انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 3 123 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 24

الموضوع: بنات لا تهملون موضوعي تراه يهم كل وحده بالمنتدى واللي تبي الاجر والثواب ترفع الموضوع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    الريــاض
    الردود
    1,085
    الجنس
    ذكر

    heart2 بنات لا تهملون موضوعي تراه يهم كل وحده بالمنتدى واللي تبي الاجر والثواب ترفع الموضوع

    أخواتي ما نقصت مال من صدقه بل تزده بل تزده

    أخواتي كثير منا عنده في منزله اشياء كثيره لا يحتاجها ولا يستخدمها وغيرنا في امس الحاجه له
    نحن لا نعرف قيمة النعمه اللي احنا فيها
    لا يعرفها الا من فقدها

    بنات هذي دعوه مني للجميع واتمنى من كل وحده تقرى الموضوع لو ما ساعدت بشي مادي او محسوس تنقل الخبر بين الاهل وتكسب اجر هالاسر الضعيفه

    بنات فيه الان حمله يجمعون فيها ملابس واكل ومؤن للضعوف بسبب هالغلاء اللي انا فيه

    اي شي منتي بحاجته اجمعيه وارسليه لهم واللي تبي رقم المشرفه ع الموضوع تبشر بس بأخذ اذن من المشرفه واحط رقمها بالموضوع

    بنات الدال ع الخير كفاعله

    بنات لا تتهاونين بالاجر

    صدقه تدفعين بها البلاء عنك وعن اهلك وعيالك

    بنات لا تحرمون انفسكم الاجر وهو بين ايديكم

    هم يستقبلون كل شي

    وعندهم تجهيز عرسان وعرايس

    وأسر

    ولو تبي اي وحده تروح هي بنفسها لهالاسر وتشوف حالتهم ماعندهم مانع

    بنات اللي ما تقدر تتصدق تنقل الخبر بين اهلها وصديقاتها

    خلونا يد وحده

    وش يدريك دعوه من قلب محتاج صادق في ظهر الغيب توسع لك في رزقك وتهبك كل ما تتمنين


    بنات تكفوووووووووووووون لا تهملون موضوعي

    والله احنا بحاجه نكون يد واحده


    هي الحمله بيساعدون فيها أسر كثير ومو بس بالرياض بجميع المناطق يالغاليات

    واللي عندك زايد من اثاث اكل ملابس بواقي عطور اكسسوارات ذهب جزم الله يكرمكم شنط اي شي انتي تستهينين فيه

    يسوى عندهم الشي الكثير

    لا تبخلين على نفسك لانها الصدقه تبقى لك يوم الدين

    بنات اللي تبي رقم اللي يجمعون هالصدقات تعلمني وتبشششششر


    تكفون بنات لا تحرمون انفسكم الاجر

    وش يدريكم يمكن انتي تسولفين لوحده وهالوحده تسولف لاهلها واهلها يسولفون لاقرباهم وتكونين سبب من اسباب سعادة هالأسر

    انا وسيطة خير والدال ع الخير كفاعله باذن الله

    وهه بعض الكلمات عن الصدقه واللي عندها اي شي او احاديث او قصص عن الصدقه وتحس انها بتنفعنا لا تبخل بها علينا

    الله لا يحوجنا ولا اياكم ياااااااااارب

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
    قال الله تعالى آمراً نبيه صلى الله عليه وسلم: قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ [إبراهيم:31]. ويقول جل وعلا: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ... [البقرة:195]. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم [البقرة:254]. وقال سبحانه: أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ [البقرة:267]. وقال سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن:16].
    ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله صلى الله عليه وسلم:: { ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة } [في الصحيحين]. والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: ( ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم ) [صحيح الترغيب].

    فضائل وفوائد الصدقة

    أولاً: أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم:: { إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى } [صحيح الترغيب].
    ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم:: { والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار } [صحيح الترغيب].
    ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم:: { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة }.
    رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس }. قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )، قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } [في الصحيحين].
    خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم:: { داووا مرضاكم بالصدقة }. يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) [صحيح الترغيب].
    سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: لمن شكى إليه قسوة قلبه: { إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم } [رواه أحمد].
    سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم ) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.
    ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92].
    تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم:: { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً } [في الصحيحين].
    عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: عن ذلك بقوله: { ما نقصت صدقة من مال } [في صحيح مسلم].
    الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ [البقرة:272]. ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم: عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: { بقي كلها غير كتفها } [في صحيح مسلم].
    الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:18]. وقوله سبحانه: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة:245].
    الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: { من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان } قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: { نعم وأرجو أن تكون منهم } [في الصحيحين].
    الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ } قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله : { ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة } [رواه مسلم].
    الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم: ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين] ( فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [الحشر:9].
    السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله صلى الله عليه وسلم:: { إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. } الحديث.
    السابع عشر: أنَّ النبَّي صلى الله عليه وسلم: جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم:: { لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار }، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.
    الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ [التوبة:111].
    التاسع عشر: أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله صلى الله عليه وسلم:: { والصدقة برهان } [رواه مسلم].
    العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي صلى الله عليه وسلم: يوصي التَّجار بقوله: { يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة } [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع].

    أفضل الصدقات

    الأول: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا: إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ [البقرة:271]، ( فأخبر أنَّ إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهلرها وإعلانها، وتأمَّل تقييده تعالى الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكن إخفاؤه كتجهيز جيشٍ، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمَّا إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين النَّاس وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنَّه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص، وعدم المراءاة، وطلبهم المحمدة من الناس. وكان إخفاؤها للفقير خيراً من إظهارها بين الناس، ومن هذا مدح النبي صلى الله عليه وسلم: صدقة السَّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيراً للمنفق وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته [طريق الهجرتين].
    الثانية: الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله صلى الله عليه وسلم:: { أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا } [في الصحيحين].
    الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل: وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ [البقرة:219]، وقوله صلى الله عليه وسلم:: { لا صدقة إلا عن ظهر غنى... }، وفي رواية: { وخير الصدقة ظهر غنى } [كلا الروايتين في البخاري].
    الرابعة: بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:: { أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول } [رواه أبو داود]، وقال صلى الله عليه وسلم:: { سبق درهم مائة ألف درهم }، قالوا: وكيف؟! قال: { كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها } [رواه النسائي، صحيح الجامع]، قال البغوي رحمه الله: ( والإختيار للرجل أن يتصدق بالفضل من ماله، ويستبقي لنفسه قوتاً لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وربما يلحقه الندم على ما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلاً على الناس، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم: على أبي بكر خروجه من ماله أجمع، لَّما علم من قوة يقينه وصحة توكله، فلم يخف عليه الفتنة، كما خافها على غيره، أما من تصدق وأهله محتاجون إليه أو عليه دين فليس له ذلك، وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفاً بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله عليهم بقوله وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر:9] وهي الحاجة والفقر [شرح السنة].
    الخامسة: الإنفاق على الأولاد كما في قوله صلى الله عليه وسلم:: { الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة } [في الصحيحين]، وقوله صلى الله عليه وسلم:: { أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك } [رواه مسلم].
    السادسة: الصدقة على القريب، كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّبٍ. قال أنس: ( فلما أنزلت هذه الآية: لَن تَنَالُواْ البِر حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92]. قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: يا رسول الله إنَّ الله يقول في كتابه لَن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:: { بخ بخ مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين }. فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه [في الصحيحين].
    وقال صلى الله عليه وسلم:: { الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة } [رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]، وأخصُّ الأقارب - بعد من تلزمه نفقتهم - اثنان:
    الأول: اليتيم؛ لقوله جلَّ وعلا: فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ (11) وَمَا أدرَاكَ مَا العَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَو إِطعَامٌ فِى يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ (15) أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَ [البلد:11-16]. والمسبغة: الجوع والشِّدة.
    الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم:: { أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح } [رواه أحمد وأبو داود والترمذي صحيح الجامع].
    السابعة: الصَّدقة على الجار؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ [النساء:36] وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم: أبا ذر بقوله: { وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها } [رواه مسلم].
    الثامنة: الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:: { أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل } [رواه مسلم].
    التاسعة: النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أو المنافقين، فإنه من أعظم ما بُذلت فيه الأموال؛ فإن الله أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قوله سبحانه: انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْبِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة:41]، وقال سبحانه مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصدق إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَم يَرتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15]، وأثنى سبحانه وتعالى على رسوله وأصحابه رضوان الله عليهم بذلك في قوله: لَكِنَ الرَّسُولُ وَالذَّينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُ [التوبة:89،88]، ويقول عليه الصلاة والسلام: { أفضل الصدقات ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله عز وجل أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله } [رواه أحمد والترمذي، صحيح الجامع]، وقال صلى الله عليه وسلم:: { من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا } [في الصحيحين]، ولكن ليُعلم أن أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقت الحاجة والقلة في المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصار للمسلمين فلا شك أن في ذلك خيراً ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى: وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:11،10]. ( إن الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، وليس في الأفق ظل منفعة، ولا سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل، والعقيدة آمنة، والأنصار كثرةٌ والنصر والغلبة والفوز قريبة المنازل، ذلك متعلق مباشرةً لله متجردٌ تجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة بالله وحده، بعيدٌ عن كل سبب ظاهر، وكل واقع قريب لا يجد على الخير أعواناً إلا ما يستمده مباشرةً من عقيدته، وهذا له على الخير أنصارٌ حتى حين تصح نيته ويتجرد تجرد الأوليين ) [في ظلال القرآن].
    العاشرة: الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:: { إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له } [رواه مسلم].
    وإليك بعضاً من مجالات الصدقة الجارية التي جاء النص بها:

    مجالات الصدقة الجارية

    1 - سقي الماء وحفر الآبار؛ لقولة صلى الله عليه وسلم:: { أفضل الصدقة سقي الماء } [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة:صحيح الجامع].
    2 - إطعام الطعام؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم: لما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: { تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف } [في الصحيحين].
    3 - بناء المساجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:: { من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة } [في الصحيحين]، وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: { من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسججداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة } [صحيح الترغيب].
    4 - الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كان في حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:: { إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته } [رواه ابن ماجة:صحيح الترغيب].
    ولتعلم أخي أن الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان بلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم: حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) [في الصحيحين]، وكذلك الصدقة في أيام العشر من ذي الحجة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: { ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام } يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: { ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك شيء } [رواه البخاري]، وقد علمت أن الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله.
    ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون الناس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيّن كما في قوله سبحانه: فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [البلد:11-14].
    فمن نعمة الله عز وجل على العبد أن يكون ذا مال وجدة، ومن تمام نعمته عليه فيه أن يكون عوناً له على طاعة الله { فنعم المال الصالح للمرء الصالح } [رواه البخاري].
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    الريــاض
    الردود
    1,085
    الجنس
    ذكر
    المال مال الله عز وجل، وقد استخلف ـ تعالى ـ عباده فيه ليرى كيف يعملون، ثم هو سائلهم عنه إذا قدموا بين يديه: من أين جمعوه؟ وفيمَ أنفقوه؟ فمن جمعه من حله وأحسن الاستخلاف فيه فصرفه في طاعة الله ومرضاته أثيب على حسن تصرفه، وكان ذلك من أسباب سعادته، ومن جمعه من حرام أو أساء الاستخلاف فيه فصرفه فيما لا يحل عوقب، وكان ذلك من أسباب شقاوته إلا أن يتغمده الله برحمته.
    ومن هنا كان لزاماً على العبد ـ إن هو أراد فلاحاً ـ أن يراعي محبوب الله في ماله؛ بحيث يوطن نفسه على ألاَّ يرى من وجه رغَّب الإسلام في الإنفاق فيه إلا بادر بقدر استطاعته، وألاَّ يرى من طريق حرم الإسلام النفقة فيه إلا توقف وامتنع.
    وإن من أعظم ما شرع الله النفقة فيه وحث عباده على تطلُّب أجره: الصدقةَ (1) التي شرعت لغرضين جليلين: أحدهما: سد خَلَّة المسلمين وحاجتهم، والثاني: معونة الإسلام وتأييده(2). وقد جاءت نصوص كثيرة وآثار عديدة تبين فضائل هذه العبادة الجليلة وآثارها، وتُوجِد الدوافع لدى المسلم للمبادرة بفعلها.
    وهذه الفضائل والآثار كثيرة جداً تحتمل أن يفرد لها كتاب فضلاً عن أن ترسل في مقال؛ ولذا سأقتصر على أبرزها، وذلك فيما يلي:
    1 ــ علو شأنها ورفعة منزلة صاحبها:الصدقة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل؛ ودليل ذلك حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً: "وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً"(3)، وحديث: "من أفضل العمل: إدخال السرور على المؤمن: يقضي عنه ديناً، يقضي له حاجة، ينفس له كربة"(4). بل إن الصدقة لتباهي غيرها من الأعمال وتفخر عليها؛ وفي ذلك يقول عــمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: "إن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم"(5).
    وهذه الرفعة للصدقة تشمل صاحبها؛ فهو بأفضل المنازل كما قال صلى الله عليه وسلم : "إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعمل فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل..." (6)، وهو صاحب اليد العليا كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المنفقة، واليد السفلى هي السائلة"(7)، وهو من خير الناس لنفعه إياهم وقد جاء في الحديث المرفوع: "خير الناس من نفع الناس(8)، وهو من أهل المعروف في الآخرة، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة" (9).
    ولا تقتصر رفعة المتصدق على الآخرة بل هي شاملة للدنيا؛ فمن جاد ساد، ومن بخل رذل، بل قال محمد بن حبان: "كل من ساد في الجاهلية والإسلام حتى عرف بالسؤدد، وانقاد له قومه، ورحل إليه القاصي والداني، لم يكن كمال سؤدده إلا بإطعام الطعام وإكرام الضيف"(10)، والمتصدق ذو يد على آخذ الصدقة، بل إنه كما قيل: يرتهن الشكر ويسترق بصدقته الحر(11). ولذا كان ابن السماك يقول: "يا عجبي لمن يشتري المماليك بالثمن، ولا يشتري الأحرار بالمعروف" (12).
    2 ــ وقايتها للمتصدق من البلايا والكروب:
    صاحب الصدقة والمعروف لا يقع، فإذا وقع أصاب متكأً (13)؛ إذ البلاء لا يتخطى الصدقة؛ فهي تدفع المصائب والكروب والشدائد المخوِّفة، وترفع البلايا والآفات والأمراض الحالَّة، دلت على ذلك النصوص، وثبت ذلك بالحس والتجربة.
    فمن الأحاديث الدالة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات" (14)، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ: "وفعل المعروف يقي مصارع السوء" (15)، ومنها: حديث رافع بن خديج ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: "الصدقة تسد سبعين باباً من السوء"(16).
    ومنها أيضاً: قوله صلى الله عليه وسلم حين هلع الناس لكسوف الشمس: "فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا" (17) قال ابن دقيق العيد في شرحه له: "وفي الحديث دليل على استحباب الصدقة عند المخاوف لاستدفاع البلاء المحذور"(18).
    كما أن الصدقة تحفظ البدن وتدفع عن صاحبها البلايا والأمراض، يدل لذلك حديث: "داووا مرضاكم بالصدقة"(19)، قال ابن الحاج: "والمقصود من الصدقة أن المريض يشتري نفسه من ربه ـ عز وجل ـ بقدر ما تساوي نفسه عنده، والصدقة لا بد لها من تأثير على القطع؛ لأن المخبر صلى الله عليه وسلم صادق، والمخبَر عنه كريم منان"(20)، وقد سأل رجل ابن المبارك عن قرحة في ركبته لها سبع سنين، وقد أعيت الأطباء فأمره بحفر بئر يحتاج الناس إليه إلى الماء فيه، وقال: أرجو أن ينبع فيه عين فيمسك الدم عنك(21)، وقد تقرح وجه أبي عبد الله الحاكم صاحب المستدرك قريباً من سنة فسأل أهل الخير الدعاء له فأكثروا من ذلك، ثم تصدق على المسلمين بوضع سقاية بنيت على باب داره وصب فيها الماء فشرب منها الناس، فما مر عليه أسبوع إلا وظهر الشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان(22).
    والأمــر كما قال المنــــاوي: "وقد جُـــرِّب ذلك ـ أي التداوي بالصدقة ـ فوجدوا الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الأدوية الحسية، ولا ينكر ذلك إلا من كثف حجابه"(23).
    وليس هذا فحسب؛ بل إن بعض السلف كانوا يرون أن الصدقة تدفع عن صاحبها الآفات والشدائد ولو كان ظالماً، قال إبراهيم النخعي: "كانوا يرون أن الصدقة تَدْفَع عن الرجل الظلوم"(24) .
    وفي المقابل فإن عدم الصدقة يجر على العبد المصائب والمحن؛ لحديث أنـس بـن مالك ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً وفيه أن جبريل قال ليعقوب ـ عليهما السلام ـ عن الله ـ عز وجل ـ: "أتدري لِمَ أذهبت بصرك وقوست ظهرك، وصنع إخوة يوسف ما صنعوا: إنكم ذبحتم شاة، فأتاكم مسكين يتيم وهو صائم فلم تطعموه منه شيئاً"(25).
    3 ــ عظم أجرها ومضاعفة ثوابها:
    يربي الله الصدقات، ويضاعف لأصحابها المثوبات، ويعلي الدرجات.. بهذا تواترت النصوص وعليه تضافرت؛ فمن الآيات الكريمات الدالة على أن الصـدقـة أضعاف مضاعفة وعنـد الله مـزيـد قـوله ـ تعالى ـ: إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم {الحديد: 18} والتي أوضحت بأن "المتصدقين والمتصدقات لا يتفضلون على آخـذي الصدقات، ولا يتعاملون في هذا مع الناس، إنما هم يقرضون الله ويتعاملون مباشرة معه، فأي حافز للصدقة أوقع وأعمق من شعور المعطي بأنه يقرض الغني الحميد، وأنه يتعامل مع مالك الوجود؟ وأن ما ينفقه مُخْلَف عليه مضاعف، وأن له بعد ذلك كله أجراً كريماً"(26).
    ومنها: قوله ـ تعالى ـ: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة {البقرة: 245} قال الجصاص مبيناً علة تسمية الله للصدقة قرضاً: "سماه الله قرضاً تأكيداً لاستحقاق الثواب به؛ إذ لا يكون قرضاً إلا والعوض مستحق به"(27)، وعلل ذلك ابن القيم بأن "الباذل متى علم أن عين ماله يعود إليه ولا بد؛ طوعت له نفسه، وسهل عليه إخراجه، فإن علم أن المستقرض مليء وفيّ محسن، كان أبلغ في طيب فعله وسماحة نفسه، فإن علم أن المستقرض يتجر له بما اقترضه، وينميه له ويثمره حتى يصير أضعاف ما بذله كان بالقرض أسمح وأسمح، فإن علم أنه مع ذلك كله يزيده بعطائه أجراً آخر من غير جنس القرض... فإنه لا يتخلف عن قرضه إلا لآفة في نفسه من البخل أو الشح أو عدم الثقة بالضمان"(28).
    ومنها: قوله ـ عز وجل ـ: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم {البقرة: 261} والتي لها أثر عظيم في دفع العبد إلى الصدقة؛ إذ يضاعف الله له بلا عدة ولا حساب، من رحمته ـ سبحانه ـ ورزقه الذي لا حدود له ولا مدى(29).
    ومن الأحاديث الدالة على عظم أجر الصدقة: قوله صلى الله عليه وسلم : "ما تصدق أحد بصدقة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ إلا أخذها الرحمن بيمينه ـ وإن كان تمرة ـ فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل؛ كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله"(30)(31)، قال ابن حجر: "الصدقة نتاج العمل، وأحوج ما يكون النتاج إلى التربية إذا كان فطيماً، فإذا أحسن العناية به انتهى إلى حد الكمال، وكذلك عمل ابن آدم ـ لا سيما الصدقة ـ فإن العبد إذا تصدق من كسب طيب لا يزال نظر الله إليها يكسبها نعت الكمال حتى تنتهي بالتضعيف إلى نصاب تقع المناسبة بينه وبين ما قدم نسبة ما بين التمرة إلى الجبل... والظاهر أن المراد بعظمها: أن عينها تعظم لتثقل في الميزان، ويحتمل أن يكون ذلك معبراً به عن ثوابها" (32)، ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم : "من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبع مئة ضعف"(33) قال المباركفوري: "وهذا أقل الموعود، والله يضاعف لمن يشاء"(34)، وحديث أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً جاء بناقة مخطومة(35) فقال: "هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لك بها يوم القيامة سبع مئة ناقة كلها مخطومة"(36) واستطعم مسكين عائشة ـ رضي الله عنها ـ وبين يديها عنب، فقالت لإنسان: "خذ حبة فأعطه إياها، فجعل ينظر إليها ويعجب، فقالت عائشة: أتعجب؟ كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة؟!"(37)، قال يحيى بن معاذ: "ما أعرف حبة تزن جبال الدنيا إلا من الصدقة"(38).
    4 ــ إطفاؤها الخطايا وتكفيرها الذنوب:
    جعل الله الصدقة سبباً لغفران المعاصي وإذهاب السيئات والتجاوز عن الهفوات، دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، ومنها: قوله ـ تعالى ـ : إن الحسنات يذهبن السيئات {هود: 114} والذي هو نص عام يشمل كل حسنة وفعل خير، والصـدقـة مـن أعظــم الحسنات والخيرات فهـي داخـلة فيـه بالأولويــة(39)، وقــوله ـ سبحانه ـ: إن المسلمـــين والمسـلـمـــات... والمتصـدقــين والمتصدقــات... أعد الله لهـــم مغفــرة وأجــرا عظيما {الأحــــزاب: 35} وقوله ـ عــز وجــل ـ: وسارعوا إلى" مغفرة من ربكم وجنة عرضها السمـوات والأرض أعـدت للمتقـين 133 الذيـن ينفقـون في السـراء والضـراء والكاظمـين الغيـظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين {آل عمران: 133، 134} والتي أفادت أن من أول وأجلِّ ما تنال به مغفرة الله للخطايا وتجاوزه عن الذنوب: الإنفاق في مراضيه سبحانه.
    ومن النصوص الدالة على ذلك أيضاً: قوله صلى الله عليه وسلم : "تصدقوا ولو بتمرة؛ فإنها تسد من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"(40)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "والصدقة تطفئ الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا"(41)، وما أخرجه البخاري في صحيحه في باب: الصدقة تكفر الخطيئة من حـديث حذيفـة ـ رضي الله عنه ـ وفيه: "فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والمعروف"(42)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "يا معشر التجار: إن الشيطان والإثم يحضران البيع؛ فشوبوا بيعكم بالصدقة"(43)، ومعناه أن التاجر: "قد يبالغ في وصف سلعته حتى يتكلم بما هو لغو، وقد يجازف في الحلف لترويج سلعته؛ فيندب إلى الصدقة ليمحو أثر ذلك"(44)، وقال محمد بن المنكدر: "من موجبات المغفرة: إطعام المسلم السغبان". قال بعض أهل العلم عقب إيراده له: "وإذا كان الله ـ سبحانه ـ قد غفر لمن سقى كلباً على شدة ظمئه فكيف بمن سقى العطاش، وأشبع الجياع، وكسا العراة من المسلمين؟"(45).
    ولاستفاضة النصوص في كون الصدقة مكفرة للذنوب وماحية للخطايا استحب بعض أهل العلم الصدقة عقب كل معصية(46)، ولعل مستندهم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "وأتبع السيئة الحسنة تمحها"(47)، والصدقة من كبار الحسنات ورؤوس الطاعات؛ فهي داخلة في عموم النص قطعاً.
    5 ــ مباركتها المال وزيادتها الرزق:
    تحفظ الصدقة المال من الآفات والهلكات والمفاسد، وتحل فيه البركة، وتكون سبباً في إخلاف الله على صاحبها بما هو أنفع له وأكثر وأطيب(48)، دلت على ذلك النصوص الثابتة والتجربة المحسوسة؛ فمن النصوص الدالة على أن الصدقة جالبة للرزق قول الذي ينابيع خزائنه لا تنضب وسحائب أرزاقه لا تنقطع واعداً من أنفق في طاعته بالخلف عليه: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين {سبأ: 39}، قال ابن عاشور في تفسيره: "وأكد ذلك الوعد بصيغة الشرط، وبجعل جملة الجواب اسمية، وبتقديم المسند إليه علـى الخبر الفعلي بقـوله: فهــو يخلفـه، ففـي هذا الوعد ثلاث مؤكدات دالة على مزيد العناية بتحقيقه... وجملة: وهو خير الرازقين تذييل للترغيب والوعد بزيادة أن ما يخلفه أفضل مما أنفقه المنفق"(49)، وقال العلاَّمة السعدي: "قوله: وما أنفقتم من شيء نفقة واجبة أو مستحبة، على قريب أو جار أو مسكين أو يتيم أو غير ذلك فهو تعالى يخلفه فلا تتوهموا أن الإنفاق مما ينقص الرزق، بل وعد بالخلف للمنفق الذي يبسط الرزق ويقدر"(50)، وما أجمل مقولة بعضهم: "أنفق ما في الجيب يأتك ما في الغيب"(51).
    ومن النصوص الدالة أيضاً على أن الصدقة بوابة للرزق ومن أسباب سعته واستمراره وتهيؤ أسبابه، وأنها لا تزيد العبد إلا كثرة قوله ـ تعالى ـ: لئــن شكــرتـم لأزيـدنكــم {إبـراهيـــم: 7} إذ الصدقة غاية في الشكر، وقوله ـ عز وجل ـ في الحديث القدسي: "يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك"(52)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده الله بها كثرة"(53)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً"(54). كما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة(55)؛ فإذا شرجة(56) قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته(57)، فقال له: يا عبد الله! ما اسمك؟ قال: فلان ـ للاسم الذي سمع في السحابة ـ، فقال له: يا عبد الله لِمَ تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان ـ لاسمك ـ فماذا تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلتَ هذا؛ فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثه، وأرد فيها ثلثه" وفي رواية: "وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل"(58).
    وفي المقابل جاءت نصوص عديدة ترد على فئام من الخلق ـ ممن رق دينهم أو ثخنت أفهامهم ـ ظنوا أن الصدقة منقصة للمال، جالبة للفقر، مسببة للضيعة، فأبانت أن الصدقة لا تنقص مال العبد، وأن شحه به هو سبب حرمان البركة وتضييق الرزق وإهلاك المال وعدم نمائه، ومن هذه النصوص قوله صلى الله عليه وسلم : "ما نقصت صدقة من مال"(59)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه، فأما الثلاث التي أقسم عليهن: فإنه ما نقص مال عبد من صدقة..."(60)، وقوله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ حين قالت له: ما لي مال إلا ما أدخل عليَّ الزبير فقال لها: "أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك"(61).
    والتجربة المحسوسة تثبت أن "المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤونة"(62)، وأن رزق العبد يأتيه بقدر عطيته ونفقته؛ فمن أَكثر أُكثر له، ومن أقل أُقِل له، ومن أمسك أُمسِك عليه(63)، وقد نص غير واحد من العارفين أن ذلك مجرب محسوس(64)، ومن شواهد ذلك قصة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن مسكيناً سألها وهي صائمة وليس في بيتها إلا رغيف فقالت لمولاتها: أعطيه إياه، فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه! فقالت: أعطيه إياه! قالت: ففعلت، قالت: فلما أمسينا أهـدى لنا أهـل بيـت أو إنســان ـ ما كان يهدي لنا ـ شاة وكفَّنها(65)، فدعتني فقالت: كلي من هذا، هذا خير من قرصك"(66).
    والقضية مرتبطة بالإيمان ومتعلقة باليقين، والأمر كما قال الحسن البصري: "من أيقن بالخلف جاد بالعطية"(67).
    6 ــ أنها وقاية من العذاب وسبيل لدخول الجنة:
    الصدقة والإنفاق في سبل الخير فدية للعبد من العــذاب، وتخليـص له وفكــاك مـن العقاب، ومثلها ـ كما في الحديث ـ: "كمثل رجل أسره عدو، فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير؛ ففدى نفسه منهم"(68)، وقد كثرت النصوص المبينة بأن الصدقة ستر للعبد وحجاب بينه وبين العذاب، ومن هذه النصوص: حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في إثبات نعيم القبر وعذابه والذي تضمن إخباره صلى الله عليه وسلم بأن الصدقة وأعمال البر تدفع عن صاحبها عذاب القبر؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم : "إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولُّون عنه؛ فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قِبَلِ رأسه، فتقول الصلاة: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فيقول الزكاة: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى من قِبَل رجليه فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قِبَلي مدخل... "(69).
    ومنها: الأحاديث التي تضمنت التهديد والوعيد لأصحاب الثراء كقوله صلى الله عليه وسلم : "هلك المكثرون، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا ـ ثلاث مرات: حثا بكفيه عن يمينه وعن يساره وبين يديه ـ، وقليل ما هم"(70)، وفي رواية: "ويل للمكثرين..."(71)، ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم : "من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار عضواً بعضو"(72)، وحديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : "يا معشر النساء تصدقن؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبِمَ يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير"(73)، قال ابن حجر في شرحه: "وفيه أن الصدقة تدفع العذاب، وأنها قد تكفِّر الذنوب بين المخلوقين"(74) وقال الشوكاني في ثنايا تعداده لفوائد الحديث: "ومنها: أن الصدقة من دوافع العذاب؛ لأنه علل بأنهن أكثر أهل النار لما يقع منهن من كفران النعم وغير ذلك"(75).
    وقد كثر حض النبي صلى الله عليه وسلم أمته على اتخاذ أحدهم الصدقة ـ مهما قلَّت ـ حجاباً بينه وبين النار فقال صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بـن حاتم ـ رضـي الله عنه ـ: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة"(76)، وفي رواية: "من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل"(77)، وقال صلى الله عليه وسلم : "اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً ولو بشـق تمــرة"(78)، وقال صلى الله عليه وسلم : "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة؛ فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان"(79).
    ولا يقتصر أثر الصدقة والإنفاق على دفع حر القبور والخلاص من لهيب جهنم بل إنها من أسباب دفع الخوف والحزن عن العبد وتحصيله للأمن، ومن السبل العظيمة لدخوله الجنة، ومن النصوص الـدالة علــى ذلك قوله ـ تعالى ـ: الذيـن ينفقــون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون {البقرة: 274} والذي يعم جميع النفقات في طاعة الله وطرق مرضاته ـ سواء أكانت للفقراء والمعوزين أم في سبيل رفعة الدين ونصرته ـ ويشمل جميع الأوقات والحالات(80).
    وقوله ـ عز وجل ـ: وسارعوا إلى" مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعـدت للمتقــين 133 الذيــــن ينفقـــــون فــي الســـراء والضراء... {آل عمران: 133، 134} والذي جلَّى الله فيه صفة أهل الجنة، وأبان بأن من أجلِّ سماتهم التي تؤهلهم لدخول الجنة الإنفاق في مراضيه سبحانه والإحسان إلى خلقه بأنواع البر(81).
    ومن النصوص النبوية الدالة على أن الصدقة من أسباب دخول الجنة قوله صلى الله عليه وسلم : "أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز (82) ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة"(83).
    ولا يتوقف أثر الصدقة على هذا فحسب بل الأمر أعظم جداً من ذلك؛ إذ يبادر خزنة كل باب من أبواب الجنة: لدعوة المتصدق كل يريده أن يدخل من قِبَله، وللجنة باب يقال له: باب الصدقة، يدخل منه المتصدقون؛ لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنفق زوجين(84) في سبيل الله(85) نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير ـ إلى أن قال ـ ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة.."(86) وقد أبان العيني أن المراد بالصدقة هنا: النافلة؛ لأن الزكاة الواجبة لا بد منها لجميع من وجبت عليه من المسلمين، ومن ترك شيئاً منها فيخاف عليه أن ينادى من أبواب جهنم(87).
    7 ــ أنها دليل صدق الإيمان وقوة اليقين وحسن الظن برب العالمين:
    المال ميال بالقلوب عن الله؛ لأن النفوس جبلت على حبه والشح به، فإذا سمحت النفس بالتصدق به وإنفاقه في مرضاة الله ـ عز وجل ـ كان ذلك برهاناً على صحة إيمان العبد وتصديقه بموعود الله ووعيده، وعظيم محبته له؛ إذ قدم رضاه ـ سبحانه ـ على المال الذي فطر على حبه(88)، ويدل على هذا الأمر قوله صلى الله عليه وسلم : "والصدقة برهان"(89)، ومعناه: أنها دليل على إيمان فاعلها؛ فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه(90)، قال المناوي: "(والصدقة برهان) حجة جلية على إيمان صاحبها أو أنه على الهدى أو الفلاح، أو لكون الصدقة تنجيه عند الحساب كما تنجي الحجة عند المحاكمة، وقال القزويني: الصدقة برهان على جزم المتصدق بوجود الآخرة وما تتضمنه من المجازاة؛ لأن المال محبوب للنفوس المتصفة بالخواص الطبيعية؛ فلا يقدر على بذل المال ما لم يصدق بانتفاعها فيما بعد بثمرات ما يبذله، وفوزها بالعوض وحصول السلامة من ضرر متوقع بسبب فعل قُرِنت به عقوبة"(91).
    والصدقة بطيب نفس تورث القلب حلاوة الإيمان، وتذيق العبد طعمه، وتعمق يقينه بالله عـز وجل، وتخلص توكله عليه، وتوجب ثقته بالله وحسن الظن به(92)؛ لأن من استنار صدره، وعلم غنى ربه وكرمه ـ عز وجل ـ عظم رجاؤه وهانت الدنيا في عينه فأنفق ولم يخَفِ الإقلال، ويشهد لصحة ذلك قول أعظم الموقنين وإمام المتوكلين وأجلّ من أحسن الظن بـرب العالمين لبلال ـ رضـي الله عنه ـ حين ادخر شيئاً ولم ينفقه: "أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالاً"(93)، قال القرطبي بعد أن أبان بأن عدم الإنفاق وترك الصدقة خوف الإقلال من سوء الظن بالله: "فإن كان العبد حسن الظن بالله لم يخفِ الإقلال؛ لأنه يخلف عليه كما قال ـ تعالى ـ: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين {سبأ: 39}"(94).
    8 ــ تخليتها النفس من الرذائل وتحليتها لها بالفضائل:
    تطهر الصدقة النفس من الرذائل وتنقيها من الآفات، وتقيها من كثير من دواعي الشيطان ورجسه، ومن ذلك: أنها تبعد العبد عن صفة البخل وتخلصه من داء الشح الذي أخبر ـ سبحانه ـ بأن الوقاية منه سبب للفلاح وذلك في قوله ـ عز وجل ـ: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون {الحشر: 9}، ويُذهِب الله بها داء العجب بالنفس والكبر والخيلاء على الآخرين والفخر عليهم بغير حق، كما أنها من مسببات عدم حب الذات حباً مذموماً، ومن دواعي نبذ الأثرة والأنانية، وعدم الوقوع في شيء من عبودية المال وتقديسه وهو ما دعا على فاعله النبي صلى الله عليه وسلم بالتعاسة والانتكاسة فقال: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة... تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش"(95).
    وفي المقابل فالصدقة تهذب الأخلاق وتزكي النفس وتربي الروح على معالي الأخلاق وفضائلها؛ إذ فيها تدريب على الجود والكرم، وتعويد على البذل والتضحية وإيثار الآخرين، وفيها سمو بالعبد وانتصار له على نفسه الأمارة بالسوء، وإلجام لشيطانه، وإعلاء لهمته؛ إذ تُعلق العبد بربه وتربطه بالدار الآخرة، وتزهده بالدنيا؛ وتضعف تَعلُّق قلبه بها.
    ويدل لذلك قوله ـ تعالى ـ: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها {التوبة: 103}(96)؛ إذ في قوله: تطهرهم إشارة إلى مقام التخلية من الرذائل والذنوب والأخلاق السيئة، وفي قوله: وتزكيهــم إشـارة إلى مقـام التحلية بالفضـائل والحسنات والأعمال الصالحة(97).
    كما يدل لذلك أيضاً قوله ـ عز وجل ـ: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر {المجادلة: 12} والذي أبان الله فيه بأن الصدقة سبب لنيل الخيرية وطهرة للنفس من الأدناس وتخلية لها من الرذائل(98).
    ولو لم يكن في الصدقة إلا أنها تعلق النفس بالقربات، وتشغلها بالطاعات، كما قال بعض السلف: "إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، وإن من جزاء السيئة السيئة بعدها"(99) ـ والصدقة من أعظم الحسنات وأجلِّها ـ لكفى بذلك فضلاً.
    9 ــ أنها بوابة لسائر أعمال البر:
    جعل الله الصدقة والإنفاق في مرضاته مفتاحاً للبر(100) وداعية للعبد إلى سائر أنواعه؛ وذلك لأن المال من أعظم محبوبات النفس؛ فمن قدم محبوب الله على ما يحب فأعطى ماله المحتاجين ونصر به الديـن وفقـه الله لأعمـال صالحـة وأخـلاق فاضـلة لا تحصل له بدون ذلك، وآتاه أسباب التيسير بحيث يتهيأ له القيام ببقية أعمال البر فلا يستعصي شيء منها عليه، يدل لذلك قوله ـ تعالى ـ: فأما من أعطــى" واتقـــى" 5 وصــدق بالحسنى" 6 فسنيسره لليسرى" {الليل: 5 - 7} قال السعدي في تفسيره: " فسنيسره لليسرى: أي: نيسر له أمره، ونجعله مسهلاً عليه كل خير، ميسراً له ترك كل شر؛ لأنه أتى بأسباب التيسير، فيسر الله له لذلك"(101).
    وقد أوضح الله هذا الأمر وجلاَّه في قوله ـ عز وجل ـ: لن تنالوا البر حتى" تنفقوا مما تحبون {آل عمران: 92} أي: لن تنالوا حقيقة البر الذي يتنافس فيه المتنافسون، ولن تدركوا شأوه، ولن تلحقوا بزمرة الأبرار حتى تنفقوا مما تَهْوَوْن من أموالكم ومن أعجبها إلى أنفسكم(102).
    وقد فقه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ هذا التوجيه الرباني فحرصوا على نيل البر وكمال الخير بالنزول عما يحبون وببذل الطيب من المال نصرة للدين وسداً لحاجة المساكين، سخية به نفوسهم طمعاً في ثواب الله وإحسانه(103)، فكان الواحد منهم إذا ازداد حبه لشيء بذله لله رجاء نيل البر؛ فهذا أبو طلحة ـ رضي الله عنه ـ كان أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه حديقة يقال لها: بيرحاء، فلما نزلت هذه الآية: لن تنالوا البر حتى" تنفقــوا مما تحبـــون {آل عمران: 92} قام إلى رســـول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله يقول في كتابه: لن تنالوا البر حتى" تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت... "(104)، وقال زيد بن حارثة لما نزلت هذه الآية: "اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلي من فرسي هذه"، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد قبلها الله منك"(105)، "وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له جارية من جلولاء يوم فتحت مدائن كسرى في قتال سعد بن أبي وقاص، فدعا بها عمر بن الخطاب فأعجبته فقال: إن الله يقول: لن تنالوا البر حتى" تنفقوا مما تحبون فأعتقها"(106).
    وقال عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: "تلوت هذه الآية: لن تنالوا البر حتى" تنفقوا مما تحبون فذكرت ما أعطاني الله فما وجدت شيئاً أحب إليَّ من جاريتي رضية فقلت: هي حرة لوجه الله"(107)، ومرة كان راكباً على راحلة عظيمة فأعجبته فأناخها وجعلها لله تعالى (108) .
    وعلى هذا الدرب سار كثير من سلف الأمة وصالحيها؛ فهذا الربيع بن خثيم كان إذا جاءه السائل يقول لأم ولده: يا فلانة! أعطي السائل سُكَّراً؛ فإن الربيع يحب السُّكَّر. قال سفيان: يتأول قوله ـ عز وجل ـ: لن تنالوا البر حتى" تنفقوا مما تحبون (109)، وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يشتري أعدالاً من سُّكَّر ويتصدق بها، فقيل له: هلاَّ تصدقت بقيمتها؟ فقال: لأن السُّكَّر أحب إليَّ؛ فأردت أن أنفق مما أحب (110).
    وكان لزوجة عمر بن عبد العزيز جارية بارعة الجمال، وكان عمر راغباً فيها، وكان قد طلبها منها مراراً فلم تعطه إياها، ثم لما ولي الخلافة زينتها وأرسلتها إليه، فقالت: قد وهبتكها يا أمير المؤمنين فلتخدمك، قال: من أين ملكتِها، قالت: جئت بها من بيت أبي عبد الملك، ففتش عن كيفية تملكه إياها، فقيل: إنه كان على فلان العامل ديون فلما توفي أُخذت من تركته، ففتش عن حال العامل وأحضر ورثته وأرضاهم جميعاً بإعطاء المال، ثم توجه إلى الجارية ـ وكان يهواها هوى شديداً ـ فقال: أنت حرة لوجه الله تعالى(111).
    فهذا هدي السلف؛ فهل من متأس بهم وسائر على نهجهم ؟!
    10 ــ إدراك المتصدق أجر العامل:
    ما أسعد المتصدقين! إذ دلت النصوص الثابتة على أن صاحب المال يدرك بتصدقه وإنفاقه من ثواب عمل العامل بمقدار ما أعانه عليه حتى يكون له مثل أجره متى استقل بمؤونة العمل من غير أن ينقص ذلك من أجر العامل شيئاً، ومن هذه النصوص الدالة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "من فطَّر صائماً كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء"(112)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازياً في سبيل الله بخير فقد غزا"(113)، ومعناه: أنه مثله في الأجر ما دام قد أتم تجهيزه أو قام بكفاية من يخلفه بعده(114)، وجاء الحديث عند البيهقي بلفظ: "من جهز حاجاً أو جهز غازياً أو خلفه في أهله أو فطَّر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئاً"(115).
    والأمر غير مقصور على هذه العبادات بل شامل لجميع الطاعات؛ فمن أعان عليها كان له مثل أجر فاعلها(116).
    فيا من يستطيع أن يجاهد وهو قاعد، ويصوم وهو آكل شارب، ويعلِّم القرآن، وينشر الخير، ويدعو إلى الله في كل مكان وهو في بيته لم يباشر من ذلك شيئاً لا تَحْرم نفسك الأجر ولا تمنعها الثواب، واعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لك حين قال: "اغتنم خمساً قبل خمس ـ وذكر منها ـ: وغناك قبل فقرك"(117)، واعلم بأن المال زائل والعمل باق؛ إذ لم يخلد أحد مع ماله، ولم يدخل مالٌ القبر مع صاحبه، بل هو وديعة لديك، ولا بد من أخذها منك، فما بالك تغفل عن ذلك؟!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    الريــاض
    الردود
    1,085
    الجنس
    ذكر
    ــ أن الجزاء عليها من جنس العمل:
    من أنفق شيئاً لله عوضه الله من جنس نفقته ما هو خير له، فيُحِسن إليه من نوع ما أحسن، ويُعطيه من مثل ما أعطى، جزاءاً وفاقاً، وقد دلت على ذلك أحاديث وآثار عديدة، منها: أن رجلاً جاء بناقة مخطومة فقال: هذه في سبيل الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة"(1)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله له بكل عضو منها عضواً من النار حتى فَرْجه بفَرْجه"(2)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة"(3) والستر هنا شامل لمعايب العبد وعورته(4)، وقول أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ: "أيُّمَا مسلم كسا مسلماً ثوباً على عُري كساه الله من خضر الجنة، وأيُّمَا مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيُّمَا مسلم سقى مسلماً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم"(5).
    ولا يقتصر الأمر على المجازاة على الصدقة بمثلها؛ بل الأمر يتجاوز ذلك إلى حال المتصدق عليه؛ إذ بمقدار إدخالها للسرور عليه، وإزالتها لشدائده، وتفريجها لمضايقه، وإصلاحها لحاله، ومعونتها له وسترها عليه؛ ينال المتصدق أجره من الله من جنس ذلك، يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "من نفَّس عن مؤمن كُربة من كُرب الدنيا نفَّس الله عنه كُربة من كُرب يوم القيامة، ومن يَسَّر على مُعسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"(6)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "من يلق أخاه المسلم بما يحب لِيَسُرَّه بذلك، سرَّه الله يوم القيامة"(7).
    وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع ذلك فقال صلى الله عليه وسلم : "كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسراً قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه"(8).
    وقال صلى الله عليه وسلم : "إن رجلاً لم يعمل خيراً قط (9)، وكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما تيسر، واترك ما تعسر، وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا، قال: فلما هلك، قال الله: هل عملتَ خيراً قط؟ قال: لا؛ إلا أنه كان لي غلام، وكنت أداين الناس، فإذا بعثته ليتقاضى قلت له: خذ ما تيسر واترك ما تعسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا، قال الله ـ تعالى ـ: قد تجاوزت عنك"(10).
    وعن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال: "أُتيَ اللهُ بعبدٍ من عباده آتاه الله مالاً فقال له: ماذا عملتَ في الدنيا؟ قال: ولا يكتمون الله حديثا {النســـاء: 42} قــال: مـا عملتُ من شيء يا ربِّ إلا أنك آتيتني مالاً فكنت أبايع الناس، وكان من خُلُقي أن أيسر على الموسر وأُنظِر المعسر، قال الله ـ تعالى ـ: أنا أحق بذلك منك، تجاوزوا عن عبدي". قال عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعنا من فِي رسول الله #(11).
    فيا من يرى ضخامة ذنبه وعظم تقصيره في حق ربه اشترِ نفسك وأكثر صدقتك فداءاً لنفسك، وتفريجاً لكربتك، وإزالة لشدتك في قبرك وبين يدي ربك؛ فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل "ومن بطَّأ به عملُه لم يسرع به نَسبُه"(12).
    12 ــ إظلالها لصاحبها في المحشر:
    في المحشر حر شديد يفوق الوصف؛ إذ يمكث العباد فيه مـدة طويلة مقدارها خمســـون ألف سنة لا يأكلون ولا يشربون، والشمس دانية من رؤوسهم ليس بينهم وبينها إلا مقدار ميل، فترتوي الأرض من عرقهم ويذهب فيها سبعين ذراعاً، ثم يرتفع فوقها؛ فيكون الناس في العرق على قدر أعمالهم؛ فمنهم من يكون العرق إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حِقوَيْه ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً(13).
    وهناك آخرون من ذوي الأعمال الجليلة والرتب الرفيعة لا يعانون من شيء من ذلك، ومن هؤلاء المتصدقون الذين أفادت النصوص بأنهم يكونون في المحشر في ظل صدقاتهم تحميهم من شدة الحر، وتدفع عنهم وهج الشمس(14)، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : "كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس"(15).
    ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل إن العبد متى فرَّج عن غريمه أو عفا عنه، ومتى أسرَّ بصدقته وأخفاها كان ذلك مؤهلاً له للاستظلال في ذلك الموقف العظيم تحت العرش، لقوله صلى الله عليه وسلم : "من نفَّس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة"(16)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "سبعة يظلهم الله ـ تعالى ـ في ظله يوم لا ظل إلا ظله ـ وذكر منهم ـ: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"(17).
    وقد أدرك السلف هذا الأمر واستوعبوه، فاعتنوا بالصدقة والإنفاق في مرضاة الله ـ تعالى ـ أيما عناية؛ ومواقفهم في ذلك أكثر من أن تحصر، ومن ذلك أن الفاروق عمر ـ رضي الله عنه ـ أرسل بأربعمائة دينار مع غلام إلى أبي عبيدة، وقال للغلام: تَلَهَّ ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها الغلام إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك. فقال: وصله الله ورحمه. ثم قال: تعالَيْ يا جارية! اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان. حتى أنفدها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره، ووجده قد أعد مثلها لمعاذ، فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل ثم تَلَهَّ في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع. فذهب بها إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك. فقال: وصله ورحمه، تعالَيْ يا جارية! اذهبي إلى فلان بكذا، وإلى بيت فلان بكذا، وإلى بيت فلان بكذا. فاطلعت امرأة معاذ، فقالت: نحن والله مساكين فأعطنا. فلم يبق في الخرقة إلا ديناران فدفع بهما إليها، ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فَسُرَّ بذلك، وقال: إنهم إخوةٌ بعضهم من بعض"(18).
    وهذا مـرثد المزني الفقيه الثبت كان لا يخطئه يـوم لا يتصدق فيه بشيء، ولا يخرج إلى المسجد إلا وفي كُمِّه صدقة: إما فلوس، وإما خبز، وإما قمح حتى ربما شوهد ومعه في كُمِّه بصل، فيقال له: إن هذا ينتن ثيابك. فيقول: إني لم أجد في البيت شيئاً أتصدق به غيره، إنه حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ظل المؤمن يوم القيامة صدقته"(19).
    وهذا شبيب بن شيبة يقول: "كنا بطريق مكة وبين أيدينا سفرة لنا نتغدى في يوم قائظ، فوقف علينا أعرابي ومعه جارية له زنجية، فقال: يا قوم! أفيكم أحد يقرأ كلام الله حتى يكتب لي كتاباً؟ قال: قلنا: أَصِبْ من غدائنا حتى نكتب لك ما تريد. قال: إني صائم. فعجبنا من صومه في تلك البرية، فلما فرغنا من غدائنا دعونا به، فقلنا: ما تريد؟ فقال: أيها الرجل! إن الدنيا قد كانت ولم أكن فيها، وستكون ولا أكون فيها، فإني أردت أن أعتق جاريتي هذه لوجه الله وليوم العقبة، أتدري ما يوم العقبة، قوله ـ عز وجل ـ: فلا اقتحم العقبة 11 وما أدراك ما العقبة {البلد: 11، 12}، فاكتب ما أقول لك ولا تزيدن حرفاً: هذه فلانة خادم فلان قد أعتقها لوجه الله وليوم العقبة. قال شبيب: فأتيت بغداد فحدثت بهذا الحديث المهدي، فقال: مائة نسمة تُعتق على عُهدة الأعرابي"(20).
    13 ــ توفيتها نقص الزكاة الواجبة:
    أوجب الله الزكاة وجعلها أهم أركان الإسلام العملية بعد الصلاة، فقال ـ سبحانه ـ: وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين {البقرة: 43}، كما عد عدم إخراجها من خصال المشركين فقال ـ تعالى ـ: وويل للمشركين 6 الذين لا يؤتون الزكاة {فصلت: 6، 7}، ورتب الوعيد الشديد على البخل بها وعدم إخراجها فقال: ـ عز وجل ـ: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم 34 يوم يحمى" عليها في نار جهنم فتكوى" بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون {التوبة: 34، 35}، وقال صلى الله عليه وسلم : "من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته، مُثِّـل له ماله شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه ـ يعني شدقيه ـ يقول: أنا مالك، أنا كنزك "ثم تلا هذه الآية: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة {آل عمران: 180}"(21).
    ولا يتوقف الأمر على ذلك؛ إذ قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: "ما مانع الزكاة بمسلم"(22)، وذهب بعض أهل العلم ـ وإن كان خلاف الراجح ـ إلى كفر مـن لا يخرج الزكاة بخلاً بها أخـذاً مـن قوله ـ سبحانـه وتعالى ـ: فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين {التوبة: 11} وحيث رتب الله ـ تعالى ـ فيها ثبوت أخوة الدين على هذه الأوصاف مجتمعة؛ فإذا لم تجتمع انتفت الأخوة الدينية، وهي التي لا تنتفي بحال إلا بانتفاء الإيمان وخروج العبد من الإسلام(23).
    ونظراً لكون الزكاة بهذه المنزلة والأهمية، والعبد عرضة للتقصير في أدائها أو السهو في إخراجها أو الخطأ في حسابها فقد شرع الله ـ رحمةً بخلقه وإحساناً إليهم ـ صدقة التطوع لتكون توفية لنقصها، وجبراناً لخللها، وإكمالاً للعجز الحاصل فيها؛ ويشير إلى ذلك حديث تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً قال: "أول ما يحاسـب بـه العبد يـوم القيامـة الصلاة؛ فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن كان لم يكملها قال الله ـ تبـارك وتعـالى ـ لملائكته: هل تجدون لعبدي تطوعاً تكملوا به ما ضيع من فريضته؟ ثم الزكاة مثل ذلك، ثم سائر الأعمال على حسب ذلك"(24)، والذي يدل على أنه يُنظر في زكاة العبد فإن كملت كتبت له تامة، وإن ضيع شيئاً منها نظر هل له من الصدقة ما يتم به نقص الفرض، فإن لم يكن له منها ما يتم به نقص الفرض كان معرضاً للعقاب الشديد الذي أوضحته النصوص، وذلك إن لم يتغمده الله بعفو منه وتجاوز(25).
    14 ــ أنها كنز لصاحبها يوم القيامة:
    توزن الأعمال يوم القيامة فيكون العبد أحوج ما يكون إلى عمل صالح يثقل به ميزانه ليكون ذلك سبب سعادته وفلاحه كما قال ـ تعالى ـ: فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون 102 ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون {المؤمنون: 102، 103} والصدقة من الأعمال الجليلة التي أخبر صلى الله عليه وسلم بأن العبد يدخرها لغده، ويكتنزها لنفسه، ويجدها عند ربه إذا قدم إليه ووقف بين يديه وافرة محفوظة، يشهد لذلك قوله ـ تعالى ـ: وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا {المزمل: 20} وقوله ـ سبحانه ـ: ما عندكم ينفد وما عند الله باق {النحل: 96}.
    والنصوص النبوية الدالة على أن الصدقة ذخر لصاحبها وكنز له كثيرة منها: قوله صلى الله عليه وسلم : "يقول ابن آدم: مالي مالي!! وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟!"(26)، وفي روايـة: "إنمـا له مـن مـاله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس"(27).
    بل إنه صلى الله عليه وسلم جعل الصدقة هي مال العبد الحقيقي فقال صلى الله عليه وسلم : "أيكم ماله أحـب إليه مـن مال وارثه؟ قالوا: يا رسول الله! ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، قال: اعلموا ما تقولون، قالـوا: ما نعلـم إلا ذاك يا رسول الله! قال: ما منكم رجل إلا مال وارثه أحب إليه من ماله. قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: إنما مال أحدكم ما قَدّم، ومال وارثه ما أَخّر"(28).
    وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرس هذا الأمر وتقريره في نفوس صحابته؛ فعـن أبي هريرة ـ رضـي الله عنـه ـ: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن تذبح شاة فيقسمها بين الجيران، قال: فذبحتها فقسمتها بين الجيران، ورفعت الذراع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحب الشاء إليه الذراع، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت عائشة: ما بقي عندنا منها إلا الذراع. قال: كلها بقي إلا الذراع"(29).
    وقد استوعب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فزهدوا بالدنيا وأكثروا من الصدقة؛ فها هو صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه يوماً أن يتصدقوا: يقول عمر ـ رضي الله عنه ـ: "فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله. وأتى أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيتَ لأهلك؟ قال: أبقيتُ لهم الله ورسوله. قلتُ: لا أسابقك إلى شيء أبداً"(30).
    وها هو عثمان ـ رضي الله عنه ـ: "يجهز جيش العسرة ويشتري بئر رومة وأرضاً بجوار المسجد ليوسع به من صلب ماله"(31)، وها هـو طلحة بـن عبيـد الله ـ رضي الله عنه ـ: "يتصدق يوماً بمائة ألف درهم، وأخرى بأربعمائة ألف، وباع أرضاً له بسبعمائة ألف، فبات أرِقاً من مخافة المال حتى أصبـح ففرقه"(32)، ومعاذ ـ رضي الله عنه ـ: "كان يعطي حتى ادّان ديناً أغلق ماله"(33).
    وها هو عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ يسمـع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحـث على الصـدقة، فيقول: "يا رسول الله! عندي أربعة آلاف: ألفان أقرضهما ربي، وألفان لعيالي"(34) ثم تصدق بعد ذلك بأربعين ألف، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، ثم على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله"(35).
    وها هو سعيد بن عامر الجمحي ـ رضي الله عنه ـ "بعث إليه عمر بألف دينار، وقال: استعن بها على أمرك. فقالت امرأته: الحمد الله الذي أغنانا عن خدمتك. فقال لها: فهل لك في خير من ذلك؟! ندفعها إلى من يأتينا بها أحوج ما نكون إليها. قالت: نعم. فدعا رجلاً من أهل بيته يثق به فصررها صرراً ثم قال: انطلق بهذه إلى أرملة آل فلان، وإلى يتيم آل فلان، وإلى مسكين آل فلان، وإلى مبتلى آل فلان. فبقيت منه ذهيبة فقال: أنفقي هذه. ثم عاد إلى عمله، فقالت: ألا تشتري لنا خادماً؟! وما فعل ذلك المال؟ قال: سيأتيك أحوج ما تكونين"(36).
    وأخبارهم ـ رضي الله عنهم ـ في الزهد بالدنيا والادخار للآخرة أكثر من أن تحصى.
    فكن كيِّساً يا عبد الله! وآثر آخرتك؛ فإنها أعظم من الأولى، وما عند الله خير وأبقى لك.
    15 ــ جريان أجر الباقي منها بعد الموت:
    حياة العبد دار امتحانه وموضع سعيه، وبموته ينقطع عمله ويتوقـف كسبه؛ فلا ينقـص مـن حسناته ولا يزاد إلا بأعمال محددة جلاها الشارع وأوضحتها النصوص(37)، ومن أجلِّ الأعمال التي تزيد الحسنات وأبرزها الصدقة الباقية بعد موت العبد سواء ما كان منها في سبيل نصرة الدين أو في تخفيف معاناة المعوزين أو غير ذلك من أبواب البر، والأدلة على ذلك عديدة منها: قوله صلى الله عليه وسلم : "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: ـ وذكر منها ـ صدقة جارية"(38)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت ـ وذكر منهم ـ ورجل تصدق بصدقة فأجرها له ما جرت"(39).
    وقد وردت أحاديث تُعدد أنواعاً من هذه الصدقة الجارية (40)، ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم : "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته ـ وذكر من ذلك ـ: ومصحفاً ورَّثَه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه بعد موته"(41)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "سبعة يجري للعبد أجرهن بعد موته وهو في قبره ـ وذكر منها ـ: أو كرى نهراً(42) أو حفر بئراً أو غرس نخلاً أو بنى مسجداً أو ورَّث مصحفاً"(43).
    والصدقة الجارية كالوقف ونحوه من آثار العبد وبقايا عمله التي أخبر ـ سبحانه ـ أنه يكتبها له؛ وذلك في قوله ـ تعالى ـ: ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين {يس: 12}، ومعناه: أن الله يكتب أعمال العباد التي باشروها في حياتهم، وآثارهم التي أثروها من بعدهم، فيجزيهم على ذلك إن خيراً فخير، وإن شراً فشر(44)، يقول سيد قطب: "كل ما قدمت أيديهم من عمل، وكل ما خلفته أعمالهم من آثار، كلها تكتب وتحصى، فلا يند منها شيء ولا ينسى"(45)، ولأبي السعود كلام أجلى يقول فيه: " ونكتب ما قدموا أي ما أسلفوا من الأعمال الصالحة وغيرها، وآثارهم التي أبقوها من الحسنات كعلم علَّموه، أو كتاب ألَّفوه، أو حبيس وقَفُوه، أو بناء بنوه من المساجد والرباطات والقناطر وغير ذلك من وجوه البر، ومن السيئات كتأسيس قوانين الظلم والعدوان، وترتيب مبادئ الشر والفساد فيما بين العباد، وغير ذلك من فنون الشر التي أحدثوها وسنوها لمن بعدهم من المفسدين"(46).
    فلو لم يكن في الصدقة من فضل إلا هذا لكان فيه كفاية لمن عقل وأراد النجاة. فيا من إذا مات انقطع عمله، وفاته أمله، وحق ندمه، وتوالى همه، احرص على ما ينفعك، وأكثر صدقتك التي يجري أجرها لك بعد موتك؛ فإن ذلك قرض منك لك مدخر عند ربك(47).
    16 ــ مشروعية إهداء ثوابها للميت:
    أوجب الله البر بالوالدين، وحث على صلة الأقربين، والإحسان إلى الآخرين. وإن من أعظم البر بعد البر، والصلة بعد الصلة، وأرفع الإحسان بعد الإحسان نفع من كان يُبَر في حياته ويوصل ويحسن إليه، إذا أُدخل في قبره، وتوقف كسبه، وبدأت آخرته، والسعي في إيصال الثواب إليه وهو أحوج ما يكون إلى ذلك بفعل بعض الطاعات والقُرَب التي أفاد الشارع بوصول ثوابها إلى الميت (48)، ويأتي في طليعة تلك الأعمال: الصدقة عليه، والتي أجمع العلماء على نفعها له ولحوق ثوابها به للنصوص الصحيحة الواردة في ذلك(49)، ومنها: حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ: "أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن أمي افتُلِتَتْ نفسُها(50) ولم توص، وأظنها لو تكلَّمتْ تصدَّقَتْ. أفلها أجر إن تصدقتُ عنها؟ قال: نعم" (51).
    وحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: "أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : "إن أبي مات وترك مالاً ولم يوص، فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ فقال: نعم"(52).
    وحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: "أن سعد ابن عبادة ـ رضي الله عنه ـ توفيت أمه وهو غائب عنها فقال: يا رسول الله! إن أمي توفيت وأنا غائب عنها؛ أينفعها شيء تصدقتُ به عنها؟ قال: نعم! قال: فإني أُشهدك أن حائطي المِـخْرَاف(53) صدقة عليها"(54).
    وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة، وأن هشام بن العاص نحر حصته خمسين بدنة، وأن عَمْراً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فقال: أما أبوك فلو أقر بالتوحيد فصُمتَ وتصدَّقتَ عنه نفعه ذلك"(55)، قال الشوكاني في شرحه له: "فأخبره أن موت أبيه على الكفر مانع من وصول نفع ذلك إليه، وأنه لو أقر بالتوحيد لأجزأ ذلك عنه ولحقه ثوابه"(56).
    وليس ذلك مقصوراً على صدقة الولد عن والديه(57)، بل إنَّ تصدُّق الصاحب ينفع الميت؛ كما يدل عليه حديث واثلة بن الأسقع ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبـوك فأتـاه نفــر مـن بنـي ســليم، فقالـوا: يا رسول الله! إن صاحباً لنا قد أوجب(58)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أعتقوا عنه رقبة يعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار"(59).
    وحين علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الميزة العظيمة للصدقة ـ وهم من هم براً وفضلاً وإحساناً ـ بادروا إلى التصدق عـــن أمواتهــم، ومـــن ذلك: أن عبد الرحمن بن عـوف ـ رضـي الله عنه ـ تصـدق عـن والدته بعتق عشر رقاب(60)، وأعتقت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن أخ لها مات في منامه تلاداً من تلاده(61).
    فيا صاحب الخلق الجميل، ويا من لا تنسى بر من برك، ومعروف من أحسن إليك! رد برهم ببرٍ أعظم، وفضلهم بفضل أجلَّ، وهم في دار الحسرة أشد ما يكونون اضطراراً إلى تفضلك ومعروفك؛ فإن الأيام دول وكما تدين تدان، فكما تبر والديك وتحسن إلى ذويك وأهل الفضل عليك يبرك أولادك ويحسن إليك ذووك ومن تفضلت عليهم في دنياك.
    17 ــ سترها عيوب العبد واستجلابها محبة الناس وحمدهم ودعاءهم له:
    الصدقة والبر وصنائع الخير حارسة لعِرض صاحبها، غافرة لزلته، ساترة لعيوبه، متجاوزة عن هفواته، وفي المقابل فلؤم العبد وشحه من دواعي هتك عرضه، وتتبع زلاته، وكشف عيوبه، وإظهار هفواته، قال الشاعر:
    ويُظهرُ عيبَ المرءِ في الناس بخلُه *** ويَسترُه عنهم جميعاً سخاؤُه
    تَغطَّ بأثوابِ السخاءِ فإنني *** أرى كلَّ عيبٍ والسخاءُ غطاؤُه
    وهي من أسباب القُرْب من العباد ونيل مودتهم ودعائهم وتعظيمهم، والحصول على شكرهم وثنائهم؛ فصاحبها محمود الأثر في الدنيا يحبه البعيد والداني، ويألفه المتسخط والراضي؛ لأن صاحبها بعمله ذلك يرتهن الشكر، ويسلف المعروف ليربح المحبة والدعاء والحمد.
    ولا يقتصر نيل المتصدق للمحبة والشكر والدعاء من المتصدَّق عليهم فقط، بل إنه ليود المتصدق ويحمده ويدعو له من لا ينال الصدقة ولا تقدم إليه، قال أبو الفتح البستي:
    أَحْسِن إلى الناسِ تَستعبدْ قلوبَهمُ *** فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسـانُ
    مَن جادَ بالمال مالَ الناسُ قاطبةً *** إليه، والمـالُ للإنسان فتَّـانُ
    أَحْسِن إذا كان إمكانٌ ومقـدرةٌ *** فلن يدومَ على الإنسانِ إمكانُ
    وعلى الضد من ذلك فالبخيل ليس له خليل، وهو بشحه يستجلب السخط، ويستدعي الذم والبغض؛ فاللائق بالعاقل إذا أمكنه الله ـ تعالى ـ من حطام هذه الدنيا، وعلم زوالها عنــه، وانقلابـها إلى غـيره، وأنـه لا ينفعه في الآخرة إلا ما قدم من الأعمال الصالحة، أن يكثر من الصدقات، وأعمال البر، وصنائع المعروف، مبتغياً بذلك الثواب في العقبى، والذكر الجميل في الدنيا؛ إذ السخاء محبة ومحمدة، وسبب لنيل الدعوة بالخير، والبخل مذمة، ومبغضة، وسبب لنيل الدعوة بالشر، ولا خير في مال بدون وجود إحسان، كما لا خير في النطق بدون فعال. قال الشاعر:
    الجودُ مكرمةٌ، والبخلُ مبغضةٌ *** لا يستوي البخلُ عندَ اللهِ والجودُ (62)
    فيا من تريد المرتبة العالية في الآخرة، والمنزلة الجليلة في الدنيا الزم الصدقة والجود، وأكثر من الإحسان وأعمال البر، وتجنب الشح؛ فإنك قادم على ربك وحالك كما وصف الشاعر:
    وما تزودَ مما كان يَجمَعه *** إلا حنوطاً ـ غداةَ البين ـ معْ خِرَقِ
    وغيرَ نفحةِ أعوادٍ تُشدُّ به *** وقلَّ ذلك مِن زادٍ لمنطلــقِ (63)
    18 ــ أنها طريق للظفر بمحبة الله ورحمته ورضاه:
    في الصدقة إحسان ورحمة، وتفضل وشفقة، ولذا كانت من وسائل نيل محبة رب العالمين، والحصول على رحمته، والظفر برضوانه؛ لأنه ـ سبحانه ـ يحب المحسنين ويرحم الراحمين، وقد دلت نصوص القرآن والسنة على ذلك، فمما دل منها على أن التصدق والإنفاق في مرضاة الله من دواعي حبه ـ عز وجل ـ للعبد قوله ـ تعالى ـ: وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين {البقرة: 195} قال السعدي: "وهذا يشمل جميع أنواع الإحسان بالمال"(64).
    كما أتت أحاديث عديدة تبين أن الله يحب المتصدقين وذوي البر والإحسان وصانعي المعروف، منها قوله صلى الله عليه وسلم : "أحب العباد إلى الله أنفعهم لعياله" (65)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "أحب الناس إلى الله أنفعهم"(66)، ومنها: حديث أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: "ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله، أما الذين يحبهم الله: فرجل أتى قوماً فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينهم وبينه، فتخلف رجل أعقابهم، فأعطاه سراً لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه ..."(67).
    كما جاءت أحاديث تبين أن الله لا يرحم من عباده إلا الرحماء بخلقه، المشفقين على عباده ـ وهي صفة المتصدق ـ ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم : "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء"(68)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل"(69).
    ومن النصوص الدالة على أن الصدقة دافعة لغضب الله وسخطه، جالبة لرضوانه قوله صلى الله عليه وسلم : "صدقة السر تطفئ غضب الرب"(70)، وحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ الذي تضمن قصة الأبرص والأقرع والأعمى، وفيه قول الملَك للأعمى لما بذل المال محتسباً الثواب من الله وأمسكه صاحباه شحاً به وبخلاً: "أمسك مالك؛ فإنما ابتليتم؛ فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك" (71).
    فيا طامعاً في محبة الله ورضوانه، ويا راجياً رحمته وإحسانه.. عليك بالصدقة؛ فإنها نِعْمَ الوسيلة لتحقيق غايتك والوصول إلى بغيتك.
    19 ــ أن فيها انتصاراً للعبد على شيطانه:
    حذر الله عباده من الشيطان، وأوضح لهم عداوته لهم، وتوعده إياهم بإغوائهم وتزيين الباطل لهم، وعمله ـ بما يستطيع ـ على إضلالهم وزجِّهم في دوامة الشهوات والشبهات، لكي يكونوا له طائعين، ولخطواته متبعين، وعن الخير متخاذلين، وعن رضوان ربهم متباعدين فقال ـ تعالى ـ: ولا تتبعــوا خطـــوات الشيطان إنـه لكم عدو مبين {البقرة: 168}، وقال ـ سبحانه ـ حكاية عن إبليس: قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم 16 ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين {الأعراف: 16، 17}، وقال ـ عز وجل ـ فيه: لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصــيبا مفــروضا 118 ولأضلنهـــم ولأمنينهــم {النساء: 118، 119}، وقال ـ تعالى ـ: قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين 39 إلا عبادك منهم المخلصين {الحجر: 39، 40}.
    وفي باب الصدقة فإن الشياطين تتكالب على العبد، داعية له إلى البخل، حاثة له على الشح، ناهية له عن الجود والبذل، كما قال ـ سبحانه ـ: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم {البقرة: 268} فإن هو تصدق فقد غلبهم وانتصر عليهم، يدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنه لَحْيَيْ(72) سبعين شيطاناً"(73)، يقول المناوي معللاً ذلك: "لأن الصدقة على وجهها إنما يُقصد بها ابتغاء مرضاة الله، والشياطين بصـدد منـع الإنسـان من نيـل هـذه الدرجـة العظيمـة، فلا يزالون يدأبون في صده عن ذلك، والنفس لهم على الإنسان ظهيرة؛ لأن المال شقيق الروح فإذا بذله في سبيل الله فإنما يكون برغمهم جميعاً، ولهذا كان ذلك أقوى دليلاً على استقامته وصدق نيته ونصوح طويته"(74).
    فهل بعد هذه الرتبة من رتبة، والفضل من فضل؟ فيا من يريد إرضاء ربه، والانتصار على أعدائه، وجعل شياطينه تعيش حسرة وندامة، عليك بالصدقة والإنفاق في طاعة ربك ومرضاته!
    20 ــ سعة صدر صاحبها وانشراحه:
    الصدقة ونفع الخلق والإحسان إليهم من أسباب انشراح الصدر وسعة البال وتحصيل السعادة؛ ومردُّ ذلك إلى شعور المتصدق بطاعة الله ـ تعالى ـ وامتثال أمره، والتحرر من عبودية المال وتقديسه، والقيام بمساعدة الآخرين، وإدخال السرور عليهم، والسير في طريق أهل الجود والإحسان، والتعرض لنفحات الرب ورحمته وإحسانه.
    وعلى الضد من ذلك يكون حال البخيل؛ فإن هو همَّ يوماً بالصدقة ضاق صدره، وانقبضت يده، خوفاً من نقص المال الذي صَيَّر جمعه غايته، يقول ابن القيم: "فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدراً، وأطيبهم نفساً، وأنعمهم قلباً، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدراً، وأنكدهم عيشاً، وأعظمهم هماً وغماً"(75)، ويقول ابن عثيمين: "فالإنسان إذا بذل الشيء ـ ولا سيما المال ـ يجد في نفسه انشراحاً، وهذا شيء مجرب،... لكن لا يستفيد منه إلا الذي يعطي بسخاء وطيب نفس، ويخرج المال من قلبه قبل أن يخرجه من يده، أما من أخرج المال من يده، لكنه في قرارة قلبه فلن ينتفع بهذا المال"(76) لأنه قد يخرجه خجلاً من الناس أو مجاراة لهم بدون استحضار نية.
    وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لانشراح صدر المتصدق وانفساح قلبه، وضيق صدر البخيل وانحصار قلبه مثلاً(77)، فقال: "مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما، فكلما همَّ المتصدق بصدقته اتسعت عليه حتى تعفي أثره، وكلما همَّ البخيل بالصدقة انقبضت كل حلقة إلى صاحبتها وتقلصت عليه وانضمت يداه إلى ترقوته، فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع"(78)، قال الخطابي في شرحه: "هذا مثل ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم للجواد المنفق، والبخيل الممسك، وشبههما برجلين أراد كل واحد منهما أن يلبس درعاً يستجنُّ بها على رأسه ليلبسها، والدرع أول ما يلبس إنما يقع على موضع الصدر والثديين إلى أن يسلك لابسها يديه في كميها، ويرسل ذيلها على أسفل بدنه فيستمر سافلاً، فجعل صلى الله عليه وسلم مثل المنفق مثل من لبس درعاً سابغة فاسترسلت عليه حتى سترت جميع بدنه، وجعل البخيل كرجل كانت يداه مغلولتين إلى عنقه، ناتئتين دون صدره، فإذا أراد لبس الدرع حالت يداه بينهما وبين أن تمر سفلاً على البدن، واجتمعت في عنقه فلزمت ترقوته، فكانت ثقلاً ووبالاً عليه من غير وقاية وتحصين لبدنه، وحقيقة المعنى: أن الجواد إذا همَّ بالنفقة اتسع لذلك صدره، وطاوعته يداه فامتدتا بالعطاء والبذل، وأن البخيل يضيق صدره، وتنقبض يده عن الإنفاق في المعروف والصدقة"(79).
    والأمر ـ كما هو متضح ـ مرتبط بالممارسة؛ فيا من تريد شرح الصدر وسعة البال والولوج من بوابة السعادة جَرِّب تَجِدْ.
    21 ــ نفعها المتعدي:
    لا يقتصر نفع الصدقة على صاحبها بل يتجاوزه إلى غيره من الأفراد، ويتخطى الأفراد إلى المجتمعات، في كثير من جوانب الحياة، ولعل من أبرز منافعها المتعدية ما يلي:
    / إسهامها في علاج مشكلة الفقر؛ إذ تدفع حاجة المعوزين فتسد جوعهم، وتستر عوراتهم، وتقضي ديونهم وحاجاتهم، وتفرج كربهم، وتنفس مضايقهم، وتحسن معايشهم، وتدخل السرور على قلوبهم... إلى آخر ذلك من الأعمال التي حث الشارع عليها، ورغبت النصوص والآثار فيها، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله ـ عز وجل ـ سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً"(80)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "يا عائشة! استتري من النار ولو بشق تمرة؛ فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان"(81)، وقول علي ـ رضي الله عنه ـ: "من آتاه الله منكم مالاً فليصل به القرابة، وليحسن فيه الضيافة، وليفك به العاني الأسير وابن السبيل والمساكين والفقراء والمجاهدين، وليصبر فيه على النائبة؛ فإن بهذه الخصال ينال كرم الدنيا وشرف الآخرة"(82).
    / ما فيها من إشاعة التكافل الاجتماعي، وعميق الأخوة، ونشر المودة، وبث الرحمة بين أفراد المجتمع المسلم؛ بحيث تجعله كأسرة واحدة متراصة يرحم فيه القوي الضعيف، ويحسن فيه القادر إلى العاجز، والغني إلى الفقير؛ فتنكسر بذلك سَوْرة الحسد، وتخف حدة الحقد التي قد توجد لدى بعض المعوزين؛ لأنهم يرون مساعدة إخوانهم الأغنياء لهم، ويشعرون بوقوفهم إلى جانبهم في أوقات الأزمات والمحن فيألفونهم ويحبونهم(83).
    / من دوافع الجريمة الرئيسة شدة الفقر؛ لأنه يحمل المرء تحت ضغط الحاجة على فعل المعايب وارتكاب المحظور، بل قد يؤدي ببعضهم إلى التسخط والاعتراض على الله ـ تعالى ـ وعدم الرضاء بقضائه، ولذا صح من جهة المعنى حديث: "كاد الفقــر أن يكــون كفـراً"(84).
    والصدقة وأعمال البر تقلل من أثر هذا الدافع جداً، فتسهم بذلك في إصلاح المجتمع ووقاية أفراده من التورط في اقتراف الجريمة ـ وبخاصة المالي منها ـ لأن الفقير حين يأتيه ما يسد حاجته، ويفك كربته يرى أن الغني الذي أعطاه من ماله محسناً إليه فلا يعتدي على شيء من ممتلكاته، فينتشر بذلك الأمن ويعم الاطمئنان.
    وفي المقابل فإن إمساك المال والشح به بوابة المهالك كما جاء في الحديث: "واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم"(85)، وفي رواية: "أمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالفجور ففجروا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا"(86) قال المناوي معللاً ذلك: "وإنما كان الشح سبب ما ذكر؛ لأن في بذل المال والمواساة تحابباً وتواصلاً، وفي الإمساك تهاجر وتقاطع، وذلك يجر إلى تشاجر وتغادر من سفك الدماء واستباحة المحارم"(87).
    ولا يقتصر أثر الصدقة على ذلك؛ إذ إنها تصلح أخلاق الفرد، وتمنعه من الوقوع فيما لا يحمد؛ لأن العبد متى اشتد فقره، وكثر دَيْنُه: حدث فكذب، ووعد فأخلف(88)، وحين تأتيه الصدقة تكون حجاباً بينه وبين الوقوع في ذلك.
    / ما فيها من نصر الحق وتقويته؛ إذ لها تأثير ظاهر في نشر الدين وقيام الكثير من المناشط الدعوية والعلمية، والأعمال التي يقارع بها الشر، ويذاد بها عن حياض الدين، والواقع خير شاهد؛ إذ يجد المتأمل أن جل العمل الدعوي والخيري في أرجاء الأرض يقوم على الصدقة وصنائع المعروف؛ بحيث لو توقفت لكان ذلك سبباً في حرمان الأمة بل والبشرية من كثير مــن صنوف الخــير.
    وبهذا تتجلى أهمية الدور الذي يقوم به المتصدقون في الدعوة إلى الله، وإشاعة الخير ودحض الشر، بل إن لأصحاب الأموال ـ كما يظهر ـ أجر الأعمال التي تقوم على صدقاتهم من غير أن ينقص ذلك من أجر مباشريها والقائمين عليها شيئاً.


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    الريــاض
    الردود
    1,085
    الجنس
    ذكر
    مواقف أمهات المؤمنين والصالحات مع الصدقه

    كرم وزهد

    عن عروة أن عائشه رضي الله عنها باعت مالها بمائه ألف,فقسّمته كلّه, ثم أفطرت على خبز الشعير!
    فقالت مولاة لها: ألا كنت أبقيت لنا من هذا المال درهماً نشتري به لحماً , فتأكلين ونأكل معك ؟
    فقالت عائشه: لا تعنفيني.. لو ذكرتيني لفعلت..
    إنها همم عاليه..
    ونفوس شامخه ..




    أمّ المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها,
    كانت من أعظم أمهات المؤمنين صدقة وحبًّا للإنفاق في وجوه الخير..
    تقول عائشه رضي الله عنها:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه:
    " اولكن تتبعني أطولكن يداً"
    فكنا إذا اجتمعنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمدُّ أيدينا
    في الحائط نتطاول, فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش , وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا ,
    فعرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بطول اليد "الصدقه" وكانت امرأة صناعا, تعمل بيديها
    وتتصدق به في سبيل الله عزّ وجلّ..

    فقد بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه إليها بعطائها فأُتيت به وعندها نسوه ..
    فقالت : ماهذا؟.. قالوا : أرسل به إليك عمر..
    فقالت : غفر الله له..والله لغيري من أخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني..
    قالوا : إن هذا لكِ كلّه..
    قالت : سبحان الله!
    فجعلت تستتر بينها وبينه بجلبابها..
    وتقول: ضعوه, واطرحوا عليه ثوباً ..
    ثم قالت لإحدى الحاضرات: أدخلي يدك وأقبضي منه قبضة, فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان..
    من أهل رحمها وأيتامها.. وفعلت ذلك حتى بقيت منه بقية تحت الثوب.. فقالت لها برّة غفر الله لك يا أم المؤمنين ..
    لقد كانت لنا في هذا الحق..
    قالت: فوجدنـا ما تحته خمسة وثمانين درهماً .. ثم رفعت يدها إلى السماء
    فقالت: اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا فماتت.



    ذات النطاقين

    إنها أسماء بنت ابي بكر, كانت مثل أختها عائشه رضي الله عنها في محبة الإنفاق والصدقه.
    قال ابنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه:
    ما رأيت امرأة أجود من عائشه وأسماء , وجودهما مختلف؛ أما عائشه فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعتْه مواضعه, وأما أسماء فكانت لا تدّخر شيئاً لغدٍ..

    إنها شجرة طيبه لا ينتج عنها إلا كل جميل طيب..
    إنها شجرة الجود والإحسان والصدقه التي سقاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم كان يعتق الضعفاء وينفق على الفقراء.
    ويتصدق على ذوي الحاجات , فأثمرت هذه الشجرة ثماراً طيبه أمثال عائشه وأسماء وذريتها رضي الله عنهم أجمعين



    السيدة ربيعة خاتون أخت السلطان صلاح الدين الأيوبي
    ذكـر المؤرخون أنها كانت من أكثر النساء صدقة وإحساناً إلى الفقراء والمحاويج وقد لُقبت " بست الشام "
    وكانت تعمل في كل سنة في دارها بألوف الذهب أشربة وأدوية وعقاقير.




    ماذا فعلت الصدقة لهم في هذا الزمن !

    تروي سيده فلسطينية تعيش في السعودية منذ خمسين سنة
    تقول :
    لقد هممت بالتصدق للمحتاجين ...فتحت حقيبتي ...ووجدت فيها أربعين ريالاً ....حدثتني نفسي ...وصورت لي بأني قد احتاج ...ترددت ....وخصوصاً أنني دائماً أحتاج ....أخذت عشرين ريالاً ...ثم أعدتها ....ثم أخذت عشرة ...ورددتها ...ثم عزمت على أن أتصدق بنصف المبلغ وبسرعة ...تصدقت بها هرباً من وسوسة الشيطان ووالله ...لم تمض نصف ساعة إلا وأنا ألتقي بواحدة تعرفني منذ زمن وبعد أن سلمت عليها ...دست في شنطتي هذا المنديل (((كان في لفافة المنديل مجموعة من فئة المئتين

    تقول ...كنت واقفة في الشارع ...شاهدت ولداً يتسول عند محل للشاورما ..والعمال يطردونه ..سألته ماذا يريد فقال : أنا جوعان ..أبغى شاورما
    تقول : وأعطيته خمسة ريالات ...بقي في محفظتي 250 ريال فقط
    زوجي مصاب بمرض السكر وتحتاج لنشتري دواء السكر ....وكان سعر الدواء ...500 ريال ...وكان لابد ان يأخذ الدواء هذا اليوم ...طلبت من الصيدلي أن ينتظر حتى أؤمن المبلغ ..لكنه رفض ..رجعت ....وإذا برجل عريض مهيب ..يقف من خلفي ويقول لصاحب الصيدلية ..كم تحتاج هذه السيدة ؟؟ ثم دفع المال ورحل ....خرجت لأشاهد سيارته ....ولا أدري لماذا حاولت أن أحفظ لوحة سيارته ..فلقد توهمت أنني سأتمكن من معرفة رقم هاتفه لأشكره
    المهم ...أني عرفت في ذلك الموقف ...ان الله فرج لي بسبب الشاورما التي أطعمتها الصبي الصغير

    " إحدى الداعيات .....كانت في الحرم منذ عدة سنوات
    تقول : آلمني ضرسي الذي أجلت معالجته وحشوه...وكنت سعيدة بوجودي في الحرم وأريد أن أشتغل بالقرآن ...ولو استمر الألم فسوف أذهب للطبيبة وسيضيع وقتي ..فخطرت في بالي فكرة أن أدفع هذا الألم بالصدقة ...تقول ...وتصدقت على واحدة من البنات في الحرم ....فوالله ما هو إلا وقت قصير وسكن ألمي ..وإلى هذه الساعة ....منذ تلك السنة لم أحتج إلى الطبيب لأجله لأنه لم يعد يؤلمني أبداً

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    الريــاض
    الردود
    1,085
    الجنس
    ذكر
    همة تعلو للقمة

    صغيرا السن
    كبيرا النفس

    طفلان دون العاشرة
    الأول عمره تسع سنوات، والثاني 5 سنوات
    ضربا مثالاً في تأكيد خيرية هذه الأمة، إلى يوم القيامة،
    استطاعا أن يفعلا ما عجز عنه الكبار، فكبر همتهما عوض صغر سنهما وأقاما الحجة علينا، فلا حجة بعد اليوم للمتقاعسين، أكثرنا يسمع ويشاهد مآسي المسلمين في كل مكان ولسان حاله ماذا أفعل؟ والجواب بيدك الكثير، فقط افعل ما تستطيع.

    الأول اسمه عبد الله بن أحمد الخنيني
    تلميذ في الصف الرابع الابتدائي، يحفظ ستة أجزاء من كتاب الله
    كان يتابع المجازر التي تحصد إخواننا في الشيشان فأبى إلا أن يفعل شيئاً فقام بجمع أكثر من 66 ألف ريال، استشعاراً لروح الأخوة بينه وبين كل من قال (لا إله إلا الله) في أي مكان من الأرض.

    يقول عبد الله عن تجربته تلك: كنت في البداية أجمع التبرعات عن طريق السندات (الكوبونات) التي توزعها الجمعيات الخيرية، ثم بدأت أقف في المساجد الصغيرة، بعدها بدأت أجمع من المساجد الكبيرة.
    وكانت لي طريقة في جمع التبرعات، حيث كنت أعطر الناس قبل الصلاة، وبعد الصلاة، ثم أقف وأجمع التبرعات
    تطور الأمر فقمت بعمل عربة صغيرة، ووضعت عليها صندوقاً من الخشب لكي يسهل حمله، وكنت أقف أمام الباب وأجمع التبرعات، وأضع بطاقة صغيرة على صدري مكتوب عليها تبرعوا للشيشان، وكنت في بعض الأحيان أدور داخل المسجد.
    أول مبلغ جمعته كان حوالي 700 ريال أما إجمالي المبلغ خلال شهر رمضان فقد كان أكثر من 66 ألف ريال ولله الحمد،
    وسألناه عمن شجعه على جمع التبرعات
    قال: والدي ومدرسي الأستاذ مساعد.
    وينظر عبد الله الذي لم يتجاوز الخريف العاشر من عمره إلى الفقراء على أنهم إخواننا وأن مساعدتهم واجبة على كل قادر ولو بالابتسامة.
    ولا نندهش كثيراً عندما نعلم أن عبد المحسن ابن أحمد الخنيني تلميذ التمهيدي وشقيق عبد الله سار على الدرب نفسه وهو لم يزل في الخامسة من عمره.
    سينتابك حتماً شعور جميل حينما تكون في المسجد ويمر بين يديك عبد المحسن صغير الجسم كبير النفس وهو يقول: تبرعوا لإخوانكم في الشيشان، تبرعوا لأخوانكم في كوسوفا - يقولها بلثفة - ومعه حصالة صغيرة معلقة على رقبته، يجمع فيها ما تجود به أيادي المحسنين.
    بلغ إجمالي ما جمعه عبد المحسن حوالي 2800 ريال
    وعندما سألناه لماذا تجمع التبرعات قال باعتزاز الكبار: لأساعد إخواني المسلمين.

    اللهم احفظ عبد الله وعبد المحسن، واجعلهما قدوة لكل أولادنا.





    لنعمل على الصدقه


    عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن مما يلحق الميت من عمله وحسناته بعد موته : علما علمه ونشره ، وولدا صالحا تركه ، أو مصحفا ورثه ، أو مسجدا بناه ، أو بيتا لابن السبيل بناه ، أو نهرا أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته) رواه ابن ماجة.

    * وضع صندوق على باب المنزل ويكون مخصص للصدقات بحيث يساهم فيه الأطفال من

    مصروفهم اليومي وبذلك يتعود الأطفال منذ صغرهم على الصدقه كذلك يساهم فيه كل من في

    ومن ياتى من الضيوف والأقارب والأصدقاء
    * إرسال ظرف يحتوي على رسالة تحمل كل معاني الحب والتقدير للمرسل إليه وتذكره بحق الله في ماله بأسلوب طيب وقريب للنفس.

    * المساهمة في تعليم القرآن ، ودعم جمعيات التحفيظ
    * المساهمة في الدعوة وتعليم الناس أمور دينهم بجهدي أو بمالي
    * توزيع الكتب والنشرات للمسلمين وغير المسلمين
    * المشاركة في الإنترنت والصحف بكتابة موضوعات هادفة
    * المساهمة في حفر الآبار
    * المساهمة في بناء المساجد
    * المساهمة في بناء المدارس والمراكز الإسلامية







    المراجع


    * أحكام القرآن لابن العربي " سورة التوبة فيها إحدى وخمسون آية " الآية السادسة والعشرون قوله تعالى إنما الصدقات للفقراء والمساكين " مسألة معنى تسميتها صدقة www.Islamweb.net
    *موقع كلمات ..
    مطوية لـ / علي الدهامي - دار القاسم
    *المصدر موقع الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى فتاوى (( نور على الدرب ))
    *المصدر: مجلة الأسرة العدد 81 لعام 1420هـ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    الريــاض
    الردود
    1,085
    الجنس
    ذكر
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هديه إلى يوم الدين ، الحمد لله الذي أمرنا في كتابه بالصدقة ودعانا إليها وحثنا عليها، فقال: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } [البقرة:262]
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي أمرنا بالصدقة وحثنا عليها، فقال : " : تصدقوا قبل أن تصدقوا؛ تصدق رجل من ديناره، تصدق رجل من درهمه، تصدق رجل من بره، تصدق من تمره، من شعيره، لا تحقرن شيئاً من الصدقة ولو بشق تمرة " رواه مسلم



    ما هي الصدقة أحبتي ؟

    الصدقة هي النفقة التي يطلب بها الأجر وتطلق على الفرض والنفل
    إلا أن عرف الاستعمال في الشرع جرى في الفرض بلفظ الزكاة، وفي النفل بلفظ الصدقة.
    معنى تسميتها صدقة : وذلك مأخوذ من الصدق في مساواة الفعل للقول والاعتقاد .
    الصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار، وقد حث الشرع على الصدقة وجعل لها آداباً وشروطا
    قال تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة:262]
    وقال تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) [الحديد:11]
    فكيف لا نتصدق إذا كان ما نتصدقه قرض نقرضه للغني والوفي والمحسن
    كيف لا وربما توعدنا أنه سينميها ويربيها لنا حتى تصير أضعافا مضاعفة
    فيالها من بشارة !!




    حكم الصدقة :

    عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { على كل مسلم صدقة قيل : أرأيت إن لم يجد ؟ قال : يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يعين ذا الحاجة الملهوف قال : قيل له : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يأمر بالمعروف أو الخير قال : أرأيت ؟ إن لم يفعل قال : يمسك عن الشر فإنها صدقة }
    وفي الصحيحين { عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا قال : قلت : فإن لم أفعل قال : تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال : قلت : يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك }


    ففي هذا الحديث أنه أوجب الصدقة على كل مسلم وجعلها خمس مراتب على البدل :
    الأولى الصدقة بماله فإن لم يجد اكتسب المال فنفع وتصدق . وفيه دليل وجوب الكسب ; فإن لم يستطع فيعين المحتاج ببدنه فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يفعل فيكف عن الشر . فالأوليان تقع بمال إما بموجود أو بمكسوب والأخريان تقع ببدن إما بيد وإما بلسان.
    وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى } ففي هذا الحديث أنه جعل الصدقة الكلمات الأربع . والأمر والنهي وركعتا الضحى كافيتان .




    ومن أنواع الصدقات :
    * الكلمة الطيبة
    * عون الرجل أخاه على الشيء
    * الشربة من الماء يسقيها
    * إماطة الأذى عن الطريق
    * الإنفاق على الأهل وهو يحتسبها
    * كل قرض صدقة، القرض يجري مجرى شطر الصدقة
    * المنفق على الخيل في سبيل الله
    * ما أطعم زوجته، ما أطعم ولده
    * تسليمه على من لقيه
    * التهليلة، التكبيرة، التحميدة، التسبيحة، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر
    * إتيان شهوته بالحلال
    * التبسم في وجه أخيه المسلم
    * إرشاد الرجل في أرض الضلال إذا تاه رجل وضل الطريق
    * ما أطعم خادمه، ما أطعم نفسه
    * إفراغه من دلوه في دلو أخيه
    * الضيافة فوق ثلاثة أيام
    * إعانة ذي الحاجة الملهوف
    * الإمساك عن الشر
    * قول: أستغفر الله
    * هداية الأعمى، إسماع الأصم والأبكم حتى يفقه،
    * ما أعطيته امرأتك
    * الزرع الذي يأكل منه الطير أو الإنسان أو الدابة
    * ما سرق منه فهو صدقة
    * وما أكله السبع فهو صدقة
    * إنظار المعسر بكل يومٍ له صدقة
    * الصباح وما يحلم في المساء



    فضائل وفوائد الصدقة

    أولاً: أنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله : { إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى } صحيح الترغيب.

    ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله : { والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار } صحيح الترغيب. عَنْ كَعبِ بْنِ عُجرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " يَا كَعْبُ بْنِ عجرةَ إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ وَلاَ دَمٌ نَبَتَا عَلَى سُحْتٍ ، النَّارُ أَوْلى بِهِ ، يَا كَعْبُ بن عَجرةَ النَّاسُ غَادِيَانِ ، فَغَادٍ في فَكَاكِ نَفْسِهِ فَمُعْتِقُهَا ، وَغَادٍ فَمُوثِقُهَا ، يَا كَعْبُ بن عجرةَ ، الصَّلاةُ قُرْبَانٌ ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِيءُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يَذْهَبُ الْجَلِيدُ عَلى الصَّفَا " . أخرجه ابن حبان في صحيحه

    ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله : { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة}.

    رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس }. قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )، قد ذكر النبي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } في الصحيحين .

    خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله : { داووا مرضاكم بالصدقة }. يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) صحيح الترغيب

    سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه: { إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم } رواه أحمد

    سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم ) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.

    ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } آل عمران:92

    تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً } في الصحيحين

    عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي عن ذلك بقوله: { ما نقصت صدقة من مال } في صحيح مسلم


    الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ} [البقرة:272]. ولما سأل النبي عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: {بقي كلها غير كتفها } في صحيح مسلم

    الثاني عشر:
    أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: { إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم}ٌ [الحديد:18]. وقوله سبحانه: { مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} البقرة5

    الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان } قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: { نعم وأرجو أن تكون منهم } في الصحيحين

    الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام وإتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ } قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله : { ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة } رواه مسلم

    الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين] ( فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ } الحشر:9


    السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله : { إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. } الحديث.

    السابع عشر: أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله : { لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار }، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.

    الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ} [التوبة:111]

    التاسع عشر: أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله : { والصدقة برهان } رواه مسلم


    العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي يوصي التَّجار بقوله: { يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة } رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع




    صدقة المرأه عن بيتها .

    قال صلى الله عليه وسلم " اذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة , كان لها أجرها بما أنفقت ,ولزوجها أجره بما كسب , وللخازن مثل ذلك , لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئاً" ( متفق عليه)
    يقول الله تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة }
    يقول تعالى : { والمصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم }

    عن حذيفة رضي الله عنه قال ) : قال عمر رضي الله عنه أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة ؟ قال قلت أنا أحفظه كما قال . قال إنك عليه لجريء فكيف ؟ قال قلت فتنة الرجل في أهله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والمعروف - قال سليمان قد كان يقول الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رواه البخاري
    عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم الفطر ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهن بالصدقة فجعلهن يلقين تلقي المرأة خرصها وسخابها } رواه البخاري




    وللصدقة آداب تتمثل في :
    * أن تكون من مالٍ طيب لا رديء ولا خبيث
    * أن تخرج طيبةً بها نفس المتصدق يبتغي بها مرضات الله
    * ألا يمن بها ولا يؤذي



    فتاوي عن الصدقة


    سأل الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى
    هل الصدقة على غير المسلم بها أجر إذا كان في أشد الحاجة إليها نرجو إفادة بذلك؟

    الجواب

    الشيخ: الصدقة على غير المسلم جائزة وفيها أجر إذا كان محتاجاً لها لكن لا تحل له الصدقة الواجبة أي الزكاة إلا أن يكون من المؤلفة قلوبهم ويشترط في الصدقة عليه ألا يكون ممن يقاتل المسلمين فإن كان ممن يقاتل المسلمين ويخرجهم من ديارهم فإنه لا يتصدق عليه لأن الصدقة عليه تتضمن أو تستلزم إعانته على المسلمين يقول الله تعالى (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )


    السؤال: فضيلة الشيخ هل إعطاء الصدقات للمتسولين يعتبر زكاة ؟

    الجواب

    الشيخ: المتسولين الذين يمرون بالناس ويسألونهم المال لا تخلو أحوالهم من أمرين الأمر الأول إذ يغلب على الظن صدقهم وأنهم في حاجة فهؤلاء يعطون من الزكاة ومن صدقة التطوع ولا حرج على الإنسان في إعطائهم ولكن لا ينبغي أن يتخذوا المساجد مكاناً للسؤال بل تكون أماكن سؤالهم عند أبواب المساجد من خارجها والأمر الثاني أن يغلب على الظن أنهم غير صادقين فيما ادعوه من الفقر والحاجة بل يغلب على الظن أنهم كاذبون وأنهم يسألون الناس أموالهم تكثراً فهؤلاء لا ينبغي أن يعطوا لا من الزكاة ولا من الصدقة الواجبة لأن في ذلك تشجيعاً لهم على السؤال المحرم والإنسان يحرم عليه أن يسأل الناس أموالهم تكثراً بل سؤال الناس أموالهم تكثراً من كبائر الذنوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر ولقد سمعنا كثيراً عن بعض هؤلاء المتسولين أنهم إذا ماتوا وجدت عندهم أموالٌ كثيرة حتى من الذهب ومن الفضة من النقود وهذا يدل على أن بعضهم يسأل الناس تكثراً لا لدفع حاجةٍ أو ضرورة.


    هل يجوز التصدق بمال فيه شبهه ؟


    تكره الصدقة بما فيه شبهة , ويستحب أن يختار أحل ماله وأبعده من الحرام والشبهة ; لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى يكون مثل الجبل } رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ روايته والفلو بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو , ويقال : بكسر الفاء وإسكان اللام وهو ولد الفرس في صغره .وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أيها الناس إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا , وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين , قال عز وجل : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } وقال : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب , ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك} رواه مسلم .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    الريــاض
    الردود
    1,085
    الجنس
    ذكر
    قــصص عـــجــيـبـة :
    تروي لي ليلى ( فلسطينية تعيش في السعودية منذ خمسين سنة )

    تقول :
    لقد هممت بالتصدق للمحتاجين ..فتحت حقيبتي ..ووجدت فيها أربعين ريالاً ...حدثتني نفسي ...وصورت لي بأني قد احتاج ...ترددت ...وخصوصاً أنني دائماً أحتاج ...أخذت عشرين ريالاً ...ثم أعدتها ...ثم أخذت عشرة ..ورددتها ...ثم عزمت على ان اتصدق بنصف المبلغ وبسرعة ..تصدقت بها هرباً من وسوسة الشيطان

    ووالله ...لم تمض نصف ساعة إلا وأنا ألتقي بواحدة تعرفني منذ زمن وبعد ان سلمت عليها ...دست في شنطتي هذا المنديل

    ((( كنت معها على العشاء وشاهدت بنفسي لفافة المنديل ووضح من أطرافها أنها عبارة عن مجموعة من فئة المئتين وبكت وهي تحكي لي هذه الحكاية ...وأكدت زميلتها ماحدث لها ))))

    ولها مع الصدقة قصص أخرى :
    تقول ...كنت واقفة في الشارع ..شاهدت ولداً يتسول عند محل للشاورما ..والعمال يطردونه ..سألته ماذا يريد فقال : أنا جوعان ..أبغى شاورما

    تقول : وأعطيته خمسة ريالات ..بقي في محفظتي 250 ريال فقط

    زوجي مصاب بمرض السكر وتحتاج لنشتري دواء السكر ...وكان سعر الدواء ...500 ريال ..وكان لابد ان يأخذ الدواء هذا اليوم ...طلبت من الصيدلي أن ينتظر حتى أؤمن المبلغ ..لكنه رفض ..رجعت ...وإذا برجل عريض مهيب ..يقف من خلفي ويقول لصاحب الصيدلية ..كم تحتاج هذه السيدة ؟؟ ثم دفع المال ورحل ...خرجت لاشاهد سيارته ..ولا أدري لماذا حاولت أن احفظ لوحة سيارته ..فلقد توهمت أنني سأتمكن من معرفة رقم هاتفه لأشكره .....

    المهم ...أني عرفت في ذلك الموقف ...ان الله فرج لي بسبب الشاورما التي أطعمتها الصبي الصغير

    ......................

    القصة الثانية :
    واحدة جاءتها امرأة محتاجة ... وبحثت في أرجاء البيت ....فلم تجد سوى 12 ريال فقط ..وتصدقت بها وهي تتمنى لو كان لديها المزيد ..تقول : لم يمض على خروجها وقت إلا ويبشرونني بالهاتف أن ابني ربح 6000 ريال

    ((إنما يتقبل الله من المتقين ))

    القصة الثالثة :
    ((((واحدة تصدقت ...وطلبت من التي تصدقت لها ان تدعو لها بالولد الصالح ...فلقد أيسها الاطباء من إمكانية الحمل ..وما مضت ثلاثة اشهر إلا وهي حامل بتوأم ولدين

    نعم ...يقسم الرب عز وجل...ولسوف يرضى ...كل واحد منا سيرضيه الله
    إن هو اتقى وساعد المحتاجين والفقراء
    من عليه دين ...وأقساط ..يقضيها الله عنه وييسرها
    من ليس لها ولد ...يرزقها
    من تأخرت في الزواج ...يزوجها
    من تمنى صلاح أولاده ...أصلحهم
    التي تسلط عليها زوجها ...يسخره لها ويلين قلبه عليها

    كل أمور الدنيا ...إن نحن تصدقنا وأعطينا ...يقسم ربنا انه سيرضينا ))) منقول سماعياً

    ..................

    جاء رجل يسأل صفوان ابن سليم
    لقد رأيت في المنام أن الله يبشرك بالجنة ..يقول ..قلت ..لم ؟؟؟
    قال : لقد كسوت مسكيناً ثوباً
    قال: ماقصة هذا الكساء ؟؟؟
    قال :
    كنت في ليلة باردة ذاهب للصلاة رأيت المسكين يرتجف من البرد فخلعت قميصي وألبسته إياه

    القصة الرابعة :
    واحدة من الأخوات خلعت خاتمها وتصدقت به ...وفي نفس الحفل ..فازت بطقم ذهب كامل
    إن الله الغني خزائنه ملأى ينفق كيف يشاء ...ليس بحاجة لأموالنا ولو شاء لرزق الناس جميعاً واغناهم ...لكنه يختبرنا في هذه الدنيا بالمال الذي أعطانا إياه ...
    قد لا يرجع علينا ما تصدقنا به ...لكن ليكن في يقيننا أنه محفوظ ...وما نفعل من خير لن ينساه الله لنا ...وكل ذرة خير محفوظة عند رب لا يضل ولا ينسى

    .....

    كما إن الصدقة تداوي المرض وتدفع ميتة السوء
    إحدى الداعيات المشهورات ...كانت في الحرم منذ عدة سنوات ..
    تقول : آلمني ضرسي الذي أجلت معالجته وحشوه...وكنت سعيدة بوجودي في الحرم وأريد أن أشتغل بالقرآن ..ولو استمر الألم فسوف أذهب للطبيبة وسيضيع وقتي ..فخطرت في بالي فكرة أن أدفع هذا الألم بالصدقة ...تقول ..وتصدقت على واحدة من البنات في الحرم ...فوالله ما هو إلا وقت قصير وسكن ألمي ..وإلى هذه الساعة ...منذ تلك السنة لم أحتج إلى الطبيب لأجله لأنه لم يعد يؤلمني أبداً

    والأخت الجزائرية ....

    تقول ...
    أصبت بمرض السرطان منذ عدة سنوات وتيقنت بقرب الموت ...وكنت أنفق ما أكسبه من مهنة الطرازة على يتامى ...فشفاني الله
    كل ما أنفقته ...عليهم ..رده الله لي مضاعفاً
    وسخر لي المحسنين في الجزائر كي يعالجونني ..ثم سخر لي هنا في السعودية من يهتم بي ويرعاني ...وأواصل علاجي إلى أن شفيت تماماً ...ووجدت أخوات صالحات ....هذا مع العلم أني لا اعرف أي أحد في هذا البلد

    لكن الله سخر لي كل شيء بسبب إنفاقي على هؤلاء الأيتام

    القصة الخامسة :
    رجل عنده ناقة عظيمة الثمن وكان له جار( أبو بنات و محتاج )....فأعطاه الناقة
    وكان الرجل يبحث عن المياه في السراديب ..وضاع ... انتظره أهله .... سبع ليال فلم يعد ....فتوقعوا انه هلك

    فوزعوا ماله ..وتذكروا الناقة التي وهبها أبوهم للجار ...واسترجعوها منه ..فقال الجار ( أبو البنات ): لقد أعطاني إياها أبوكم ..دلوني على السرداب الذي وقع فيه ..وبحث عنه ...حتى وجده وقد شارف على الهلاك

    فسأله متعجباً : كيف عشت هذه المدة من غير طعام ولا شراب
    فقال : منذ ضيعت الطريق ..كان كل يوم يأتيني إناء فيه لبن بارد ..ومنذ ليلتين ..انقطع اللبن عني ..فأخبره الجار ...أنه منذ ليلتين فقط ...أخذ أبناءه الناقة التي كانت تسقي بناته لبناً ..وتسقيه هو أيضاً ...فانسحبت البركة حينما سحبت من الجار

    ............................................

    كانت إحدى الداعيات المشهورات ..تروي هذه القصة وتبدي عجبها
    فقالت لها إحدى الحاضرات
    لا تعجبي ...والدنا جاءه محتاج في خيمته فأعطاه حليب ( في غضارة ) وسقاه حتى شبع
    وبينما كان يتنقل ...تعطلت به السيارة ..وجلس تحت ظل شجرة وقد شارف على الموت وإذا برجل يأتيه وقد أعطاه حليب وشربه ...وإذا بهذا الرجل هو نفسه الذي سقاه والدي

    .................................................. ........

    هذه القصة ..تنبهنا لأمر نغفل عنه دائماً
    نحن نجمع المال والذهب والألماس ..ثم نموت ونتركه للورثة
    ...نحن نتعب لهم ...ونكافح لأجلهم ..وهم أول من يدفن ذكرانا ...
    ولو تصدقوا عنا وهم في دار العمل ..فكأنهم يمنون علينا ...
    إنها أموالنا ومع ذلك سنتمنى في قبورنا ان يأتينا من تعبنا هذا شيء ...
    نحن نجمع لهم وهم لا يكترثون بنا ..وهم أول من ينسانا وينسى زيارتنا في القبور والتصدق لنا

    العقل يقول ...ان علي أن أتصدق لنفسي أنا ...فأنا لا اضمن احداً بعد وفاتي ..فالمال له سطوة على النفس والشيطان يعدنا بالفقر ...ويجعلنا نتردد في التصدق ...ويأمرنا بالبخل ...فإذا كان الابن يبخل على نفسه ولا يتصدق عن نفسه وهو في الحياة أتراه سيجعلهم يتصدقون عن الوالدين وهم في دار الفناء

    من الآن
    افتح حساباً مع الله ...وساهم ...فالأسهم معروضه بأرخص الأثمان والربح هائل ...هائل ...ربح لايمكن لك أن تتخيله
    دعونا نكتتب الآن .
    آخر موعد لهذه الفرصة الذهبية ...آخر يوم في رمضان ...
    الاكتتاب سيظل مفتوحاً لكنه لن يكون بمثل بركة هذه الأيام المباركة من شهر رمضان ...كان حبيبنا ...أجود ما يكون في هذا الشهر الكريم
    سئل صلى الله عليه وسلم : " أي الصدقة أفضل ؟ قال : صدقة في رمضان "
    و الله طيب لا يقبل إلا طيباً ..وخير الصدقة ...أن تخرجها ...مما تحب ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )
    أنا عن نفسي ...قررت أن أكتتب مع الله ..فالمبلغ الذي نويت أن أساهم به في شركة الاتصالات ...سأساهم به في تجارة مع الله
    من سيفعل مثلي ؟؟؟؟؟
    وهناك في الجنة ...سأذكركم بإذن الله ...بهذا الأمر ...وسنجني كلنا الأرباح التي لم تخطر لنا على بال
    سنكتتب مع الله ..وسيكتبها لنا ربنا في موازيننا ..وسيربيها لنا كما يربي أحدنا فلوه ..
    إنه يربيها بيده ...بيمينه سبحانه ...وأي كرامة وشرف هذا ؟؟؟ !!!!!
    ومن يدري ربما يمن علينا الكريم بمنه ويوزع علينا الأرباح في الدنيا ويربي لنا أموالنا للآخرة ونحوز على الأمرين معاً
    لن أستبدل عظم هذه الأيام بالمساهمة في شركات الدنيا ..ربحها مهما عظم ..زائل ....
    إنها فرصة نادرة للاكتتاب مع الرحمن ...وفرصة رائعة لأن نحوز على أشياء كثيرة ..بودنا لو أنفقنا مافي الأرض من مال حتى تحدث لنا

    أهم أمر :
    الآجر في الآخرة ورفعة الدرجة
    وعند البيهقي ...........................أن الله يرفع المتصدقين على كراسي من ذهب

    1- استحقاق رحمة الله ( إن رحمة الله قريب من المحسنين ) كما أنها ظل ظليل في الآخرة
    الصدقة ....تظللنا في وقت الحر والحشر ...ونحن في أمس الحاجة للظل ..تاتي الصدقة وتظلنا
    ( .كل امريء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس )
    من الذين يظلهم الله في ظله تحت العرش( رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه )

    2- أطفيء بها غضب ربي ..فيما لو عملت ما يغضبه
    ( الصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار) ..وكلنا أصحاب خطايا ..وكلنا بحاجة لرحمة ربنا وكلنا نخاف من سخطه وغضبه ,.....
    ومثل الواحد منا كمثل مأسور في أسر ...وقربه الآسر يريد أن يضرب رأسه ويهلكه بالمعصية ...فإذا تصدق فدى نفسه

    3- تدفع ميتة السوء .

    4- تدافع عني في القبر وتحميني من ملائكة العذاب

    5- تبرد علي في قبري وقبر من أتصدق عنه من الأموات
    ( إن الصدقة ستطفيء على أهلها حر القبور )
    إن في جوف المقبرة أمور عظيمة ..إما قصور الجنة أو حفر النار..
    يقول ابن عثيمين رحمه الله : فليتصدق أهل الميت فإن الله إن تقبلها كشف عنه العذاب

    6- شفاء للمريض ...( داووا مرضاكم بالصدقة )

    7- البركة ....في المال ( من أنفق نفقة بورك له فيها )والزيادة ( ما نقصت صدقة من مال )
    عندك 1000 ..وتصدقت بـ100 ..تيقن أن الباقي 100 وليس هو الذاهب
    تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ذبح رسول الله شاة فقال النبي : مابقي منها
    قالت : يارسول الله مابقي منها إلا كتفها ..فقال : والذي نفسي بيده يا عائشة كلها بقيت إلا كتفها ..الذي
    يبقى حقيقة هو ما اودعناه عند ربنا

    8- انتظار الربح العاجل في الدنيا والآخرة
    إن هذه الصدقة .....يتقبلها الله بيمينه ثم يربيها لك ..حتى تكون مثل الجبل من الحسنات

    9- تدعو لي الملائكة صبح مساء ..وهم من أخبرنا الله بأن دعاءهم مستجاب
    مامن يوم يصبح فيه العباد إلا والملائكة تقول ( اللهم اعط منفقاً خلفاً واعط ممسكاً تلفاً )..الملائكة تدعو على مالك يالتلف إن لم تتصدق من مال الله الذي أعطاك إياه

    10- نسجل عصياناً للشيطان الرجيم ...ونخالف كل ما يأمرنا به من البخل وما يعدنا به من الفقر
    إنها تجارة مع الله
    الله يدلك على تجارة ربحها مضمون
    ( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب عظيم ...)
    وربنا عز وجل ...يريدنا أن نتاجر معه ..وهو سبحانه من يملك خزائن السموات والأرض .....خزائنه ملأى ..ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء .

    ( يرجون تجارة لن تبور .ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور )
    لا تخافوا ...فالرب قد وعدكم ....أن يوفيكم أجوركم ويعيد لكم كل مادفعتموه في هذه المساهمة ....ويزيدكم من فضله ..فربنا .....غفور ...شكور
    هل نبدأ المساهمة ؟؟؟؟وهل سننجح مع ذواتنا ؟؟؟؟ ياليت ..ومن الآن ...

    تعالوا نعقد الصفقة مع الله عزوجل ...
    تعالوا نبيع ...فالــــلــــه......... ..الــــلــــه هو المشتري...هل شعرتم بعظم هذا الأمر ؟؟؟؟ إذن تصدقوا وبسرعة



    سبحان الله والله اكبر بعد ان قرائتم لاتتردوا في نشر الصدقه وفكروا في الاجر من الله قبل كل شي
    اخواني الكرام اتمنى لكم الخير وان نكون جميعا في الجنات ان شاء الله
    واسال الله ان يتقبل اعمالنا يارب




  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    الريــاض
    الردود
    1,085
    الجنس
    ذكر
    الصدقات باب من أبواب الخير، لا يدخله من عباد الله إلا الذين سمت نفوسهم، وعلت همتهم وكسروا طوق الشح والبخل

    من حول رقابهم، لأنهم آمنوا بربهم، فما يخيفهم إنفاق المال في سبيل الله، لأنهم علموا أن المال مال الله، يهبه من

    يشاء من عباده.

    ( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    الريــاض
    الردود
    1,085
    الجنس
    ذكر
    الضمان على أن الصدقة تغير حياتك إلى الأفضل



    برهان على صحة الإيمان:

    قال صلى الله عليه وسلم

    " والصدقة برهان "

    سبب في شفاء الأمراض:

    قال صلى الله عليه وسلم

    " داووا مرضاكم بالصدقة "



    تظل صاحبها يوم القيامة:

    قال صلى الله عليه وسلم

    "كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس"



    تطفىء غضب الرب:

    قال صلى الله عليه وسلم

    " صدقة السر تطفىء غضب الرب"

    محبة الله عز وجل:

    قال عليه الصلاة والسلام

    "أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولئن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهر "



    الرزق ونزول البركات:

    قال الله تعالى

    " يمحق الله الربا ويربي الصدقات"



    البر والتقوى:

    قال الله تعالى

    " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم "



    تفتح لك أبواب الرحمة:

    قال صلى الله عليه وسلم

    " الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "



    يأتيك الثواب وأنت في قبرك:

    قال صلى الله عليه وسلم:

    " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له"



    توفي الصدقة نقص الزكاة الواجبة:

    حديث تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً قال: " أول ما يحاسـب بـه العبد يـوم القيامـة الصلاة؛ فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن كان لم يكملها قال الله ـ تبـارك وتعـالى ـ لملائكته : هل تجدون لعبدي تطوعاً تكملوا به ما ضيع من فريضته ؟ ثم الزكاة مثل ذلك، ثم سائر الأعمال على حسب ذلك"



    إطفاء خطاياك وتكفير ذنوبك:

    قال صلى الله عليه وسلم

    "الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار "



    تقي مصارع السوء:

    قال صلى الله عليه وسلم

    "صنائع المعروف تقي مصارع السوء "



    أنها تطهر النفس وتزكيها:

    قال الله تعالى

    " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها "





    و قال صلـــى اللــه عليــه وسلــــم :

    "ما نقص مال من صدقة "



    و قال صلـــى اللــه عليــه وسلــــم :

    " اتقوا النار ولو بشق تمرة "



    فلو أن للصدقة إحدى هذه الفضائل

    لكان حري بنا أن نتصدق

    فما بالك بكل هذه الفضائل جميعا

    من الصدقة

    ولو بريال واحد فقط

    لا تحقرن من المعروف شيئا

    فاحصد الأجور

    وأدفع عن نفسك البلاء

    لنتصدق

    ونحث غيرنا على الصدقة

    فهذه الفضائل العظيمة

    جمعت في الصدقة

    فلا نخسرها

    فنندم

    يوم لا ينفع

    مال ولا بنون



    ملاحظة

    - عندما تقنع أحداً بتخصيص مبلغ من راتبه

    فسيأتيك مثل أجره

    من غير أن ينقص منه شيء لأنك السبب

    فقد تموت وهناك من يتصدق بسببك

    فيستمر لك الأجر

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الردود
    37
    الجنس
    حبيبتي ما اقدر ارسلك ع الخاص ياليت تقولين كيف اقدر اوصل اللي عندي لهم تكفين اختي انتظر ردك

مواضيع مشابهه

  1. ساعدوني ولكم الاجر والثواب
    بواسطة um ibrahim في الحمل والولادة و الرضاعة
    الردود: 3
    اخر موضوع: 11-06-2011, 08:08 AM
  2. مساعد ه ممن يحب الاجر والثواب
    بواسطة اصيلة الحجاز في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 6
    اخر موضوع: 26-11-2008, 09:18 PM
  3. من تساعدني لها الاجر والثواب
    بواسطة سهاد_5 في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 2
    اخر موضوع: 30-07-2007, 08:31 AM
  4. طلب ولكم الاجر والثواب
    بواسطة nono_fara7 في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 0
    اخر موضوع: 09-04-2007, 12:07 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ