""كيف تصلح حالك ""
هلم إلى الدخول على الله ومجاورته في دار السلام بلا نصب ولاتعب ولاعناء بل من أقرب الطرق وأسهلها :
وذلك انك في وقت من الوقتين وهوفي الحقيقة عمرك .
وهو وقتك الحاضر بين مامضى وما يستقبل , فالذي مضى تصلحه بالتوبة والندم والإستغفار. وذلك شيء لا تعب عليك فيه ولا ولا نصب ولا معاناة عمل شاق , وإنما هو عمل قلب ,
وتمتنعي فيما تستقبل من الذنوب , وامتناعك ترك وراحة ليس هو عمل بالجوارح يشق عليك معاناته ,وإنما هو عزم ونية جازمة تريح بدنك وقلبك وسرك , فما مضى تصلحيه بالتوبة , وما يستقبل تصلحه بالإمتناع والعزم والنية , وليس للجوارح في هاتين نصب ولاتعب , ولكن الشأن في عمرك وهو وقتك الذي بين الوقتين , فغن أضعته أضعت سعادتك ونجاتك .
وإن حفظته مع اصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بماذكر, نجوت وفزت بالراحة واللذة والنعيم .وإن آثرت الشهوات والراحات واللهو واللعب انقضت عنك بسرعة وأعقبتك الألم العظيم الدائم .
وأخيرا أخيتي هل فهمت خلاصة القول "
فما مضى تصلحيه بالتوبة , وما يستقبل تصلحه بالإمتناع والعزم والنية "
وأتمنى أختي في الله بأنك استفدتي من هذا الموضوع الذي قدمته لك من كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية رحمه الله.
رحييق
الروابط المفضلة