أعيادهــم .. وســنتــنا .. !!
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .. وعلى آله وصحبه أجمعين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ..
فإن مما يدمي القلب ..
ويجعل النفوس تذوب حسرة وألما هو مانشاهده من أكثر المسلمين في مماشاتهم للأمم التي نهانا الله تعالى عن التشبه بها .. أو الأخذ منها .. أو السير على خطاها ..
وقد أخبر الرسول الأعظم ( عليه الصلاة والسلام ) عنه .. أخبر أن هذه الأمة
والتي هي خير أمة .. ستتبع سنن وعادات الأمم التي سبقتنا ..
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنة من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع وشبرا بشبر حتى لو دخلوا في جحر ضب لدخلتم فيه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن إذا * ( حسن صحيح )
وهاهم المسلمون .. يحققون النبؤة .. نسوا سنتهم .. ولهثوا خلف أعيادا كاذبة ..
ولو أنهم رجعوا لدينهم .. لوجدوا أن في سنة الحبيب ( صلوت ربي وسلامه عليه )
خير مما فرحوا به ..
ينتظرون مواسم أعيادهم من السنة إلى الأخرى ..
وسنة المصطفى بين أيديهم تشكو الهجر ولاحول ولاقوة إلا بالله...
تفكروا قليلا بما يسمى بــ ( عيد الأم )
مالذي يجري فيه .. ؟
تنتظر يوما كل عام لتبر بأمك ؟؟
تقبل رأسها ..؟
تقدم لها هدية ..؟
تسمعها كلمات تسعد قلبها ..؟
سبحان الله .. أخبروني بربكم .. وهل هذه الأعمال تحتاج لمناسبة ؟
هل يحتاج البر لمناسبة .؟؟
يأمرك العيد المزعوم أن تفعل كل هذا .. يوما واحدا كل عام (( فما أقسى قلبك))
وهدي الحبيب بين أيدينا يأمرنا .. بإن نلزم البر وحسن الصحبة .. (( بأبي أنت وأمي يارسول الله ))
عن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله من أبر قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أباك قال ثم من قال الأدنى فالأدنى * ( صحيح )
جاء رجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم من أحق الناس بحسن صحابتي قال : أمك قال : ثم من قال : أمك قال : ثم من قال : أمك قال : ثم من قال : أبوك متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم
وها هي البدعة التالية .. ما يسمى بــ (( عيد الحب ))
وبعيدا عن كل الشبه التي تدور حول هذا العيد وماهو أصله ولم وجد أصلا ..!!
تعالوا نتجرد للأسم ونناقش الأمر ونرى هدي الحبيب في أمر (( الحب ))
زعموا أنهم يدعون للحب .. وأن تهدي للمحب مايزيد من الحب بينكما
وما دعواهم تلك إلا تلبيس من تلبيسات أبليس ( لعنه الله )
فلا حب أسمى ولا أنقى ولا أتقى من ذلك الذي علمنا أياه حبيبنا ..
((عن جرير أن عمر بن الخطاب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )))
هذا هو(( الحب)) الحقيقي .. الخالد .. الصادق ..الذي ينفع أهله في دنياهم وآخرتهم
الحب الذي أمر به خير البرية.. يبدأ بالصدق .. ويتواصل بالنصح والدعاء وأخيرا ..
يفضي إلى الجنة .. ( جعلنا الله وإياكم من أهلها )
((عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم * ( صحيح ) ))
هذه هي قواعد الحب الصادق .. إفشاء السلام .. التوادد .. التراحم ..
أما الحب الذي يدعوا إليه هؤلاء ينتهي بالتلاعن والسب في دركات النار
– نسأل الله السلامة والعافية -
لأنه بني على المصالح.. واستمر بالمعصية .. وأنتهى بغضب الجبار سبحانه ..
يقول الحق جل في عليائه " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتفين "
فيامن بادرتم للأحتفال بذلك اليوم .. ونثرتم الزهور الحمراء .. وتبادلتم البطاقات الملونة
أسألكم .. وليتكم تركتم قلوبكم التي لايزال الأيمان يحيا بين حياناها تجيب ..
أين أنتم من سنة الحبيب ..؟؟
وثم .. تظهر لنا تلك البدعةالمسماة بــ(( المولد النبوي ))
سبحان الله .. مالذي يبتغيه العبد من الأحتفال بذكرى مولده ( عليه الصلاة والسلام ) .؟؟
هل يبتغي القرب لله . ونيل الحب والرضا ؟؟
.. يقول الله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
جاء في تفسير هذه الآية :
" هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في كل أفعاله وأقواله " أهــ ( مختصر تفسير أبن كثير )
ونحن نرى الكثير من المقصرين في أركان دينهم كالتفريط في الصلوات ..
أو تهاون في السنن .. أو تقصير في اللباس الشرعي .. وغيرها
وهؤلاء من المبادرين للأحتفال (( بالمولد )) وليس هذا من حب الله في شيء
كما إن المولد ليس من دين الله في شيء ..
أم يبتغي القرب من الحبيب ونيل شفاعته ..؟؟
[ إن من أحبكم إلي ، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون ، والمتشدقون ن والمتفيهقون . قالوا : قد علمنا الثرثارون والمتشدقون ؛ فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون ] .( حسن ) .
أنما ننال الحب والقرب بحسن الخلق .. وهذا هو الهدي الذي أولى بنا اتباعه والعمل به
وليس تقليدنا لمن أحتفلوا بمولد نبيهم مما يقربنا لله ورسوله ..
وبعد كل هذا .. تتجلى لنا الصورة واضحة
طريقان للحق والباطل ..
وإن قلة أتباع الأول لاتنفرنا منه ..
وإن كثرة أتباع الثاني لاتغرينا للسير به ..
فتلك هي أعيــــادهم .. وهذه هي سنتنـــــا ..
فأيهما ستختار .. (( والحليم تكفيه الأشارة ))
الأنبــــــــــاريه
الروابط المفضلة