من عباد الله باب الإيمان به، باب الله عز وجل بالذل والانكسار والصدق إلا قال الله له لبيك يا عبدي. لكن أين هم الذين يستغفرون ويتوبون إلى الله. ويبكون ويطيلون السجود وهم يدعون لأمتهم ولأنفسهم بالخلاص من هذا الداء الذي فرّقنا؟ عندما تستعملون الدواء يُنْجِدكم الله بالشفاء.
    أقول قولي هذا وأستغفر الله.
    دعاء الخطبة الثانية:
    اللهم صلّ على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي وعلى آله وصحبه وأزواجه كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
    اللهم يا من لا يشغله سمع عن سمع. ويا من لا تُغْلِطه كثرة المسائل، ويا من لا يتبرم بإلحاح عباده الملحِّين أذقنا برد رحمتك وكرم لطفك واستجابتك يا رب العالمين.
    اللهم إنّا عبادك وأبناء عبادك، وأبناء إمائك نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسمٍ هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في محكم كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وشفاء صدورنا، وجلاءَ غُمومنا، وهمومنا وأحزاننا، وأن تطهر قلوبنا جميعاً من كل وصف يباعدنا عن مشاهدتك ومحبتك، وأن تجمع كلمة المسلمين يا رب في هذه البلدة وسائر بلاد الإسلام على ما يرضيك، وأن تحطم مما بينهم أسباب الفرقة والخصام يارب العالمين، وأن تحقق في حياتهم معنى قولك: {وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 8/46].
    اللهم إنا نسألك بذل عبوديتنا لك، وبعظيم افتقارنا إليك، أن تنتصر لعبادك المؤمنين المستضعفين أينما كانوا من مشارق الأرض ومغاربها.
    اللهم إنا نسألك بافتقارنا إليك وبغناك عنا جميعاً أن تنتصر لعبادك المؤمنين المستضعفين في فلسطين وأن تردّ عنهم كيد الكائدين. اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم. اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم نصرك الذي وعدت.
    اللهم إن لم نكُ أهلاً لأن تستجيب دعاءنا فإن كرمك أهل لأن تتغمدنا برحمتك وسابغ فضلك وإحسانك.
    أصلح اللهم حالنا. اِغفر اللهم ذنوبنا. وفِّقنا للتوبة والإنابة يا رب العالمين، اجعلنا من عبادك الذين إذا انحرفوا عادوا إلى حماك بالتوبة الصادقة يا رب العالمين. اجعلنا من عبادك الأوابين التائبين. اللهم اجعلنا من عبادك المرحومين والمغفورين.
    اللهم إني أسألك في هذه الساعة المباركة بعبادك الشعث الغُبر الذين لو أقسم عليك أحد منهم لأبررت قَسَمه أن تستجيب دعاءنا وأن تحقق رجاءنا وأن لا تردنا عن بابك خائبين يا من لا يغلق بابه دون أحد، يا من مائدته مفتوحة عامرة لعباده جميعاً، يا رب لا تُقْصِنَا عن جَنَى رحمتك أذقنا برد إحسانك ولطفك.
    وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.
    آمين آمين آمين
    والحمد لله رب العالمين


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الردود
    107
    الجنس
    بارك الله فيك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الموقع
    (المنصورة - مصر) الحبيبة
    الردود
    2,300
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة wageen عرض الرد
    بارك الله فيك
    وفيك بارك الله
    نورتينى بالمرور غاليتى

مواضيع مشابهه

  1. فلسفة المصائب
    بواسطة تفاح اخضر في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 3
    اخر موضوع: 31-10-2008, 02:11 PM
  2. المصائب لماذا ؟
    بواسطة عبدالبر آدم في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 26-02-2008, 08:38 PM
  3. فضل المصائب
    بواسطة سهاد_5 في روضة السعداء
    الردود: 8
    اخر موضوع: 07-09-2007, 03:52 PM
  4. فلسفة المصائب
    بواسطة rousha1510 في الملتقى الحواري
    الردود: 5
    اخر موضوع: 30-05-2007, 05:04 PM
  5. علاج المصائب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    بواسطة بالتوفيق في الملتقى الحواري
    الردود: 4
    اخر موضوع: 28-07-2004, 12:03 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ