إن كتب التراجم والتأريخ قد حفظت لنا أخبار كثير من النساء الإيجابيات
>في مجال العلم، واللاتي أذهب الله عنهن غشاوة الجهل، وحباهن نور العلم
>والفهم، فتفتحت بصائرهن، وتخرّج في مدارسهن كبار علماء الدنيا.
>ومن هؤلاء: معلمة أمير الحفاظ: الحافظ ابن حجر رحمه الله كان إذا ذكر
>أخته ستّ الركب -اسمُها ستُ الركب- قال: هي أمي بعد أمي.. فقد ربته
>وحدبت عليه وعلمته..
>كما أن الحافظ بن حجر قد تعلم على جماعةٍ من النساء يشار إليهن بالبنان
>في العلم حتى إن الحافظ رحمه الله قد قرأ على نيف وخمسين امرأة.. كلهن
>شيوخه في العلم.. فمنهن: فاطمة الدمشقية أم الحسن.. وكذلك في مشايخه
>فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية أم يوسف, قال ابن حجر رحمه
>الله: ونعم الشيخة كانت.. وكذلك خديجة بنت إبراهيم وسارة بنت تقي الدين
>علي السبكي.
>وأكثر من الحافظ ابن حجر شيوخاً من النساء الحافظ بن عساكر رحمه الله..
>فقد ذكر شيوخه من النساء فكنّ بضعاً وثمانين شيخة.. و ست الركب
>بالمناسبة ماتت ولم تبلغ الثامنة والعشرين من عمرها.. ولكن الإيجابية
>ترفع صاحبها وتعلي منزلته في الدنيا والآخرة. ويكفيها فخراً أن من
>تلاميذها الحافظ ابن حجر رحمه الله..
>
>المرأة الإيجابية والدعوة إلى الخير..
>المرأة الإيجابية تدرك أن العمل لهذا الدين مسئولية الجميع ذكرهم
>وأنثاهم ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
>أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
>الْمُنكَرِ﴾ فلم يخص الحق عز وجل واجب الأمر بالمعروف والنهي عن
>المنكر الرجال دون النساء. وهذا ما تدركه المرأة الإيجابية, ولذلك فهي
>تستشعر مسئولياتها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى
>الخير.. سواء في محيط بيتها أو خارجه.
>فقد روى الإمام ابن كثير ردّ المرأة على عمر في المسجد في قضية المهور،
>ورجوعه إلى رأيها علناً.. وقوله: "أصابت امرأة وأخطأ عمر" رضي الله
>عنه.. قال الإمام ابن كثير إسنادها جيد..
>ومراجعة عائشة للكثير من الصحابة في فتاويهم واجتهاداتهم واستدراكها
>على بعضهم هو من الدعوة التي كانت تقوم بها النساء..
>وأبواب الدعوة إلى الخير عند المرأة الإيجابية كثيرة يحثها إليها قول
>الخالق عز وجل: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى
>اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾
>
>بيد أننا نذكر ببعض مجالات الدعوة:
>1- العناية بدعوة زوجها وأولادها إلى الخير، وسعيها لتطهير بيتها من
>المنكرات وإشاعة الفضائل والمكرمات.. وقد كانت بعض نساء السلف يقلن
>لأزواجهن [اتقوا الله فينا ولا تطعمونا الحرام، فإنا نصبر على الجوع
>ولا نصبر على النار].
>2- ومن مجالات الدعوة أيضاً: الدعوة في أوساط النساء سواء في مجالسهن
>أو في المدارس والجامعات.. تنشر الخير عبر الكلمة الطيبة والقدوة
>الصالحة والشريط النافع والنشرة المفيدة..
>3- المشاركة في المحاضن التربوية والمدارس الإيمانية كدور تحفيظ القرآن
>واللجان النسائية للمؤسسات الخيرية كالندوة العالمية وندوة الإغاثة.
>4- الكتابة في المجلات والصحف.
>5- متابعة قضايا الأمة وتقديم ما تستطيعه للمجاهدين وربط أخواتها
>النساء بهذه القضايا وإشعارهن بأن لهن دوراً لابد من القيام به لنصرة
>الإسلام في أي مكان في العالم.. فإذا سقط وجوب الجهاد القتالي على
>المرأة فإن الجهاد المالي قد لا يسقط إن كانت من أهل المال أو تستطيع
>أن تنصر إخوانها بالمال كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله..
>
>فالمرأة الإيجابية لا تراها إلا تربي طفلاً
>أو توجه زوجاً
>أو تدعو رباً
>أو تنشر خيراً
>أو تبذل مالاً
>أو تقدم عوناً
منقوووووووول
الروابط المفضلة