الله تعالى ينزل كل ليلة فما أنت صانع
المسلم يحرص على وقته في حين وخاصة بالدعاء والعبادة وإليك أخي الكريم فضل قيام وأرجو أن أكون قدمت لك شيئاً مفيداً ........خاصة أنها أول مشاركة ....


فَمِنْ ذَلِكَ: فَمِنْ ذَلِكَ: مِثْلُ قَوْلِهِ (: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ( )).
يَسْأَش/ قولـه: ((فمن ذلك مثل قولـه (…)) إلخ؛ الكلام على هذا الحديث من جهتين:

الأولى: صحَّته من جهة النقل؛ وقد ذكر المؤلِّف رحمه الله أنه متَّفق عليه. ويقول الذهبي في كتابه ((العلو للعليِّ الغفار))( ):

((إن أحاديث النزول متواترة، تفيد القطع)).

وعلى هذا؛ فلا مجال لإنكار أو جحود.

الثانية: ما يفيده هذا الحديث؛ وهو إخباره ( بنزول الربِّ تبارك وتعالى كل ليلة… إلخ.

ومعنى هذا أن النزول صفة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته، فهو لا يماثل نزول الخلق؛ كما أن استواءه لا يماثل استواء الخلق.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله في تفسيره سورة الإخلاص:

((فالربُّ سبحانه إذا وصفه رسولـه بأنه ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة، وأنه يدنو عشية عرفة إلى الحجاج، وأنه كلَّم موسى بالوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة، وأنه استوى إلى السماء وهي دخانٌ، فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا؛ لم يلزم من ذلك أن تكون هذه الأفعال من جنس ما نشاهده من نزول هذه الأعيان المشهودة حتى يُقال: ذلك يستلزم تفريغ مكان وشغل آخر))( ).

فأهل السنة والجماعة يؤمنون بالنزول صفة حقيقية لله عز وجل، على الكيفية التي يشاء، فيثبتون النزول كما يثبتون جميع الصفات التي ثبتت في الكتاب والسنة، ويقفون عند ذلك، فلا يكيِّفون ولا يمثِّلون ولا ينفون ولا يعطِّلون، ويقولون: إن الرسول أخبرنا أنه ينزل،ولكنه لم يخبرنا كيف ينزل، وقد علمنا أنه فعَّال لما يريد، وأنه على كل شيء قدير.

ولهذا ترى خواصَّ المؤمنين يتعرَّضون في هذا الوقت الجليل لألطاف ربهم ومواهبه، فيقومون لعبوديته؛ خاضعين خاشعين، داعين متضرِّعين، يرجون منه حصول مطالبهم التي وعدهم بها على لسان رسولـه .لُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ( )).